جاء ذلك فى الاجتماع المغلق الذى عقده الشاطر مع عدد من قيادات وشباب الإخوان بشرق القاهرة واستمر لأكثر من 4 ساعات وحضره أكثر من 500 عضو بالجماعة والحزب، وقد حصلت «روزاليوسف» على تسجيل كامل للاجتماع رغم تنبيهات الشاطر بعدم نشر أى تصريح أو حوار لوسائل الإعلام أو على موقع التواصل الاجتماعى الـ»فيس بوك«.. وكشف الشاطر أن ملف تطوير الجماعة الذى كلف به يشمل 19 موضوعا أغلبها جديد على عمل الجماعة منها انشاء مراكز بحثية وإعلامية لتدريب كوادر، وايضا لجنة للإغاثة خاصة بالإخوان والاستعانة بخبراء من الداخل والخارج لتطوير الحزب ولجان لدراسة ملفات الوزارة ونماذج الادارة فى الداخل والخارج والتعامل مع مختلف القضايا لمساعدة وزراء الإخوان فى حالة المشاركة فى الحكومة كما هو متوقع، وقال الشاطر إن هذا المشروع لنهضة الامة ويجب أن يعمل فيه الجميع.
واعترف الشاطر بضعف الإخوان فى الجانب الاعلامى قائلا حاولنا التعاقد مع بعض النجوم لتقديم برامج على قناة الإخوان الا أن اقل اعلامى طلب 150 الف جنيه وهو ما يستحيل دفعه لضعف ميزانية القناة، مطالبا الإخوان بشراء اسهم فيها، وكشف الشاطر فى اجتماعه المغلق مع قيادات الإخوان بشرق القاهرة عن تحرك الجماعة خلال المرحلة القادمة لاختيار امناء للأحياء والمناطق والمربعات السكنية ممن يثق فيه الناس من مشايخ المساجد والإخوان والشخصيات العامة وغيرهم تكون مهمتهم معرفة مشاكل الناس ومحاولة حلها مع المسئولين واهل الخير .
وطالب الشاطر الحضور بالعودة للعمل داخل المساجد قائلا تضييق نظام مبارك علينا جعل الشباب أقل من 20 سنة يبتعد عن العمل داخل المساجد والملاحظ ترك المساجد لغيرنا ومطلوب منا العودة مرة اخرى لإلقاء الخطب والتعامل مع الناس وعمل أنشطة داخل المساجد.
وايضا التحرك فى الطبقات المرتفعة والمنخفضة جدا قائلا لوحظ ضعف الاصوات لصالح مرشحينا فى الاماكن الراقية ويجب أن نبدأ من الان، مشيرا إلى انه لا يعمل فى هذا الملف لانشغاله بملف تطوير الجماعة
وقال الشاطر إنه منذ ثورة 25 يناير وحتى الان ما أنتجته الثورة سقوط مبارك ورموز نظامه وما زال جسم النظام موجوداً وهو يحتاج سنوات لإزالته ولو حدث ثورة مثل ليبيا لانتهى الأمر مباشرة الا أن الثورة المصرية مختلفة.
وأضاف الشاطر: إن المجلس العسكرى حافظ على البلد ونشكره على ذلك ولكن نحتاج الوصول الى الديمقراطية. قائلا: «الصراع ما زال شرساً بين مكونات النظام السابق ومن ارتبطوا به من رجال أعمال حصلوا على أموال طائلة من تحت الترابيزة ومواقفهم معروفة»، مشيرا إلى الكثير من ملاك القنوات الفضائية ممن نهبوا وسرقوا فى عهد مبارك فلم تعط رخصة مصنع او ميزة او قناة فضائية الا برضى النظام ومباركته.
وتابع: «قيادات الشرطة ونحن داخل السجن كانوا يقولون لى نحن اكتشفنا اننا نخدم 300 شخص فقط فى البلد»
فساد الماضى
واتهم خيرت الشاطر بعض رجال الأعمال بإنشاء قنوات لمهاجمة الإخوان وقال: إن قنوات النهار وسى بى سى تعمل ضدنا وضد الثورة وهى مملوكة لرجال أعمال تضخمت أموالهم فى عهد مبارك ويمكن فتح الملفات الا أننا نريد تجميع الأمة.
وتابع: إن تجاهلنا الأمر لا يعنى اننا لا نفهم او اننا دراويش ولكننا محددون ولنا مهام استراتيجية وهى صياغة المستقبل وليس فتح جبهات.
