عزيزى المحامى الشاب :ـ
المحامى هو الانسان الذى يضرب به المثل فى عذوبة الكلام وسهولته وسلاسته فيقال انه تحدث حديثا عبارة عن سلاسل ذهبية ومعين المحامى اللغوى نادرا ماينضب فهو يمتلك مفردات لغوية يشكلها كجمل تسلب العقول وتؤدى الى النتيجة التى يرمى اليها بأقل جهد لذا فإن المحامى الذى يرغب ان يكون بارعا فى هذا المقام مطلوب منه ان يبحث عن العلم والمعرفه وصقل موهبته بالاستزاده من القراءة فى تاريخ المحاماه العريق والاستزاده من روائع المرافعات التى عرفتها على مر تاريخها والاستماع لشيوخ وأساطين المحاماة ورجالاتها مع الحرص على تدوين كلماتهم وتردديدها لتضاف الى مخزون ماتملك لغة ومعرفة وقانونا ً والحرص كل الحرص فى اكتساب ثقة الوقوف امام المحكمة وذلك لايتأتى الا من خلال مداومة الحضور فى الجلسات مع الانصات الجيد لكل من يسبقك فى القضايا السابقة فى النظر عن قضيتك مع الحرص الشديد فى اعداد نفسك للمثول امام المحكمة وذلك بقراءة ملف دعواك جيدا والالمام بكل مايد ور فيها مع التعريج على مراجعة جوانبها القانونية وصولا الى الفهم الصحيح لفحواها كل هذا سيجعل من كلماتك عند الحضور محل تقدير واحترام المحكمة التى تقدر ولاشك من يقدرها ويفهمها ففى النهاية القاضى انسان وكل انسان له طبع والتزامك بالانصات والاهتمام بما يدور امامك فى الجلسه يجعلك تقرأ وجه المحكمة من خلال ادارتها للجلسة فمن القضاه من يحب الاختصار ومنهم من يحب التساؤل والمناقشه ومن خلال ذلك تستطيع ان توجه نفسك التوجيه الصحيح فى مسلكك فى الدفاع وقد عرف المستشار سمير ناجى المرافعة انها قوة تغرى آذان القاضى بالإستماع اليك والإنصراف بواجدانه وسمعه لك ثم يتحول رأى القاضى الى الانعطاف الى رأيك ثم يرغم الى ان يصدر حكمه على ما ابتغيت انت وغاية المرافعة ان تخرج القاضى من رأى خصمك الخاطىء الى رأيك الصائب وقد عرفها الفرنسى مارشال بأنها مناجاة العقل والقلب ويوجه الدكتور حامد الشريف المحامى الى انه ليس ضروريا ان يكون كلامه مقعراوباللغة العربية الفصيحة لكنه عليه ان يدمغها احيانا بالعاميه حتى يدفع الملل عن القاضى هذا ولاشك ان اللغة العربية القوميه وقعها افضل على السمع واسهل للفهم بشرط الاتقان وإجادة إستخدام المفردات فى محلها ولذا فإننا لابد ان نعى ان المرافعة هى ضرورة لازمة لاجلاء الحق وبيانه وانارة الطريق امام بصيرة المحكمة لتقضى بالعدل والعدالة التى يبنى على اساسها المجتمع الفاضل الحر المعضد الأركان الآمن فلا أمن ولا إستقرار إلا بعدل منبسط محقق ومساوة فى الثواب والعقاب بغير تمييز والله ولى التوفيق.