في يوم من الأيام،
وقف رجل يراقب -ولعدة ساعات- فراشة صغيرة داخل شرنقتها التي بدأت بالانفراج قليلا قليلا، وهي تحاول
جاهدة الخروج من ذلك الثقب الصغير في شرنقتها. وفجأة سكنت! وبدت وكأنها غير قادرة على الاستمرار!
ظن الرجل أن قواها قد استنفذت للخروج من ذلك الثقب الصغير أو حتى توسعته قليلا. ثم توقفت تماما !!!
شعر الرجل بالعطف عليها وقرر مساعدتها فأحضر مقصا صغيرا وقص بقية الشرنقة. عندها سقطت الفراشة
بسهولة من شرنقتها، ولكن بجسم نحيل ضعيف وأجنحة ذابلة! ظل الرجل يراقبها معتقدا أن أجنحتها لن
تلبث أن تقوى وتكبر وبأن جسمها النحيل سيقوى وستصبح قادرة على الطيران. لكن شيئا من ذلك لم يحدث!
وقضت الفراشة بقية حياتها بجسم ضعيف وأجنحة ذابلة. لم تستطع الطيران أبدا أبدا … ما الذي فعله لطف
وحنان ذلك الرجل؟ ألم يعلم بأن قدرة الله عز وجل ورحمته بالفراشة جعل الانتظار لها سببا لخروج سوائل
من جسمها إلى أجنحتها حتى تقوى وتستطيع الطيران. مانستفيده من القصة يتعلق بنظرة الإنسان
للصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته، تلك النظرة في الواقع هي التي تشكل ردود أفعاله تجاه هذه
الصعوبات والتحديات، ومن ثم إذا كانت هذه النظرة صائبة وايجابية فسيتمكن الإنسان من مواجهة كافة
الصعوبات والتحديات بإصرار وعزيمة تمكنه في النهاية من الانتصار ومواصلة انجازاته في الحياة، أما إذا
كانت تلك النظرة خاطئة وسلبية فستقهره الصعوبات وتجبره على الوقوع في براثن الإحباط واليأس. يقول
المولى عز وجل “وخلقنا الإنسان في كبد” وبالتأكيد فان ذلك لحكمة عظيمة الشأن، فالمعاناة المستمرة في
الحياة تحث الإنسان على الحركة وتحفزه على التقرب المستمر من الله عز وجل، والمعاناة أيضاً تقلل من
رغبة الإنسان في التمسك والتمتع بمآثر الدنيا، وأيضاً المعاناة تحث الإنسان على البحث عن حلول ومع
تراكم الحلول يتطور الإنسان وتتطور الحياة. فليس بعزيز على الله أن يخلقنا مرفهين في الحياة، نمتلك
أسباب العيش والسعادة، ولكن إذا حدث هذا كنا سنفقد القدرة تماماً على تعمير هذا الكون. ولنتأمل حولنا
أحوال الكثير من الناس، سنجد أن الناجحين في هذه الحياة في أغلب الأحوال هم من واجهوا صعوبات جمة
في حياتهم، وبقدر هذه الصعوبات بقدر ما كان لديهم رغبة شديدة وحافز قوي على التخلص من هذه
الصعوبات، فكتب الله لهم النجاح، بينما هناك الكثيرون ممن نشأوا في بيئة تتسم بالرفاهية المفرطة، وهناك
من ينوب عنهم في التعامل مع الصعوبات، هؤلاء تجدهم كسالى، يقفون مكانهم ولا يتحركون، لا يملكون
أهدافاً يسعون إلى تحقيقها، لا يعانون من أوضاع غير مواتية تحفزهم على إحداث التغيير، ويظلون طوال
حياتهم غير قادرين على العمل أو الانجاز. عزيزي القارئ إلى أي فئة ستنحاز: فئة الذين يجدون في كل
صعوبة فرصة للتقدم، أم فئة الذين يرون في كل صعوبة فرصة للهروب أو الاحتماء بالآخرين؟
وقف رجل يراقب -ولعدة ساعات- فراشة صغيرة داخل شرنقتها التي بدأت بالانفراج قليلا قليلا، وهي تحاول
جاهدة الخروج من ذلك الثقب الصغير في شرنقتها. وفجأة سكنت! وبدت وكأنها غير قادرة على الاستمرار!
