«محمد بوعزيزى».. البائع المتجول الذى أحرق نفسه ليشعل الثورة
كتب
عنتر فرحات ومنصور كامل
١٦/ ١/ ٢٠١١
كتب
عنتر فرحات ومنصور كامل
١٦/ ١/ ٢٠١١
<table dir="rtl" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td></td></tr><tr><td> </td></tr></table> لم يكن الشاب محمد بوعزيزى، البائع التونسى المتجول، يعلم أن احتجاجه على مصادرة بضاعته من قبل رجال الأمن فى بلدة سيدى بوزيد، ستطلق شرارة انتفاضة اجتماعية واسعة، أدت فى النهاية إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن على، وأجبرته على الهروب من البلاد وطوت الصفحة الأخيرة فى حكمه، الذى دام ٢٣ عاماً فى سابقة لا مثيل لها فى العالم العربى والعديد من دول العالم.الشرارة أشعلها بوعزيزى، الحاصل على مؤهل جامعى، «٢٦ عاماً» عندما قدم على إضرام النار فى نفسه، بعد تعرضه للضرب على أيدى قوات الشرطة، الشهر الماضى، بسبب عدم حصوله على تصريح بالبيع من السلطات الرسمية، ثم توفى لاحقاً على سرير العلاج فى مستشفى «بن عروس»، متأثراً بجروحه، حيث انطلقت انتفاضة البطالة والأسعار فى سيدى بوزيد، بلدة الشاب، وانتقلت بعدها إلى شتى أنحاء تونس، مزلزلة أركان واحد من أعتى الأنظمة الأمنية فى المنطقة.كانت السلطات البلدية صادرت فى ١٧ ديسمبر الماضى، عربته «الكارو» التى يبيع عليها الخضروات والفواكه، فذهب لإدارة البلدية يشكو ويحاول استردادها لأنها رأس ماله، الذى يقتات منه هو وأسرته، فصفعته إحدى الموظفات على وجهه، فخرج من مبنى البلدية وأضرم النار فى جسده وتوفى بعد أسبوعين، عقب زيارة الرئيس بن على له فى المستشفى.ظل بوعزيزى، على قيد الحياة قرابة ١٨ يوماً، إلا أنه أصبح «رمزاً» فى نظر معظم خريجى الجامعات، الذين لم يجدوا فرصة عمل فى بلدهم، ما أدى لاندلاع احتجاجات شعبية صاخبة، بصورة لم تشهد لها تونس مثيلاً، ولم تقتصر الحركة الاحتجاجية على العاطلين عن العمل، بل ضمت الآلاف من خريجى الجامعات والمعارضة والمواطنين العاديين، لتتحول إلى حركة احتجاج سياسى واسعة النطاق خرجت عن سيطرة الأمن، بعد مطالبتها بمكافحة الفساد وبدء مرحلة الإصلاح.وخرجت الاحتجاجات بشكل عفوى ليس ضد الغلاء والبطالة فقط وإنما أيضاً للمطالبة بالحريات والإصلاحات السياسية، ما أجبر الرئيس على الهروب من البلاد. ظل المتظاهرون يرددون اسم «بوعزيزى»، حيث بدأت الاحتجاجات من ولاية سيدى بوزيد لتسرى شرارتها فى مدن أخرى أكبر وأكثر تأثيراً مثل القيروان وسوسة وبنزرت ثم العاصمة، ولم تنجح قوات الأمن أو الجيش فى وقفها. |