لمحاماة رسالة سامية , نبيلة
الأهداف والمقاصد , وتحتاج ممن يمارسها إلى أن يسلح نفسه ويحصنها دائماً
بمقومات الخلق الحسن وبأسلحة أدبية أخرى , لكى يتغلب على إغراءات تصادفه
وصعوبات تجابهه وسلبيات تجذبه إلى الهاوية , إن لم يكن يقظاً.
فما المطلوب من المحامى إذن لكى يصبح ناجحاً متألقاً ؟
إن
الإجابة عن هذا السؤال من الممكن أن تقودنا إلى تفاصيل علم الأخلاق
والكثير من مبادئ الشرع الإسلامى الحنيف التى تحث الإنسان على التحلى
بالفضائل وتجنب الرذائل , ولكنا نؤثر أن نركز هنا فضائل محددة تخص المحامى
وتساعده على النجاح والتألق وخدمة الناس حسبما تقتضيه أصول المهنة.
ويأتى فى مقدمة هذه الفضائل ما يلى :
1- الأمانة
2- الشجاعة فى إبداء الرأى والثقة فى النفس
ويكفى ذلك للحديث عن أخلاق المحامى , الذى يفترض فيه أن يكون ملتزماً الفضائل التى حثت عليها مختلف الشرائع السماوية .
ومن
الجدير بالتسجيل هنا أن أذكر بالفضل والتقدير الأستاذ محمد شوكت التونى
المحامى - يرحمه الله ? الذى وضع كتاباً بعنوان " المحاماة فن رفيع " وركز
فيه بأسلوب شائق عذب رفيع المستوى على كل هذه الفضائل وغيرها.
وننتقل الآن إلى الفضائل التى حددناها آنفاً لنعرضها بشىء من التفصيل.
الأمانة" فضيلة مطلوبة بوجه خاص فمن يمارس مهنة المحاماة , وقد أتت في مقدمة الفضائل الإنسانية التي اهتم بها الشرع الإسلامي الحنيف
أمانة المحامى:
تأتي
االأمانة في مقدمة الفضائل الانسانية التي اهتم بها الشرع الاسلامي الحنيف
، والنصوص من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فى شأن الأمانة كثيرة ، نورد
منها مـا يلي:
قال تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا} .(سورة الأحزاب الايه 72) .
والمقصود
بالأمانة في هذا النص الكريم هو مختلف التكاليف من أوامر ونواه ائتمن
الانسان على الخضوع لها و الالتزام بها .. وهى أمانة خطيرة فى عبئها و
تبعة حملها ، حتى إن السموات والأرض والجبال أشفقن منها وأبين أن يحملنها .
كما قال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل }.(سورة النساء- 85 ).
وقال سبحانه : { فإن آمن بعضكم بعضاً فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه }. (البقرة ? 283).
وكانت
الأمانة من أهم الفضائل والصفات التى وصف بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكان يوصف بأنه ( الصادق الأمين ) ولو كانت هنالك صفة أسمى وأجل من
الأمانة لوصفوه بها. وقال صلى الله عليه وسلم : { أد الأمانة إلى من
ائتمنك, ولا تخن من خانك} . ( أخرجه أبو داود والترمذى والحاكم ) ..
والأمانة
هى الوصف الذى قالته المرأة لأبيها عندما قصت عليه قصة سيدنا موسى عليه
السلام عندما سقى لها هى وأختها كما ورد فى قوله تعالى: { قالت إحداهما يا
أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين }، ( القصص ? 26) . وهى فضيلة
مطلوبة فى كل البشر ومطلوبة بوجه خاص فيمن يمارس مهنة المحاماة ، لأنها
مهنة الذود عن الحقوق المشروعة والضائعة أو المهددة بالضياع ، ورفع الظلم
ومحاربته وإحقاق الحق وإنصاف المستحقين ، ولا يتصور ممارستها على النحو
الذى يحقق غايتها ، إلا ممن يعى هذه الغاية ومدى سموها.
ولكى
نلقى الضوء أكثر على الأمانة المحامى فإننا نتعرض لأهم جوانبها فى إيجاز
حيث سنعرض لأمانة المحامى تجاه ربه سبحانه وتعالى ، وتجاه نفسه , وتجاه
موكليه وتجاه خصومه ، ثم تجاه القضاة الذين يتناولون قضيته ، على التفصيل
الآتى :
يفترض في المحامي أن يكون ملتزماً أحكام الشرع الإسلامي الحنيف كمسلم صالح يعرف دينه ويخاف ربه .
