ولد الاستاذ محمد شوكت عليه رحمة الله عام 1908 بقرية إتليدم مركز ملوى محافظة المنيا وكان والده مصطفى بك التونى عمده لهذة القريه .
حصل على ليسانس الحقوق من جامعه فؤاد الاول القاهره حالياً عام 1930 كما حصل على ليسانس الاداب فى نفس العام
عمل فتره قصيره وكيلاً للنائب العام وسرعان ما قدم استقالته ليعمل بمعشوقته المحاماه
امضى فترة التمرين بمكتب الاستاذ محمد على علوبه باشا
لمع نجم المرحوم فى عالم المحاماه حتى صار من اكبر الاسماء فى عالمها
ترافع فى كثير من القضايا المشهوره منها قضية القنابل وقضايا جماعة الاخوان المسلمين وقضية امين عثمان
الف العديد من المؤلفات منها جهاد الامم فى سيل الدستور ومحمد عليه الصلاة والسلام فى طفولته وصباه ومحمد محرر العبيد وصور من المحكمه والكتاب الابرز المحاماه فن رفيع الذى الفه بعد ان امى فى المحاماه ربع قرن وضمنه خلاصة فكره وعلمه وتجربته الشخصيه والعمليه فى اداء الواجب واسعاد الاخرين والعداله ودور المحامين فيها وانتهى فى هذا الكتاب ان المحاماه فن رفيع وانه وسيله لاسعاد الخلق ورفع مستوى المجتمع بل انها طريق من طرق نشر السلام فى هذا الكون والمحامى الحق هوالفنان اما الصنايعى فهو محامى فاشل و أهم عناصر الفن الموهبة و الاستعداد (الاعداد و الصقل) الخلق و الغاية التي يهدف اليها و العلاقة الانسانية و ضمن هذا الكتاب صوراً من اهم ما مر به في عالم المحاماة و علاقة المحاماة و رفاهية المجتمع والمحاماة والحريات والحياة السياسية كم ضمن هذا الكتاب علاقة القضاء والمحاماة و وصف طريق الاصلاح و اهم العيوب في الجهاز القضائي و معاونوه و كذلك وصف روشتة اصلاح المحاماة واقول بحق ان ما وصفه المرحوم شوكت التوني للإصلاح في اواخر الخمسينات يصلح لعلاج هذه المنظومة الان
قبض عليه في حادث مقتل السردار 1924 كما قبض عليه في حادث عزيز باشا المصري و اعتقل عام 1966 عقب مرافعته في قضايا الاخوان
توفى عليه رحمة الله عام 1980 .
اسوق اليكم بعضاً من القصص التي اوردها في هذا الكتاب لنرى حكمته و عدله و حسن تصرفه هذه القضيه تظهر بيقين أن المحاماه رساله وان المحامى الحق هو من يستقبل قضاياه للوهلة استقبال القاضى فهو اول قاضى فى الدعوى فإن وجدها على حق سار فيها وإن وجدها على خلاف الحق تنحى عنها وقضية اليوم هى واحده من هذه النوعيه وجدتها فى اوراق المحامى الكبير المرحوم شوكت التونى الذى يقول كنت فى بيتى عندما كلمنى أحد عملائى وكان طيبا حديثا وكان ذا مال وجاه وكان قد تزوج من فتاه حلوه من بيت طيب ولم تمض أشهر على الزواج حتى عرض له سفر طارىء فرحل الى غيبة ايام ولكنه عاد فى نفس اليوم وفيما هو يمر بسيارته على باب إحدى دور السينما إذ أبصر زوجته وبجانبها شاب ضابط كان خطيبا لها قبل زواجهما وهما خارجان من السينمايتحادثان فأخذته النخوه وثارت فى عروقه الغيره وفاضت ثورته فنادى العسكرى وقبض عليهما أخذا إلى قسم البوليس وهناك طلبنى لاحضر تحقيق محضر الزنا فأسرعت ووجدته فى ضيق مابعده ضيق ودخلت القسم وكان المأمور صديقا لى فلما علم بحضورى إستأذننى وتمهل فى ضبط الواقعه وسمعت قصة الزوج وقصة الزوجه التى أقسمت والصدق فى نبراتها والبراءه فى دموع عينيها أنها لم تر خطيبها السابق الا فى لحظة أن فاجأها زوجها وكان عليها أن ترد تحيته فهو خطيبها السابق و من ذوى قرباها والزوج مصمم على تحرير المحضر واستمرار الاجراءات ولكن ضميرى وهو جزء من إنسانيتى أملى على أن أنهى الامر على خلاف رغبة الزوج الثائر فاستأذنت المأمور وأخذت موكلى الطيب وخرجت الى الطريق الى المكان العجب ميدان محطة مصر الذى لايقف فيه احد فإما راحل أوعائد حيث يتدفق ألاف من خارج القاهره ويغادرها ألاف وتنفس الطبيب نفسا عميقا وظن اننى اريد محاسبته على الاتعاب فأخرج حافظة نقوده واخرج منها جنيهات بيد مرتعشه وقال : إن شئت زدت ولكن خلصنى من هذه المصيبه فرددت ماله إلى محفظته ووضعتها فى جيبه وسألته فى هدوء أى مصيبه تقصد؟ مصيبة المرأه الفاجره أى إمرأه فاجره تعنى ؟ وكيف تظن أنها خانتك ؟ألايجوز أنها صادقه؟ أليس من المحتمل أن تكون رأته صدفه ؟أليس من الجائز أنها أرادت أن ترد له خطاباتأو تتسلم منه خطابات كانا قد تبادلاها أيام الخطوبه؟الايجوز أنه هددها أن تقابله وقد تكون انت أداة التهديد لماذا لاتكون صديقا رقيقا ككل صديق فتقف بجوارزوجتك فىهذه المصيبه التى وقعت فيها وتحاول أن تعرف ما يسبقها من الامر لماذا تحاول أن تحطمها وتثبت جريمه مشكوكا فبها فى اوراق يفنى الزمن وهى باقيه وصمة عار فى جبينها وجبين والديها وأهلها وعائلتها وأولادها وأحفادها من بعد.....هل سبق أن شكوت من سلوكها ؟ لا... وهدأت أعصابه قليلا. أنا أفهم أن تضبطها فى بيتك أو فى بيت يخلوان فيه لبعضهما فيكون اليقين من خيانتها فتسرحها غير آسف عليها أو تقتلها بالرصاص إن شئت ويعفيك القانون .. أما أن تقتلها ادبيا لشك لم يؤيد فهذا ظلم...يا أخى .. أنا محاميك ومراعاة مصلحتك هى عملى .. ومع هذا فأنا ناصح لك أن تأخذ زوجتك ألآن إلى المنزل فإن أتضح لك صدقها استغفرت ربك وإن ظهر لك سوء سلوكها فسرحها فى سكون ولك جزاء الإحسان. وظهر أنه إقتنع بكلامى فإن الحديث إنساب اليه من موضع أمانته والناصح له فى مصيبته وهو محاميه فنزل من نفسه موضع الاقناع وعاد معى إلى القسم وتنازل عن شكواه دون أن تثبت فى محضر وأخذ زوجته وعدت معهما إلى المنزل ..وقضينا ساعه من الزمن خلا الزوج فيها بزوجته وإذا به يخرج من خلوتهما إلى التليفون ليحدث الضابط الذى كان متهما ويشكره ويدعوه إلى المنزل فقد اتضح أن هذا الضابط قد أكتشف أن أخت الطبيب مخدوعه فى زميل له سافل الخلق دنىء الطباع خسيس الاصل وأنه وعدها بالزواج فراسلته فأخذ يقرأ خطاباتها على زملائه وهو سكران ويفاخر بخداعها فثار على زميله وأخذ منه خطابات الفتاه وطلب زوجة الطبيب ليسلمها الخطابات ويرجوها أن تكشف كإمرأه لاخت زوجها حقيقة هذا الضابط المخادع واعطاها صورا لهمع عاهرات وانه لايصلح كزوج لها .. وكتم الاثنان الحقيقه حتى كادا يذهبان ضحية الكتمان إلى أن ألح عليها فكشفت الحقيقه فبكى واستدعى الضابط وعانقه وهو يبكى .. ولم يخرج الضابط إلا وهو خطيب لإخت الطبيب . إذن فقد أسعدت قوما من عباد الله! وكان فنى كفن الموسيقار الذى يسعد الناس بألحانه وكنت كالشاعر الذى يسعد بعض الناس فى بعض الاحيان بمزاميره وسحر بيانه وهكذا يضرب لنا هذا العملاق مثلا طيبا للمحاماه الرساله التى نتمناها أن تعود؟
واليكم جزء من واحدة من اهم مرافعاته
ففي كتابه (محاكمات الدجوي) يعلق "شوكت التوني" المحامي على التهم الموجَّهةِ للإخوان قائلاً:
"هذه التهم.. كيف جاءت؟! وما مدى صحتها؟! لكي يقتنع عاقل أو نصف عاقل بصدور هذا التفكير من عقول المتهمين يجب أن تتوازى أقدار هذه التهم مع المعدات والأسلحة التي هُيِّئت للتنفيذ.. وقد قلنا سابقًا في قضية "حسين توفيق" إن الفقهاء الأجانب قد ضربوا مثلاً واحدًا لمحاولة قلب نظام الحكم، وهو خروج مجموعة من الجيش مسلحة وموجودة في الطريق العام.. ويقول جارو الفقيه الدستوري الفرنسي: "حذار..!! فقد تكون خرجت لتقدم ملتمسًا للجهات الحكومية العليا".