ظن الرجل أن قواها قد استنفذت للخروج من ذلك الثقب الصغير أو حتى توسعته قليلا. ثم توقفت تماما !!!
شعر الرجل بالعطف عليها وقرر مساعدتها فأحضر مقصا صغيرا وقص بقية الشرنقة. عندها سقطت الفراشة
بسهولة من شرنقتها، ولكن بجسم نحيل ضعيف وأجنحة ذابلة! ظل الرجل يراقبها معتقدا أن أجنحتها لن
تلبث أن تقوى وتكبر وبأن جسمها النحيل سيقوى وستصبح قادرة على الطيران. لكن شيئا من ذلك لم يحدث!
وقضت الفراشة بقية حياتها بجسم ضعيف وأجنحة ذابلة. لم تستطع الطيران أبدا أبدا … ما الذي فعله لطف
وحنان ذلك الرجل؟ ألم يعلم بأن قدرة الله عز وجل ورحمته بالفراشة جعل الانتظار لها سببا لخروج سوائل
من جسمها إلى أجنحتها حتى تقوى وتستطيع الطيران. مانستفيده من القصة يتعلق بنظرة الإنسان
للصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته، تلك النظرة في الواقع هي التي تشكل ردود أفعاله تجاه هذه
الصعوبات والتحديات، ومن ثم إذا كانت هذه النظرة صائبة وايجابية فسيتمكن الإنسان من مواجهة كافة
الصعوبات والتحديات بإصرار وعزيمة تمكنه في النهاية من الانتصار ومواصلة انجازاته في الحياة، أما إذا
كانت تلك النظرة خاطئة وسلبية فستقهره الصعوبات وتجبره على الوقوع في براثن الإحباط واليأس. يقول
المولى عز وجل “وخلقنا الإنسان في كبد” وبالتأكيد فان ذلك لحكمة عظيمة الشأن، فالمعاناة المستمرة في
الحياة تحث الإنسان على الحركة وتحفزه على التقرب المستمر من الله عز وجل، والمعاناة أيضاً تقلل من
رغبة الإنسان في التمسك والتمتع بمآثر الدنيا، وأيضاً المعاناة تحث الإنسان على البحث عن حلول ومع
تراكم الحلول يتطور الإنسان وتتطور الحياة. فليس بعزيز على الله أن يخلقنا مرفهين في الحياة، نمتلك
أسباب العيش والسعادة، ولكن إذا حدث هذا كنا سنفقد القدرة تماماً على تعمير هذا الكون. ولنتأمل حولنا
أحوال الكثير من الناس، سنجد أن الناجحين في هذه الحياة في أغلب الأحوال هم من واجهوا صعوبات جمة
في حياتهم، وبقدر هذه الصعوبات بقدر ما كان لديهم رغبة شديدة وحافز قوي على التخلص من هذه
الصعوبات، فكتب الله لهم النجاح، بينما هناك الكثيرون ممن نشأوا في بيئة تتسم بالرفاهية المفرطة، وهناك
من ينوب عنهم في التعامل مع الصعوبات، هؤلاء تجدهم كسالى، يقفون مكانهم ولا يتحركون، لا يملكون
أهدافاً يسعون إلى تحقيقها، لا يعانون من أوضاع غير مواتية تحفزهم على إحداث التغيير، ويظلون طوال
حياتهم غير قادرين على العمل أو الانجاز. عزيزي القارئ إلى أي فئة ستنحاز: فئة الذين يجدون في كل
صعوبة فرصة للتقدم، أم فئة الذين يرون في كل صعوبة فرصة للهروب أو الاحتماء بالآخرين؟