روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    انطباع حول مشهد جمعه 8 يوليو

    جليله محمود
    جليله محمود
    .....
    .....


    عدد المساهمات : 1008
    نقاط : 2940
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    انطباع حول مشهد جمعه 8 يوليو Empty انطباع حول مشهد جمعه 8 يوليو

    مُساهمة من طرف جليله محمود الأربعاء يوليو 13, 2011 6:12 pm


    انطباع حول مشهد جمعه 8 يوليو 0kav1a07
    كل المتطلعيّن للمشهد المُبهر في جمعة الثامن من يوليو، التي اجتُمع حولها
    الكثير من المسميات، وكانت بمثابة المشهد الثاني للثورة المصرية، لكن الأهم
    بها كان جوهرها الناصع، والوجوه المضيئة التي أفضت إليها، والفوائد المهمة
    التي أحاول استعراض بعضها معكم:
    - عودة الروح من جديد إلى الثورة، بعد أن شكك البعض في القدرة على الخروج
    من جديد إلى ميدان التحرير، بكل هذه الوفود الضخمة، وتحدّي حرارة الشمس
    المميتة، من أجل إعلان أن معدن المواطن المصري قد تشكّل بصفات جديدة بعد
    الثورة.
    - توجيه رسالة شعبية بعدم الرضا على الأحكام القضائية، خاصة مع مشهد دخول
    نعش مكتوب عليه القضاء المصري، وهو ما سيجعل محاكمة رموز الفساد من النظام
    السابق تتم بصورة ترضي الشعب، وعدم الرضا بأي بديل عن القصاص العادل ممن
    تسبب بصورة مباشرة أو غير مباشرة في قتل أي من الشهداء الأبرار.
    - عودة التعاطف الكبير من أطياف الشعب المصري، خاصة الطبقات البسيطة، بعد
    أن خُدعوا لفترة بأكذوبة الاستقرار التي ابتدعها الرئيس المخلوع، وتلمح ذلك
    حتى فيمن عارضوا تظاهرات 27 مايو، ووقفوا مع تظاهرات 8 يوليو، فقد أيقن
    الجميع أن الثورة بالفعل بدأت تُسحب نتائجها من تحت أيديهم.
    - وجود أيقونة أهالي الشهداء متمثلّة في صورة والدة خالد سعيد، وإحساسها
    -ومعها بقيّة أهالي الشهداء- بأن المصريين لن ينسوا الميدان الذي ضاعت به
    حياة هؤلاء؛ من أجل وطن ينعم بالحرية، وهو ما شكل ملحمة إنسانية رائعة.
    - السويس تظل هي المحافظة التي تمثل الإلهام لجميع الأقاليم في مصر، فما
    يفعله أهالي هذه البلدة الباسلة هناك، يُشعرك بالخزي إن كنت من أبناء
    الأقاليم، مع الوضع بالاعتبار أن تدفّق الآلاف في محافظة أسيوط -كمنبر
    صعيدي- كان شيئاً إيجابياً للغاية، والإسكندرية بات بديهياً أن تتأنق بأبهى
    حُلة بين جنبات تمثال سعد زغلول قائد ثورة الشعب في ثورة 1919.
    - تذكير المجلس العسكري الذي يُدير البلاد بأن للثورة من يحميها، والإعلان
    بصورة صريحة بأن المنهاج الذي يسلكه المجلس في الإدارة حالياً لا يُرضي
    الجموع الغفيرة من الشعب.
    - اتحاد جميع الفصائل السياسية، لوحظ أن معظم المرشحّين للرئاسة وافقوا على
    التظاهر وبعضهم جاء بنفسه، وكذلك أغلب الأحزاب، وإن شاب الأمر بعض الأجواء
    التي كادت أن تعكّر الصفو، لكن الأهم أن الجميع توحّد من أجل فكرتي الخروج
    والمطالب.
    - توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الحالية، بقيادة د. عصام شرف؛ حيث
    رفض سياسات الحكومة الحالية، التي تشير مؤشراتها إلى رجوعها بالثورة للخلف،
    خاصة في أداء وزارة الداخلية، وما شابها بالآونة الأخيرة من تجاوزات،
    وأظنّ أن إعلان اللواء منصور العيسوي بحركة التطهير التاريخية القادمة في
    الوزارة جاء جراء الضغط الجماهيري على الأداء الأمني بشكل عام.
    - ذوبان كل الخلافات الطائفية والكروية وشتى أنواع التعصّب، ليصبح الميدان
    مكانا نتطهّر به من كل ما يطرأ علينا من صفات تُشين البعض منا.
    - وجود حالة من الوعي بين الشباب في رفضهم كل الدعاوى الفئوية أو المطالب
    السياسية الخاصة، التي أراد بها البعض ركوب الموجة، ورفع شعار أساسي، هو:
    "مصر الثورة أولا".
    كانت هذه سياحة عابرة، عبر مشاهد تزرع بذرة من التفاؤل لما حدث في جمعة
    "عودة الروح" كما أحبُ تسميتها، و"عودة الروح" اسم رواية لأستاذنا توفيق
    حكيم، أقتطف لكم من فصلها الأخير قوله: "كل فئة وطائفة كانت تحسب نفسها
    البادئة بالقيام.. الشاعرة بالعاطفة الملتهبة الجديدة، ولم يفهم أحد أن هذه
    العاطفة انفجرت في قلوبهم جميعاً في لحظة واحدة، كلهم أبناء مصر، لهم قلب
    واحد".. "أمة أتت في فجر الإنسانية بمعجزة الأهرام، لن تعجز عن الإتيان
    بمعجزة أخرى أو معجزات! أمة يزعمون أنها ميتة من قرون، ولا يرون قلبها
    العظيم بارزاً نحو السماء بين رمال الجيزة! لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش
    للأبد".
    لقد كان هذا ما كتبه "الحكيم" عن المصريين عام 1927، متحدثا عن قيامهم
    بثورتهم الشعبية في مارس من عام 1919، وكأنه يستطلع قيامهم بالمزيد من
    المعجزات، التي من شأنها السمو بالبلاد لما هو أفضل بإذن الله.

    انطباع حول مشهد جمعه 8 يوليو 1-20
    مشهد : رمضان الغندور

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:43 pm