المثير أن الطلب الإسرائيلى الرسمى شمل نسخة مختومة من القرار رقم 75 الصادر بتاريخ 24 يوليو 2001 بتوقيع وزير الثقافة المصرى وقتها «فاروق حسنى» والقاضى بضم أثر أبو حصيرة لهيئة الآثار المصرية استنادا إلى قانون الآثار المصرى رقم 117 وتسجيله دوليا فى هيئة اليونسكو كأثر ملك للإنسانية.
إسرائيل زعمت فى طلبها أن مصر تمنع إقامة شعائر الاحتفال الدينى اليهودى بمولد الحاخام اليهودى المغربى المولود فى يوم 20 يناير 1805 وأن ذلك مخالف لمذكرة تفاهم قدموا نسخة منها وقعت بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى فى 1979 مناحم بيجن تعهد فيها السادات بالسماح لليهود من أصل مغربى وشمال إفريقى بزيارة ضريح الحاخام سنويا والاحتفال بمولده فى دميتوه بالبحيرة.
وهاجمت إسرائيل الرفض المصرى على أساس وثيقة أخرى اتضح من الشكوى أنها عبارة عن صورة رسمية من القرار الاستئنافى لمحكمة الإسكندرية للقضاء الإدارى جلستى 9 ديسمبر 2001 وجلسة 5 يناير 2004 وهو الحكم المصرى القاطع غير قابل للطعن بإلغاء ما يسمى احتفالية مولد أبو حصيرة لأنه لا يشكل مظهرا من مظاهر الاحتفالات الدينية الرسمية لأصحاب الديانات الثلاث التى تعترف بها القوانين المصرية.
الطلب الإسرائيلى شمل خطاب توصية كانت قرينة الرئيس المخلوع قد أصدرته كمذكرة للمشروع الكندى الذى كانت تحصل منه على ملايين الدولارات بدعوى ترميم الآثار اليهودية فى مصر والتى كانت قد نقلت فحواه إلى فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق مطالبة إياه ببحث الموضوع وضم الأثر إلى الآثار المصرية وتسجيله دوليا حتى تصبح الحكومة المصرية ملزمة بحمايته أمام هيئة اليونسكو ويصبح لإسرائيل الحق سنويا بالمطالبة بالاحتفالية وتتمكن هى من الحصول على التمويل اللازم لترميمه.
وعلمت «روزاليوسف» أن الإدارة المصرية رفضت فى الأشهر الأخيرة طلبين إسرائيلى وآخر أمريكى بالمطالبة بتفكيك الأثر اليهودى المصرى رقم 16 ونقله فى عملية أثرية كاملة على نفقة إسرائيل وتحت إشراف اليونسكو إلى القدس لحل المشكلة بشكل نهائى.
المثير أن الحاخام الإسرائيلى الشرقى «عوفاديا يوسف» كان قد رفض وعارض نقل رفات الحاخام أبو حصيرة من مصر تأسيسا على الأسطورة المكتوبة على قبر أبو حصيرة وتزعم أنه عندما مات كان يوم جمعة وأن يهود دميتوه والبحيرة كانوا يزورونه كل جمعة قبل موعد السوق التجارية ليباركهم لكنه يوم 20 يناير 1880 طالبهم بعدم الخروج للسوق لأنه سيموت وطبقا للأسطورة مات فى ذلك اليوم وكانوا قد هموا بنقل جثمانه كى يدفن فى مدينة الإسكندرية التى كانت تحوى جالية يهودية مصرية كبيرة لكن الأمطار كانت تشتد والبرق كان يضرب الأرض كلما حاولوا نقله وهو ما جعلهم يعتقدون أن الحاخام لا يريد لهم أن ينقلوه فدفنوه مكان سكنه فى دميتوه.
من جهتها قررت حملة «مدونون ضد أبوحصيرة» والتى تضم ممثلين عن القوى السياسية ومنها أحزاب الغد والناصرى والحرية والعدالة والنهضة والإصلاح وحركات 6 أبريل وكفاية ووعى وحملتى دعم محمد البرادعى وعبدالمنعم أبوالفتوح، تشكيل دروع بشرية لمنع زيارة أى وفود صهيونية إلى قبر أبوحصيرة