الدولة الرخوة :
فى المراحل المتوسطة من الفساد تتحول الدولة إلى ما يسمى الدولة الرخوة وهى
تتسم بما يلى :
اللامبالاة وبطء الحركة , والتى تصل إلى درجة الجمود ويظهر ذلك فى ثبات
الشخصيات الحاكمة لسنوات طويلة دون تغيير وتثبيت السياسات والممارسات الحكومية
حتى مع ثبوت فشلها .
ضعف الإستجابة لمطاب الناس واحتياجاتهم فترى الحكومة
وكأنها لا تسمع الشكوى الصادرة من فئات كثيرة فى المجتمع , وإذا سمعت فهى
تستجيب ببطء شديد لا يتناسب مع المواقف وسخونتها أو لا تستجيب على الإطلاق .
لا تتحرك أجهزة الدولة إلا حين حدوث كوارث كبرى , وما أن تمر الكارثة حتى تعود
أجهزة الدولة إلى سباتها فى انتظار كارثة أخرى قادمة .
ضعف القدرة الرقابية على الأشخاص والأجهزة والمؤسسات بما يتيح فرصة مواتية
لتمدد الممارسات الفاسدة دون خوف من عقاب .
عدم وجود مشروع قومى أو هدف عام يجمع طاقات الناس والمؤسسات لتحقيقه .
الإستهانة بالكرامة الوطنية والنظر بتراخ واستخفاف إلى ما يهدد الأمن القومى ,
والإكتفاء بتحقيق الأمن الشخصى والمصالح الذاتية للنخبة الحاكمة .
يصبح الدور الخارجى (على المستوى الإقليمى أو الدولى) للدولة الرخوة باهتا
وضعيفا , وتفقد تأثيرها فى الأحداث , وتصبح تحركاتها مجرد ردود أفعال للأحداث
أو وسيط معنوى بين الأطراف .
تتميع لديها الثوابت العقائدية والسياسية والتاريخية والحضارية , وينعدم لديها
الإحساس بالهوية والقيمة , وبالتالى تتقبل بسهولة الكثير من المواقف المهينة
على المستوى الدولى .
تفقد القدرة على رعاية شعبها فى الداخل ورعاية أبنائها فى الخارج , بل تصبح هى
عالة على هؤلاء وعبئا عليهم .
الدولة القرصان :
وهى تظهر فى المراحل المتأخرة من الفساد , وهى تسبق الإنهيار العام للنظام
مباشرة , ذلك الإنهيار الذى يمكن أن يحدث فى غضون شهور أو سنوات ولكنه بالضرورة
آت آت , لأن قوانين المجتمعات لا تحتمل وجود الدولة القرصان لفترات طويلة , كما
أن قوانين القرصنة تجعل الجميع يأكلون بعضهم البعض فيصبح الإنهيار حتميا .
وفيما يلى خصائص الدولة القرصان كما تتضح من الدراسات النفسية والإجتماعية
والسياسية :
سيطرة الفرد الحاكم أو أسرته على مقاليد الأمور بشكل مطلق , وترسيخ نظام الحكم
الدكتاتورى المستبد , وتوجيه سائر الأمور لتحقيق المصالح الشخصية للحاكم على
أنها المصالح القومية العليا , واغتصاب السلطة , واعتبار البلد رهينة فى يد
الحاكم وبطانته .
تكوين بطانة حول الحاكم الفرد تحميه وتحمى فى نفس الوقت مصالحها الذاتية ,
وتصبح هذه البطانة مسيطرة على كافة الأجهزة والمؤسسات وتوجهها لتحقيق مصالحها
ومصالح الحاكم الفرد .
يصبح هدف الحاكم الفرد وبطانته البقاء فى مقاعدهم واستمرار تدفق الأموال إلى
حساباتهم وإحكام سيطرتهم على مقاليد الأمور لأطول فترة ممكنة , ولضمان هذه
السيطرة يتم تكوين أعين وأذرع من الأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية تكون
مهمتها حماية مصالح النخبة الحاكمة وضمان بقائها والتخلص من معارضيها .
تتحول الأعين والأذرع إلى أدوات فساد تنتشر فى كل الأجهزة والمؤسسات , وتترسخ
مع الوقت قيم الإنتهازية والقرصنة والسلب والنهب والنفاق والخداع والكذب ,
وشيئا فشيئا تتحول أجهزة الدولة إلى أوكار للفساد .