أمانة المحامي تجاه ربه سبحانه وتعالى
فالله
سبحانه هو المطلع على ما في الضمائر والنفوس ، لا تخفى عليه خافيه في
الأرض ولا في السماء ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فأي شيء في نفس
المحامي أو صدره عند تعامله مع الناس وعند ممارسته لمهنته يطلع عليه
سبحانه ، وهو مؤاخذ به إن كان حسناً فحسن ، وإن كان غير ذلك فليتحمل تبعته
في الدنيا والاّخرة .
وتقتضي الأمانه من المحامي أن
يتذكر دائماً أن الله تعالى هو الرزاق ذو العرش المجيد وأنه ما من تضحيه
من جانبه أو إكرام للناس أو رحمه بهم عند التعامل معه ، إلا و كان جزاء
ذلك عند الله عظيماً في ميزان حسناته ، فضلاً عن الجزاء العاجل في الدنيا
والذي يتمثل سريعا في حب الناس وتقديرهم لطيب أخلاقه وحسن تعامله وفرط
انسانيته ورحمته ، ومن أحبه الناس أحبه اللـه . فعلى المحامي أن يتقي ربه
في جميع تصرفاته ، ولا يأتي منها إلا ما يراه حسناً أو رحمة أو عدلاً
بمعايير الشرع الإسلامي الحنيف ، الذي يعرفه بحكم دراسته ومهنته معرفه
واسعة متميزة بالمقارنة مع غيره من الأشخاص العاديين.
أما عن أمانة المحامي تجاه نفسه ومهنته
فيأتي
في مقدمتها وجوب العناية بتنمية مقومات شخصيته من مختلف الجوانب . فهو
يصون نفسه من أي أذى بإكرامها بكل تصرف سوى والبعد بها عن كل تصرف مشين ،
وبأن يكثر من خدمة الناس وخصوصاً المحتاجين منهم و لو بغير مقابل ، وسيجد
من رضا هؤلاء الضعفاء وعميق دعواتهم له ولأسرته ما يفوق في قيمته أي مال
مهما كان .
وعلى المحامى واجب تجاه فنه ومهنته بأن يسعى
دائما إلى تلمس كل أسباب الرقي والنجاح في ممارستها فلا ينقطع عن الدراسة
والبحث المتعمق ، وانتهاز فرصة مختلف القضايا للقراءة المتعمقة في أمهات
المراجع لخدمتها بنفسه . ولا مانع من أن يستعين بمساعدين له ، ولكن على أن
يراجع كل شيء بنفسه وأن يضيف إليه أو يعدل فيه بحسب خبرته وحصيلة بحثه
وقراءاته التي ينبغي ألا تنقطع بأي حال .
فطلب العلم
المستمر أمر مستحب بل واجب على المحامي طوال حياته مهما ارتقى ونال من
نجاح أو شهرة . وأؤكد للجميع أن المحامي الذي يواظب على ذلك ، يصبح تحصيل
العلم والإستزادة منه عادة من عاداته ، وسيشعر دائماً بالمزيد من الرضا
والغبطة والسرور ، فضلاً عن رد فعل نفسي عظيم عندما يظهر أثر ذلك في
مذكراته ومرافعاته و سائر أعماله ، وما يصل إليه من نجاح وشهرة ، ومايلقاه
من حسن تقدير عملائه ورفقاء مهنته وغيرهم.
وتقتضي أمانة
المحامي تجاه نفسه وفنه أيضاً أن يعتني بحياته الشخصية وبمركزه وأولاده،
ومراعاة حسن تربيتهم وتعليمهم و الرقي بهم ، وأن يعتني كذلك بمظهره الشخصي
وتصرفاته مع الغير، مع وجوب التدقيق والإحتياط في إختيار الأماكن التي
يرتادها... فكل شيء محسوب عليه وعلى أسرتة وعلى مهنته. ويدخل فى نطاق
أمانة المحامى تجاه نفسه وفنه أيضاً مدى عنايته بمكتبه من حيث الموقع وحسن
التأثيث ، ومدى ملاءمته لتلك المهنة الراقية السامية ، وكذلك مدى عنايته
فى اختيار من يعملون معه من محامين ومعاونين.
