من طرف 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيّها
الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته،
السؤال اليوم يقول:
هل فعلا الرسول عليه الصلاة والسلام قال ما معناه إنه لولا أن السجود لغير الله حرام لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها؟
هناك
حديث بهذا المعنى، ولكن يجب علينا أن نقرأ الأحاديث التي فيها وصية للزوجة
أن تحسن إلى زوجها، وأن تعلي قدره في ظل أحاديث أخرى أمرت الزوج أن يحترم
الزوجة، وأن يعلي قدرها؛ فما الذي كان يحدث؟
كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يُحاول أن يخرج الناس من أخلاق الجاهلية السيئة؛ لأنه كان هناك
أخلاق كريمة في العرب من كرم وشهامة ونخوة ونجدة، وكان يقول صلى الله عليه
وسلم خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، وكان يتذكر عبد الله ابن جدعان
وكرمه وحاتم الطائي وكرمه، وكان يفرح بهم رغم أنهم ماتوا على الشرك، فجاء
النبي لينقل الناس من حالة إلى حالة؛ فكانت تأتي النساء إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم تشكو إليه معاملة أزواجهن، وتقول يا رسول الله إنه يضربني،
يا رسول الله إنه بخيل...
فالنبي يوجّه الأمر للرجال بحُسن معاملة
النساء، ويقول إن النساء شقائق الرجال، ويقول إن خياركم خياركم لأهله وأنا
خيركم لأهله، وكان صلى الله عليه وسلم إذا رآهم يطبخون شاركهم، وإذا رآهم
يحضرون شاركهم، وإذا رآهم يخصفون النعل يمسك الفردة الأخرى ويخصفها، فهذا
سيد المرسلين وقائد الأمة قائد الغر المحجلين يوم القيامة وحبيب الرحمن،
فلما رأت النساء ذلك ظنوا أن لهم حقوقا أكثر من اللازم، وأن المساحة
المتاحة قد كبرت؛ فيتسلطوا على الرجال حتى يبدأ الرجال في الشكوى لرسول
الله صلى الله عليه وسلم؛ فيقوم الرسول صلوات الله وسلامه عليه بمخاطبة
النساء اختشي مِنّك لها، ده إنت لو عرفتي فضل جوزك كنتي تسجدي له لو كان
هناك سجود لغير الله عز وجل.
فكانت هذه الأحاديث موازية لأحاديث أخرى الغرض منها إحسان الطرفين كل منهما للآخر، الرجال تُحسِن للنساء والنساء تحسن للرجال.
فالتسلّط
لا يريده الرسول فكيف تضرب زوجتك ثم تبيت معها؛ فهذا حديث صحيح فيقول
عليه الصلاة والسلام تجلدها جلد العبد ثم تبيت معها؛ بيستغرب فين الود وفين
الرحمة، فين الحب فين السكينة؟!! ربى النبي صلى الله عليه وسلم الناس على
هذا وأخرجهم من عوائد الجاهلية من الظلم والتسلّط والطغيان بهذا التوازن،
فيجب علينا عندما نقرأ لا بد أن نقرأ بصورة شاملة نقرأ هذا ونقرأ المقابل
له الذي يُؤدّي إلى التوازن، لكن لو قرأنا واحدة فقط رأينا وكأن هناك تسلطا
لذلك يقول الله عز وجل: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ
إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ، وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ}.
إذن هنا نريد التوازن، والتوازن يكون بقراءة الأحاديث في مجملها دون أن نأخذ حديثا ونترك الآخر، بل نأخذ الهدي النبوي بكماله.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله وأستودعكم الله،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته