الان فقط زالت كل المحاذير ..الان استطيع ان اتكلم عن أسرار تكشف لاول مرة حول علاقة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووالدي الفريق سعد الدين الشاذلي.. احكى كيف حاصر مبارك الشاذلي ماديا ومعنويا سعيا نحو اغتياله ..
كان هذا لسان حال شهدان الابنة الكبرى للفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق والتى كشفت في مقابلة مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة "دريم"، ان الصدام بين والدها الذي توفي في العاشر من فبراير والرئيس السابق حسني مبارك كانت دوافع نفسية في الأساس بين الرجلين اللذين كانا من القادة العسكرين في حرب أكتوبر 1973.
وعزت شهدان ذلك إلى أن مبارك – قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر- كان ينظر لوالدها على أنه خصم، وهذا يرجع لدوره في الحرب التي حقققت فيها مصر أول انتصار عسكري على إسرائيل وذلك كي تظل حرب أكتوبر هي فقط الضربة الجوية وكي ينسب الحرب لنفسه، لكون الشاذلي بالنسبة للرئيس السابق منافسًا ثقيلاً له، خاصة وأنه كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وقال ابنة الشاذلي إن تحليلها للأمور فيما يتعلق بالصدام بين مبارك ووالدها هو "عملية نفسية وتتعلق بالغيرة العسكرية، غير أن والدي بالجزائر – أثناء وجوده بالمنفى- لم يكن ساكتًا بل كان يهاجم "كامب ديفيد" ويهاجم سياسات مبارك".
وأضافت إن الصدام حدث في عام 1980 عندما طلب الرئيس الراحل أنور السادات بكتاب الفريق الشاذلي عن حرب أكتوبر، وقال إن الكتاب ليس فيه أي أسرار عسكرية ولا يمكن نقيم محاكمة عسكرية، لأن الكتاب لا يحوي أسرار وتم حفظ القضية إلى أن فتحت مرة أخرى في عام 1983 بعد وصول مبارك بعامين إلى الحكم، وتابعت "لا نعرف سبب فتح هذه القضية من جديد".
وقالت شهدان الشاذلي، إن مبارك هو الذي أمر بفتح قضية الشاذلي من جديد وأصدر قرارًا باعتقاله، وذكرت أن والدها قال للسادات: "حاكمني لو كنت على خطأ، وأنا مستعد لمحاكمة عادلة ولو كان هذا حدث لكان السادات سيكون هو الطرف الضعيف في حادثة "الثغرة" لأن الفريق رأى سحب القوات التي عبرت لعلاج الثغرة، لأن هذه القوات هي التي كانت مدربة كي تتعامل مع أي ثغرة ممكن تحدث والسادات هو الذي رفض الانسحاب وقال: لا عسكري ولا جندي سينسحب".
وأشارت إلى أن مبارك محى تمامًا اسم الشاذلي من التاريخ وصوره، ولا يوجد اسمه في "بانوراما 6 أكتوبر" باعتباره "ليس من أبطال في حرب أكتوبر عند مبارك وتم محو اسمه وصورته وفي احتفالات أكتوبر لم يدع أبدًا"، ولفتت إلى أن كتابه ممنوع من التداول في مصر.
وقالت إن أول مرة يتم فيها السؤال عن والدي حينما كان في أيامه الأخيرة وأتى مندوب من الرئاسة يطمئن على صحته ونقله للعلاج بالمركز الطبي العالمي.
وكشفت شهدان صورة للسادات في غرفة العمليات الحربية وكان بجانبه سعد الدين الشاذلي باعتباره الرجل الثالث وقد تم محو صورته بفعل مبارك ووضع صورته بدلا منه وأصبحت تنشر وتعرض في الصحف والتليفزيون بهذا الشكل المزيف ظنًا منه أنه بذلك يمحو التاريخ لكن في النهاية التاريخ ظهر أمام الناس.
وأوضحت أن "نجمة سيناء" أعطاها السادات للشاذلي سرًا في لندن وليس في احتفال ومزاياها أن يكون لها معاش إضافي، لكن تم إسقاط هذا المعاش فيما بعد وأخذوا "نجمة سيناء" وجواز سفره والرتب العسكرية الخاصة به وأخذوا مكتبته كلها 500 كتاب وصور وأوراق حين عودته من الجزائر 1992.
