يقول محمد إسماعيل عبد الغني –الذي اعتقل لقرابة 20 عاما منذ عام 1981-: رأينا أهوالا داخل سجن الوادي الجديد بعد أن تم إجبارنا أكثر من 10 مرات على الخروج من الصلاة؛ لنقول بدلا من "الله أكبر" .. "مبارك أكبر"، و"جمال أكبر".
وكان المذكور يدلي بشهادته خلال جلسة استماع لتوثيق جرائم التعذيب، تلك الجلسة نظمها مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالتنسيق مع كل من مركز ضحايا ومركز النديم وجمعية بلدي.
وركزت تلك الجِلْسة على جملة من الجرائم ضد الإنسانية، التي تمت ممارستها ضد المعتقلين الإسلاميين، على أيدي مجرمي جهاز مباحث أمن الدولة المنحل.
وأشار محمد إلى أنه داخل مقر الجهاز المنحل بلاظوغلي "تعرض عشرات الآلاف من المعتقلين للتعذيب الوحشي على مدار ثلاثة عقود مضت، وكنا كمعتقلين إسلاميين نصلي ونحن معصوبي الأعين، وحينما قام أحد المعتقلين بخلع العصابة عن عينه، وجدنا أنفسنا نصلي كلٌّ في مواجهة زميله، وليس باتجاه القبلة من الأساس!!
وكنا نتعرض لتعذيب نفسي وبدني عنيف بداية من القيام بحلق شعر الرأس والوجه والجسد كله، وتركنا عرايا لفترات طويلة، وضربنا وتعذيبنا بآلات حديدية ومواسير.
واستطرد قائلاً: عناصر في جهاز مباحث أمن الدولة المنحل البغيض "كانت تجبر المعتقلين على السير كالحيوانات على أيديهم وأرجلهم، وقضاء حاجتهم تشبها بالحيوانات، وهم يجلسون القرفصاء، فضلا عن إطلاق أسماء نساء على هؤلاء المعتقلين، وإجبارهم على سب الذات الإلاهية".
وقال مجدي محمد موسى –أحد المعتقلين خلال الفترة من عام 1990 وحتى عام 2007– في شهادته على جرائم عصر مبارك :"إنه حصل على مئات الأحكام القضائية بالإفراج والبراءة، إلا أنه لم يتم الإفراج عنه".
وقال: "كنا 47 معتقلا سياسيا, مات منا 8 تحت التعذيب".
ومضى قائلاً: أتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي, الذي كان يتولى تعذيبنا، وكان يشترط علينا "أن نتجرد تماماً من ملابسنا, وكنا بالتالي لا نصلي؛ لأن عورتنا متكشفة, وكانت إدارة السجن تعطينا (بدلة خيش) كل عام, والـ48 معتقلا فقدوا أسنانهم جميعاً؛ بسبب عدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم".
وحول معانات رفاقه يقول: كنت في عنبر 5 محبوساً في زنزانة انفرادي, وذات يوم فتح ضابط السجن لي الزنزانة وقال لي: "ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلي زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللي عامله لأنو مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة، ومن الممكن نتركه يموت جوعا وعطشا، لأنه ليس له ثمن".
وأكمل كلامه قائلاً: دخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخا "لا أريد أن أقول اسمه" ملقى على الأرض، وبدون ملابس تماماً، فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام؟ فقال لي: كنت مريضا فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني، ولكن ما أعطوه لي لم يكن علاجاً لمرضي ولكنه كان منوما, ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين علي فاعتدوا علي جنسيا, فقررت أن أضرب عن الطعام"، وبعد أن قال لي ذلك بلحظات .. فارق الحياة.
ومضى مجدي محمد موسى يتذكر ضحايا التعذيب فقال:كما أتذكر أخي "خالد كمال أبو المجد" الذي توفي أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسيا وأضرب عن الطعام حتى الموت، أتذكر أخي "أحمد عبد الرحمن" الذي كان يعاني من مرض البواسير، وظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى.
واستطرد قائلا: أما أخي الشهيد "حسن محمد إبراهيم", فقد مات من شدة التعذيب, وكذلك الأخ "مجدي عبد المقصود", ولا أستطيع أن أنسى الأخ الشهيد "نبيل علي جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل في أثناء قضاء حاجته، وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفي عام 1997 من شدة التعذيب في السجن.
وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره من شدة التعذيب، حيث كان يقضي حاجته على نفسه حتى مات.
وأشار إلى أن أكثر من قاموا بتعذيبهم في السجون هم: "وليد فاروق ضابط أمن الدولة، و أشرف إسماعيل رئيس مباحث السجن العقرب".
ويتذكر مجدي: "قال لنا رئيس مباحث السجن ذات مرة "لو كنا حابسين حمار كان مات", فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا, فقام هذا المجرم بلم جميع نسخ المصحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, فضلا عن قيامه بجمع أكثر من 100 معتقل وإجبارهم على الطواف حول شجرة، وهم يقولون "لبيك اللهم لبيك"، وكان يضع صورة حسنى مبارك ويقول لنا: اسجدوا تحتها!!
ووفق روايات المعتقلين كانت إدارة سجن أبي زعبل تقدم الطعام للمساجين بدون ملح،كما لم يسمح لهم بالخروج لمشاهدة الشمس، وهو ما أدى إلى تلاشى الكالسيوم من الجسم، وهو ما تسبب في وقوع الأسنان فضلا عن تقوس العظام؛ ما منع كثيرا من المعتلقين من القدرة على السير.
وكانت مباحث أمن الدولة تودع المعتقلين بزنازن ضيقة منعدمة التهوية؛ فضلا عن عدم وجود إضاءة داخل الزنازين، فيما لا يسمح لهم بالشرب إلا من مياه الترع وهو ما يدفعهم إلى تصفية المياه أكثر من 7 مرات لإزالة الطين منها إلا أن رائحتها لا تزول ولونها، كما كان لا يسمح لهم بالخروج لقضاء الحاجة في حمامات السجن، فكانوا يقضون حاجتهم في "أكياس" ويتيممون للصلاة.
وكما قال المعتقلون في شهاداتهم فإن إدارة السجن كانت تقوم :"بتفتيش يومي كل صباح، حيث يتم اقتحام الزنازين وإخراجهم منها؛ لكي يقفوا صفا واحدا ووجوههم إلى الحائط، كما يتم التعامل مع الأسرى في الحروب، ويتم تفتيشهم ذاتيا بشكل مهين، ثم يتم سرقة كافة محتويات الزنزانة من قبل المخبرين، ويتم إفراغ مياه الصرف داخل الزنازين".
وامتد التعذيب للفلسطينيين الذين ساقهم حظهم العاثر للوقوع في أيدي مباحث أمن الدولة بمصر، ومنهم "نوفل" القيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي مكث بالسجون المصرية ثلاث سنوات، حيث يقول: "إن أساليب التعذيب بمصر أشد بكثير من تلك التي يمارسها الإسرائيليون بحق الأسرى الفلسطينيين".
ولفت نوفل الذي سبق أن اعتُقل خلال الانتفاضة الأولى لدى الاحتلال، إلى أنه "لم يلحظ ولم يسمع عن التعذيب بواسطة جهاز صعق كهربائي يطلق عليه "التٌنك" إلا في مصر، مشيراً إلى أنه عندما مكث في زنزانته الانفرادية بسجن مباحث أمن الدولة بمدينة العريش ثمانية شهور عايش أساليب تعذيب وحشية بحق عدد من السجناء".
