روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    من مذكرات مرتضى منصور فى السجن

    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    من مذكرات مرتضى منصور فى السجن Empty من مذكرات مرتضى منصور فى السجن

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الإثنين يوليو 13, 2009 1:24 pm

    الفارق بين الحرية والزنزانة.. باب!
    وحين خطا المحامي الشهير وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس نادي الزمالك السابق ورئيس المحكمة السابق أيضا. أولي خطواته عبر باب ليمان طرة الاسبوع الماضي. بعد أن قضي تسعة شهور كاملة وراء القضبان. هي مدة العقوبة التي حكم عليه بها. في تهمة سب رئيس مجلس الدولة. أبدا لم يخرج مرتضي منصور من السجن كما دخله!
    خرج مرتضي منصور من بوابة ليمان طرة. وهو يحمل في صدره وفي نفسه. ما لم يكن يخطر له علي بال!
    ذكريات السجن.. لياليه وأيامه.
    زملاء الزنزانة.. وحكاية كل واحد منهم.
    أفكار وآراء.. الآن فقط يقولها بصوت عال.
    ثم يقول: أقسم بالله العظيم.. أنني أشهد بالحق!
    يقول مرتضي منصور:
    لن أنسي أبدا مشهد دخولي السجن. كانت المفاجأة بالنسبة لي كبيرة. كانت النيابة قد اتهمتني بسب المستشار سيد نوفل رئيس مجلس الدولة. لكن الذي حدث أنني كنت قد اصبت بارتفاع شديد في الضغط. ومن المستشفي الذي نقلت إليه حملتني سيارة إسعاف في منتصف الليل. وبداخلها مجموعة من ضباط مديرية أمن الجيزة المهذبين ولجنة طبية من أطباء الشرطة. وكان مدير أمن الجيزة قد أبلغ وزير الداخلية بسوء حالتي الصحية فأمر الوزير بنقلي في الحال إلي مستشفي قصر العيني.. لكني فوجئت بأن سيارة الإسعاف تقطع أكثر من نصف ساعة دون توقف رغم قصر المسافة بين مديرية أمن الجيزة والقصر العيني.
    لحظتها أدركت الحقيقة..
    وقلت لأحد الضباط: إحنا مش رايحيين المستشفي.. انتم واخديني علي الليمان.
    نظر لي الضابط في تأثر..
    ولمحت الدموع في عينيه.
    ­ وفوجئت به يقول: للأسف رئيس النيابة قرر أن تنقل إلي السجن بدلا من المستشفي.. ونحن لا نملك إلا تنفيذ تعليمات النيابة!
    أنا رجل أعرف القانون جيدا. ولذلك شعرت بالظلم الشديد لأنها كانت أول مرة يتم حبس إنسان أصدرت النيابة قرارا بحبسه احتياطيا 4 أيام. ويتم الحبس في ليمان طره حيث تنفذ العقوبات المشددة.
    وداخل سيارة الإسعاف فوجيء الضباط بأنني رغم حالتي الصحية المنهارة أنهض من علي النقالة..
    نظروا لي في تعجب.قلت لهم: هذا هو أنا والحمد لله.. كلما اشتد إحساسي بالظلم. يزداد إيماني بالله سبحانه وتعالي. والآن لا أريد شيئا سوي أن يتم حبسي في سجن المزرعة وليس ليمان طرة.
    كذب في كذب!
    عندما دخلت سيارة الإسعاف منطقة سجون طرة. ونزلت منها في الظلام. لمحت اللواء عمر الفرماوي مدير مباحث السجون واقفا خلف أحد الأعمدة. كان في غاية التأثر. ولا يريد أن تلتقي نظراته بنظراتي. كنت أعرف الضابط عمرو الفرماوي منذ أكثر من 25 سنة. كنت وقتها وكيلا للنيابة وكان ضابط مباحث في قسم شرطة الجيزة.
    نظرت في العتمة إلي بوابة سجن المزرعة..
    وعادت بي الذكريات إلي الوراء 20 سنة. عندما اعتقلت في عهد وزير الداخلية الأسبق زكي بدر عام .1987 شيء غريب جدا. من المؤكد أنه هناك ألفة تحدث بين الانسان والمكان. حتي لو كان هذا المكان هو السجن. وأنا لم أنس أبدا أيامي في سجن المزرعة رغم مرور كل هذه السنوات.
    إلي جوار اللواء عمر الفرماوي كان يقف العميد محسن حتاتة والمقدم أشرف فتحي رئيس مباحث سجن الليمان.
