من طرف فى زماننا رجالٌ قلائل، نتذكر بلقائهم أو النظر إليهم ذلك الزمن الجميل الذى ولّى ولم يبق منه إلا أمثالُ هذا الرجل الذى يستحق وبكل إنصاف وبلا مداهنة ولا مجاملة أو نفاق أن يكون واحدًا من رجال نتوق إلى مجرد الحديث عنهم، ونأنس أيما أنس بالاستماع إلى من يسرد ولو موقف واحد من حياتهم الحافلة بكل ما هو جميل وعظيم ومثمر، ذلك لأننا تعلمنا على أيديهم كل ما هو نافع ومثمر، ويكفى أننا تعلمنا منهم الأخلاق قبل العلم.. نقيب المحامين حمدي خليفه قلب يسع الجميع، وعقل حكيم يزن الأمور جيدًا، لا يهوى المظاهر، وليس من هواة التسلط أو فرض الرأى، يألف ويؤلف.. عبارات الأدب واللياقة تستفتح حديثه وتتخلله وتنهيه.. صبور إلى حد كبير (دائمًا يغبطه الآخرون على صبره وحلمه).. يتألم كثيرًا إذا ما وقع مكروه بزميل أو زميلة.. ليس من عشاق الصوت الجهوري، فهو يؤمن بأن الأمور لا تحل بصوت مرتفع بل بعقل وحكمة.
متواضع لأبعد الحدود، يجالس تلاميذه ويتابع أحوال أبنائه، مستمع جيد لمن يحدثه، يحاول جاهدًا تذليل العقبات أمام أصحابها.. الاستاذ حمدي خليفه متفائل دائمًا، يلقاك بابتسامة كلها يقين وحب وتفاؤل وأمل، مما يشعرك بأن أزمتك ستنفرج وسيزول الضيق.
نقيب المحامين شخص ودود، شخصيته تفرض عليك أن تحترمها، مبدأه فى العمل عجيب ورائع، ففى حديث وجيز معه أخبرنى والحاضرين أننا يجب أن نعمل بحب ولو حدث ذلك لأرحنا أنفسنا من عناء كبير.. والرجل عنده ألف ألف حق فلو أننا تبادلنا المحبة وتعاطينا الإخلاص ونبذنا الإهمال واللامبالاة والفوضى، لا نصلح حالنا.
إننا بحق فى حاجة ماسة إلى الحب والمودة فيما بيننا حتى نعمل جاهدين على تحقيق ما نصبوا إليه من نجاح على المستويين الشخصى والاجتماعي.. وكفانا وشاية وخداعًا ونفاقًا ومداهنة، فلسنا فى حاجة إلى مثل هذه الصفات الذميمة، لكننا فى احتياج شديد إلى المزيد من الصدق مع أنفسنا والمودة مع الآخرين.. ولنجرب قانون الود فى عملنا بدلاً من قانون الورق الذى نحاول أن ننفذ بعضًا من بنوده فنفشل لأننا نفتقد فى تطبيقه إلى المحبة والتعاون.. ولن تتحقق رفعه المهنه ولا الاعتماد فى العمل الجاد وغيره إلا بالحب والإخلاص والصدق، لأن هذه الثلاثة لو تحققت لنجح أى عمل جماعيًا كان أو فرديًا وإذا لم يحدث ذلك فلن تكون الجودة إلا أوراق ودفاتر وملفات مصيرها فى النهاية هو سلة المهملات.
باقة من الشكر والتقدير أضعها بين يدى أستاذنا حمدي خليفه نقيب المحامين بتمى الأمديد، وقلادة من المحبة أضعها حول عنقه الكريم ووسامًا من الود أضعه على صدره الذى يحوى قلبًا يحب الدنيا بأسرها، وقبلة إعزاز أطبعها على تلك الجبهة النيرة.. شكرًا أستاذنا لأن دعوتنا أن نعمل بحب فى زمن ندر فيه الحب.
ألقاكم بكل حب وود