وأضاف في شهادته أنه "كان يؤتى برجال وشباب مصريين من مدينة العريش إلى سجن جهاز أمن الدولة ليعذبوا تعذيبا بشعا لدرجة أنني لاحظت أحد الرجال من خلال فتحة صغيرة تطل على زنزانته في حالة متردية تصل إلى حد الموت، حيث كانت خصيتاه مسلوختين من شدة الصعق الكهربائي لهما، وكنت أمده بورق المحارم كي يجفف الدماء التي كانت تسيل من أعضائه التناسلية".
ما سبق شهادات من ملفات التعذيب رواها أعضاء الجماعات الإسلامية، ومن قادهم الحظ العاثر للوقوع تحت أيدي ضباط مباحث أمن الدولة، وحرصنا على أن نرويها كما رواها أصحابها بدون تدخل منا؛ ليعرف الجيل الجديد الذي شارك في ثورة 25يناير، أن شبابا كانوا أكثر منهم حبا لمصر، خرجوا قبلهم طوال الثمانينات والتسعينات من أجل إنقاذ مصر، غير أن هؤلاء الشباب الإسلاميون تآمرت ضدهم الظروف داخلية وخارجية، وتركوا فريسة لنظام حكم مبارك الإجرامي ليصفيهم جسديا، ويرتكب بحقهم جرائم لم ترتكبها "إسرائيل" بحق أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين.
تلك الجرائم ارتكبها بشر يزعمون أنهم يشهدون أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويؤمنون بشريعة السيد المسيح أيضا.. ارتكبوها ضد رفاق لهم بالوطن والعقيدة.. ارتكبوها بدون رحمة أو إنسانية أو ضمير.
نعم، لقد ارتكبت تلك الجرائم تحت علم وبصر حسني مبارك، الذي كرم الجلادين ومنحهم أرفع الأوسمة!
سنواصل توثيق تلك الجرائم، والكتابة عن تلك الحقبة السوداء في تاريخنا، فالكتابة عنها في هذا التوقيت بالذات تهدف إلى تعريف الجيل الجديد بأن مبارك يستحق الإعدام مع كبار مساعديه.
يستحقون الشنق في ميادين عامة، كما يجب أيضا أن تبث وقائع شنقهم على الهواء مباشرة...
صلاح بديوي
وكان المذكور يدلي بشهادته خلال جلسة استماع لتوثيق جرائم التعذيب، تلك الجلسة نظمها مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالتنسيق مع كل من مركز ضحايا ومركز النديم وجمعية بلدي.
وركزت تلك الجِلْسة على جملة من الجرائم ضد الإنسانية، التي تمت ممارستها ضد المعتقلين الإسلاميين، على أيدي مجرمي جهاز مباحث أمن الدولة المنحل.
وأشار محمد إلى أنه داخل مقر الجهاز المنحل بلاظوغلي "تعرض عشرات الآلاف من المعتقلين للتعذيب الوحشي على مدار ثلاثة عقود مضت، وكنا كمعتقلين إسلاميين نصلي ونحن معصوبي الأعين، وحينما قام أحد المعتقلين بخلع العصابة عن عينه، وجدنا أنفسنا نصلي كلٌّ في مواجهة زميله، وليس باتجاه القبلة من الأساس!!
وكنا نتعرض لتعذيب نفسي وبدني عنيف بداية من القيام بحلق شعر الرأس والوجه والجسد كله، وتركنا عرايا لفترات طويلة، وضربنا وتعذيبنا بآلات حديدية ومواسير.
واستطرد قائلاً: عناصر في جهاز مباحث أمن الدولة المنحل البغيض "كانت تجبر المعتقلين على السير كالحيوانات على أيديهم وأرجلهم، وقضاء حاجتهم تشبها بالحيوانات، وهم يجلسون القرفصاء، فضلا عن إطلاق أسماء نساء على هؤلاء المعتقلين، وإجبارهم على سب الذات الإلاهية".