وهناك حملة ضد الإسلاميين لتخويف الناس منهم وهناك قناة جديدة أنفقت 300 مليون جنيه تم فتحها بعد الثورة لتخويف الناس ومحاربة الإخوان وهناك اشياء كثيرة عليها علامات استفهام منها حضور ساويرس وهو رجل اعمال كبير للجنة فرز بقصر النيل لمتابعة نتيجة مرشح، ل ابد أن نفهم أن المعركة كبيرة وطويلة خاصة أن هناك من يخوف الناس من الإسلاميين ولا ينبغى علينا التوقف للفرح فما حدث من فوز فى المرحلة الاولى هو الجولة الاولى بمجلس الشعب وامامنا باقى الجولات ومجلس الشورى ايضا فهو بالنسبة لنا مهم لان اعضاء اللجنة التأسيسية سيتم انتخابها من الشعب والشورى وامامنا معركة الدستور واختيار الرئيس فلا يجب الفرح او جلد الذات وانما التحرك حتى فى الدوائر التى فشلنا فيها لأننا لسنا حزباً سياسىاً يريد الانتخابات فقط.
وأضاف الشاطر إن المرشد وقيادات الجماعة يشكرون جميع اعضاء الإخوان فى كل مكان بغض النظر عن خسارتهم مقعدى مدينة نصر ومصر الجديد وبعض الدوائر الاخرى لأنا الهدف ليس الفوز فقط فالإخوان لديهم العديد من الاهداف فى دخول الانتخابات ولا تهم النتيجة قائلا نحن نؤجر بالعمل وليس بالنتيجة وارتفع صوت نائب المرشد ليقول لن نترك احداً يلتف على إرادة الشعب مثل ما كان يراد من وثيقة السلمى ومن قبله يحيى الجمل ثم جاءوا يريدون إعادة إنتاجها من خلال المجلس الاستشارى مع العلم أن اللجنة التأسيسية التى ستضع الدستور ستكون توافقية ولكنها من صلاحيات البرلمان قائلا: لا توجد اى صفقات بيينا وبين المجلس العسكرى ولن نسعى الى الصدام معه الا إذا أراد الالتفاف على الارادة الشعبية.
وتابع: مبارك والسادات وعبد الناصر كونوا ما يسمى بالدولة العميقة وهذه الدولة توغلت فى مواجهة الأمة والشعب وكان مبارك ينام وأحلامه أوامر و300 شخص فقط استحوذوا على مقدرات البلد ووفقا لتقارير اطلعت عليها من عدة جهات تفيد أن مبارك و300 شخص كانوا يحصلون على %1.3 من ميزانية البلد.
واستطرد بانفعال: رغم زوال نظام مبارك هناك من يريد إعادة إنتاج النظام السابق وهى أطراف حكومية وأطراف خارجية عربية وإسرائيلية.
وبنفس اللهجة الحادة قال نائب المرشد :نحن كإخوان وكحزب «الحرية والعدالة» ومعنا شرفاء الأمة سنحافظ على توازنات ثورة يناير وان يكون الشعب فاعلاً ولا تسيطر عليه أجهزة الدولة ونبنى نظاماً سياسياً ونهضة اجتماعية وسياسية ومدخلنا الديمقراطية لان الاستبداد لا يحقق نهضة
واستطرد ما يحدث فى سنة واحدج من انتخابات نقابات وشعب وشورى ودستور ورئاسة يأخذ 5 سنوات فى اى دولة فى العالم لذا يجب أن نحافظ على الثورة وان تستمر كل الوسائل والادوات وان نكون قادرين على الحشد لمواجهة أعداء الثورة والتحرك لبناء حزب الحرية والعدالة ليكون أكبر حزب فى مصر فالمعركة طويلة ومتعددة المراحل.
التعامل مع السلفيين
ورد على رفض شباب الإخوان واستهجانهم دعم د.محمد يسرى السلفى بمدينة نصر وأنه السبب فى فشل عصام مختار عضو مجلس الشعب السابق الذى كان متوقعاً فوزه قال الشاطر أعلم ذلك جيدا وانا كنت صاحب اقتراح دعم د.يسرى لانه متفاهم جدا ومن أعقل السلفيين فى مصر ولكن تم التصويت والموافقة من قبل المختصين. وتابع خيرت:
الملفات كثير وهناك تغيير فى وجهات النظر ففى ايام المرشد مصطفى مشهور كان مكتب الارشاد لا يمرر قرار اً الا بالإقناع وبموافقة الجميع أما الان فنأخذ رأى الأغلبية لضيق الوقت وتنوع الافكار وحتى لو كان رأى المرشد فى الاقلية فرأى الأغلبية هو الذى يتم تنفيذه.