    الذي قال للواء الفرماوي: مرتضي عايز يروح سجن المزرعة!
    ­ قال له اللواء الفرماوي: لو بإيدي.. كنت أرجعه بيته. لكن لابد من تنفيذ تعليمات النيابة.
    هكذا كان لابد أن أحبس في الليمان..
    دخلت لأجد مجموعة كبيرة من الضباط لواءات وعمداء وعقداء. ومأمور السجن العميد حمدي. المفاجأة أنه كان في انتظاري عدد كبير من السجناء. وكلهم كانوا في حالة صدمة من نقلي إلي الليمان مشدد العقوبة.
    وأعترف أنني فوجئت بأن ضباط السجن كانوا من أول لحظة يعاملونني معاملة طيبة. وتم نقلي إلي زنزانة كان يوجد بها فقط الدكتور مصطفي السيد أستاذ القلب. كان ينام في السرير المواجه لسريري. وفي ا لحال تولي علاجي من ارتفاع الضغط مع الطبيبين الضابطين مصطفي سامي واللواء محمد شاكر أطباء مصلحة السجون.
    ولهذا كانت دهشتي عظيمة عندما خرج السجين أحمد مظلوم فيما بعد يتهم أطباء مصلحة السجون بأنهم عاملوه معاملة غير آدمية. وهذا كذب في كذب. وافتراء علي الحقيقة التي رأيتها بعيني.
    إن هذا السجين الذي دافعت عنه 'بوتيكات' جمعيات حقوق الإنسان له قصة مؤسفة. فهو ضحية أبوه وأمه. وكان أبوه المقاول يدلله حتي أفسده. كان يعطيه في اليوم مصروفا 500 جنيه. وكانت النتيجة أنه سار مع أصدقاء السوء. وتعلم شم الهيرويين. وبعد أن قطع أبوه عنه المصروف! اتجه إلي الإتجار في المخدارت ليسد حاجته منها. ثم وقعت له حادثة وأصيب بالشلل. وحكم عليه بالسجن في قضية مخدرات.
    وللأسف الشديد فإن هذا الولد الذي دافعت عنه 'بوتيكات' حقوق الإنسان. وزعمت كذبا أنه تعرض للتعذيب في السجن، تم ضبطه داخل السجن وهو يبيع المخدرات لبعض السجناء في السجن. بل أنه تم ضبط والدته وهي تحاول تهريب جهاز يحمل أفلاما جنسيه له داخل السجن ومع ذلك لم يتق الله وذهب إلي 'بوتيكات' حقوق الإنسان ليتحدث عن التعذيب في السجون.
    وهذا هو نموذج من النماذج التي تسييء الي سمعة الشرطة والسجون المصرية علي مستوي العالم!
    المشاهير!
    وفي ليمان طرة..
    التقيت بقيادات الجهاد والجماعات الإسلامية وقضيت معهم في الليمان ساعات في النهاروالليل في أحاديث مستمرة. وأقرر بكل صراحة وثقة. أنه لا يوجد واحد منهم أعلن توبته ووقع علي استبيان تحت أي ضغط. ما عدا 4 سجناء رفضوا إعلان التوبة وأصروا علي موقفهم المؤيد لاستخدام العنف.
    أما باقي زعماء الجهاد والجماعات الإسلامية وعلي رأسهم الشيخ سيد إمام ومساعده الشيخ نبيل. فقد كانوا جميعا علي قناعة كاملة وبعد سنوات طويلة أن الله سبحانه وتعالي لم يأمر بالعنف. وأن الله عندما أرسل الإسلام علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم طلب منه أن يكون فقط مبشرا ونذيرا وأن ينشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
    في ليمان طرة قضيت أربعة شهور ونصف.
    وغير قيادات الجهاد والجماعات الإسلامية. التقيت بمشاهير السجناء. ومنهم طارق السويسي المتهم في قضية الآثار الكبري ورجل الأعمال مجدي يعقوب وعبدالفتاح عبدالعزيز زوج المذيعة فريدة الزمر الذي يطلقون عليه 'حوت المطاحن' وعماد الجلدة نائب مجلس الشعب. الذي كان ينام أمامي في سريره في نفس الزنزانة.
    ولقد شاهدت عماد الجلدة في غاية الحزن عندما حدث شغب من بعض مناصريه في المحكمة. وطلب مني أن أكتب له بخط يدي بيان اعتذار عما حدث. فنحن جميعا نحترم القضاء المصري. وكنت صاحب فكرة أن يتقدم باستقالته من مجلس الشعب.
