من طرف لم يختلف كثيرا ما فعله دافيد ليترمان في نيويورك قبل أيام عما فعله حسين فهمي في مصر قبل سنوات. ودافيد ليترمان هو من أشهر مقدمي البرامج الساخرة والكوميدية في أميركا وبرنامجه LATE SHOW من البرامج التي يستضيف فيها كبار النجوم على الهواء بحضور عدد كبير من أفراد الجمهور في قناة CBS من نيويورك. وقبل أيام فاجأ دافيد (ليس يهوديا رغم الاسم) جمهور الحضور بقوله: لدي حكاية أود أن أرويها لكم، فقد قمت هذا الصباح بعمل شيء لم أفعله في حياتي من قبل. لقد ذهبت الى مكتب النائب العام في مانهاتن وقدمت شكوى أبلغت فيها المحققين «بكل الأعمال السخيفة» التي قمت بها. أما هذه الأعمال السخيفة فهي اقامته علاقات جنسية مع بعض العاملات في برنامجه.
وسبب هذا الاعتراف أن ليترمان تلقى خطابا من شخص أبلغه أن لديه معلومات عن العلاقات الجنسية التي قام بها ليترمان وأنه سينشر هذه العلاقات اذا لم يدفع له ليترمان مليوني دولار. واختصر ليترمان الطريق وأبلغ النيابة التي قامت بالقبض على صاحب رسالة الابتزاز واحالته الى المحاكمة في تهمة يمكن أن يسجن فيها عشر سنوات بعد أن كان يتطلع الى مليوني دولار! وقد اعتذر ليترمان علنا لزوجته وان كانت هي الأخرى قد أقامت علاقة مع ليترمان استمرت 20 سنة أنجبا خلالها صبياً في السادسة قبل أن يتم زواجهما رسميا العام الماضي في حفل زفاف اقتصر حضوره على ليترمان وريجينا وابنهما الذي قال ضاحكا انه كان يتصور أنه يجدد رخصة القيادة!
أما الفنان حسين فهمي فقد تعرض عام 2001 لاتصال تلفوني من شخص يطلب مقابلته وعندما سأله عن سبب المقابلة أبلغه أن بحوزته شريطا به أفلام جنسية قام بتصويرها، وأنه يطلب منه 100 ألف جنيه مقابل اعدامها وعدم طرحها في الأسواق. واختصر حسين فهمي الطريق وذهب الى قسم شرطة قصر النيل وأبلغ الشرطة بالواقعة، فتم نصب كمين للرجل من خلال إيهام حسين فهمي له بقبول دفع المبلغ المطلوب وتم القبض عليه.
لكن واقعة نور الشريف، الذي نشرت صحيفة مصرية تصدر بترخيص من قبرص خبر اتهامه مع خالد أبو النجا وحمدي الوزير ضمن شبكة بممارسة الشذوذ، فلم تكن ابتزازا، فقد ذكر نور الشريف أنه فوجىء بالخبر الذي لا أساس له من الصحة وطالب بتعويض 10 ملايين جنيه. ولو كان الخبر ابتزازاً لكانت الصحيفة هددت أصحابها مقدما قبل النشر، الأمر الذي ترك علامات استفهام حول سبب نشر صحيفة مثل هذا الخبر غير العادي، وبأسماء فنانين معروفين، في حين أن المألوف في مثل هذه الحالات حتى لو كانت صحيحة أن تكتب الحروف الأولى من أسماء أبطالها ما دام لم يصدر في حقهم حكم يدينهم!
صلاح منتصر
salahmont@ahram.org.eg