أمن الحق أنهم يطلقون الأسد منهم وأن تقيد أسدي..
هل
يوجد اتفاقية في العالم تنصّ على أن يضع عدوك جيشه بكل قواه وعتاده على
حدودك، وأن تقيّد أنت في وضع جنودك على حدودك، ويتجرّأ عليك جيش العدو في
صلافة كل فترة، ويقتل منك العزل، ويكون رده عند اعتراضك: "آسف"!!
هذه هي اتفاقية كامب ديفيد..
التي
منعتنا من وضع قوات للجيش داخل المنطقة ج بسيناء، مع تحديد عدد القوات في
المنطقتين أ و ب (وهي المناطق التي قُسّمت إليها سيناء وفق اتفاقية كامب
ديفيد وتُحدد مدى انتشار الجيش المصري بها- وهذه الاتفاقية جعلت الجيش
الصهيوني يرتع على حدود بلدنا مصرنا على حدود سيناء، ويقتل كما يريد ومَن
يريد من أبنائنا ثم يقول: "آسف"!!
وأخيرا تطلع علينا هيلاري كلينتون لتقول: "إن المصريين عليهم أن يُحافظوا على سلام سيناء".
كما تقول إسرائيل إن ما حدث هذا بسبب الفوضى التي تعمّ مصر، وجعلتها لا تستطيع الحفاظ على السلام في سيناء.
يُمكننا
أن نردّ على أمريكا وإسرائيل لنقول وما سبب هذه الفوضى -إن كان هناك فوضى
كما يقولون- إن سببها عدم وجود جيش نظامي في جزء من سيناء يُحافظ على
النظام والسلام بها.
عندما قامت ثورة 25 يناير، مَن الذي قام بحفظ
الأرواح والنظام داخل البلد، وسير الثورة في الطريق السليم، ولم يجعلها تصل
إلى ما وصلت إليه ثورات أخرى مثل ليبيا وسوريا من قتل الأبرياء وسحق
الأطفال إلا الجيش؟ بصرف النظر عن اختلاف البعض مع مواقف للمجلس العسكري،
ولكن الجيش العامل ككل كان من عوامل نجاح الثورة.
وما الذي جعل الفوضى
وعدم السلام يسريان في سيناء كما يقولون؟ إلا عدم وجود فرق الجيش المنظمة
داخلها، وما الذي من الممكن أن يجعل المتطرفين يخرجون من كمائنهم؟ إلا عدم
وجود فِرق الجيش التي كانت موجودة في العاصمة والمحافظات الأخرى للمحافظة
على السلام، في ظلّ ضعف عام لجهاز الشرطة يعانيه الآن بعد الثورة، ومحاولات
إعادة هيكلته لإعادته على الخط المستقيم، وهو ما لن يحدث بين ليلة وضحاها.
فكيف
لدولة أن تحافظ على السلام بدون جيش وشرطة؟! أم إنها تستورد قوات من الدول
الأخرى للمحافظة على السلام داخل أراضيها وعندها خير أجناد الأرض.
كيف
تكون مساحة محافظة شمال سيناء 27 ألف كيلو متر تقريباً، ومحافظة جنوب سيناء
30 ألف كيلو متر، أي أن مساحة شبه جزيرة سيناء كلها 57 ألف كيلو متر.
وليس بها ما يكفي من قوة الجيش، وهناك مساحة المنطقة ج كاملة خالية من أي قوات جيش.
وتكون
مساحة الأرض المحتلة (إسرائيل) 27 ألف كيلو متر، وبها جيش منظّم كامل
العتاد من البندقية إلى القنابل النووية، هل هذا إنصاف وعدل؟!!
ولذلك
نحن نقول إنه من الغباء ألا نوافقهم في هذا، فنحن أوّل من يريد الحفاظ على
السلام في سيناء، ولكن كيف يتسنّى لنا هذا ونحن -وفقا لاتفاقية كامب ديفيد-
ممنوعون من وجود أي فِرق عسكرية في سيناء؟!!
إن إسرائيل لا بد لها أن
تعرف أن اليوم غير الأمس، وأننا وإذا كنا في الأمس نقبع تحت قوة الضغط
الخائنة لمصر، ونرضى -مكرهين- بمجرد كلمة أسف من الحكومة الإسرائيلية
-غالباً لم تكن لتقولها من الأساس- فلن نرضى اليوم أبدا بهذا الأسف مقابل
دماء شهدائنا.
ولذلك نطالب بـ45 ألف جندي كان من المفروض أن يشتركوا في مناورة النجم الساطع.
وبما
أن المناورة قد ألغيت؛ فنحن نطالب بأن يتجه الـ45 ألف جندي إلى سيناء
ليقوموا بتدريباتهم هناك، وحتى يتسنّى لنا المحافظة على السلام في سيناء
كما تريد السيدة كلينتون.
أما إن كان هذا الرأي لا يعجب البعض، فعندي رأي آخر وهذا لا يخص أحدا في العالم أجمع إلا المصريين فقط لا غير..
لقد
طلب ثوار 25 يناير في إحدى المليونيات الزحف إلى غزة، وقتها عارضنا هذا
وقلنا إنها مبالغة، بما أن ثورتنا لم تستقرّ بعد؛ فليس من المفروض أن نكون
مشغولين بثورتنا، وفي نفس الوقت نقوم بالزحف إلى غزة فلا نستطيع الإنجاز في
هذا أو ذاك.
ولكن اليوم وبعد ما حدث من إسرائيل وتلك الفوضى التي تقوم
بها، قد جاء أوان هذا الزحف؛ لأنه هذه المرة ليس إلى غزة ولكنه إلى سيناء،
ولأنه في صلب نفس القضية المصرية ولن يخرج بها إلى نطاق آخر.
بما أن حفظ
السلام غير ممكن بفرق للجيش كافية -رغم دخول بعض فرق الجيش مؤخراً لسيناء
ولكنها في رأيي غير كافية ونحتاج أن ندخل ما نريد من جيشنا- ولذلك إذا كان
هذا غير ممكن، فنحن نطالب بفرق من الشعب يكون محصلتها خمسة ملايين مصري
مثلا، يزحفون من جميع المحافظات المصرية لحفظ السلام في شبه جزيرة سيناء
وقطع أي قدم لا نريدها أن تطأ أرض سيناء.
نحن الـ85 مليون مصري نطالب
بخمسة ملايين مصري فقط من الـ85 مليون يقومون بالزحف إلى سيناء، حتى يقوموا
بحفظ السلام الذي تطالب به كلينتون وإسرائيل.
اليوم -واليوم بالذات- لا
بد أن تتحد كل قوى الشعب لن أذكرها فئة فئة، ولكن أدعو كل مصري على أرض
هذه البلد أن يعرف انه لا وقت للنزاع والخلاف، لنقف يدا واحدة ضد الخطر
القادم من الشرق، حتى نستعدّ للخطر القادم من الغرب والجنوب، قبل أن نصبح
لقمة سائغة لكل الجائعين.
فكل شيء يهون من أجل الحفاظ على ذرة رمل في مصرنا فما بالك بروح شهيد.