    والحقيقة أن عماد الجلدة إنسان طيب وكريم. وأشهد أنه كان يحضر طعاما دائما للنزلاء الفقراء والمحتاجين.
    حكاية أيمن نور!
    وفي الليمان أيضا..
    قابلت المتهمين الثلاثة أحمد وجلال وإسماعيل. المتهمون في قضية تزوير توكيلات أيمن نور. وقد وثقوا في وحكوا لي بالتفصيل في زنزانتهم المجاورة. القصة كاملة وأسرار ما حدث. وعندما علم أيمن نور ذلك جن جنونه. وحاول اختلاق خصومة معي داخل السجن. لأنه تأكد أنني بعد أن أخرج من السجن. سوف أطلع الرأي العام علي حقيقة قضيته. وإنه بطل من ورق. صنعته جمعيات حقوق الإنسان. التي لا هدف لها سوي الإساءة إلي مصر.
    وعندما انتقلت إلي سجن المزرعة في نهاية شهر يونيه الماضي. كان في استقبالي اللواء عبدالمحسن مأمور السجن وقتها. والمقدم أشرف فرج رئيس مباحث السجن ومعاونه محمد سامي. وهم ضباط علي أعلي مستوي من الكفاءة والإنسانية. حتي تصورت أنهم خريجو المعهد الدبلوماسي وليس كلية الشرطة. وكانوا ومازالوا يعاملون كل السجناء بمنتهي الاحترام.


    عدل سابقا من قبل محمد راضى مسعود في الأربعاء أغسطس 12, 2009 9:25 pm عدل 1 مرات
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    من مذكرات مرتضى منصور فى السجن Empty رد: من مذكرات مرتضى منصور فى السجن

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الإثنين يوليو 13, 2009 1:25 pm

    أما المحافظ السابق ماهر الجندي والذي عرفته أيضا داخل السجن، فهو قصة مؤثرة هزتني بعنف..
    في السجن تعرفت علي أحد السجناء. وكان يعمل في مجال الأمن في منصب كبير. لكنه تعثر في سداد بعض الشيكات وتم حبسه.
    أقسم لي هذا الرجل السجين أن محمد فودة هو الذي لفق القضية لماهر الجندي وأن فودة الذي كان محبوسا مع هذه الشخصية الأمنية السابقة. وحلف لي علي القرآن الكريم أن ماهر الجندي يده نظيفة. ولم يأخذ منه مليما واحدا. وأن كل ما قاله في حقه إفتراء وكذبا. لأن البعض أوهمه، أنه لكي يخرج من قضية الرشوة، لابد أن يلقي بالاتهام علي شخصية كبير. فألقي بالاتهام علي ماهر الجندي والدكتور عبدالله حسن رئيس هيئة الآثار السابق وأحد مديري الأمن السابقين.
    وعندما تمت التحقيقات مع هؤلاء ثبت كذب محمد فودة وقد قرأت بعيني هذه التحقيقات.
    ­ وفيها قال محمد فودة: أنا كنت بانصب علي عمرو حليقة (ابن خالة أيمن نور) والفلوس اللي كنت باخدها منه علي زعم إني أوصلها لماهر الجندي والمسئولين كنت باخدها لنفسي!
    ويؤكد ذلك أن كل الأموال التي حصل عليها فودة من عمرو حليقة وجدت في حسابات بالبنك ولذلك عوقب بتهمة الكسب غير المشروع.
    وماهر الجندي!
    وفي مذكراته يكمل مرتضي منصور حكايته مع قصة ماهر الجندي ويقول:
    لقد عرفت ماهر الجندي قبل السجن وفي السجن.. وأؤكد أنه رجل شريف.. لا أحد يعلم أنه اضطر لبيع سيارته 'البيجو' القديمة لكي تشتري له زوجته دواء معينا له. ولا أحد يعلم إن الافراج الشرطي عن ماهر الجندي بثلاثة أرباع المدة لم ينفذ. لأنه لا يمتلك ألفي جنيه يدفعها.. ولا أحد يعرف أنه عندما نفد دواء ماهر الجندي. قام اللواء سمير سلام مدير مصلحة السجون بشراء الدواء وإرساله لماهر الجندي في السجن. رغم أن مصلحة السجون ليست ملزمة بشراء هذا الدواء.. يحدث هذا في نفس الوقت الذي يقوم فيه البعض بتشويه صورة ضباط السجون. أما بالنسبة لماهر الجندي فصحيح أنه.. يا ما في الحبس مظاليم!
