الحطيئة
اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مضر بن نزار وكنيته ابو مليكة وسمي بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض
كان مغمور النسب نسبه متدافع بين القبائل ينتمي إلى واحدة منها اذا غضب على الأخرى أسلم فارتد عن الإسلام
وقال في ذلك
أطعنا رسول الله إذكان بيننا … فيا لعباد الله ما لأبي بكر
أيورثها بكراً إذا مات بعده … وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
كان الحطيئة من رواة شعر زهير ابن ابي سلمى واكتسب منه صفات في صناعة الشعر سمت بشعره إلى مكانه مرموقه حتى ان كثيرين من النقاد وضعوه في مقدمة الشعراء فجعله الأصبهاني من فحول الشعراء متصرف في فنون الشعر من المديح والفخر والنسيب والهجاء وهو ما إشتهر به وسبب حفظ شعره
ولم يسلم احد من لسانه وشعر فقد نال بالهجاء اخواه
فقال
أأمرتماني أن أقــــيم عليكما … كـــــلا لعمر أبيكماالحباق
عبدان خيرهما يشل بضبعة … شل الأجير قلاص الوراق
بل انه هجا ابوه
فقال
لحاك الله ثـــــــــم لحاك حقا … ابـــــا ولحاك من عم وخــال
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي … وبئس الشيخ أنت لدى المعالي
جمـــــعت اللؤم لا حياك ربي … أبواب السفاهة والضـــــــلال
ولم تسلم أمه منه فهجاها
وقال
جزاك الله شر مـــن عجوز … ولقاك العقوق من البنين
فقد ملكت أمر بنيك حتى … تركتيــهم أدق من الطحين
لســـانك مبرد لا خير فيــه … ودرك در جاذبة دهين
وقال فيها ايضا
أغربالا إذا استودعت ســــــرا … وكانونا على المتحدثـــــينا
حياتك ما علمت حياة سوء … وموتك قــــــد يسر الصالحينا
وقد هجا امه واباه
فقال
ولد رأيتك في النساء فسؤتني … وأبا بنيك فساءني في المجلس
إن الذليل لمن تزور ركابه … رهط ابن جحيش في مضيق المحبس
لا يصبرون ولا تزال نساؤهم … تشكو الهوان إلى البئيس الأبأس
رهط ابن جحيش في الخطوب أذلة … دسم الثياب قناتهم لم تُضرس
بالهمز من طول الثقاف وجارهم … يعطي الظلامة في الخطوب الحوس
قبح الإله قبيلة لــــــم يمنعوا … يــــــوم المجيمر جارهم من فقعس
تركوا النساء مع الجياد لمعشر … شمس العداوة في الحروب الشوس
أبلغ بني عبس بأن بجادهم … لــــــؤم وأن أباهم كالهجرس
يعطي الخسيسة راغما من رامه … بالضيم بعد تكلح وتعبس
وفي مرة لم يجد احد يهجوه فهجا نفسه
فقال
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما … بشر فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه … فقبح من وجه وقبح حامله
وله من الشعر الكثير نختار منه بعض اشهر شعره
فقال مادحا
سيرى أُمام فإن الأكثرين حصى … والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … من يسوي بأنف الناقة الذنبا
قوم إذا عقدوا عقداَ لجارهم … شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وقال يهجو الزبرقان بن بدر
توانيت حتى كنت من غب أمره … على معجزٍ إن قمت يوما تفاخره
فـــــدع ال شماس بن لأي فإنهم … مواليك أو كــــاثر بهم من تكاثره
فإن الصفا العادي لم تستطيعه … فأقصر ولم يبلغ مــــن الشر اخره
أتحصر أقوامـــا يجودوا بمالهم … فلولا قبيل الهرمزان تحاصـــره
