أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، أن الأقباط شاركوا
في تشكيل الهيئة التأسيسية لحزب "الحرية والعدالة"، متعهدًا- أمام الآلاف
من أبناء البحيرة في المؤتمر الحاشد الذي عقد بمدينة دمنهور مساء أمس- بأن
يرى المصريون من هذا الحزب نموذجًا راقيًا في الممارسة السياسية.
وأعلن انتهاء الإخوان من إعداد القناة الفضائية "مصر 25"، وقريبًا جريدة
الإخوان المسلمين، مشددًا على أن الجماعة ستبقى هيئةً إسلاميةً جامعةً،
تحمل الإسلام لتقدم نموذجًا عمليًّا لشموليته التي لا تفرِّق بين الاقتصاد
والسياسة والاجتماع.
ودعا فضيلته جموع الشعب المصري إلى حماية الثورة، قائلاً: "احرسوا مصر
وثورتها، وكونوا أوفياء لدماء شهدائها، ولا تجعلوا أحدًا ينجح في إفشالها
والتفرقة بينكم، وهؤلاء الشهداء ضحَّوا بأغلى ما يملكون لكي تحيوا هذه
اللحظات العطرة؛ فالجنة من نصيبهم إن شاء الله، ولكن يجب علينا أن نحمي هذه
الثورة ومطالبها حتى تتحقق جميعها".
وأوضح د. بديع أن مجلس شورى الجماعة لم يحسم بعد نسبة المشاركة في انتخابات
مجلسي الشعب والشورى المقبلين، مشيرًا إلى أن مبدأ المشاركة لا المغالبة
سيلتزمه الإخوان في انتخابات النقابات المهنية.
وتوجه المرشد العام بالشكر العميق لأهالي البحيرة على حفاوة الاستقبال،
مفتخرًا بحضوره في المحافظة التي وُلد بها الإمام الشهيد حسن البنا، مؤسس
الجماعة ومجدد الإسلام، مستعرضًا لجهد الإمام الشهيد في دعوته، فلم يدخر
جهدًا وأخلص النية وجدد نهضة الدين.
وتابع: "لقد علمنا الأستاذ البنا، عليه رحمة الله، أن نتعب ليرتاح الناس،
ونسهر كي ينام الناس، وأن يكون عندنا استعداد أن نموت ليحيا الناس"، مشددًا
على أن الذي فرق بين أبناء مصر هو الطاغوت مبارك الذي أزاحه الشعب، بعد أن
أوقع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وكل طوائف وأجيال البلاد.
وطالب الإخوان بتقديم نموذج واقعي للأمة كما حدث في ميدان التحرير، مضيفًا
أن ما حدث في الميدان من الإخوان كان إنكارًا للذات وليس إنكارًا للهويَّة.
ودعا د. بديع الله عز وجل أن يعزنا بوحدتنا جميعًا وتضافرنا بيد واحدة،
وقال:" لا تسمحوا لكائن من كان أن يشيع الفرقة بينكم، فما زال هناك من
يكرهون وحدة أهل مصر ويريدون الفرقة لمصر".
وأوضح أن النظام البائد حاول أن يوقع العداوة والبغضاء بين الإخوان والجيش
المصري الباسل بإحالتهم إلى محاكمات عسكرية جائرة، ولكن الإخوان رفضوا، وما
زالوا يقدرون دور الجيش المصري العظيم في حماية أمن مصر وأراضيها.
وأوضح المرشد العام أن الإخوان أكثر فصيل حُرم من الحرية في ظل النظام
البائد، وسُجن نحو 40 ألفًا منهم ما يقدَّر بعشرين ألف سنة، من بينهم
أساتذة جامعات ومهندسون وأطباء وغيرهم من الإخوان في كل سجون مصر على مر
السنين، وحرموا مصر من خبرتهم وجهدهم.
تخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية، قدمتها فرق إسلامية بالبحيرة، تلاها
عرضٌ لفرق الكشافة والجوالة والزهرات، فيما احتشد العشرات من الصحفيين
والإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء والفضائيات.