وأضافت إنه حين نزل من المطار أخذته سيارة على المعتقل، بينما ممتلكاته جاءت على السفينة وسيارته تم مصادرتها ووضع عليها جمرك أعلى من ثمنها فقال لهم إنه يتبرع بها للقوات المسلحة ولا يريدها لكن القوات المسلحة رفضت وقالت لابد من دفع الجمرك وتركت في الجمرك إلى أن قمت بشرائها حينما عرضت في مزاد، بينما لم نستطع إعادة الكتب وباقي ممتلكاته.
وحول محاكمة الشاذلي قالت إنهم عرفوا خبر اعتقاله من إذاعة "مونت كارلو" ووالدتي قالت إنها ستعتصم أمام رئاسة الجمهورية لو لم يفرج عن زوجي، وقلنا إننا سنلجأ لمنظمات حقوق الإنسان ولكننا واجهنا صعوبات كثيرة جدًا لأننا كنا محاصرين من خلال أعوان مبارك.
ونفت شهدان ما تردد حول أن الشاذلي كان له يد في اغتيال الرئيس السادات، لكنه كان سعيد بقتله ومؤيد لما حدث لكنه لم ينسبها لنفسه، فقط قال إنه سقط رأي النظام الفاسد وكان مؤيد لقتل السادات.
وتحدث شهدان عن مرض الشاذلي وقالت كان يعاني من أمراض الشيخوخة وعانى من تصلب الشرايين ولم يكن يسمع ولا يرى بشكل جيد فكان عمره 89 سنة.
وحول اللحظات الأخيرة في حياته وقبل تنحي مبارك، قالت له إنه طلبت منه أن يشاهد الصورة في التليفزيون بينما الثوار يمحون صورة الرئيس المخلوع ويمزقونها، فقال لي: يا رب حينما يسقط مبارك ألا يتكرر هذا الفساد مرة أخرى ثم سكت، وقال: نهبونا.
وذكرت أنها جعلت من من مقولة عمرو سليمان نائب الرئيس السابق: "لقد أعلن الرئيس مبارك تنحيه عن السلطة" رنة لهاتفها، وأضافت: "وقلت سبحان الله أن والدي دفن الساعة الثالثة عصرًا وبعدها بثلاث ساعات الساعة السادسة تنحى مبارك، والمتظاهرون شيعوا جنازته وسعدت حينما عرفت أنه صلى على والدي في ميدان التحرير أكثر من 3 ملايين وبالإسكندرية وفي أماكن مختلفة من مصر ، وكنا نحن أقاربه نشعر بحالة غريبة الحزن على رحيل والدي والفرحة على رحيل مبارك.
وذكرت شهدان أن آلاف الضباط جاءوا في عزاء الفريق سعد الدين الشاذلي وجاءت تلغرافات من الرئاسة حتى من حسني مبارك أرسل تلغراف مبعوثًا بيوم 13 فبراير وكان ترك القصر الرئاسي لكنه لم يمض الرئيس حسني مبارك كتب فقط محمد حسني مبارك وكتب فيه: "آسف لعدم حضوري الجنازة لأني خارج القاهرة".
واستبعدت شهدان أن يكون مبارك عاد له ضميره، قائلة: "أشك في ذلك أعتقد أن ضميره لم يستيقظ فالشخصيات لا تتغير وهو عاش كحاكم مستبد وظلم كثيرًا"، وقالت إنها لو مكانه لكانت خجلت ولم ترسل مثل هذه البرقية للتعزية.
وتحدثت شهدان عن أن أشرف مروان مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات ذهب للجزائر خصيصًا لزيارة الشاذلي وقال له إن هناك محاولة لاغتياله، وذكرت أنه فعل ذلك لأن والدته ووالدتي صديقتان، فرغم علاقته بمبارك إلا أنه حذره منه، مما جعل والدي يطلب زيادة حراسته لتأمينه.
وكشفت شهدان أن المعاش الإضافي لـ "نجمة سيناء" أعادته القوات المسلحة لوالدتها في فبراير بعد تنحي مبارك في 11 من الشهر الماضي.
وأضافت: "نحن مازلنا في انتظار رد اعتبار والدي وتعريف الناس بتاريخه، وأن يعيد تصحيح الأوضاع وأن يتم محو هذا الحكم المستبد الذي تعرض له أبي وأن يتم نشر كتابه عن أكتوبر في مصر، لأنه ممنوع وأن يتم إعادة الصورة الأصلية له بجانب السادات في غرفة عمليات حرب أكتوب ، وأن يكون تاريخه موجود في بانوراما حرب أكتوبر، لأن بطولات الفريق سعد الدين الشاذلي في حرب أكتوبر معروفة للجميع .