    لماذا لم يحلف اليمين!
    منذ اللحظة الأولي لدخولي السجن لم يفارقني كتاب الله 'المصحف الكريم'..
    والسجن عالم غريب وكل سجين له حكاية مثيرة..
    وفي سجني عرفت حسام أبوالفتوح وعاطف سلام 'حوت السكر'، وخالد حامد محمود عضو مجلس الشعب السابق ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون. وعصمت أبوالمعالي رئيس مدينة 6 أكتوبر ومحمد المؤيد رئيس حي مدينة نصر. ومحمود بدر الدين أمين صندوق نادي الزمالك السابق ومحمد المهندس ابن الفنان فؤاد المهندس وعمرو الهواري..
    وكل واحد من هؤلاء له حكاية..
    لكني بعد أن سمعت الكثير من حكايات رجال الأعمال السجناء.. آمنت بأن بعضهم دخل السجن في ظروف خاصة. أحيانا كانت العملة يرتفع سعرها. وأحيانا كانت تحدث مفاجآت في الأسواق الخارجية. فهل الحل أن نلقي بهؤلاء في السجون. أم نساعدهم علي الخروج من أزماتهم حتي لا نخسر معهم؟
    وآمنت أيضا بأنه يوجد خارج السجن أضعاف أضعاف رجال الأعمال داخل السجن.. ولم يقترب منهم أحد أبدا!
    الآن.. أشعر بالتعب..
    أريد أن أنام.. لكني لا تفارقني صورة المستشار سيد نوفل رئيس مجلس الدولة. وسبب وجودي في هذه الزنزانة.
    الله وحده يعلم أنني بريء.
    ولقد طلبت منه في كل مرة أن يحلف علي المصحف الطاهر أنني سببته أو شتمته حتي أي فراش صغير في مجلس الدولة لكنه كان دائما يرفض.. بل ولم يحضر المحاكمة. ولم يحلف علي المصحف بأن الذي سطره ضدي في 5 مذكرات متناقضة فيها سطر واحد حقيقي وصحيح.
    وعندما تنتهي عقوبتي وأخرج من السجن بعد 9 شهور. لأن سنة السجن 9 شهور.. لم يجاملني أحد فيها. واذا حلف المستشار سيد نوفل أنني شتمته. فإني علي استعداد لقضاء مدة عقوبتي من جديد. أما إذا لم يحلف فسوف تنطبق عليه صفة من وردوا في القرآن بأنهم لا يقولون الحق.
    وقبل أن أنام أيضا..
    أتذكر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية..
    لقد تم 'اسقاطي' في انتخابات مجلس الشعب في عهده. لأن محكمة النقض ومجلس الدولة قالا أنني نجحت في الانتخابات.
    ورغم ذلك فإنني أشهد أن حبيب العادلي وزير الداخلية انسان حقيقي وشخص محترم. وأنه لم يتم تشويه صورة وزير داخلية في مصر كما حدث ويحدث مع اللواء حبيب العادلي وأجهزته.
    حبيب العادلي هو وزير الداخلية الذي عرف كيف يتعامل مع الإخوان المسلمين وأسرهم داخل سجن المزرعة في طرة. خيرت الشاطر وحسني مالك وعبدالرحمن سعودي وغيرهم. الذين تتم معاملتهم علي أعلي مستوي إنسانيا وصحيا داخل السجن.
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    من مذكرات مرتضى منصور فى السجن Empty رد: من مذكرات مرتضى منصور فى السجن

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الإثنين يوليو 13, 2009 1:30 pm

    في مذكراته خصص مرتضي منصور فصلا لكل سجين في ليمان طرة.
    كانت له مع هذا السجين حكايات قبل السجن. وأثناء السجن!
    وفي الفصل الثاني من مذكراته يتحدث مرتضي منصور عن زميل له
    ليس في السجن. وانما في مجلس الشعب أيضا.. يتحدث عن أيمن
    نور!
    ويقول مرتضي في مذكراته عن أيمن نور:
    اتذكر أول مرة تعرفت فيها علي أيمن نور عندما دعاني
    للاحتفال بعيد زواجه من المذيعة جميلة اسماعيل قبل دخوله
    مجلس الشعب بسنوات في شقته بالمعادي التي لا استطيع وصفها
    سوي بانها كانت لا تليق حتي بموظف في الشهر العقاري. لكني
    التقيت هناك بالعديد من الشخصيات منها الصحفيين الكاتب
    الصحفي مصطفي بكري والسيدة زوجته.
