بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
مع أسئلتكم في هذا الشهر الشريف جاءنا:
ما مبطلات الصيام؟ لأني أخشى أن يبطل صيامي دون أن أدري؟
مبطلات الصيام تتأتى عندما نفهم حقيقة الصوم؛ فالصوم هو الإمساك عن
شهوتي البطن والفرج، من أذان الفجر الصحيح وإلى غروب الشمس في نهار رمضان.
وإذا أردنا أن نصوم في غير رمضان -سواء أكان ذلك قضاء أو نافلة أو كفارة
أو غير ذلك- فإنه لا بد علينا من الامتناع عن شهوتي الفرج والبطن، والنبي
صلى الله عليه وسلم يشير إلى ذلك فيقول كنوع من أنواع التربية: "احفظ لي ما
بين لحييك وفخذيك، أحفظ لك الجنة": اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك أضمن لك
الجنة وهكذا.. وهذا يدل على أنه ينبغي على الإنسان أن يحفظ هذه المنطقة؛
فهو يحفظها هنا في الصيام من الطعام، ويحفظ ما بين فخذيه من شهوة الفرج.
هذه حقيقة الصوم؛ ولذلك فإن مبطلات الصوم هي التي تُدخل شيئاً من
الفتحات النافذة للإنسان إلى جوفه، وجوف الإنسان كما عرّفه الشافعي -ويبدو
أن ذلك كان من ناحية اللغة- هو هذا المفهوم؛ ولذلك يُبطل الصوم: الأكل،
والشرب، ويبطل الصوم القيء العمد؛ لأن القيء العمد يُخرج الطعام ثم يرتدّ
الطعام مرة أخرى إلى الإنسان، ويبطل الصوم الحقنة الشرجية.. فهذه الأشياء
لأنها تدخل في الإنسان من الفتحات النافذة المفتوحة فيه سواء من الفم أو
سواء من الأذن أو سواء من الأنف أو سواء الشرج؛ فإنها تبطل الصوم عند
الإمام الشافعي.
وشهوة الفرج؛ فالإنزال عن عمد والجماع عن عمد يُبطل الصوم.. إذا جامع
أحدهم فعليه القضاء، وعند مالك فعليه القضاء والكفارة أيضاً، وعند الشافعي
أيضاً.
لكن إذا أفطر بالأكل؛ فإن عليه القضاء عند الشافعي، وعليه القضاء والكفارة عند الإمام مالك.
فإذا سألنا عن الحقنة؛ فإن الحقنة في العضل وتحت الجلد، حقن الأنسولين لا تُفطر، وكذلك القطرة في العين؛ فإنها لا تفطر.