وقال مجدي محمد موسى –أحد المعتقلين خلال الفترة من عام 1990 وحتى عام 2007– في شهادته على جرائم عصر مبارك :"إنه حصل على مئات الأحكام القضائية بالإفراج والبراءة، إلا أنه لم يتم الإفراج عنه".
وقال: "كنا 47 معتقلا سياسيا, مات منا 8 تحت التعذيب".
ومضى قائلاً: أتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي, الذي كان يتولى تعذيبنا، وكان يشترط علينا "أن نتجرد تماماً من ملابسنا, وكنا بالتالي لا نصلي؛ لأن عورتنا متكشفة, وكانت إدارة السجن تعطينا (بدلة خيش) كل عام, والـ48 معتقلا فقدوا أسنانهم جميعاً؛ بسبب عدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم".
وحول معانات رفاقه يقول: كنت في عنبر 5 محبوساً في زنزانة انفرادي, وذات يوم فتح ضابط السجن لي الزنزانة وقال لي: "ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلي زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللي عامله لأنو مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة، ومن الممكن نتركه يموت جوعا وعطشا، لأنه ليس له ثمن".
وأكمل كلامه قائلاً: دخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخا "لا أريد أن أقول اسمه" ملقى على الأرض، وبدون ملابس تماماً، فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام؟ فقال لي: كنت مريضا فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني، ولكن ما أعطوه لي لم يكن علاجاً لمرضي ولكنه كان منوما, ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين علي فاعتدوا علي جنسيا, فقررت أن أضرب عن الطعام"، وبعد أن قال لي ذلك بلحظات .. فارق الحياة.
ومضى مجدي محمد موسى يتذكر ضحايا التعذيب فقال:كما أتذكر أخي "خالد كمال أبو المجد" الذي توفي أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسيا وأضرب عن الطعام حتى الموت، أتذكر أخي "أحمد عبد الرحمن" الذي كان يعاني من مرض البواسير، وظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى.
واستطرد قائلا: أما أخي الشهيد "حسن محمد إبراهيم", فقد مات من شدة التعذيب, وكذلك الأخ "مجدي عبد المقصود", ولا أستطيع أن أنسى الأخ الشهيد "نبيل علي جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل في أثناء قضاء حاجته، وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفي عام 1997 من شدة التعذيب في السجن.
وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره من شدة التعذيب، حيث كان يقضي حاجته على نفسه حتى مات.
وأشار إلى أن أكثر من قاموا بتعذيبهم في السجون هم: "وليد فاروق ضابط أمن الدولة، و أشرف إسماعيل رئيس مباحث السجن العقرب".
ويتذكر مجدي: "قال لنا رئيس مباحث السجن ذات مرة "لو كنا حابسين حمار كان مات", فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا, فقام هذا المجرم بلم جميع نسخ المصحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, فضلا عن قيامه بجمع أكثر من 100 معتقل وإجبارهم على الطواف حول شجرة، وهم يقولون "لبيك اللهم لبيك"، وكان يضع صورة حسنى مبارك ويقول لنا: اسجدوا تحتها!!
ووفق روايات المعتقلين كانت إدارة سجن أبي زعبل تقدم الطعام للمساجين بدون ملح،كما لم يسمح لهم بالخروج لمشاهدة الشمس، وهو ما أدى إلى تلاشى الكالسيوم من الجسم، وهو ما تسبب في وقوع الأسنان فضلا عن تقوس العظام؛ ما منع كثيرا من المعتلقين من القدرة على السير.
وكانت مباحث أمن الدولة تودع المعتقلين بزنازن ضيقة منعدمة التهوية؛ فضلا عن عدم وجود إضاءة داخل الزنازين، فيما لا يسمح لهم بالشرب إلا من مياه الترع وهو ما يدفعهم إلى تصفية المياه أكثر من 7 مرات لإزالة الطين منها إلا أن رائحتها لا تزول ولونها، كما كان لا يسمح لهم بالخروج لقضاء الحاجة في حمامات السجن، فكانوا يقضون حاجتهم في "أكياس" ويتيممون للصلاة.