وإن هذا
الأمر يختلف من محام إلى آَخر حسب تربي وتنشـــئته ومدى الإحساس بأهميته،
وحسب مدى تقديره وحسن توظيفه للمبلغ المتوفر لديه ولو كان محدوداً. ولا بد
- في يقيني - من خضوع هذا الجانب للرقابه من جانب جهة مسؤوله ويكون هدفها
الرئيسي الإرتقاء بهذه المهنة السامية وحمايتها من كل تصرف يسيء إليها من
المحامين أنفسهم أو من غيرهم.. قد يقول قائل ليست العبرة بالمكان وإنما
بحسن التصرف ولكننا نؤكد ونقول إن الشخصيه القويمة التي نتطلع إلى توافرها
في المحامي الجيد لا تتجزأ ، وينبغي أن يصدر عنها كل تصرف لائق ومقبول من
أهل المهنة نفسها قبل غيرهم من العملاء ، الذين سيشعرون حتماً بالإستياء
عندما يقابلون محاميهم في مكان غير لائق، ليعهدوا إليه بحماية مصالحهم
ويتفاهموا معه في أمور خطيره جنائية أو تجارية أو إستثمارية كبرى أو غير
ذلك.
ويدخل في نطاق أمانة المحامي تجاه مهنته
وفنه كذلك حسن معاملته مع زملائه المحامين، والتخلص في علاقاته معهم من أي
كبر أو غرور أو حقد ، وهذا يتطلب الإلتزام بالمبدأ الإسلامي المعروف الذي
يحث على أن يوقر الصغير الكبير ، وأن يرحم الكبير الصغير مهما تعارضت
المصالح أو اَختلفت الاَراء ، حيث يجب أن يراعي جميع المحامين أيضاً مبدأ
"أن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية ". فلابد إذن من وضع
الأمور في نصابها الصحيح قدر الإمكان ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح
الصدق في تقدير الظروف والعدل في تقدير الأتعاب دعامتان أساسيتان في سياسة المحامي عند تقديره
.باقى الموضوع اسفل الصفحه
الأهداف والمقاصد , وتحتاج ممن يمارسها إلى أن يسلح نفسه ويحصنها دائماً
بمقومات الخلق الحسن وبأسلحة أدبية أخرى , لكى يتغلب على إغراءات تصادفه
وصعوبات تجابهه وسلبيات تجذبه إلى الهاوية , إن لم يكن يقظاً.
فما المطلوب من المحامى إذن لكى يصبح ناجحاً متألقاً ؟
إن
الإجابة عن هذا السؤال من الممكن أن تقودنا إلى تفاصيل علم الأخلاق
والكثير من مبادئ الشرع الإسلامى الحنيف التى تحث الإنسان على التحلى
بالفضائل وتجنب الرذائل , ولكنا نؤثر أن نركز هنا فضائل محددة تخص المحامى
وتساعده على النجاح والتألق وخدمة الناس حسبما تقتضيه أصول المهنة.
ويأتى فى مقدمة هذه الفضائل ما يلى :
1- الأمانة
2- الشجاعة فى إبداء الرأى والثقة فى النفس
ويكفى ذلك للحديث عن أخلاق المحامى , الذى يفترض فيه أن يكون ملتزماً الفضائل التى حثت عليها مختلف الشرائع السماوية .
ومن
الجدير بالتسجيل هنا أن أذكر بالفضل والتقدير الأستاذ محمد شوكت التونى
المحامى - يرحمه الله ? الذى وضع كتاباً بعنوان " المحاماة فن رفيع " وركز
فيه بأسلوب شائق عذب رفيع المستوى على كل هذه الفضائل وغيرها.
وننتقل الآن إلى الفضائل التى حددناها آنفاً لنعرضها بشىء من التفصيل.
الأمانة" فضيلة مطلوبة بوجه خاص فمن يمارس مهنة المحاماة , وقد أتت في مقدمة الفضائل الإنسانية التي اهتم بها الشرع الإسلامي الحنيف
أمانة المحامى:
تأتي
االأمانة في مقدمة الفضائل الانسانية التي اهتم بها الشرع الاسلامي الحنيف
، والنصوص من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فى شأن الأمانة كثيرة ، نورد
منها مـا يلي:
قال تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا} .(سورة الأحزاب الايه 72) .
