والغريب بالفعل أن من يناصرونهما من المستقلين كانوا ضدهم فى الجولة الأولى من الانتخابات تحت دعوى أنهم فلول يحرم التصويت لهم.
وعلى الرغم من أن هذه الشخصيات من قيادي الحزب الوطنى المنحل إلا أنهم ذوو خبرة طويلة فى العمل السياسي، ولذلك لعبوا لعبة سياسية ماهرة؛ ولكنها خطرة ، وذلك من خلال تحالفهم مع السلفيين أحيانا ومع الإخوان مرة أخرى، واستغلوا حالة التمزق والخلاف بين التيارات الدينيه لحصد أكبر عدد من الأصوات، وهو ما حدث فى طنطا بين محمد الفقى، مرشح الوفد الذي دخل فى تحالف مع الإخوان ضد مرشح السلفيين مدحت مشعل، ما دفع الإخوان إلى الوقوف بجانبه وخروج النساء لتأييده ومبايعته، ما أدى إلى تزايد حجم التصويت العام له وفاز بالمقعد عن بندر طنطا.
هذا التحالف ما دفع التيار السلفى لأن يرد بتحالف مع مرشح الفلول، حزب وطني سابق، صلاح الحصاوى المرشح المستقل وعضو مجلس محلى محافظة، ضد محمود محضية، مرشح الحرية والعدالة عن دائرة كفرالزيات، بسيون، قطور.
واشتد وطيس المعركة والتي وصلت إلى التشابك بالأيدى بين أنصار الحصاوى، المدعوم من النور السلفي، وبين أنصار محضيه فى قرى كفرالزيات، واستمر الوضع فى مناوشات مستمرة طيلة اليوم الثانى للإعاده، ولكن فاز محضية باكتساح.
وأكد أغلب المحللين السياسيين بالغربية أن السر فى هذه التحالفات هى تصفية الحسابات ومحاولة تمهيد الأرض لتحالف قادم مع القوى السياسيه والمستقلين وبعض الأحزاب الصغيرة من أجل البحث عن أغلبيه فى مجلس الشعب أو التأثير في تشكيل الحكومة خلال المرحلة القادمة، وذلك من خلال الدمج بين هذه القوى السياسية الذي بات مطلبًا ملحا لتشكيل هذه الأغلبيه التى يبحثون عنها والتأثير على صانعى القرار.
وعلى الرغم من كثرة الطعون الانتخابية ببطلان إعلان النتائج النهائية للجوله الأولى والتى بلغت 13 طعنًا إلا أن المحكمة الإدارية رفضتها جميعها بدعوى عدم الاختصاص، حسب تأكيد المستشار يسرى الشيخ، رئيس محكمة القضاء الإدارى بالغربية.
وهو الأمر الذى ضيق الخناق على محاولات فلول النظام السابق في إعادة ترتيب أوراقهم بعد بطلان إعلان نتائج الدوائر التى خسروها، وإتاحة فرص أكبرللمستقلين الذين حصدوا 3 مقاعد فى دوائر الإعاده.