وكما قال المعتقلون في شهاداتهم فإن إدارة السجن كانت تقوم :"بتفتيش يومي كل صباح، حيث يتم اقتحام الزنازين وإخراجهم منها؛ لكي يقفوا صفا واحدا ووجوههم إلى الحائط، كما يتم التعامل مع الأسرى في الحروب، ويتم تفتيشهم ذاتيا بشكل مهين، ثم يتم سرقة كافة محتويات الزنزانة من قبل المخبرين، ويتم إفراغ مياه الصرف داخل الزنازين".
وامتد التعذيب للفلسطينيين الذين ساقهم حظهم العاثر للوقوع في أيدي مباحث أمن الدولة بمصر، ومنهم "نوفل" القيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي مكث بالسجون المصرية ثلاث سنوات، حيث يقول: "إن أساليب التعذيب بمصر أشد بكثير من تلك التي يمارسها الإسرائيليون بحق الأسرى الفلسطينيين".
ولفت نوفل الذي سبق أن اعتُقل خلال الانتفاضة الأولى لدى الاحتلال، إلى أنه "لم يلحظ ولم يسمع عن التعذيب بواسطة جهاز صعق كهربائي يطلق عليه "التٌنك" إلا في مصر، مشيراً إلى أنه عندما مكث في زنزانته الانفرادية بسجن مباحث أمن الدولة بمدينة العريش ثمانية شهور عايش أساليب تعذيب وحشية بحق عدد من السجناء".
وأضاف في شهادته أنه "كان يؤتى برجال وشباب مصريين من مدينة العريش إلى سجن جهاز أمن الدولة ليعذبوا تعذيبا بشعا لدرجة أنني لاحظت أحد الرجال من خلال فتحة صغيرة تطل على زنزانته في حالة متردية تصل إلى حد الموت، حيث كانت خصيتاه مسلوختين من شدة الصعق الكهربائي لهما، وكنت أمده بورق المحارم كي يجفف الدماء التي كانت تسيل من أعضائه التناسلية".
ما سبق شهادات من ملفات التعذيب رواها أعضاء الجماعات الإسلامية، ومن قادهم الحظ العاثر للوقوع تحت أيدي ضباط مباحث أمن الدولة، وحرصنا على أن نرويها كما رواها أصحابها بدون تدخل منا؛ ليعرف الجيل الجديد الذي شارك في ثورة 25يناير، أن شبابا كانوا أكثر منهم حبا لمصر، خرجوا قبلهم طوال الثمانينات والتسعينات من أجل إنقاذ مصر، غير أن هؤلاء الشباب الإسلاميون تآمرت ضدهم الظروف داخلية وخارجية، وتركوا فريسة لنظام حكم مبارك الإجرامي ليصفيهم جسديا، ويرتكب بحقهم جرائم لم ترتكبها "إسرائيل" بحق أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين.
تلك الجرائم ارتكبها بشر يزعمون أنهم يشهدون أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويؤمنون بشريعة السيد المسيح أيضا.. ارتكبوها ضد رفاق لهم بالوطن والعقيدة.. ارتكبوها بدون رحمة أو إنسانية أو ضمير.
نعم، لقد ارتكبت تلك الجرائم تحت علم وبصر حسني مبارك، الذي كرم الجلادين ومنحهم أرفع الأوسمة!
سنواصل توثيق تلك الجرائم، والكتابة عن تلك الحقبة السوداء في تاريخنا، فالكتابة عنها في هذا التوقيت بالذات تهدف إلى تعريف الجيل الجديد بأن مبارك يستحق الإعدام مع كبار مساعديه.
يستحقون الشنق في ميادين عامة، كما يجب أيضا أن تبث وقائع شنقهم على الهواء مباشرة...
صلاح بديوي