محكمة استئناف القاهرة عن تحديد جلسة 3 أغسطس لبدء أولى جلسات محاكمة
الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ، فوجيء الجميع بحلقة مثيرة
جدا من برنامج "محطة مصر" على قناة "مودرن حرية " تضمنت اتهامات لمبارك
بالتورط والتواطؤ في حادث سقوط الطائرة المصرية قبالة السواحل الأمريكية في
31 أكتوبر عام 1999.
وكشف رجل الأعمال المصري عصام المغربي أنه تقدم
ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الرئيس السابق حسني مبارك وعدد من المسئولين
السابقين بالمسئولية عن مقتل 36 شخصا من العلماء المصريين والعسكريين في
حادث الطائرة بوينج قبالة السواحل الأمريكية عام 1999 .
وأضاف
المغربي أن رجل أعمال مصري شهير اختاره ومعه 35 شخصا للسفر إلى الولايات
المتحدة ضمن برنامج تابع للمعونة الأمريكية من الفترة من 14 حتي 31 أكتوبر
عام 1999 .
وتابع "بعد سفري ، حاولت مواطنة "صهيو – أميريكية" تجنيدي وعرضت علي إغراءات مادية كبيرة مقابل التعاون مع المخابرات الأمريكية " .
واستطرد
" تم تقديم سفر الوفد إلى 29 بدلا من 31 بشكل مفاجيء وأخبرتني الأمريكية
اليهودية وتدعى كاتي أن هذا في مصلحتي ، وبعد حادث سقوط الطائرة ، اكتشفت
مصرع 36 من العسكريين والعلماء المصريين وهو نفس عدد الوفد الذي كان مقررا
أن يعود علي نفس الطائرة وحينها تذكرت كلمة كاتي حول أن تقديم موعد السفر
في مصلحتنا ، فقمت بإبلاغ أحد مسئولي المخابرات المصرية ثم تلقيت اتصالا من
مسئول برئاسة الجمهورية يطلب مني الصمت وعدم الحديث في هذا الموضوع ".
ومن
جانبه ، قال المحامي محمود العفيفى خلال الحلقة إن مسئولا كبيرا من رئاسة
الجمهورية في عهد مبارك طلب من موكله عصام المغربي عدم التحدث في الأمر ،
قائلا له : "احمد ربنا أن الشخص الذى توسط لك أعادك للبلاد مرة أخرى ".
وكشف العفيفى أن مسئولا بالمخابرات العامة المصرية نصحهم بعد الثورة باستخدام كافة الطرق لكشف ملابسات الحادث والأسرار المحيطة به.
وأضاف
العفيفى أنه لم يلتق جمال مبارك من قبل ، موضحا أن كل ما ذكره في بلاغه
للنائب العام حول الواقعة صحيحا من خلال تحريات موثقة وأن الحادث تم تدبيره
وتنفيذه من خلال شبكة تجسس تعمل للإضعاف مصر ، واصفا الرئيس المخلوع مبارك
ونجله وأحمد عز بأنهم عصابة من الخونة الذين ساهموا في التواطؤ والتعتيم
على حادث الطائرة الذى أودى بحياة 36 من أفضل وخيرة عقول مصر.
وتساءل
في هذا الصدد عن سبب سفر 33 ضابطا بالقوات المسلحة مع 3 علماء ذرة بعدما
تم التلاعب في الحجوزات وإلغاء سفر بعض الأشخاص الآخرين ، قائلا: "سفر هذه
الشخصيات على طائرة واحدة كان خطأ كبير يجب محاسبة كل من شارك فيه".
وواصل
حديثه متسائلا "ألم يعلم قائد القوات الجوية وسلطات مطار القاهرة
والمخابرات الحربية بتلك التعديلات في الحجوزات والرحلة أم لا ؟".
وأشار
العفيفى إلى أن الحادث تم تدبيره بتعليمات من الرئيس المخلوع مبارك ،
مطالبا النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ببدء التحقيق في البلاغ
الذى قدمه يوم 8 مايو حول الحادث رحمة بالمصريين.
تصريحات وليد البطوطي
ومن
جانبه ، كشف وليد البطوطي ابن شقيق جميل البطوطي مساعد الطيار في الطائرة
التي سقطت قبالة السواحل الأمريكية عام 1999 أن عمرو موسى وأحمد شفيق
ومسئولين آخرين يعلمون أسرارا خطيرة عن حادث الطائرة لكنهم يلتزمون الصمت ،
مشيرا إلى أن المحامين الأمريكان ساوموا أسر الضحايا المصريين وهددوهم
واستخدموا معهم عدة وسائل لإجبارهم على التنازل عن القضية بما يؤكد أنهم
مسئولين عن الحادث .
وتابع في مداخلة هاتفية مع مقدم برنامج "محطة مصر"
الإعلامي معتز مطر أن تعليمات صدرت لأسر الضحايا بعدم نشر نعي للضحايا في
الجرائد وهو ما يؤكد الإهمال الكبير والتواطؤ الذى حدث من النظام السابق في
الحادث.
