لانتخابات الرئاسة المقبلة في صالة مطار القاهرة مساء أمس الأول في
استقباله لدي عودته من لندن كنوع من المؤازرة عقب إعلان مجلس شوري الجماعة
فصله نهائيا من الجماعة ليتزامن إعلان القرار مع عودته من الخارج وإعلان د.
محمد سليم العوا المفكر القريب من الإخوان نيته الترشح للانتخابات
الرئاسية المقبلة.
حزم أبوالفتوح أمتعته وكان في استقباله عدد كبير
من شباب الإخوان وقيادات الصف الثالث بها بالإضافة إلي أعضاء حملة ترشيحه
للرئاسة الذين ارتدوا تيشيرتات بيضاء تحمل صورته ورفعوا لافتات عليها صليب
وتحته شعار «الله محبة».
لا تراجع
شدد د.
عبدالمنعم أبوالفتوح لدي خروجه من صالة الاستقبال علي أنه لا يخشي قرار
الجماعة بالفصل وأنه واثق من الحصول علي أغلبية الأصوات بما فيها أصوات
جماعة الإخوان وعلي رأسهم محمد بديع المرشد العام للجماعة.
وأضاف
أبوالفتوح: مصمم علي خوض المعركة الرئاسية حتي بعد ترشح د. محمد سليم
العوا، وردًا علي تناقض هذا مع ماسبق إعلانه أنه سيتنازل عن الترشح حال خوض
العوا للمعركة قال: «لا مانع من التنسيق حتي بين المتنافسين وسعدت بخبر
ترشحه».
غضب إخواني
داخليا توالت ردود
الفعل الإخوانية الغاضبة علي قرار فصل أبوالفتوح من الجماعة خاصة من قبل
شباب الجماعة الذين أكدوا أنهم ما ذهبوا لاستقباله إلا بعد صدور قرار فصله
من الإخوان وأكد محمد عباس أن د. عبدالمنعم أبوالفتوح أكبر من أن يستوعبه
تنظيم الإخوان.
تابع عباس: هناك فرق بين إعلان الجماعة أنها لن
تدعم مرشحًا للرئاسة بعينه وبين أن يصوت أعضاؤها لصالح هذا المرشح، فالدعم
لا يقتصر علي التصويت فحسب كما أن التصويت لأحد المرشحين قرار فردي لكل أخ
وليس معقولا أن يكون د. أبوالفتوح مرشحا ويتم اختيار غيره.
فتش عن الشاطر
«فتش
عن الشاطر» هذه الإجابة التي نخلص إليها تلميحًا أو تصريحًا من عدد من
المراقبين للشأن الإخواني في تعقيبهم علي قرار مجلس شوري الجماعة بفصل
عبدالمنعم أبوالفتوح علي خلفية إعلان الأخير ترشحه لانتخابات الرئاسة، ثمة
أسباب أخري أشار إليها المراقبون لكن تظل أقل أهمية برأيهم. إذا قورنت
بتأثير نائب المرشد خيرت الشاطر علي واقع ومستقبل الجماعة.
القيادي
الإصلاحي السابق بالجماعة هيثم أبوخليل قال: أعتقد أن الأمور اتضحت الآن،
شارحًا «قرار الفصل كان تصفية حسابات بين خيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح
وأراد الشاطر إغلاق ملف الإصلاح في الجماعة نهائيا» فأبوالفتوح كان هو
القيمة الإصلاحية الكبري في الجماعة ومن ثم ففصله لا يعني سوي أنه لا يوجد
أفق للإصلاح.
واعتبر أبوخليل أن الجماعة وفق هذه الرؤية تسير إلي
الهاوية، مشبها حال الإخوان الآن بحال مبارك في أيامه الأخيرة الذي كان لا
يسمع لأحد.
تطهير لا تطوير
ووصف أبوخليل
ما يقوم به الشاطر أنه عملية «تطهير» وليس «تطويرًِا» كما يزعم وسجل
القيادي السابق بالجماعة عدة ملاحظات تتعلق بالقرار أولاها أن أبوالفتوح لم
يتم التحقيق معه حتي يفصل هكذا مرة واحد متسائلاً: «لو فرضنا أنه أخطأ
وخالف الجماعة أليس المنطقي أن يتم التحقيق معه ويأخذ جزءًا أوليا ثم لو
أصر سيتخذ إجراء آخر ويكون الفصل آخر المطاف».. الأمر الثاني- الذي يراه
أبوخليل في القرار - أن التوقيت جاء بهدف ذبح أبوالفتوح خصوصا بعد ترشح
العوا للرئاسة.
وتوقع أبوخليل أن يسبب هذا القرار أزمة داخل الصف
الإخواني مستقبلا لأن الجميع برأيه سيعيد حساباته في الطريقة التي تدار بها
الجماعة.
أبوالفتوح أكبر من هذا القرار علي المستوي القومي أو علي
مستوي الجماعة لأنه قيمة بحد ذاته، بهذه الكلمات أجاب خالد داود معقبًا
علي قرار الجماعة واعتبر داود أن هذا القرار صادر ممن لا يملك مشيرا إلي أن
مكتب الإرشاد الحالي مطعون عليه بأنه جاء عبر انتخابات باطلة. ورغم عدم
جزمه بأن الشاطر هو من حرك الجماعة لاتخاذ هذا القرار قائلا: «هذه مجرد
ظنون لكن واضح للجميع أن الشاطر أقوي من بديع الذي لا يمثل أي تواجد
بجواره».
ورأي داود أن الجماعة خسرت كثيرا بهذا القرار في حين لم
يخسر أبوالفتوح شيئًا بل كسب الكثير. وأوضح داود أن الجبهة الإصلاحية ستخرج
بيانا قريبا وأكد أن أبوالفتوح لن يتراجع بعد هذا القرار بل سيزداد قوة
وصلابة.
بكلمات مقتضبة ولكنها ذات دلالة قوية قال القيادي الإخواني
المجمدة عضويته مختار نوح معلقا علي قرار فصل أبوالفتوح: ربنا يهدي النفوس
ويصلح الحال، رافضًا الخوض في هذا الشأن خشية أن يطاله هو الغضب الإخواني.
عصيان البحيرة
أعلن شباب التيار الإصلاحي في الجماعة بالبحيرة دعمهم لأبوالفتوح لأنه بالنسبة لهم مثل أعلي يستحق أن يقتدي به.
وقال
د. هاني قطب الرفاعي منسق ائتلاف حملة دعم أبوالفتوح بالبحيرة: سيتم عقد
لقاء جماهيري حاشد لأبوالفتوح في محافظة البحيرة منتصف شهر يوليو المقبل.
الليلة والبارحة
ما أشبه الليلة بالبارحة، فالحشود التي وقفت تعلن
تأييدها لأبوالفتوح يتحول الموقف من مشهد استقبال إلي مشهد مؤازرة كان
بعضها حاضرًا في حفل التكريم الذي نظمته نقابة الأطباء للقطب الإخواني نفسه
عقب قرار القيادات الإخوانية بإقصائه من عضوية مكتب الإرشاد قبل عام ونصف
العام ليتحول وقتها حفل التكريم إلي ما يشبه حفل التأبين وفق تعبير أحد
المشاركين الإخوان وقتها.