    وعندما أصبح أيمن نور فيما بعد نائبا في مجلس الشعب.
    قال لي رامي لكح ذات يوم: أيمن نور عامل عشاء في بيته في
    الزمالك.. فلماذا لا تأتي معي؟
    وذهبت مع رامي لكح لكني وجدت أيمن نور في سنوات قليلة أصبح
    يسكن في فيلا من طابقين أعلي عمارة في الزمالك. الفيلا
    كانت مثل القصر مليئة بالتحف الغالية والريش الفاخر
    والمدعوون أكبر وشخصيات أشهر ومتناقضة.
    وفهمت من رامي لكح ان له علاقة بشراء هذه الشقة وعندما
    دخلت ليمان طرة هذه المرة عرفت من نائب مجلس الشعب وزميلنا
    في الليمان عماد الجلدة ان أيمن نور كان يحصل منه شهريا
    علي مبلغ 15 ألف جنيه. علي سبيل الابتزاز تحت لافتة انه
    مستشاره القانوني رغم ان عماد الجلدة وقتها لم تكن له
    مشاكل قضائية وقال لي عماد انه عندما توقف عن سداد هذه
    الاتاوة لأيمن نور. بدأت زوجته جميلة تهاجمه في الجرائد.
    وعادت بي الذاكرة الي الوراء..
    عندما سمعت عن اسم أيمن نور لأول مرة كانت هناك جلسة في
    مجلس الشعب.. وحدث استجواب لوزير الداخلية الاسبق زكي بدر.
    الذي عرض في الجلسة شريط فيديو يحمل اعترافات تفصيلية من
    الصحفي أيمن نور. يقول فيه إن الصور التي كان ينشرها في
    جريدة الوفد لأشخاص ادعي انهم تعرضوا للتعذيب وقام
    بتصويرهم داخل زنزانات في السجون. اعترف أيمن نور في هذا
    الشريط بأنه كان يحضر هؤلاء الناس الي بدروم جريدة الوفد
    الذي يوجد به حديد يشبه قضبان الزنزانات. وكان يحضر 'قلم
    روج' من الذي تستخدمه السيدات كأحمر شفايف ويقوم بعمل
    علامات بقلم الروج علي ظهور هؤلاء الأشخاص ثم تصويرهم
    للادعاء بانهم تعرضوا للتعذيب!
    كيف اعترف أيمن نور علي نفسه بهذا التلفيق؟
    عرفت انه عندما كان طالبا في المنصورة كان منضما لبعض
    الجماعات الاسلامية. وعندما وقع حادث اغتيال الرئيس أنور
    السادات تم القبض علي الجماعات الاسلامية في المنصورة.
    وكان أيمن نور من ضمن الذين تم القبض عليهم.
    وبعد خروجه من السجن فعل كما فعل الاخوة وحلق ذقنه وكان
    أفراد هذه الجماعات قد بدأوا يحلقون ذقونهم ويرتدون الجينز
    والملابس العادية. وبعضهم قام بارتكاب حوادث ارهابية بهذه
    الملابس! وكان أيمن ممنوعا من السفر واراد أن يسافر فتعرف
    علي أحد الضباط واتفق معه علي أن يقوم بتهريبه خارج
    البلاد. وتمكن الضابط من اكتساب ثقة أيمن وسايره في
    الموضوع. لكن المفاجأة انه كان ضابطا بمباحث أمن الدولة.
    وفي المطار تمكن من الحصول علي اذن من النيابة العامة في
    الحصول علي اعتراف أيمن نور بانه كان 'يفبرك' هذه الصور!
    ***
    يقول مرتضي منصور في مذكراته: وكان يمكن أن تكون هذه هي
    نهاية أيمن نور.. لولا ان وزير الداخلية زكي بدر تطاول علي
    فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد واحدي قريباته.. مما اثار
    حفيظة نواب الوفد في مجلس الشعب. وحدث اشتباك بين النائب
    الوفدي طلعت رسلان وبين زكي بدر داخل مجلس الشعب، وتدخل
    النائب عبدالرحيم الغول وتحولت القضية من تزوير وتلفيق
    أيمن نور الي خناقة بين نواب الوفد في المجلس وزكي بدر
    وزير الداخلية. وضاعت الحقيقة في هذه الخناقة!