ومن جانبه ، قال طارق أنور شقيق عادل أنور أحد الضحايا
خلال مقابلة مع البرنامج أيضا إن هناك لغزا كبيرا وهو "لماذا أخفيت الطائرة
عن مراقبة الرادار لمدة 4 ساعات وبعدها فوجئنا بأن الطائرة تحولت إلى
رماد".
وبعد يوم من إذاعة الحلقة السابقة ، خرج وليد البطوطي مجددا
على برنامج "محطة مصر" في مطلع يونيو ليؤكد أن جميل البطوطي لم ينتحر
ويتسبب في حادث الطائرة مثلما زعمت السلطات الأمريكية ، موضحا أن لديه
العديد من الأوراق والمستندات التي تثبت ذلك ، حيث أن التقارير الجنائية
حول الحادث تثبت بأن أنظمة الطائرة لا تسمح للبطوطي بالانتحار.
وأضاف
وليد البطوطي أنه تلقى اتصالات تحذره من فتح الموضوع بعد ظهوره في حلقة 31
مايو من برنامج "محطة مصر" ، مؤكدا أن البلاد كانت تتعرض للخيانة لصالح دول
أجنبية.
وطالب بمحاكمة المسئولين عن الحادث محاكمة علنية ، وشدد القول
على جميل البطوطي لم يمت منتحرا ، وقال إن السلطات الأمريكية ونظام مبارك
هما من روجا لشائعة انتحاره .
واللافت للانتباه أن التصريحات المثيرة
السابقة جاءت بعد أن ذكرت صحيفة "الشروق" المصرية في 30 مايو أن المحامي
محمود البكري العفيفي الموكل عن رجل الأعمال عصام حسن إبراهيم المغربي قدم
بلاغا إلى النائب العام يتهم فيه الرئيس السابق ونجله جمال وأحمد عز وحبيب
العادلى ورجال أعمال آخرين بالتخابر مع دول أجنبية معادية لمصر وذلك
بالاتفاق والمساعدة في قتل كل من يظهر تفوقه من أبناء القوات المسلحة وكذلك
زرع الفتنة وإضعاف مقدرات الشعب المصري البشرية والاقتصادية والعلمية.
وأضافت
الصحيفة أن مقدم البلاغ ذكر أنه علم من خلال الصحف أن الرحلة كان على
متنها 33 ضابطا من ضباط القوات المسلحة ، بالإضافة إلى عدد 3 علماء مصريين
ومجموعهم جميعا هو 36.
وأوضح مقدم البلاغ أنه يمتلك أدلة تشير إلى أن
حبيب العادلي وعز وجمال هم المسئولين عن ملف الطواريء والمناورات والذي من
شأنه التخطيط والإشراف على تنفيذ حوادث إرهابية في مصر من وقت لآخر
لاستمرار العمل بقانون الطواريء ، بالإضافة إلى مجموعة عمل المناورات ومن
مهامها التعرف على القدرات البشرية للقوات المسلحة المصرية لتصفية كل من
تثبت كفاءته وذلك من خلال مناورات "النجم الساطع" العسكرية بين مصر
والولايات المتحدة الأمريكية .
وقال مقدم البلاغ - بحسب الصحيفة - أيضا
إن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي كان يحصل في مقابل تنفيذ تلك المهام
على مبالغ مالية كبيرة من خلال عمليات غسيل أموال التى كانت تتم عبر حاويات
يقوم العادلي بتأمين دخولها ويحصل على 10% منها وأحمد عز يحصل على 10%
والرئاسة 30% حتى إن ما وصل للعادلي وعز حتى عام 2005 أكثر من 20 مليار
دولار.
وبصفة عامة وإلى حين انتهاء التحقيقات في بلاغ عصام المغربي ،
فإن الشكوك تتزايد يوما بعد يوم حول حقيقة ما حدث خاصة بعد أن تجاهل نظام
مبارك إجراء تحقيق مستقل في الحادث ، بالإضافة إلى اختفاء طيارين أحدهما
ألماني والآخر أردني بعد أن أكدا أنهما شاهدا وهما يطيران في نفس المنطقة
جسما غريبا يقترب من الطائرة قبل تحطمها .
وكان 217 شخصا لقوا مصرعهم في
تحطم "بوينج بي767-300 " تابعة لشركة مصر للطيران رقم الرحلة 990 قبالة
ساحل ماساتشوستس الأمريكي في 31 أكتوبر عام 1999 .
ولم ينج في الحادث أي
من الركاب وتكون طاقم الطائرة المنكوبة من أحمد الحبشي وجميل البطوطي
وعادل أنور ، وظهر بعد الحادث تقرير لهيئة السلامة الأمريكية زعم أن مساعد
الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي : "
توكلت على الله " وهي جملة لا يقولها منتحر وإنما يقولها إنسان يقوم بعمل
صعب لا يتم إلا بمعونة الله.
ورغم أن تقارير كثيرة تحدثت في السابق عن
إصابة الطائرة بصاروخ وتورط المخابرات الأمريكية الإسرائيلية إلا أن
المفاجأة التي تكشفت بعد ثورة 25 يناير هي أن نظام مبارك كان متواطئا بشكل
آو بآخر في هذا الحادث الأليم