فى الوقت الذى حذرت فيه من محاكمة الرئيس المخلوع وعصابته , نشرت جريدة (
الشروق الجديد ) فى ذات اليوم مانشيت يقول ( محاكمة مبارك ستعود إلى نقطة
الصفر إذا لم تحسم قبل 30 يونيو ) .
مانشيت ( الشروق ) إستند إلى أن المستشار رئيس الدائرة الخامسة بمحكمة
جنايات شمال القاهرة التى من المقرر أن تحاكم الرئيس المخلوع ونجليه فى
قضية قتل الثوار , سيبلغ عامه السبعين فى 17 من أكتوبر المقبل , ليصل بذلك
إلى سن تقاعد القضاه , وفقاً لآخر تعديل فى قانون السلطة القضائية .
وكما تقول الصحيفة فإن مصدراً قضائياً كشف , أنه بالرغم من بلوغ المستشار
سن التقاعد فى أكتوبر المقبل , فإنه سيظل فى منصبه كرئيس للدائرة التى
تتولى المحاكمة حتى نهاية العام القضائى الجديد فى 30 يونية 2012 , ولكن
المصدر الذى طلب عدم ذكر أسمه فجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما أكد أنه
فى حالة عدم البت فى القضية قبل نهاية العام القضائى المقبل فى 30 يونيو
2012 فإن ذلك يعنى تعيين قاض جديد لمحاكمة الرئيس المخلوع ونجليه ,
وهو ما يعنى عودة إجراءات القضية لنقطة الصفر !! والبدء فى محاكمتهم من
جديد بعد 30 يونيو 2012 بإعتبار أنها قضية تعرض للمرة الأولى !!بما يعنى
إطالة أمد الدعوى وعدم صدور حكم فيها فى الأمد القريب على حد وصف المصدر .
لعل هذا الطرح يؤكد ما نشرته مجلة ( روزاليوسف ) فى عددها الأخير حينما
عرضت فى تحقيق تفصيلات خطة لجمع التوقيعات وإستغلال البسطاء (
وما أكثرهم فى بلدنا المحروسة ) , والتحرك فى الأماكن الفقيرة لمنع إتمام
المحاكمة للرئيس ونجليه. وقد صاحب هذا صفحتان على ( الفيس بوك ) نجحت فى ضم
120 ألف عضو حتى الآن , إضافة إلى إصدار صحيفة خلال الأيام القادمة تدافع
عن الرئيس المخلوع , والدخول فى إعتصام أمام منزل ( عصام شرف ) فى تصعيد
غير محسوب يهدد مكتسبات الثورة .
هنا , لابد أن أشير إلى إن ما حدث فى ميدان مصطفى محمود يوم الجمعة الماضى
يأتى فى إطار هذا التحرك الجديد الذى بدأت ملامحه تتحدد وتتضح شيئاً فشيئاً
ومن المؤكد أن الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت أكثر سخونة مما حدث يوم
الجمعة الماضى .
تجدر الإشارة هنا إلى أن السيد المستشار رئيس محكمة إستئناف القاهرة كان قد
قرر إسناد نظر القضية للمستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة
وتحدد يوم 3 أغسطس المقبل لنظر أولى جلسات القضية بعد إعتذار المستشار عادل
عبد السلام جمعة الذى يحاكم وزير الداخلية الأسبق و6 من كبار مساعديه , فى
إتهام قتل الثوار أيضاً .
وفى السياق ذاته , أكد المصدر أنه قضية قتل الثوار التى ينظرها المستشار
عادل عبد السلام جمعة ستشهد مفاجأة قانونية فى الأيام المقبلة خلال الجلسات
, قد تهدد المحكمة بالبطلان !!
ما هذا ؟ ألم أقل أنه على ما يبدو أن كثيراً من الأمور لازالت خافية علينا . لدرجة أننى كنت دائماً أقول : اللى فاهم حاجة يفهمنا !!
بعد هذا الذى يحدث , وبعد الفوضى المجتمعية , وزيادة الصخب حول الدستور
أولاً أم الإنتخابات وتباين الرؤى بين القوى السياسية على أرض الميدان .
أجدنى مطالباً أن أؤكد على ما سبق إن أكدت عليه مراراً وتكراراً , من
المؤكد إن هناك سيناريو قد جرى إعداده لم يعلن عنه حتى الآن , وفى أقل
تقدير سيناريو يجرى إعداده وهذه ملامحه واضحة !!
