روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

2 مشترك

    وهدأت ثورة الإمام

    مفيده عبد الرحمن
    مفيده عبد الرحمن
    مدير عام المنتدي
    مدير عام المنتدي


    عدد المساهمات : 3455
    نقاط : 9937
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

    وهدأت ثورة الإمام Empty وهدأت ثورة الإمام

    مُساهمة من طرف مفيده عبد الرحمن الأحد مارس 14, 2010 8:53 pm


    وهدأت ثورة الإمام

    الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور / محمد سيد طنطاوي الذي لقي ربه راضياً مرضياً في العاشر من مارس لهذا العام بأرض الله الطاهرة البلاد المقدسة في المملكة العربية السعودية أثناء توزيع شهادات التقدير علي المتميزين في علوم الإسلام شهادات الملك فيصل حيث انتابته أزمة قلبية نقل علي إثرها للمستشفي بالرياض وهناك وفي اللحظة الموعودة فاضت روحه الطاهرة إلي بارئها .. وتمت مراسم دفن جثمانه في أرض البقيع بالمدينة المنورة علي مقربة من قبر رسول الله الكريم صلي الله عليه وآله وسلم .. أراحه الله سبحانه وتعالي في خروج الروح التي هي راحة للمؤمن .. واستقبلت السعودية قضاء الله بكل اهتمام علي كافة الأصعدة في طائرة خاصة لنقل الجثمان من الرياض حتى البقيع وأم صلاة الجنازة أمير مكة أحب بلاد الله إلي قلب رسوله .. إخلاص الإمام في مجال الدعوة إلي الله ووسطيته في الأحكام واحتكامه إلي نصوص القرآن وتفسيرات السنة النبوية بحيادية تامة وخدمته في دار الفتوى ومشيخة الأزهر وهو الإمام ألـ 45 لأعظم منارة إسلامية في العالم الإسلامي قربته من حبيبه المصطفي صلوات الله وسلامه عليه الذي دعا الله بها وتمني ما جري له ودعواتنا أن يحشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم .. ولد الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر في إحدى قري مركز طما بمحافظة سوهاج عام 1928 في شهر أكتوبر الذي تعتز به مصر كلها لنصرها فيه علي العدو الصهيوني .. حيث حفظ القرآن الكريم وهو ذات ألـ 14 ربيعا ثم انتقل للدراسة بالأزهر بأحد معاهد الإسكندرية والتحق بكلية أصول الدين حيث تخرج فيها وهو من النابهين وعين معيداً ودرس الحديث وحصل فيه علي درجة الدكتوراه عام 1966 ثم صار عميداً لنفس الكلية عام 1976 وتقلد عمادة كلية اللغة العربية إلي أن صدر له مرسوم جمهورية بتعيين فضيلته مفتيا للديار الإسلامية بمصر وهناك ظهرت فراسة الإمام وعلت وسطيته في فتاواه التي واكبت صالح العباد مستمدة من الكتاب والسنة .. ووضح باعه في العلم وتفرده وقدرته علي وضع حلول لمشاكل وقضايا عصرية .. ورغم معارضات كثيرة أتت في طريق الإمام ومعوقات ولكنه ناضل في سبيل الدعوة وجعل ما بينه وبين الله عامراً .. وتميز في طرق عرضه الخطابي وإمامته للمسلمين في سائر أنحاء الأرض وطوع منارات الأزهر علي مستوي بلدانه الإسلامية وكان أشد حرصاً علي زيارات متباينة للعالم كله فقد سخر الدين في خدمة ما ينفع الناس والتحم بالقوي السياسية وشارك في استقبال الرئيس الأمريكي " أوباما" بجامعة القاهرة العام الماضي واستمع له وهو ممثل الأزهر واستقبله ودعا الجميع لأخذ الخير من خطابه وضرورة العزم علي الاستماع والحوار للأديان والانفتاح الحواري لا الأنغلاق المذهبي والفكري .. وتميزت علاقات الإمام الأكبر بالأخوة للأقباط في مصر في التحام وتلاحم وكان ودوداً مع قداسة البابا شنودة الثالث في كل المؤتمرات والمحافل .. وكان أشد حرصاً علي تهنئتهم في كافة المناسبات بالذهاب إلي كاتدرائية العباسية يحمل بكلتا يديه وروداً معرباً عن تألف شطري الأمة تحت علم الوطن الواحد .. لم ينس الإمام يوماً مسقط رأسه بطما السوهاجية فكان يؤم المصلين كل عام في أعياد المحافظة القومية التي تواكب العاشر من إبريل يلتقي خلالها بالقيادات السياسية والبرلمانية والشعبية والتنفيذية يحمل هموم مسقط رأسه إليهم ويقضي مصالحهم ويزود عنهم في أي وقت وكان المجاهد الأول في قضية تجريم الثأر ومحاربته ولا يتواني عن رئاسة أي مجلس عرفي يعود بالوئام والسلام علي العائلات القبلية حتى دانت كل البلاد شبه عديمة الأخذ بالثأر وأصبح القضاء هو خير كائن للاقتصاص من أي جناه .. سوهاج التي حزنت علي فراق الإمام