أما هؤلاء المتهمون فلم يُضبط معهم غير70 زجاجة كوكاكولا اشتريت بمائة قرش، وقيل إنها كانت ستُستعمل كقنابل مولوتوف.. وليكن.. ولنفرض صحةَ ذلك، فهل الحكومة القائمة كانت من الهوان هي والجيش المصري الذي أُطلق عليه وقتئذ وصف "أكبر قوة ضاربة في الشرق"، إلى حد أن تحارَب الحكومة والجيش ورجال الشرطة بسبعين زجاجة مولوتوف.. وأقسم بالله- غير آثم ولا حانث ولا هازل- لو أن هذه القضية في أي بلد ربع متمدن لخجل النائب العام من تقديمها إلى المحكمة..؟! ولكن المدعي العسكري العام قدمها ونظرَتها محكمة الدجوي، وقضت فيها بالإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة.
وهذه مقتطفات من مرافعة الأستاذ "شوكت التوني" المحامي لا تحتاج إلى تعليق:
* شوكت التوني.. إن قلب النظام جريمة مستحيلة؛ لأن سلاح الانقلاب هو بضعة زجاجات كوكاكولا فارغة أو حتى زجاجات مولوتوف.. فهل هذا النظام من الهوان والضعف أن تقلبه زجاجات فارغة أو مليئة؟!!
** إن قالوا نعم.. سلمت لكم المتهمين جميعًا تشنقوهم.. وذلك بشرط أن يقولوا لي أيضًا (إذن فما هذا الجيش الجرَّار العرمرم المزوَّد بالدبابات والطائرات التي تهدر كصوت القدر وصواريخ القاهر والظافر؟!) أما قتل رئيس الجمهورية فإنه كقتل أي فرد في أي قرية من قرى مصر.. وهاج الدجوي وأزبد وأرغى، وقال مستنكرًا: "قتل رئيس الجمهورية زي قتل أي واحد..!!
وأجبته: بالضبط فإن رئيس الجمهورية فرد عادي يكون اليوم رئيسًا وغدًا شخصًا عاديًّا، والقانون ها هو في يدي خالٍ من أي تغليظ للعقوبة جزاءً لقتل رئيس الجمهورية.."!!
وفي ختام مرافعته قال الأستاذ "شوكت التوني" المحامي: السيد الرئيس.. السادة الأعضاء.. إنني أدفع في ختام مرافعتي- كما بدأتها- ببطلان إجراءات القبض والتحقيق والمحاكمة.. وإنني آسف أن أقرر أنني أعلم علم اليقين مصير هذا الدفع أمام الهيئة التي تنظر الدعوى.
* الدجوي رئيس المحكمة: يعني إيه؟!
** شوكت التوني: المعنى هو ما تعبر عنه الكلمات والألفاظ والعبارات.. وأنا أوجِّه هذا الدفع إلى التاريخ مهما بعُد زمانُه وغاب عن عمرنا أوانُه.
أولاً: إن القبض قد تمَّ بيد الشرطة العسكرية والمخابرات العامة، وإنني أقرر أنهما لا تمثلان السلطة الشرعية للتحري وجمع الاستدلالات ومن باب أولى القبض.