الذى نشر فى ( روزاليوسف ) يجب ألا يمر مرور الكرام , خاصةً وأنه كان يحمل
فى طياته مانشيت ( الشروق ) , الأمر الذى يقطع بأن هناك من يعبث فى الخفاء
بعيداً عنا , وأحمد الله إننى كنت قد نبهت لهذا قبل ( مجلة روزاليوسف )
وجريدة ( الشروق ) . لإننى كنت أقرأ الأحداث قراءة متأنية . وكنت قد تابعت
الأحكام التى صدرت فى شأن أمناء الشرطة بالإعدام والمتهمون فى قضايا
مماثلة !!
إن الكلمات التى نقلتها ( روزاليوسف ) على لسان مؤسس صفحة الدفاع عن الرئيس
المخلوع على الفيس بوك تحمل إتهاماً صريحاً ومباشراً للمجلس الأعلى للقوات
المسلحة حيث نقل عنه ما يلى ( المجلس العسكرى قال لنا إذا حصلتم على
توقيعات كثيرة سيتم التحرك الإيجابى نحوكم ونحو مطالبكم ) .
بل أن مؤسس الصفحة يضيف من عنده أن خطوة الإتصال بالمجلس العسكرى صاحبتها
خطوة مماثلة إلى السيد المستشار النائب العام حيث طلبوا منه الحصول على دعم
!!
أظن إن هذا الكلام أو هذه المزاعم تضرب العلاقة بين المجلس والثورة
فى الصميم ومن ثم فإن السكوت عليها يعد سكوتاً على إتهامات تحمل فى
طياتها وقوفاً ضد الثورة , أو على الأقل إعتبارها والثورة المضادة سواء
بسواء , بما يحتم على المجلس العسكرى أن يخرج علينا ببيان واضح
وقاطع يعلن فيه إن كان ما يزعمه قائد الثورة المضادة على الفيس بوك قد
وقع بالفعل أم أنها مزاعم وأكاذيب , خصوصاً إن هذا الكلام الذى تردد جاء
على صفحات مجلة قومية .
لقد إعترفت القوات المسلحة بشرعية الثورة ونبلها وإنضمت إليها قبل خلع
مبارك بما لا يقل عن عشرة أيام على الأقل , ذلك أن أول بيان صدر بهذا الشأن
كان يحمل أسم القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 31 يناير حيث أعلنت
القوات المسلحة بوضوح لا يقبل الجدل إنحيازها للثورة وتضمن حماية الثوار من
العنف ضدهم .
هنا فقط أتذكر حملة ( جمال رئيساً ) هل تذكرونها ؟ سبق إن حذرت
فى حينها إلى أن إنكشف عنها النقاب !! وها أنا أنبه اليوم , ما يحدث
يوجب وقفة لصالح هذا الشعب الغلبان .
تذكرت كل هذه المعانى وإنا أشارك فى فعاليات واحداً من اللقاءات التى
ينظمها مركز العقد الإجتماعى التابع لمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار
بمجلس الوزراء والذى عقد تحت عنوان ( من الصدمة إلى التعافى الإقتصادى ـ
تحفيز الإستثمار ودعم القطاع الخاص ) .
جلست أتابع المتحدثين , فإذا بى أستشعر أن أى جديد لم يجد حتى الآن ويبدو
أن مركز العقد الإجتماعى لم تصله الثورة بعد !! ذات المتحدثين الذين تسببوا
فيما آل إليه حال البلد اليوم !! هم مازالوا يتحدثون وعلينا الإنصات !!
طلبت التعقيب , لم يتاح لى بدعوى ضيق الوقت !! هكذا تدور الأمور اليوم داخل
مركز العقد الإجتماعى التابع لمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار برئاسة
مجلس الوزراء .. لذا رأيت أنه من الضرورى أن ألفت النظر لذلك خاصةً وأن هذه
الفعاليات سيصدر عنها توصيات قد تجد طريقها للتنفيذ !!
ما يحدث اليوم يؤكد أن كثيرين لازالوا نياما ولم يفيقوا من غفوتهم بعد ,
ترى هل هم غافلون عن عمد ؟ أم إنهم جزء من مخطط يجرى تنفيذه فى كل المواقع
حتى داخل مجلس الوزراء .
إننى أحذر من الأيام القادمة وأطلب تفسيراً لما يحدث , وعموماً إن كان هناك
من يتفهم ما يحدث فأنا أول من سيكون سعيداً لو فهم ما يدور حوله !!
يارب أفهم !!
بقلم معتصم راشد