بعدما تزينت لاقتراب مجيئه للإمامة في صلاة الجمعة في العشر الأوائل من إبريل ولكنها إرادة الله وقدره .. لا أحد يعرف حجم الخدمات التي يقدمها الإمام للبسطاء من أهل قريته داعماً لهم وقائم مقام نائب عن الدائرة .. بعدما علموا طريقه في المشيخة بالدراسة وحديقة الخالدين .. فلم يرد محتاج أو سائل ولم يتجبر عليهم من شده مهامه العالمية .. ظل طوال حياته لم يغير لهجته الصعيدية ولم يتجمل فيها أو حتى يرققها .. معتزا بأصله ومنبعه .. الإمام الأكبر الذي حج إلي بيت الله الحرام في الحج الأخير .. وكأنه علم أن الحج القادم لن يأتيه وذهب إلي عرفات مع حج القرعة بعد أن قدم أوراقه مثل أي حاج مصري وانطبقت عليه الشروط وجاءت له القرعة التي ليس فيها تدخلات بشرية فسدد رسومه مثل أي حاج ورفض منحة الدولة أو دعوة المملكة السعودية التي تعطيه تأشيرة دخول دائمة بحكم منصبه ولكنه علم أن أيامه في الدنيا قليلة ولقاء ربه أصبح وشيكاً فأعد العدة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم .. وقد صلي جمعته الأخيرة بمسجد عمرو بن العاص بمدينة بني سويف في الخامس من مارس ولم تقو قدماه لأول مرة علي الخطابة ولا الإمامة فزاد عنه مفتي البلاد صاحب الدار وابن بني سويف الشيخ علي جمعة الذي يحرص علي احتفالات العيد القومي في مسقط رأسه أسوة بالإمام .. وكانت هذه هي أول مرة هكذا حيث لم تأتي عليه الجمعة التي تلتها إلا وهو في قبره الذي هو روضه من رياض الجنة بإذن الله شيخ الأزهر ألـ 45 وداعاً إلي إن نلقاك في دار الحق وسنذكرك دائما كلما أردنا الفصل في قضية إسلامية بعد أن أعلنت أن النقاب ليس من شرائع الإسلام بالدليل والبينة والبرهان وأنتم أعظم علماء الإسلام .. فقد سبقكم الشيخ جاد الحق والإمام عبد الحليم محمود والشيخ المراغي وكثيرون أضافوا إلي قوة الإسلام ومنارات الأزهر .. في سائر البلدان الإسلامية جامعاً وجامعة .. ورغم أن فترة مشيخة الأزهر للإمام طنطاوى لاقت الكثير من الجدل حول أمور الدين ولكنه كان رابط الجأش متحرراً من كل شيء يخالف الدين وكان شجاعا في بياناته قوياً في حجته فقد رفض زيارة الفاتيكان لأن البابا بندكوت الثاني هاجم الإسلام وأثار ضده حفيظة مسيحيوا الغرب ورغم انه صافح رئيس وزراء إسرائيل إلا أنه دافع عن ذلك بأسانيد قوية مستوحياً بسيرة رسولنا الكريم .. فلم يرجع يوماً في فتواه أو يعتذر عنها لأنه الأعلم بها وفي كل خطاه كذلك ولا يمكن لأي أحد أن يحكم علي مسيرة الإمام إلا إذا نال مثل علمه ودراساته وروعه وضلوعه في الحديث والقرآن والسنة أما المعارضة من أجل المعارضة والأضواء فقط فهذا ليس من الإسلام في شيء .. الإمام كان دائماً فارساً في مواجهة الجميع بآرائه وعلمه ولم يهرب يوماً من الميدان ولم يخشى في الله لومة لائم .. فاضت روحه الطاهرة في بلاد الحجاز التي كان يعشقها ويقدسها وتمني أن يواري فيها وقد كان له ما أراد فدفن بالبقيع بجوار صحابة رسول الله وعلي مقربة من الرسول صلي الله عليه وآله وسلم .. وسيظل التاريخ الإسلامي يذكر الإمام ويحكم علي فترة توليه مشيخة الأزهر بين مؤيد ومعارض فهذه طبيعة الأشياء من عهد الخلفاء الراشدين حتى يومنا هذا .. أذكروا محاسن موتاكم وترحموا علي الإمام الدكتور محمد سيد عطية طنطناوي شيخ الأزهر فقد أصاب الكثير من أحكامه وآرائه وفتواه ولن ينسي له التاريخ وسطيته في الأمور الإسلامية وبعده عن التشديد وإثارة العنف وسماحته في الدين .. رحم الله الإمام الأكبر واسكنه فسيح جناته جزاء إخلاصه في الدعوى إلي الله وحرصه وغيرته علي دين الإسلام وحبه لرسول الله
    بقلم
    حمدي خليفة
    نقيب المحامين
    رئيس اتحاد المحامين العرب
    Hamdy_khalifa_2007@yahoo.com
    www.Hamdykhalifa.com
    محمد محمود
    محمد محمود
    مشرف قسم أول
    مشرف قسم أول


    عدد المساهمات : 217
    نقاط : 471
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 03/02/2010
    العمل/الترفيه : محامى

    وهدأت ثورة الإمام Empty رد: وهدأت ثورة الإمام

    مُساهمة من طرف محمد محمود الإثنين مارس 15, 2010 8:06 am

    سبحان الله انما الاعمال بالخواتيم رحمة الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:55 am