حدثت واقعة غريبة في محكمة جنايات شمال الجيزة تؤكد وتدل دائما على المقولة الشهيرة السائدة “ياما في الحبس مظاليم”, وأن هناك تجاوزات دائمة من رجال الشرطة في حق المواطنين.
أبطال هذه الواقعة هما رئيس محكمة الدائرة19 بجنايات شمال الجيزة وهو المستشار اميل حبشي مليكة والطرف الأخر هو معاون مباحث مركز الجيزة الرائد محمود محمد أحمد صقر – 34سنة – ومكان الواقعة في محكمة جنايات شمال الجيزة بدار القضاء العالي.
بدأت الواقعة باستجواب رئيس المحكمة لمعاون المباحث حول ملابسات القبض على شخص ووالده بتهمة الاتجار بالمخدرات حيث كان حاضرا كشاهد اثبات في قضيتهما.
وجه له رئيس المحكمة سؤال عن كيفية استصدار اذن من النيابة للقبض على المتهم والقبض عليه وتفتيش منزله والعثور على الحشيش ووضع حراسة أمنية على المنزل وفي نفس الوقت استصدار اذن أخر لتفتيش والد المتهم ونفس المنزل الذي من المفترض أنه تم تفتيشه ووضع حراسة عليه بل ووجود حشيش مع والده في نفس المنزل الموضوع عليه الحراسة والذي من المفترض أن يكون أصلا خاليا!
فلم يرد معاون المباحث “وكأن على رأسه الطير”, ثم سأله رئيس المحكمة عن المسئول عن استصدار الاذن الثاني وعن استصدار أذون النيابة بشكل عام؟ فما كان من معاون المباحث الا أن رد قائلا “مش عارف أصل الشغل بيكون كثير”!
وهنا قال له رئيس المحكمة “انت واللي زيك هما الي بيسيئوا لجهاز الشرطة … وكمان بتدوا فرصة للمحامين انهم يجدوا ثغرات في القضايا” في اشارة منه الى أن القضية “ملفقة” بل وفاسدة أيضا من الناحية القانونية, ليغادر بعدها معاون المباحث في “خجل” شديد قاعة المحكمة في خطوة سريعة الى الخارج دون أن ينظر أو يتكلم الى أحد.
وبالفعل لم يترافع محامي المتهمين في الجلسة وحصلا على حكم ببرائتهما من التهم المنسوبة اليهما, لتضع الواقعة عدة علامات استفهام حول دور رجال الشرطة الحقيقي في المجتمع