والمقصود
بالأمانة في هذا النص الكريم هو مختلف التكاليف من أوامر ونواه ائتمن
الانسان على الخضوع لها و الالتزام بها .. وهى أمانة خطيرة فى عبئها و
تبعة حملها ، حتى إن السموات والأرض والجبال أشفقن منها وأبين أن يحملنها .
كما قال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل }.(سورة النساء- 85 ).
وقال سبحانه : { فإن آمن بعضكم بعضاً فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه }. (البقرة ? 283).
وكانت
الأمانة من أهم الفضائل والصفات التى وصف بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكان يوصف بأنه ( الصادق الأمين ) ولو كانت هنالك صفة أسمى وأجل من
الأمانة لوصفوه بها. وقال صلى الله عليه وسلم : { أد الأمانة إلى من
ائتمنك, ولا تخن من خانك} . ( أخرجه أبو داود والترمذى والحاكم ) ..
والأمانة
هى الوصف الذى قالته المرأة لأبيها عندما قصت عليه قصة سيدنا موسى عليه
السلام عندما سقى لها هى وأختها كما ورد فى قوله تعالى: { قالت إحداهما يا
أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين }، ( القصص ? 26) . وهى فضيلة
مطلوبة فى كل البشر ومطلوبة بوجه خاص فيمن يمارس مهنة المحاماة ، لأنها
مهنة الذود عن الحقوق المشروعة والضائعة أو المهددة بالضياع ، ورفع الظلم
ومحاربته وإحقاق الحق وإنصاف المستحقين ، ولا يتصور ممارستها على النحو
الذى يحقق غايتها ، إلا ممن يعى هذه الغاية ومدى سموها.
ولكى
نلقى الضوء أكثر على الأمانة المحامى فإننا نتعرض لأهم جوانبها فى إيجاز
حيث سنعرض لأمانة المحامى تجاه ربه سبحانه وتعالى ، وتجاه نفسه , وتجاه
موكليه وتجاه خصومه ، ثم تجاه القضاة الذين يتناولون قضيته ، على التفصيل
الآتى :
يفترض في المحامي أن يكون ملتزماً أحكام الشرع الإسلامي الحنيف كمسلم صالح يعرف دينه ويخاف ربه .
أمانة المحامي تجاه ربه سبحانه وتعالى
فالله
سبحانه هو المطلع على ما في الضمائر والنفوس ، لا تخفى عليه خافيه في
الأرض ولا في السماء ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فأي شيء في نفس
المحامي أو صدره عند تعامله مع الناس وعند ممارسته لمهنته يطلع عليه
سبحانه ، وهو مؤاخذ به إن كان حسناً فحسن ، وإن كان غير ذلك فليتحمل تبعته
في الدنيا والاّخرة .
وتقتضي الأمانه من المحامي أن
يتذكر دائماً أن الله تعالى هو الرزاق ذو العرش المجيد وأنه ما من تضحيه
من جانبه أو إكرام للناس أو رحمه بهم عند التعامل معه ، إلا و كان جزاء
ذلك عند الله عظيماً في ميزان حسناته ، فضلاً عن الجزاء العاجل في الدنيا
والذي يتمثل سريعا في حب الناس وتقديرهم لطيب أخلاقه وحسن تعامله وفرط
انسانيته ورحمته ، ومن أحبه الناس أحبه اللـه . فعلى المحامي أن يتقي ربه
في جميع تصرفاته ، ولا يأتي منها إلا ما يراه حسناً أو رحمة أو عدلاً
بمعايير الشرع الإسلامي الحنيف ، الذي يعرفه بحكم دراسته ومهنته معرفه
واسعة متميزة بالمقارنة مع غيره من الأشخاص العاديين.
أما عن أمانة المحامي تجاه نفسه ومهنته
فيأتي
في مقدمتها وجوب العناية بتنمية مقومات شخصيته من مختلف الجوانب . فهو
يصون نفسه من أي أذى بإكرامها بكل تصرف سوى والبعد بها عن كل تصرف مشين ،
وبأن يكثر من خدمة الناس وخصوصاً المحتاجين منهم و لو بغير مقابل ، وسيجد
من رضا هؤلاء الضعفاء وعميق دعواتهم له ولأسرته ما يفوق في قيمته أي مال
مهما كان .