وقد تكون هاتان السلطتان ذواتي عمل في الدولة، ولكنه يقينًا عملٌ بعيدٌ كل البعد عن التحقيق والقبض.. إذن ما تم من تحرٍّ وتحقيق وقبض في هذه القضية باطل.
ثانيًا: التحقيق الذي قامت به النيابة العمومية باطل؛ لأنه جرى في مقر المخابرات أو السجن الحربي، وإجراؤه في هذين المكانين مضيعٌ لحرية المتهم في الدفاع عن نفسه، ومؤيد في نفوسهم للخوف من التعذيب الذي وقع عليهم، وإنني أوجِّه مع الدفع بالبطلان اللومَ إلى رجال النيابة، فلئن كانت النيابة العمومية أمينةَ الدعوى العمومية فما أحسب أنها كانت كذلك في هذه القضية.
ثالثًا: الإقرارات التي قلت إنها أكفان المتهمين، يرسلون مكتفين بها من المخابرات والشرطة العسكرية، ويبدأ وكيل النيابة العمومية تحقيقَه فيُثبت نصفَها.. وهي إقرارات استُلبت من كاتبها بعذاب أيام وليالٍ؛ فهي باطلة ومبطلة لكل كلمة في هذه القضية..!!
وعن هذه النقطة بالذات يقول الأستاذ "شوكت التوني" المحامي: "وقد كنت عثرت في أوراق التحقيق على واقعةِ تعذيب أثبتَها السيد وكيل النيابة العمومية كالآتي:
س: لقد قررت في إقرارك كذا وكذا..
ج: لقد وقع عليَّ تعذيبٌ شديدٌ، فقد اقتلعوا أظافر يدي بالقوة حتى أُغمي عليَّ أكثر من مرة، واضطُّررت- تحت وطأة الألم الذي لا يطاق من شدِّ الأظافر- أن أكتب الإقرار وأمضي عليه..!!
وأثبت وكيل النيابة "النزيه" الجريء ما يأتي:
ملحوظة: عَرض علينا المتهمُ أصابعَه فوجدنا بالفعل أظافر أصابعه كلها منزوعة إلى آخرها.. تمت الملحوظة.. وقلت أنا بصوت كالرعد: "تمت الملحوظة.. لا لم تنتهِ الملحوظة، ولن تتم يا سيدي النائب.. إن الدفاع يحيِّيك، وسيحيِّيك التاريخ معي".
رابعًا: ما وقع من تعذيب على المتهمين ما ذكروه وما لم يذكروه خشية تكراره لأنهم لا يزالون محبوسين في السجن الحربي يأتون إلى المحكمة خارجين من أبوابه، ويعودون بعد الجلسة إليه داخلين من أبواب جهنم.
ولقد ناشدت المحكمة أن تنتقل إلى السجن الحربي والمخابرات لإثبات حالتهم من مناظر الأمكنة والآلات والأدوات المعدَّة للتعذيب، وناشدت المحكمة أن تأمر بنقل هؤلاء المدنيين إلى السجون العادية- كما ينص قانون الإجراءات الجنائية- ولكن المحكمة للأسف لم تستمع إلى صيحاتي.. وإنها والله صيحاتٌ صادقةٌ صادرةٌ من أعماق قلبي، بل صادرةٌ من أعماق كل مصريٍّ، بل أؤكد أنها صادرةٌ من أعماق مصر.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها.. إن كان في الاحتمال أن يكون لها مستقبل.
ما وقَع على المتهمين من تعذيب صاحت به- مع الرجال- السيدتان اللتان تحاكَمان، وهما السيدتان زينب الغزالي وحميدة قطب، هذا التعذيب مبطلٌ لكل كلمة في هذه القضية.
خامسًا: تشكيل المحاكم العسكرية لمحاكمة مدنيين مهما سمِّيت هذه المحاكم بمحاكم أمن الدولة العليا باطلٌ؛ لأن القضاء العادي قائم، والمتهمون مدنيون، والتهم مدنية والمحاكم العادية ليست عاجزةً ولم تعجز منذ تسعين عامًا عن النظر فيما هو أخطر من هذه القضية".
تُرى هل أبقت هذه المرافعة- وما احتوته من هذه النقاط والوثائق والمعلومات- بقيةً من شكٍّ أو ترددٍ في نفس أي إنسان مهما كان انتماؤه أن هؤلاء الإخوان الأطهار كانوا دائمًا ضحايا أبرياء.
