| ||
رفعت دعوى استرداد عدد من جمال حجز عليها وفاء لدين على صاحبها فحضر شهود للمسترد وآخرون للحاجز وشهد فريق المسترد بما يخالف شهادة فريق الحاجز واحتار القاضى فخطر له ان يؤجل القضيه اسبوعا مع حضور الشهود وجميع الخصوم ومنهم المدين فلما كان يوم الجلسه وحضر الخصوم ما فيهم المدين اعاد الشهود شهادتهم على النحو الاول واذنت لهم المحكمه بالانصراف وما إن قاربوا الباب حتى نادى القاضى بصوت مرتفع ياجمال فالتفت المدين فاستدعاهم اجمعين واثبت هذه الملاحظه وقال لشهود المسترد ما قولكم فى ان القانون يعفيكم من شهادة الزور إن عدلتم عنها فهل انتم متمسكون بها فقالوا لا وقد شهدنا زورا فاثبت ذلك وقضى برفض الدعوى فلما سئل القاضى عن ذلك وكيف نبتت عنده الفكره فقال من الاطلاع فقد قرأت مره ان شحصين شريكين فى مال دفناه بمكان بعيد تحت شجره وتعاهدا على الا يستخرجه احدهما دون الاخر بل لابد ان يكونا حاضرين معا ليستخرجاه فعن لاحدهما ان يستخرج المال وحده ولما ذهب صاحبه وبحث عن المال لم يجده فرفع امره للقاضى فاستدعى الاخر وسأله فأنكر كل علاقه بصاحبه او المال او المكان المزعوم وجوده فندب القاضى من يصاحب المدعى الى المكان الذى يرشده عنه ويبحث معه عن المال ربما يجدانه وانصرف القاضى عن المدعى عليه ينظر الدعاوى الاخرى وبعد زمن قال القاضى للمدعى عليه ما لصاحبك قد غاب هذه المده الطويله فما كان منه الا ان قال المسافه من هنا للشجره بعيده والزمن لا يكفيه للذهاب والاياب فاحضره واعاد مناقشته فاقر بأخذ المال والزمه أن يعطى النصف لصاحبه . بقلم : محمد راضى مسعود المحامى |
فطنة القاضى وغباء السارق
محمد راضى مسعود- المدير العام
- عدد المساهمات : 7032
نقاط : 15679
السٌّمعَة : 118
تاريخ التسجيل : 26/06/2009
العمل/الترفيه : محامى بالنقض
- مساهمة رقم 1