من طرف 
وبكل وضوح كلمات قليلة يجب أن تعيها عقولنا جيدا، وهي أن المجلس العسكري
وعصام شرف شركاء لا خصوم، وعلاقتنا معهم بمفهوم الشراكة تقتضي التفاوض،
والتفاهم، والتعاون، والتحمل، والتجربة والخطأ.. معا في طريق واحد.. أما
طريقة التعامل معهم على أنهم خصوم فتقتضي ألا نسمع لهم ولا نقبل منهم،
ونحاكمهم عند أول خطأ، بل ربما نتمنى لهم الوقوع في الخطأ، فهل ترون أننا بما يحدث الآن نعاملهم كشركاء أم كخصوم؟
لا
أظن أني أفشي سرا أو أتجاوز الحقيقة المعلنة حين أقول إن المجلس العسكري
ضامن للثورة لا أكثر، وله مهمة محددة، وتركيبة معروفة، وخصائص واضحة وطريقة
معينة في الإدارة، المجلس العسكري ليس كالشباب الثائر، ووجوده وحجم دوره
يفترض فيه تأنيا وتؤدة قد نراها نحن بطئا، وقد نملك طرقا أقصر توصلنا أسرع،
ولا أخطّئ ذلك ولكنه مع الأسف ليس هو الظرف الراهن، فحاليا نحن نخضع لفترة
انتقالية تديرها القوات المسلحة، التي لها كل تقدير لحمايتها الثورة،
وبالتالي فهي لم تكن خصما لنجعلها كذلك اليوم.. وعليه فمن أجل الوطن ومن
أجل الشراكة ومن أجل الاستقرار ومن أجل الثورة ذاتها، نحن مطالبون بالبحث
عن صيغة توافقية، لا تهدم الثورة ولا تقوّض نجاحها، وفي الوقت ذاته لا
تجعلنا نخسر شريكا مهما كالقوات المسلحة، هذه الصيغة لا بد أن تراعى فيها
خلفيات الطرفين، الشعب الثائر الجائع للحرية الباحث عن شفاء صدره ممن ظلمه
وجوّعه، والجيش المتأني المكلّف بما لا تطيق على حمله الجبال..
هذه
الصيغة يجب أن تراعي الحدين حين تصاغ بحيث لا يضغط الثوار لإسقاط المجلس
العسكري، ولا يفتح المجلس العسكري النار على الثوار، ولذا فأنا مع الضغط
ولكن الضغط العاقل، فالضغط حين يزيد عن حده يسبب الانفجار كما نعلم جميعا،
وعليه يجب مراعاة التوازن بين المكاسب والخسائر، والوصول إلى حلول وسط
بدرجة تصعيد مقبولة لا تزيد فتصل إلى حد إفشال خطط المجلس العسكري في تنمية
الاقتصاد وإدارة عجلة الإنتاج، أو محاصرة مقار حساسة وحيوية واستراتيجية،
فهذا ليس ضغطا بل هو لي ذراع، إضافة إلى أنه يقلل من فرص التفاهم ويفتح
الباب أمام الصدام فإنه يُخرج الثورة عن مسار السلمية الذي اتخذته طول
طريقها، ويدخلها في دوامة من الهمجية والعنف وبالتالي العنف المضاد..
هذه
دعوة إلى التعقل.. وإلى تغليب المصلحة العامة.. قد نعاتب المجلس الأعلى
على طول حبال المحاكمات، وقد نلوم اللواء محسن الفنجري على غلظته
وتهديداته، ولكن يجب أن نعي أننا في سفينة واحدة لن ينجو أحدا فيها إلا إذا
نجا الجميع معه، وإذا حاول أحد إهلاك آخر فهو يهلك نفسه معه، دعونا نتحرك
كشركاء لا كخصوم، دعونا نمارس ديمقراطية تعددية تحترم الخلاف وتسعى
للتوافق، دعونا نكن أكثر تعقلا؛ من أجل ثورتنا ومن أجل مستقبل أفضل لمصر لن
يكون أفضل إلا بأن يضحي كل طرف ببعض من قناعاته لنلتقي في نقطة وسط هي
مصلحة مصر..
دعوه : رمضان الغندور