حصل على ليسانس الحقوق من جامعه فؤاد الاول القاهره حالياً عام 1930 كما حصل على ليسانس الاداب فى نفس العام
عمل فتره قصيره وكيلاً للنائب العام وسرعان ما قدم استقالته ليعمل بمعشوقته المحاماه
امضى فترة التمرين بمكتب الاستاذ محمد على علوبه باشا
لمع نجم المرحوم فى عالم المحاماه حتى صار من اكبر الاسماء فى عالمها
ترافع فى كثير من القضايا المشهوره منها قضية القنابل وقضايا جماعة الاخوان المسلمين وقضية امين عثمان
الف العديد من المؤلفات منها جهاد الامم فى سيل الدستور ومحمد عليه الصلاة والسلام فى طفولته وصباه ومحمد محرر العبيد وصور من المحكمه والكتاب الابرز المحاماه فن رفيع الذى الفه بعد ان امى فى المحاماه ربع قرن وضمنه خلاصة فكره وعلمه وتجربته الشخصيه والعمليه فى اداء الواجب واسعاد الاخرين والعداله ودور المحامين فيها وانتهى فى هذا الكتاب ان المحاماه فن رفيع وانه وسيله لاسعاد الخلق ورفع مستوى المجتمع بل انها طريق من طرق نشر السلام فى هذا الكون والمحامى الحق هوالفنان اما الصنايعى فهو محامى فاشل و أهم عناصر الفن الموهبة و الاستعداد (الاعداد و الصقل) الخلق و الغاية التي يهدف اليها و العلاقة الانسانية و ضمن هذا الكتاب صوراً من اهم ما مر به في عالم المحاماة و علاقة المحاماة و رفاهية المجتمع والمحاماة والحريات والحياة السياسية كم ضمن هذا الكتاب علاقة القضاء والمحاماة و وصف طريق الاصلاح و اهم العيوب في الجهاز القضائي و معاونوه و كذلك وصف روشتة اصلاح المحاماة واقول بحق ان ما وصفه المرحوم شوكت التوني للإصلاح في اواخر الخمسينات يصلح لعلاج هذه المنظومة الان
قبض عليه في حادث مقتل السردار 1924 كما قبض عليه في حادث عزيز باشا المصري و اعتقل عام 1966 عقب مرافعته في قضايا الاخوان
توفى عليه رحمة الله عام 1980 .
اسوق اليكم بعضاً من القصص التي اوردها في هذا الكتاب لنرى حكمته و عدله و حسن تصرفه هذه القضيه تظهر بيقين أن المحاماه رساله وان المحامى الحق هو من يستقبل قضاياه للوهلة استقبال القاضى فهو اول قاضى فى الدعوى فإن وجدها على حق سار فيها وإن وجدها على خلاف الحق تنحى عنها وقضية اليوم هى واحده من هذه النوعيه وجدتها فى اوراق المحامى الكبير المرحوم شوكت التونى الذى يقول كنت فى بيتى عندما كلمنى أحد عملائى وكان طيبا حديثا وكان ذا مال وجاه وكان قد تزوج من فتاه حلوه من بيت طيب ولم تمض أشهر على الزواج حتى عرض له سفر طارىء فرحل الى غيبة ايام ولكنه عاد فى نفس اليوم وفيما هو يمر بسيارته على باب إحدى دور السينما إذ أبصر زوجته وبجانبها شاب ضابط كان خطيبا لها قبل زواجهما وهما خارجان من السينمايتحادثان فأخذته النخوه وثارت فى عروقه الغيره وفاضت ثورته فنادى العسكرى وقبض عليهما أخذا إلى قسم البوليس وهناك طلبنى لاحضر تحقيق محضر الزنا فأسرعت ووجدته فى ضيق مابعده ضيق ودخلت القسم وكان المأمور صديقا لى فلما علم بحضورى إستأذننى وتمهل فى ضبط الواقعه وسمعت قصة الزوج وقصة الزوجه التى أقسمت والصدق فى نبراتها والبراءه فى دموع عينيها أنها لم تر خطيبها السابق الا فى لحظة أن فاجأها زوجها وكان عليها أن ترد تحيته فهو خطيبها السابق و من ذوى قرباها والزوج مصمم على تحرير المحضر واستمرار الاجراءات ولكن ضميرى وهو جزء من إنسانيتى أملى على أن أنهى الامر على خلاف رغبة الزوج الثائر فاستأذنت المأمور وأخذت موكلى الطيب وخرجت الى الطريق الى المكان العجب ميدان محطة مصر الذى لايقف فيه احد فإما راحل أوعائد حيث يتدفق ألاف من خارج القاهره ويغادرها ألاف وتنفس الطبيب نفسا عميقا وظن اننى اريد محاسبته على الاتعاب فأخرج حافظة نقوده واخرج منها جنيهات بيد مرتعشه وقال : إن شئت زدت ولكن خلصنى من هذه المصيبه فرددت ماله إلى محفظته ووضعتها فى جيبه وسألته فى هدوء أى مصيبه تقصد؟ مصيبة المرأه الفاجره أى إمرأه فاجره تعنى ؟ وكيف تظن أنها خانتك ؟ألايجوز أنها صادقه؟ أليس من المحتمل أن تكون رأته صدفه ؟أليس من الجائز أنها أرادت أن ترد له خطاباتأو تتسلم منه خطابات كانا قد تبادلاها أيام الخطوبه؟الايجوز أنه هددها أن تقابله وقد تكون انت أداة التهديد لماذا لاتكون صديقا رقيقا ككل صديق فتقف بجوارزوجتك فىهذه المصيبه التى وقعت فيها وتحاول أن تعرف ما يسبقها من الامر لماذا تحاول أن تحطمها وتثبت جريمه مشكوكا فبها فى اوراق يفنى الزمن وهى باقيه وصمة عار فى جبينها وجبين والديها وأهلها وعائلتها وأولادها وأحفادها من بعد.....هل سبق أن شكوت من سلوكها ؟ لا... وهدأت أعصابه قليلا. أنا أفهم أن تضبطها فى بيتك أو فى بيت يخلوان فيه لبعضهما فيكون اليقين من خيانتها فتسرحها غير آسف عليها أو تقتلها بالرصاص إن شئت ويعفيك القانون .. أما أن تقتلها ادبيا لشك لم يؤيد فهذا ظلم...يا أخى .. أنا محاميك ومراعاة مصلحتك هى عملى .. ومع هذا فأنا ناصح لك أن تأخذ زوجتك ألآن إلى المنزل فإن أتضح لك صدقها استغفرت ربك وإن ظهر لك سوء سلوكها فسرحها فى سكون ولك جزاء الإحسان. وظهر أنه إقتنع بكلامى فإن الحديث إنساب اليه من موضع أمانته والناصح له فى مصيبته وهو محاميه فنزل من نفسه موضع الاقناع وعاد معى إلى القسم وتنازل عن شكواه دون أن تثبت فى محضر وأخذ زوجته وعدت معهما إلى المنزل ..وقضينا ساعه من الزمن خلا الزوج فيها بزوجته وإذا به يخرج من خلوتهما إلى التليفون ليحدث الضابط الذى كان متهما ويشكره ويدعوه إلى المنزل فقد اتضح أن هذا الضابط قد أكتشف أن أخت الطبيب مخدوعه فى زميل له سافل الخلق دنىء الطباع خسيس الاصل وأنه وعدها بالزواج فراسلته فأخذ يقرأ خطاباتها على زملائه وهو سكران ويفاخر بخداعها فثار على زميله وأخذ منه خطابات الفتاه وطلب زوجة الطبيب ليسلمها الخطابات ويرجوها أن تكشف كإمرأه لاخت زوجها حقيقة هذا الضابط المخادع واعطاها صورا لهمع عاهرات وانه لايصلح كزوج لها .. وكتم الاثنان الحقيقه حتى كادا يذهبان ضحية الكتمان إلى أن ألح عليها فكشفت الحقيقه فبكى واستدعى الضابط وعانقه وهو يبكى .. ولم يخرج الضابط إلا وهو خطيب لإخت الطبيب . إذن فقد أسعدت قوما من عباد الله! وكان فنى كفن الموسيقار الذى يسعد الناس بألحانه وكنت كالشاعر الذى يسعد بعض الناس فى بعض الاحيان بمزاميره وسحر بيانه وهكذا يضرب لنا هذا العملاق مثلا طيبا للمحاماه الرساله التى نتمناها أن تعود؟
واليكم جزء من واحدة من اهم مرافعاته
ففي كتابه (محاكمات الدجوي) يعلق "شوكت التوني" المحامي على التهم الموجَّهةِ للإخوان قائلاً:
"هذه التهم.. كيف جاءت؟! وما مدى صحتها؟! لكي يقتنع عاقل أو نصف عاقل بصدور هذا التفكير من عقول المتهمين يجب أن تتوازى أقدار هذه التهم مع المعدات والأسلحة التي هُيِّئت للتنفيذ.. وقد قلنا سابقًا في قضية "حسين توفيق" إن الفقهاء الأجانب قد ضربوا مثلاً واحدًا لمحاولة قلب نظام الحكم، وهو خروج مجموعة من الجيش مسلحة وموجودة في الطريق العام.. ويقول جارو الفقيه الدستوري الفرنسي: "حذار..!! فقد تكون خرجت لتقدم ملتمسًا للجهات الحكومية العليا".