وعلى المحامى واجب تجاه فنه ومهنته بأن يسعى
دائما إلى تلمس كل أسباب الرقي والنجاح في ممارستها فلا ينقطع عن الدراسة
والبحث المتعمق ، وانتهاز فرصة مختلف القضايا للقراءة المتعمقة في أمهات
المراجع لخدمتها بنفسه . ولا مانع من أن يستعين بمساعدين له ، ولكن على أن
يراجع كل شيء بنفسه وأن يضيف إليه أو يعدل فيه بحسب خبرته وحصيلة بحثه
وقراءاته التي ينبغي ألا تنقطع بأي حال .
فطلب العلم
المستمر أمر مستحب بل واجب على المحامي طوال حياته مهما ارتقى ونال من
نجاح أو شهرة . وأؤكد للجميع أن المحامي الذي يواظب على ذلك ، يصبح تحصيل
العلم والإستزادة منه عادة من عاداته ، وسيشعر دائماً بالمزيد من الرضا
والغبطة والسرور ، فضلاً عن رد فعل نفسي عظيم عندما يظهر أثر ذلك في
مذكراته ومرافعاته و سائر أعماله ، وما يصل إليه من نجاح وشهرة ، ومايلقاه
من حسن تقدير عملائه ورفقاء مهنته وغيرهم.
وتقتضي أمانة
المحامي تجاه نفسه وفنه أيضاً أن يعتني بحياته الشخصية وبمركزه وأولاده،
ومراعاة حسن تربيتهم وتعليمهم و الرقي بهم ، وأن يعتني كذلك بمظهره الشخصي
وتصرفاته مع الغير، مع وجوب التدقيق والإحتياط في إختيار الأماكن التي
يرتادها... فكل شيء محسوب عليه وعلى أسرتة وعلى مهنته. ويدخل فى نطاق
أمانة المحامى تجاه نفسه وفنه أيضاً مدى عنايته بمكتبه من حيث الموقع وحسن
التأثيث ، ومدى ملاءمته لتلك المهنة الراقية السامية ، وكذلك مدى عنايته
فى اختيار من يعملون معه من محامين ومعاونين.
وإن هذا
الأمر يختلف من محام إلى آَخر حسب تربي وتنشـــئته ومدى الإحساس بأهميته،
وحسب مدى تقديره وحسن توظيفه للمبلغ المتوفر لديه ولو كان محدوداً. ولا بد
- في يقيني - من خضوع هذا الجانب للرقابه من جانب جهة مسؤوله ويكون هدفها
الرئيسي الإرتقاء بهذه المهنة السامية وحمايتها من كل تصرف يسيء إليها من
المحامين أنفسهم أو من غيرهم.. قد يقول قائل ليست العبرة بالمكان وإنما
بحسن التصرف ولكننا نؤكد ونقول إن الشخصيه القويمة التي نتطلع إلى توافرها
في المحامي الجيد لا تتجزأ ، وينبغي أن يصدر عنها كل تصرف لائق ومقبول من
أهل المهنة نفسها قبل غيرهم من العملاء ، الذين سيشعرون حتماً بالإستياء
عندما يقابلون محاميهم في مكان غير لائق، ليعهدوا إليه بحماية مصالحهم
ويتفاهموا معه في أمور خطيره جنائية أو تجارية أو إستثمارية كبرى أو غير
ذلك.
ويدخل في نطاق أمانة المحامي تجاه مهنته
وفنه كذلك حسن معاملته مع زملائه المحامين، والتخلص في علاقاته معهم من أي
كبر أو غرور أو حقد ، وهذا يتطلب الإلتزام بالمبدأ الإسلامي المعروف الذي
يحث على أن يوقر الصغير الكبير ، وأن يرحم الكبير الصغير مهما تعارضت
المصالح أو اَختلفت الاَراء ، حيث يجب أن يراعي جميع المحامين أيضاً مبدأ
"أن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية ". فلابد إذن من وضع
الأمور في نصابها الصحيح قدر الإمكان ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح
الصدق في تقدير الظروف والعدل في تقدير الأتعاب دعامتان أساسيتان في سياسة المحامي عند تقديره
.باقى الموضوع اسفل الصفحه
عدل سابقا من قبل محمد راضى مسعود في الأحد يوليو 05, 2009 10:21 am عدل 1 مرات