أمام وزارة الداخلية أمس الثلاثاء، كشف عن مدى التوتر الذى يسيطر على أجواء
المجتمع المصرى والمشهد السياسى فى الشهور التى تلت اندلاع الثورة التى
أطاحت بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الاشتباكات تعد الأكثر عنفا بين المتظاهرين
ورجال الشرطة بعد الثورة، ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك قتلى إثر
المعركة التى استمرت حتى صباح الأربعاء، واستخدم فيها بعض المتظاهرين
قنابل المولوتوف ضد قوات الشرطة، إلا أن هناك أنباء عن سقوط عشرات من
الجرحى.
ورأت "واشنطن بوست" أن هذه الأحداث تثبت اتساع فجوة التوتر بين العامة
والمجلس العسكرى الذى حكم البلاد بعد الإطاحة بالنظام السابق فى فبراير
الماضى. ولفتت إلى أن العديد من النشطاء وأقارب أكثر من 800 شهيد سقطوا
أثناء الثورة التى استمرت 18 يوما، يشعرون بالغضب الجم حيال ما يرونه
استمرارا لانتهاكات حقوق الإنسان وغياب العدالة.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن عددا قليلا من رجال الشرطة المتورطين فى قتل
المتظاهرين تم توجيه الاتهامات إليهم، وحتى هؤلاء الذين تم التحقق معهم، لم
يوقفوا عن العمل، فى الوقت الذى لم يصدر حكما سوى فى حق ضابط واحد، وكان
حكما غيابيا.
وأثارت فى الوقت عينه محاكمة أبرز مسئولى النظام السابق غضب الكثير من
المصريين، نظرا لأن أكثر من سبعة آلاف مدنى تم محاكمتهم فى محاكم عسكرية
متسرعة منذ يناير المنصرم.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سامر عبد الرازق، الذى كان ينزف من جرح فى
المعدة أصيب به جراء حجر قذفته نحوه رجال الشرطة، وفقد صديق له يوم جمعة
الغضب 28 يناير، إثر التعرض لطلق نارى فى الرأس، من قبل قناص، قوله "نحن
لسنا بلطجية وأرغب فى انتهاء الحكم العسكرى".