قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتى على الناس سنوات خدّاعات يُصدق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخون فيها الأمين وينطق فيها ( الرويبضة ) قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة . صدقت يا رسول الله ..
أخشى ما أخشاه أن ننزلق إلى نفق تصفية الحسابات وأحسب أننا نقترب من هذا النفق المظلم لولا بعض الأصوات العاقلة التى تتحدث بخجل شديد خشية أن تتضمنها قوائم التخوين !!
ما هذا الذى يحدث ؟ الكل يتحدث بدعوى الديموقراطية والحرية وأقرر هنا أننا نخلط كثيراً بين الديموقراطية والحرية والفوضى والتطاول ما يحدث اليوم للأسف ( فوضى وتطاول ) لم يعد هناك كبيراً نحترمه أو صغيراً نعطف عليه ونرعاه . وللأسف هذا الذى يحدث اليوم تحت سمع وبصر الجميع إساءة بالغة لثورة يناير التى غيرت وجه التاريخ فى مصر المحروسة .
فى إطار الديموقراطية التى من المفترض أننا نحياها يكون من حقى أن أسأل السادة الذين يطالبون بمجلس رئاسى مدنى من الذى يختار هذا المجلس الذى تطالبون به ؟ وأليس من الأجدى أن تختار هذه القوى التى تتحدث وتتشدق بالشعارات مجلساً يعبر عنها ليكون بديلاً للجبهات والإئتلافات والإتحادات والمجالس والجمعيات والتجمعات والحركات ... ألخ , هذه الكيانات التى يصعب حصرها .
مصر التى أراها اليوم تحولت إلى ( هايد بارك ) مع الفارق هناك فى لندن يتجمع المواطنون ليعلنوا عن رأيهم هنا ندمر الحياة والمتأمل لحال الميدان والشوارع المحيطة وما أصابها من فوضى وقذارة يحزن لحالنا فى حين أن ثورة هذا الشعب إندلعت للإصلاح فإذا بالبعض يجعل منها مرادفاً للفوضى والتسيب !!
القوى الوطنية المعتدلة وهى الغالبية لابد أن تصل إلى الكتلة الصامتة وهى أيضاً تمثل الغالبية من أبناء مصر المحروسة خاصةً وأننا لم نعتاد المشاركة السياسية وبالتالى لو إستطاعت القوى الوطنية المعتدلة أن تصل للكتلة الصامتة فإنها تكون حققت نجاحاً يضمن لها إحتلال مقاعد داخل البرلمان القادم .
وبالتالى لابد أن نتعامل مع الأمر الواقع خاصةً وأننا منشغلون بقوائم التخوين التى أحذر أن تقودنا إلى النفق المظلم ونتحول إلى نفق تصفية الحسابات هنا نكون خسرنا كل شئ , علينا ألا نوجه أى إتهام دون سند قانونى وأدلة قاطعة لأن البعض ممن يشار إليهم بأصابع الإتهام يمثلون قوى وطنية حقيقية لذا لزم التنويه هنا .
من هنا تأتى أهمية التنظيم خلال المرحلة القادمة وعلى القوى الوطنية الحقيقية المخلصة لهذا الوطن أن تتوحد وهذا يعنى توحد الحركة والقيادة داخل الميدان وهذا أمر أراه صعباً للغاية , إلا أنه ضرورة حتمية تفرضها الأزمة التى نحن بصددها والمتمثلة فى خوض الإنتخابات القادمة .