فلا المال إن جادوا به أنت مانع … ولا العز من بنيانهم أنت عاقره
وقال
ألا آل ليلى أزمعوا يقفول … وما آذنوا ذا حاجة برحيل
تنادوا فحثوا للرحيل عيرهم … فبانوا ببيضاء الخدود قتول
مبتلة يشفي السقيم كلامــها … لها جيد أدماء العَشي خذول
وتبسم عن عذب مجاج كانه … نطافة مزن صُفقت بشمول
وقال هاجيا
دع المكارم لا ترحل لبغيتها … واقعد فانك الطاعم الكاسي
وقال متغزلا
ألا طرقتنا بعدما هجدوا هند ُ … وقد سرن غوراً واستبان لنا نجد
ألا حبذا هند وأرض بها هند … وهند أتى من دونها النأي والبعد
وقال مادحا
كسوب ومتلاف إذا ما سألته … تهلل واهتز اهتزاز المهند
متى تأته تعشوا عن ضوء ناره … تجد خير نار عندها خير موقد
تزور امرأ إن يعطيك اليوم نائلا … بكفيه لا يمنعك من نائل الغد
وقال هاجيا
لهم نفر مثل التيوس ونسوة … مماجير مثل الآتن النعرات
مهاريس يروي رسلها ضيف اهلها … إذا النار أبدت اوجه الخفرات
إذا احجر الكلب الصقيع اتقينه … بأثباج لا خـــــور ولا قفرات
وقال
لمن الديار كأنهن سطور … بلوى زرود سفي عليها المور
نؤي وأطلس كالحمامة ماثل … ومرفع شرفاته محجور
كالحواض ألحق بالخوالف نبته … سبط عليه من السماك مطير
وقال متغزلا
أشاقتك ليلى في اللمام وما جزت … بما أزهقت يوم التقينا وضرت
كطعم الشمول طعم فيها وفارة … من المسك منها في المفارق ذرت
وقال هاجيا
قبح الإله بني بجاد انهم … لا يصلحون وما استطاعوا أفسدوا
بُلدُ الحفيظة واحد مولاهم … جُمدٌ على مــــــن ليس مجمد
أغمار شمط لا تثوب حلومهم … عند الصباح إذا يعود العود
وقال مادحا
جاورت آل مقلد فحمدتهم … إذ لا يكاد أخو جوار يحمد
أزمان من يرد الصنيعة يصطنع … فينا ومن يرد الزهادة يزهد
وقال لعمر بن الخطاب بعد ان شكاه الزبرقان بن بدر فسجنه عمر في بئر
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ … حمر الحوال لا ماء ولا شجر
غيبت كاسبهم في قعر مظلمة … فأغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الامين الذي من بعد صاحبه … ألقت اليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها … لكن لأنفسهم كانت بها الإثر
وقال
إذا نام طلح أشعث الرأس وسطها … هداه لها أنفاسها وزفريها
عوازب لم تسمع نبوح مقامة … ولم يحتلب إلا نهارا ضجورها
وعندما حضره الموت امر ابنين له ان يحملاه على حمار قائلا انه بلغني لا يموت كريم على حمار
وقال
قد وزوزاني مشتدا رقابها … دبا رويدا لأدني ما يكيداني
قد عجل الموت والأقدار بوسكما … فاستغنيا بوس إني عنكما غاني
ودلياني في غيراء مظلمة … كما يدلي دلاة بين أشطان
وقال هاجيا
أعبد بن يربوع بن ضرط بن مازن … كلوا ما استطعتم واهدروا بالشقاشق
أقيموا على المعزي بدار أبيكم … تسوف الشمال بين صبحي وطالق
وما كان ابوكم إذا جرى … إلى المجد بالمبقي ولا بالمنازق
وقال
من يزرع الخير يحصد ما يسر به … وزارع الشر منكووس على الراس
وقال
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه … لا يذهب العرف بين الله والناس
وقال في اخر حياته
ولست ارى السعادة جمع مال … ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير زاد ذخرا … وعند الله للأتقى مزيـــــــــد
ومـــا لا بد أن يأتي قريب … ولكن الذي يمضي بعيد
0
