كشفت دراسة علمية حديثة أن البخار المتصاعد من عملية احتراق الوقود إلى الجو يعود ليسقط مجددا على شكل زخات من جزيئات الزئبق السامة تستوعبها النظم الايكولوجية المائية على الأرض وتتسبب بتسمم الأغذية والمحاصيل الزراعية.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن باحثين أمريكيين أكدوا أن آلاف الأطنان من بخار الزئبق تتصاعد إلى الجو سنويا ومع مرور الوقت يتأكسد الزئبق ويعود مجددا إلى الأرض مع الأمطار أو الثلوج.
وأوضح العالم سيث ليمان المشرف على الدراسة أن البكتيريا الموجودة في الغلاف الجوي العلوي تحول الزئبق المؤكسد إلى مادة زئبق ميثيل التي يمكنها الدخول إلى السلسلة الغذائية بسهولة كبيرة، مضيفاً أن مادة الزئبق التي انبعثت في منطقة ما على سطح الأرض تسقط بعيداً عن مصدرها الأصلي ما يؤكد انحلالها مع الأمطار أو الثلوح التي تهطل إلى الأرض.
وأوضح ليمان أن الغلاف الجوي العلوي هو بمثابة مفاعل كيميائي لجعل الزئبق أكثر قدرة على الدخول في النظم البيئية.
ومادة الزئبق لا تقف عند أي حدود جغرافية في تلويثها للبيئة وهي مختلفة تماما عن أي مادة تلوث بيئي، إذ انها تنتشر بسرعة ولأبعد المسافات من خلال الأنهار والبحيرات وحتى المحيطات وقبل أن يلحظها أحد.
وتتسرب مادة الزئبق إلى المياه من المصانع غير المحمية من قواعد الأمن والسلامة، حيث تتلقفها الأسماك مباشرة لتصل إلى الأسواق وموائد الطعام متسببة بالتلف في الجملة العصبية وشبكة الشرايين في الجسم البشري.