وكشف الشاطر انه كان يريد فوز د.يسرى ليكون همزة الوصل بين الإخوان والسلفيين داخل المجلس لأن التفاهم مع السلفيين صعب جدا خاصة سلفيى الاسكندرية ولكن لا نريد التحدث عن ذلك حتى لا يقال إن التيارات الاسلامية تحارب بعضها بعضاً وقد حاولنا التفاهم معهم 5 مرات وفشلنا
وقبل الانتخابات انضموا للتحالف وقالوا إننا لن نخوض الانتخابات بمرشحين وسنتعلم منكم سياسة أولا فرحبنا بهم ثم فوجئنا بهم يطالبون ب5 مقاعد لحزبهم على رأس القوائم فوافقنا ثم فوجئنا بهم يطالبون بعدم وجود الوفديين والليبراليين وغير الاسلاميين فى التحالف وان يكون تحالفاً اسلامياً وان يأخذوا 70%من القوائم فرفضا فانسحبوا وهذا جزء بسيط ولا نريد تسليط الضوء على الخلاف
وتابع النائب الاول لمرشد الإخوان: نحن لا يمكن أن نتحالف مع اى تيار يشترط إبعاد الأقباط من المشهد ولكننا سنتحرك فى المجلس القادم للتحالف مع كل التيارات وسنبدأ بالسلفيين ولن نستثنى احداً لاننا نريد تكوين جبهة داخلية قوية خوفا من فرض حصار اقتصادى من الخارج فوقتها لانريد الطعن من الداخل.
وتابع: الاقباط لا يجب استبعادهم ولم يقل الشرع او التاريخ بإلقائهم فى اليم فقد عاشوا فى تاريخ الامة وبنو فى نهضتها وحالة الاحتقان التى تسود المجتمع الان سببها مبارك والنبوى اسماعيل وزير الداخلية فى عهد السادات ولكننا الان لا بد أن نرفع حالة الاحتقان ونمد ايدينا للجميع ولن نتحالف مع احد يريد اخذ موقف معادٍ من الاقباط فنحن نريد تجميع الامة من الداخل.
وانتقد خيرت الشباب الذين رفضوا رأى الجماعة ولم يدعموا يسرى فى مدينة نصر وقال أنتم من حقكم التعليق والاستفسار والشكاوى حتى غلق باب الترشح ولكن غير مقبول التراجع اثناء المعركة .
مقاعد الإخوان
وطالب الشاطر الإخوان الذين خسروا الانتخابات بعدم الحزن قائلا: هدفنا ليس المقاعد فقط وانما هو هدف من بين اكثر من20 هدفا واقول لكم اننا لا ندرى اين الخير فربما لو زاد العدد لحدث انقلاب على العملية الديمقراطية فمبارك وجمال والعادلى كانوا فى منتهى السعادة عقب انتهاء انتخابات 2010 وحصدهم مقاعد البرلمان ولكن حدثت الثورة عليهم.
وتابع الشاطر: نريد التكاتف مع الجميع.. مبارك كان يكلف صفوت الشريف بتفتيت القوى السياسية من الداخل وكان لديه معادلة وهى ألا يرتبط اى طرفين من الجيش والإخوان ورجال الأعمال والأقباط والأمريكان، بل يخلق بينهم صراعات ويفجر الاحزاب ويقحمها فى مشكلات حتى يحافظ على الحكم ولذا جعل المصريين كشعب لم يعتد على العمل المشترك فيجب أن نتعود على هذا فأوروبا والمجتمع الدولى قبلت حكم اردوغان بسبب العمل الجماعى الذى ضم أطياف الشعب ولكننا فى مصر عكس ذلك فمقاعد البرلمان 498 وعندما قمنا بعمل التحالف وتشارك الأحزاب طلب كل منهم عدد مقاعد فلكية فقلنا نلجأ الى انتخابات 2005 لتحديد الاوزان النسبية وكل حزب يأخذ نفس العدد مضروباً فى اثنين وبعد الضغط وتقديم كل طرف اخر التنازلات وجدنا المطلوب 3 آلاف مقعد فالمشكلة أن من ثقافة المصريين أن كل واحد يرى حجمه اكبر من الطبيعى.
وقال الشاطر: إن سياسة الحزب والجماعة خلال المرحلة القادمة التعامل والتحالف مع كل التيارات التى توافقنا على السير فى طريقنا الى النهضة سواء إسلاميين او غيرهم.
وتابع: نحن مسئولون عن البلد وان لم نكن فى السلطة ولا نريد تكرار تجربة حماس والجزائر. مضيفا: نحن الان فى فرصة والبلد ايضا لو ضاعت مش عارفين ممكن ترجع تانى أم لا وكلمتى هذا لوجه الله لأننا نملك اهم فرصة خلال الـ100 سنة الاخيرة .