0
0
اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مضر بن نزار وكنيته ابو مليكة وسمي بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض
كان مغمور النسب نسبه متدافع بين القبائل ينتمي إلى واحدة منها اذا غضب على الأخرى أسلم فارتد عن الإسلام
وقال في ذلك
أطعنا رسول الله إذكان بيننا … فيا لعباد الله ما لأبي بكر
أيورثها بكراً إذا مات بعده … وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
كان الحطيئة من رواة شعر زهير ابن ابي سلمى واكتسب منه صفات في صناعة الشعر سمت بشعره إلى مكانه مرموقه حتى ان كثيرين من النقاد وضعوه في مقدمة الشعراء فجعله الأصبهاني من فحول الشعراء متصرف في فنون الشعر من المديح والفخر والنسيب والهجاء وهو ما إشتهر به وسبب حفظ شعره
ولم يسلم احد من لسانه وشعر فقد نال بالهجاء اخواه
فقال
أأمرتماني أن أقــــيم عليكما … كـــــلا لعمر أبيكماالحباق
عبدان خيرهما يشل بضبعة … شل الأجير قلاص الوراق
بل انه هجا ابوه
فقال
لحاك الله ثـــــــــم لحاك حقا … ابـــــا ولحاك من عم وخــال
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي … وبئس الشيخ أنت لدى المعالي
جمـــــعت اللؤم لا حياك ربي … أبواب السفاهة والضـــــــلال
ولم تسلم أمه منه فهجاها
وقال
جزاك الله شر مـــن عجوز … ولقاك العقوق من البنين
فقد ملكت أمر بنيك حتى … تركتيــهم أدق من الطحين
لســـانك مبرد لا خير فيــه … ودرك در جاذبة دهين
وقال فيها ايضا
أغربالا إذا استودعت ســــــرا … وكانونا على المتحدثـــــينا
حياتك ما علمت حياة سوء … وموتك قــــــد يسر الصالحينا
وقد هجا امه واباه
فقال
ولد رأيتك في النساء فسؤتني … وأبا بنيك فساءني في المجلس
إن الذليل لمن تزور ركابه … رهط ابن جحيش في مضيق المحبس
لا يصبرون ولا تزال نساؤهم … تشكو الهوان إلى البئيس الأبأس
رهط ابن جحيش في الخطوب أذلة … دسم الثياب قناتهم لم تُضرس
بالهمز من طول الثقاف وجارهم … يعطي الظلامة في الخطوب الحوس
قبح الإله قبيلة لــــــم يمنعوا … يــــــوم المجيمر جارهم من فقعس
تركوا النساء مع الجياد لمعشر … شمس العداوة في الحروب الشوس
أبلغ بني عبس بأن بجادهم … لــــــؤم وأن أباهم كالهجرس
يعطي الخسيسة راغما من رامه … بالضيم بعد تكلح وتعبس
وفي مرة لم يجد احد يهجوه فهجا نفسه
فقال
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما … بشر فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه … فقبح من وجه وقبح حامله
وله من الشعر الكثير نختار منه بعض اشهر شعره
فقال مادحا
سيرى أُمام فإن الأكثرين حصى … والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … من يسوي بأنف الناقة الذنبا
قوم إذا عقدوا عقداَ لجارهم … شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وقال يهجو الزبرقان بن بدر
توانيت حتى كنت من غب أمره … على معجزٍ إن قمت يوما تفاخره
فـــــدع ال شماس بن لأي فإنهم … مواليك أو كــــاثر بهم من تكاثره
فإن الصفا العادي لم تستطيعه … فأقصر ولم يبلغ مــــن الشر اخره
أتحصر أقوامـــا يجودوا بمالهم … فلولا قبيل الهرمزان تحاصـــره
فلا المال إن جادوا به أنت مانع … ولا العز من بنيانهم أنت عاقره