يصبح الفساد هو أسلوب الحياة المعتمد فعليا على المستوى الرسمى والشعبى , وشيئا
فشيئا تغيب صيحات الإستنكار والإستهجان لذلك الفساد .
تتحالف أجهزة الدولة مع رموز الفساد وتسهل لهم الحصول على الصفقات وتحقيق
الأرباح الخيالية على أن يقتسم الجميع الكعكة فيما بعد , وتبسط أجهزة الدولة
حمايتها على رموز الفساد حماية لنفسها وحفاظا على مصالحها .
يتم اغتصاب السلطة فى أيدى أفراد معدودين أو فرد واحد وتستبعد بقية تيارات
وفئات المجتمع , ويحدث هذا إما بشكل سافر , أو تحت ستار ديموقراطى خادع من خلال
إجراء انتخابات أو استفتاءات مزورة تتحدد نتائجها سلفا .
يحدث تحالف واضح بين رجال السياسة ورجال المال ليخدم كل منهما مصالح الآخر
ويستبعد المفكرون والمثقفون والعلماء .
يتم استخدام عدد من فقهاء القانون الراغبين فى السلطة لتفصيل القوانين وهندسة
الدستور والتحايل بكل الطرق بما يحقق مصالح النخبة السياسية والمالية , كما يتم
استخدام عدد من رجال الدين ذوى الرخاوة الدينية والشخصية لتمرير وتبرير كافة
تصرفات النخبة الحاكمة وإعطائها شرعية دينية .
وتبالغ الدولة القرصان فى الحديث عن الطهارة والشفافية وسيادة القانون واحترام
الدستور بينما هى تدوس كل هؤلاء . وحين ترى أن الدستور أو القوانين تعوق حركتها
وتعطل مصالحها تعمد إلى تغيير كل هؤلاء عند أول فرصة ممكنة .
تتم عمليات تمويه وخداع كثيرة حيث يتشدق النظام بالمصلحة العامة والمصلحة
الوطنية والمصلحة القومية ليل نهار فى حين هو يقصد مصلحة الحاكم , ويتحدث عن
الأمن القومى فى حين هو يقصد أمن الحاكم وأسرته , ويتوحد الوطن كله مع الحاكم
فيصبح أى مساس بشخص الحاكم هو مساس بالوطن فهما فى القدسية سواء , وتظهر
تعبيرات مثل "الزعيم الملهم" أو " رب العائلة" أو "صانع النهضة الحديثة " أو "
المجاهد الأكبر " أو " المعلم " أو " قائد العبور للمستقبل " أو " حبيب
الجماهير " أو " المخلص " أو " صاحب الحكمة " , وهكذا يحدث تضخيم لذات الحاكم
حتى تبتلع بداخلها ذات الوطن ومصالحه , وينجح النظام القائم فى إيهام الناس بأن
زوال الحاكم هو زوال للوطن , وأن بقاءه هو صمام الأمان الوحيد للناس .
كثيرا ما تحتاج الدولة القرصان إلى تأييد ودعم خارجى يضمن استقرارها ويغمض
العين عن خطاياها , وفى مقابل ذلك تضحى بالثوابت الوطنية وبالأمن القومى ,
وترضى بدور التابع أو الشرطى أو السمسار أو البلطجى .
وفى حالة الدولة القرصان (وهى قمة الفساد السياسى) يتحول جهاز الدولة إلى
مؤسسة للفساد والسلب والنهب ويعمل جميع أفراد جهاز الدولة لتحقيق مصالحهم
الخاصة مع المبالغة فى الحديث الإعلامى عن المصلحة العامة , والمسئولون فى هذه
الحالة يتحايلون على القوانين واللوائح وحتى على الدستور القائم , وتحدث
تحالفات واتفاقات مشبوهة بين رجال السياسة ورجال المال بما يحقق مصالح الطرفين
على حساب مصالح الجماهير , ويشيع الفساد فى ظل الدولة القرصان حتى يصبح واقعا
مألوفا يحاول بقية الناس تعلمه وإتقان آلياته لكى يتكيفوا مع منظومته السائدة .