أما هؤلاء المتهمون فلم يُضبط معهم غير70 زجاجة كوكاكولا اشتريت بمائة قرش، وقيل إنها كانت ستُستعمل كقنابل مولوتوف.. وليكن.. ولنفرض صحةَ ذلك، فهل الحكومة القائمة كانت من الهوان هي والجيش المصري الذي أُطلق عليه وقتئذ وصف "أكبر قوة ضاربة في الشرق"، إلى حد أن تحارَب الحكومة والجيش ورجال الشرطة بسبعين زجاجة مولوتوف.. وأقسم بالله- غير آثم ولا حانث ولا هازل- لو أن هذه القضية في أي بلد ربع متمدن لخجل النائب العام من تقديمها إلى المحكمة..؟! ولكن المدعي العسكري العام قدمها ونظرَتها محكمة الدجوي، وقضت فيها بالإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة.
وهذه مقتطفات من مرافعة الأستاذ "شوكت التوني" المحامي لا تحتاج إلى تعليق:
* شوكت التوني.. إن قلب النظام جريمة مستحيلة؛ لأن سلاح الانقلاب هو بضعة زجاجات كوكاكولا فارغة أو حتى زجاجات مولوتوف.. فهل هذا النظام من الهوان والضعف أن تقلبه زجاجات فارغة أو مليئة؟!!
** إن قالوا نعم.. سلمت لكم المتهمين جميعًا تشنقوهم.. وذلك بشرط أن يقولوا لي أيضًا (إذن فما هذا الجيش الجرَّار العرمرم المزوَّد بالدبابات والطائرات التي تهدر كصوت القدر وصواريخ القاهر والظافر؟!) أما قتل رئيس الجمهورية فإنه كقتل أي فرد في أي قرية من قرى مصر.. وهاج الدجوي وأزبد وأرغى، وقال مستنكرًا: "قتل رئيس الجمهورية زي قتل أي واحد..!!
وأجبته: بالضبط فإن رئيس الجمهورية فرد عادي يكون اليوم رئيسًا وغدًا شخصًا عاديًّا، والقانون ها هو في يدي خالٍ من أي تغليظ للعقوبة جزاءً لقتل رئيس الجمهورية.."!!
وفي ختام مرافعته قال الأستاذ "شوكت التوني" المحامي: السيد الرئيس.. السادة الأعضاء.. إنني أدفع في ختام مرافعتي- كما بدأتها- ببطلان إجراءات القبض والتحقيق والمحاكمة.. وإنني آسف أن أقرر أنني أعلم علم اليقين مصير هذا الدفع أمام الهيئة التي تنظر الدعوى.
* الدجوي رئيس المحكمة: يعني إيه؟!
** شوكت التوني: المعنى هو ما تعبر عنه الكلمات والألفاظ والعبارات.. وأنا أوجِّه هذا الدفع إلى التاريخ مهما بعُد زمانُه وغاب عن عمرنا أوانُه.
أولاً: إن القبض قد تمَّ بيد الشرطة العسكرية والمخابرات العامة، وإنني أقرر أنهما لا تمثلان السلطة الشرعية للتحري وجمع الاستدلالات ومن باب أولى القبض.
