بعد أن تمّ تحطيم حاجز الخوف والصمت الرهيب تحت تدفق أمواج الاحتجاجات الشّعبية التي اجتاحت مصر من أقصاه إلى أقصاه؛ هذه الاحتجاجات -وبالطّريقة التي تتم بها- جاءت مفاجأة في التّوقيت والكيفية والاستمرارية .
وحينما نتكلم عن ثقافة التعبير عن الحقوق؛ فإننا نقصد بذلك كل أنواع الاحتجاجات من اعتصامات وتظاهرات وإضرابات، وكلها أعمال مناهضة لأية سلطة تُنتزع أو لا توصِل لذوي الحقوق حقوقهم؛ سواء كان ذلك الخطأ متعمدًا من قِبل هذه السلطة أم لا.
ومن الثابت نظريًّا أن مدى انفتاح الدولة ومؤسساتها أو عدمه هو ما يحدد شكل استجابة نشطاء الاحتجاج؛ فكلما ازداد انغلاق النظام السياسي في وجه أصحاب المظالم، ازداد تصميمهم على المواجهة.. وكلما ازداد انفتاح النظام السياسي، تراجعت قابلية النشطاء للخروج عن الأُطُر المألوفة لدى المجتمع السياسي للتعبير عن قضايا الاحتجاج.
ولنا في رسول الله اسوه حسنه . برغم أن أحد الأعراب قديمًا جادل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في العطايا، وطالبه بالمزيد قائلًا: "هذا ليس بمالك ولا مال أبيك"، وآخَرُ طالب بالاقتصاص في غزوة أُحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وخز صدره بقشّة.. ولم نسمع أنّ النبي الكريم غضب منهم ولا قتلهم.برغم أن أحد الأعراب قديمًا جادل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في العطايا، وطالبه بالمزيد قائلًا: "هذا ليس بمالك ولا مال أبيك"، وآخَرُ طالب بالاقتصاص في غزوة أُحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وخز صدره بقشّة.. ولم نسمع أنّ النبي الكريم غضب منهم ولا قتلهم.
وهذا أبو بكر الصدّيق، قال: "لقد ولّيت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني"، والتقويم هنا هو الاحتجاج القولي والعملي؛ فهو الأساس هنا في العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
أما الفاروق عمر بن الخطاب؛ فحاجّه الأعرابي على طول ثوبه، وحاجّته امرأة على تحديد مهر النّساء، وحاجّه النّصارى في الجزية؛ فلم يبعثهم في رحلة بلا عودة إلى بلاد ما وراء الشمس، ولم يغضب منهم؛ بل أخذوا ما أرادوا، وتمّ الأمر لهم بعكس ما كان يريد خليفة المسلمين.. وقطع القبطي آلاف الأميال ليشكو له ظلم ابن واليه على مصر (عمرو بن العاص)؛ فأنصفه وعاقب الوالي وولده.
ولنّا في الثورتين المصرية والليبية مثال حيّ من تلك الاحتجاجات؛ لنرى الاختلافات بينهما؛ سواء بسلوك الحاكمين تجاه المحكومين أو العكس؛ على الرغم من أن التجربتين قد وُلِدتا من أصول معرفية واحدة؛ فإن في الحالة المصرية شبابًا قادوا النُخَب نحو التغيير باحتجاج سلمي، وفي ليبيا نخبٌ تقود الشباب باحتجاج مسلّح.
ولكن جاءت مواقف كثيره لمن يسمي بالنخبه افتعال مواقف واحداث منها المقصود والغير مقصود تطالعنا بها الصحف اليوميه وبرامج التوك شو هذا تم الاعتداء عليه وذاك هدد من مجهولين والاخر تعرض لمحاوله سرقه او تعرض الجهات الامنيه لهو بالمطار ورويات كثيره شريطه ان يكون قريبا ومسلط عليه الاضواء يوميا حتي لاتنساه الناس .
وكل هذا يذكرنا بما ينسج حول مشاهير الفن اصطناع احداث لتوجيه الضؤ وحتي لاينساهم الجمهور في اثناء عدم تواجد اي عمل فني له علي الساحه ليشاهده الجمهور فتصنع هذه الرويات كي لاينسي .
وهو ماجعل العمل السياسي ضعيفا بسبب هؤلاء النخبه الذين يصنعون سيناريوهات لأحداث لوضعهم علي قائمه الشخصيه الفريده المهمه ولفت الانظار لهم وقد يكون لهذا التصرف ضرر علي عامه الناس والساحه السياسيه وقد يشوه تحولات الثوره وصورتها واتخاذ مواقف واجراءات من المسؤلين عن اداره البلاد تضرر بالعامه .
فهل قانون الطوارئ الذي أعيد تفعيله مؤخرًا سينجح في اغتيال ثقافة الاحتجاج، والتي لا ديمقراطية دونها، أراد من أراد وكَرِه من كَرِه؟
أم تستمرّ الاحتجاجات حتى يتم تقسيم الكعكة على الجميع؟!!