فى المراحل المتوسطة من الفساد تتحول الدولة إلى ما يسمى الدولة الرخوة وهى
تتسم بما يلى :
اللامبالاة وبطء الحركة , والتى تصل إلى درجة الجمود ويظهر ذلك فى ثبات
الشخصيات الحاكمة لسنوات طويلة دون تغيير وتثبيت السياسات والممارسات الحكومية
حتى مع ثبوت فشلها .
ضعف الإستجابة لمطاب الناس واحتياجاتهم فترى الحكومة
وكأنها لا تسمع الشكوى الصادرة من فئات كثيرة فى المجتمع , وإذا سمعت فهى
تستجيب ببطء شديد لا يتناسب مع المواقف وسخونتها أو لا تستجيب على الإطلاق .
لا تتحرك أجهزة الدولة إلا حين حدوث كوارث كبرى , وما أن تمر الكارثة حتى تعود
أجهزة الدولة إلى سباتها فى انتظار كارثة أخرى قادمة .
ضعف القدرة الرقابية على الأشخاص والأجهزة والمؤسسات بما يتيح فرصة مواتية
لتمدد الممارسات الفاسدة دون خوف من عقاب .
عدم وجود مشروع قومى أو هدف عام يجمع طاقات الناس والمؤسسات لتحقيقه .
الإستهانة بالكرامة الوطنية والنظر بتراخ واستخفاف إلى ما يهدد الأمن القومى ,
والإكتفاء بتحقيق الأمن الشخصى والمصالح الذاتية للنخبة الحاكمة .
يصبح الدور الخارجى (على المستوى الإقليمى أو الدولى) للدولة الرخوة باهتا
وضعيفا , وتفقد تأثيرها فى الأحداث , وتصبح تحركاتها مجرد ردود أفعال للأحداث
أو وسيط معنوى بين الأطراف .
تتميع لديها الثوابت العقائدية والسياسية والتاريخية والحضارية , وينعدم لديها
الإحساس بالهوية والقيمة , وبالتالى تتقبل بسهولة الكثير من المواقف المهينة
على المستوى الدولى .
تفقد القدرة على رعاية شعبها فى الداخل ورعاية أبنائها فى الخارج , بل تصبح هى
عالة على هؤلاء وعبئا عليهم .
الدولة القرصان :
وهى تظهر فى المراحل المتأخرة من الفساد , وهى تسبق الإنهيار العام للنظام
مباشرة , ذلك الإنهيار الذى يمكن أن يحدث فى غضون شهور أو سنوات ولكنه بالضرورة
آت آت , لأن قوانين المجتمعات لا تحتمل وجود الدولة القرصان لفترات طويلة , كما
أن قوانين القرصنة تجعل الجميع يأكلون بعضهم البعض فيصبح الإنهيار حتميا .
وفيما يلى خصائص الدولة القرصان كما تتضح من الدراسات النفسية والإجتماعية
والسياسية :
سيطرة الفرد الحاكم أو أسرته على مقاليد الأمور بشكل مطلق , وترسيخ نظام الحكم
الدكتاتورى المستبد , وتوجيه سائر الأمور لتحقيق المصالح الشخصية للحاكم على
أنها المصالح القومية العليا , واغتصاب السلطة , واعتبار البلد رهينة فى يد
الحاكم وبطانته .
تكوين بطانة حول الحاكم الفرد تحميه وتحمى فى نفس الوقت مصالحها الذاتية ,
وتصبح هذه البطانة مسيطرة على كافة الأجهزة والمؤسسات وتوجهها لتحقيق مصالحها
ومصالح الحاكم الفرد .
يصبح هدف الحاكم الفرد وبطانته البقاء فى مقاعدهم واستمرار تدفق الأموال إلى
حساباتهم وإحكام سيطرتهم على مقاليد الأمور لأطول فترة ممكنة , ولضمان هذه
السيطرة يتم تكوين أعين وأذرع من الأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية تكون
مهمتها حماية مصالح النخبة الحاكمة وضمان بقائها والتخلص من معارضيها .
تتحول الأعين والأذرع إلى أدوات فساد تنتشر فى كل الأجهزة والمؤسسات , وتترسخ
مع الوقت قيم الإنتهازية والقرصنة والسلب والنهب والنفاق والخداع والكذب ,
وشيئا فشيئا تتحول أجهزة الدولة إلى أوكار للفساد .