وقد تكون هاتان السلطتان ذواتي عمل في الدولة، ولكنه يقينًا عملٌ بعيدٌ كل البعد عن التحقيق والقبض.. إذن ما تم من تحرٍّ وتحقيق وقبض في هذه القضية باطل.
ثانيًا: التحقيق الذي قامت به النيابة العمومية باطل؛ لأنه جرى في مقر المخابرات أو السجن الحربي، وإجراؤه في هذين المكانين مضيعٌ لحرية المتهم في الدفاع عن نفسه، ومؤيد في نفوسهم للخوف من التعذيب الذي وقع عليهم، وإنني أوجِّه مع الدفع بالبطلان اللومَ إلى رجال النيابة، فلئن كانت النيابة العمومية أمينةَ الدعوى العمومية فما أحسب أنها كانت كذلك في هذه القضية.
ثالثًا: الإقرارات التي قلت إنها أكفان المتهمين، يرسلون مكتفين بها من المخابرات والشرطة العسكرية، ويبدأ وكيل النيابة العمومية تحقيقَه فيُثبت نصفَها.. وهي إقرارات استُلبت من كاتبها بعذاب أيام وليالٍ؛ فهي باطلة ومبطلة لكل كلمة في هذه القضية..!!
وعن هذه النقطة بالذات يقول الأستاذ "شوكت التوني" المحامي: "وقد كنت عثرت في أوراق التحقيق على واقعةِ تعذيب أثبتَها السيد وكيل النيابة العمومية كالآتي:
س: لقد قررت في إقرارك كذا وكذا..
ج: لقد وقع عليَّ تعذيبٌ شديدٌ، فقد اقتلعوا أظافر يدي بالقوة حتى أُغمي عليَّ أكثر من مرة، واضطُّررت- تحت وطأة الألم الذي لا يطاق من شدِّ الأظافر- أن أكتب الإقرار وأمضي عليه..!!
وأثبت وكيل النيابة "النزيه" الجريء ما يأتي:
ملحوظة: عَرض علينا المتهمُ أصابعَه فوجدنا بالفعل أظافر أصابعه كلها منزوعة إلى آخرها.. تمت الملحوظة.. وقلت أنا بصوت كالرعد: "تمت الملحوظة.. لا لم تنتهِ الملحوظة، ولن تتم يا سيدي النائب.. إن الدفاع يحيِّيك، وسيحيِّيك التاريخ معي".
رابعًا: ما وقع من تعذيب على المتهمين ما ذكروه وما لم يذكروه خشية تكراره لأنهم لا يزالون محبوسين في السجن الحربي يأتون إلى المحكمة خارجين من أبوابه، ويعودون بعد الجلسة إليه داخلين من أبواب جهنم.
ولقد ناشدت المحكمة أن تنتقل إلى السجن الحربي والمخابرات لإثبات حالتهم من مناظر الأمكنة والآلات والأدوات المعدَّة للتعذيب، وناشدت المحكمة أن تأمر بنقل هؤلاء المدنيين إلى السجون العادية- كما ينص قانون الإجراءات الجنائية- ولكن المحكمة للأسف لم تستمع إلى صيحاتي.. وإنها والله صيحاتٌ صادقةٌ صادرةٌ من أعماق قلبي، بل صادرةٌ من أعماق كل مصريٍّ، بل أؤكد أنها صادرةٌ من أعماق مصر.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها.. إن كان في الاحتمال أن يكون لها مستقبل.
ما وقَع على المتهمين من تعذيب صاحت به- مع الرجال- السيدتان اللتان تحاكَمان، وهما السيدتان زينب الغزالي وحميدة قطب، هذا التعذيب مبطلٌ لكل كلمة في هذه القضية.
خامسًا: تشكيل المحاكم العسكرية لمحاكمة مدنيين مهما سمِّيت هذه المحاكم بمحاكم أمن الدولة العليا باطلٌ؛ لأن القضاء العادي قائم، والمتهمون مدنيون، والتهم مدنية والمحاكم العادية ليست عاجزةً ولم تعجز منذ تسعين عامًا عن النظر فيما هو أخطر من هذه القضية".
تُرى هل أبقت هذه المرافعة- وما احتوته من هذه النقاط والوثائق والمعلومات- بقيةً من شكٍّ أو ترددٍ في نفس أي إنسان مهما كان انتماؤه أن هؤلاء الإخوان الأطهار كانوا دائمًا ضحايا أبرياء.