وقال
ألا آل ليلى أزمعوا يقفول … وما آذنوا ذا حاجة برحيل
تنادوا فحثوا للرحيل عيرهم … فبانوا ببيضاء الخدود قتول
مبتلة يشفي السقيم كلامــها … لها جيد أدماء العَشي خذول
وتبسم عن عذب مجاج كانه … نطافة مزن صُفقت بشمول
وقال هاجيا
دع المكارم لا ترحل لبغيتها … واقعد فانك الطاعم الكاسي
وقال متغزلا
ألا طرقتنا بعدما هجدوا هند ُ … وقد سرن غوراً واستبان لنا نجد
ألا حبذا هند وأرض بها هند … وهند أتى من دونها النأي والبعد
وقال مادحا
كسوب ومتلاف إذا ما سألته … تهلل واهتز اهتزاز المهند
متى تأته تعشوا عن ضوء ناره … تجد خير نار عندها خير موقد
تزور امرأ إن يعطيك اليوم نائلا … بكفيه لا يمنعك من نائل الغد
وقال هاجيا
لهم نفر مثل التيوس ونسوة … مماجير مثل الآتن النعرات
مهاريس يروي رسلها ضيف اهلها … إذا النار أبدت اوجه الخفرات
إذا احجر الكلب الصقيع اتقينه … بأثباج لا خـــــور ولا قفرات
وقال
لمن الديار كأنهن سطور … بلوى زرود سفي عليها المور
نؤي وأطلس كالحمامة ماثل … ومرفع شرفاته محجور
كالحواض ألحق بالخوالف نبته … سبط عليه من السماك مطير
وقال متغزلا
أشاقتك ليلى في اللمام وما جزت … بما أزهقت يوم التقينا وضرت
كطعم الشمول طعم فيها وفارة … من المسك منها في المفارق ذرت
وقال هاجيا
قبح الإله بني بجاد انهم … لا يصلحون وما استطاعوا أفسدوا
بُلدُ الحفيظة واحد مولاهم … جُمدٌ على مــــــن ليس مجمد
أغمار شمط لا تثوب حلومهم … عند الصباح إذا يعود العود
وقال مادحا
جاورت آل مقلد فحمدتهم … إذ لا يكاد أخو جوار يحمد
أزمان من يرد الصنيعة يصطنع … فينا ومن يرد الزهادة يزهد
وقال لعمر بن الخطاب بعد ان شكاه الزبرقان بن بدر فسجنه عمر في بئر
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ … حمر الحوال لا ماء ولا شجر
غيبت كاسبهم في قعر مظلمة … فأغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الامين الذي من بعد صاحبه … ألقت اليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها … لكن لأنفسهم كانت بها الإثر
وقال
إذا نام طلح أشعث الرأس وسطها … هداه لها أنفاسها وزفريها
عوازب لم تسمع نبوح مقامة … ولم يحتلب إلا نهارا ضجورها
وعندما حضره الموت امر ابنين له ان يحملاه على حمار قائلا انه بلغني لا يموت كريم على حمار
وقال
قد وزوزاني مشتدا رقابها … دبا رويدا لأدني ما يكيداني
قد عجل الموت والأقدار بوسكما … فاستغنيا بوس إني عنكما غاني
ودلياني في غيراء مظلمة … كما يدلي دلاة بين أشطان
وقال هاجيا
أعبد بن يربوع بن ضرط بن مازن … كلوا ما استطعتم واهدروا بالشقاشق
أقيموا على المعزي بدار أبيكم … تسوف الشمال بين صبحي وطالق
وما كان ابوكم إذا جرى … إلى المجد بالمبقي ولا بالمنازق
وقال
من يزرع الخير يحصد ما يسر به … وزارع الشر منكووس على الراس
وقال
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه … لا يذهب العرف بين الله والناس
وقال في اخر حياته
ولست ارى السعادة جمع مال … ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير زاد ذخرا … وعند الله للأتقى مزيـــــــــد
ومـــا لا بد أن يأتي قريب … ولكن الذي يمضي بعيد
0
0
0