يصبح الفساد هو أسلوب الحياة المعتمد فعليا على المستوى الرسمى والشعبى , وشيئا
فشيئا تغيب صيحات الإستنكار والإستهجان لذلك الفساد .
تتحالف أجهزة الدولة مع رموز الفساد وتسهل لهم الحصول على الصفقات وتحقيق
الأرباح الخيالية على أن يقتسم الجميع الكعكة فيما بعد , وتبسط أجهزة الدولة
حمايتها على رموز الفساد حماية لنفسها وحفاظا على مصالحها .
يتم اغتصاب السلطة فى أيدى أفراد معدودين أو فرد واحد وتستبعد بقية تيارات
وفئات المجتمع , ويحدث هذا إما بشكل سافر , أو تحت ستار ديموقراطى خادع من خلال
إجراء انتخابات أو استفتاءات مزورة تتحدد نتائجها سلفا .
يحدث تحالف واضح بين رجال السياسة ورجال المال ليخدم كل منهما مصالح الآخر
ويستبعد المفكرون والمثقفون والعلماء .
يتم استخدام عدد من فقهاء القانون الراغبين فى السلطة لتفصيل القوانين وهندسة
الدستور والتحايل بكل الطرق بما يحقق مصالح النخبة السياسية والمالية , كما يتم
استخدام عدد من رجال الدين ذوى الرخاوة الدينية والشخصية لتمرير وتبرير كافة
تصرفات النخبة الحاكمة وإعطائها شرعية دينية .
وتبالغ الدولة القرصان فى الحديث عن الطهارة والشفافية وسيادة القانون واحترام
الدستور بينما هى تدوس كل هؤلاء . وحين ترى أن الدستور أو القوانين تعوق حركتها
وتعطل مصالحها تعمد إلى تغيير كل هؤلاء عند أول فرصة ممكنة .
تتم عمليات تمويه وخداع كثيرة حيث يتشدق النظام بالمصلحة العامة والمصلحة
الوطنية والمصلحة القومية ليل نهار فى حين هو يقصد مصلحة الحاكم , ويتحدث عن
الأمن القومى فى حين هو يقصد أمن الحاكم وأسرته , ويتوحد الوطن كله مع الحاكم
فيصبح أى مساس بشخص الحاكم هو مساس بالوطن فهما فى القدسية سواء , وتظهر
تعبيرات مثل "الزعيم الملهم" أو " رب العائلة" أو "صانع النهضة الحديثة " أو "
المجاهد الأكبر " أو " المعلم " أو " قائد العبور للمستقبل " أو " حبيب
الجماهير " أو " المخلص " أو " صاحب الحكمة " , وهكذا يحدث تضخيم لذات الحاكم
حتى تبتلع بداخلها ذات الوطن ومصالحه , وينجح النظام القائم فى إيهام الناس بأن
زوال الحاكم هو زوال للوطن , وأن بقاءه هو صمام الأمان الوحيد للناس .
كثيرا ما تحتاج الدولة القرصان إلى تأييد ودعم خارجى يضمن استقرارها ويغمض
العين عن خطاياها , وفى مقابل ذلك تضحى بالثوابت الوطنية وبالأمن القومى ,
وترضى بدور التابع أو الشرطى أو السمسار أو البلطجى .
وفى حالة الدولة القرصان (وهى قمة الفساد السياسى) يتحول جهاز الدولة إلى
مؤسسة للفساد والسلب والنهب ويعمل جميع أفراد جهاز الدولة لتحقيق مصالحهم
الخاصة مع المبالغة فى الحديث الإعلامى عن المصلحة العامة , والمسئولون فى هذه
الحالة يتحايلون على القوانين واللوائح وحتى على الدستور القائم , وتحدث
تحالفات واتفاقات مشبوهة بين رجال السياسة ورجال المال بما يحقق مصالح الطرفين
على حساب مصالح الجماهير , ويشيع الفساد فى ظل الدولة القرصان حتى يصبح واقعا
مألوفا يحاول بقية الناس تعلمه وإتقان آلياته لكى يتكيفوا مع منظومته السائدة .