    وذات يوم عندما أصبحت نائبا في مجلس الشعب. وكان أيمن نور
    أيضا قد أصبح نائبا في المجلس. كنت أقف مع رامي لكح
    والنائب رجب حميده وأيمن نور. وطلب أيمن منهما مساعدة
    زوجته جميلة اسماعيل في انتخابات مجلس الشوري في منطقة باب
    الشعرية ضد محمد رجب زعيم الاغلبية في مجلس الشوري.
    ونصحه رجب حميده بانه يكفي انه أصبح نائبا في مجلس الشعب
    ولا داعي لان تكون زوجته جميلة عضوا في مجلس الشوري. كما
    رفض رامي لكح تقديم اية أموال لحملة دعاية جميلة لانتخابات
    مجلس الشوري.
    وذات يوم كنت جالسا في مكتب الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس
    الشعب.
    وشاهدت أيمن نور يدخل المكتب وهو يرتعد وفي حالة انهيار.
    وطلب أيمن نور من الدكتور فتحي سرور أن يساعده ويكلم له
    الرئيس حسني مبارك لان الرئيس في اجتماع المفكرين والكتاب
    السنوي في معرض الكتاب سأل أيمن نور بطريقة عابرة.
    أخبار التمويل من لندن ايه يا أيمن!وتوسل أيمن نور للدكتور
    فتحي سرور أن يتوسط له لدي الرئيس مبارك. وبالفعل اتصل
    الدكتور سرور أمامي بمكتب الرئيس لكن الرد تأخر حوالي ساعة
    ويبدو أن الرئيس كان مشغولا. وفي خلال هذه الساعة انهار
    أيمن نور تماما.. وبدأ يجهش بالبكاء.
    وأخذ يقول للدكتور فتحي سرور: أنا مستقبلي ضاع.. أنا موش
    عايز الريس يزعل مني!
    ودق جرس تليفون الدكتور فتحي سرور.
    وكان المتحدث هو الرئيس مبارك..
    ­ وسمعت الدكتور فتحي سرور يقول له: ياريس.. أيمن ابن
    حضرتك وأخوك الصغير.. ده في حالة انهيار يا ريس!
    واعطي الدكتور سرور السماعة لأيمن نور..
    وبالطبع لم اسمع ما قاله الرئيس لأيمن.
    لكني سمعت أيمن يقول للرئيس وهو يبكي: أنا يا أفندم جندي
    من جنودك المخلصين لحضرتك!
    وأخذ أيمن يبرر للرئيس حكاية التمويل. ويقول انها فلوس
    جائزة حصل عليها!
    ***
    لكن أيمن نور بعد ذلك بفترة بدأ يهاجم الوزراء باستجوابات
    في مجلس الشعب بطريقة تصل الي حد السباب والشتائم.
    فقابلته وقلت له: هناك فرق يا أيمن بين أني كنائب في
    المجلس أن اقدم استجوابا وهذا حقك وبين انك تشتم. ولا انت
    ولا أنا يمكننا أن نتاجر بآلام الناس الفقراء. يا أخي انت
    قاعد في قصر ثمنه حوالي 15 مليون جنيه وراكب عربية مرسيدس
    بمليون. وعمال تتكلم علي رغيف العيش. انت رغيف العيش ده
    اللي بتطلعه في المجلس للاستدلال. وتدعي انك بتاكله. الكلب
    اللي عندك في البيت ما بياكلوش.
    وقلت له: يا أيمن انت جاي مجلس الشعب لابس بدلة ثمنها 10
    آلاف جنيه وعايز الناس تصدق انك مع الفقراء المطحونين؟ يا
    ابني كل أجهزة الدولة عارفة انك بتهاجم وزير المالية اللي
    تبعه الجمارك والضرائب. عشان مصالح تجار بورسعيد اللي انت
    بتخلصها بارهابك لوزير المالية. مقابل ملايين من التجار
    دول!
    ­ سمعني.. ثم سألني: طيب تنصحني بإيه؟
    قلت له: اعمل استجوابات مش شتائم.. وتبطل ابتزاز للوزراء!
    ***
    يقول مرتضي منصور في مذكراته:
    كان هذا بعض من شريط ذكرياتي عن أيمن نور خارج السجن.
    لكن لم يخطر علي بالي ابدا انه سوف يتهمني بمحاولة قتله
    داخل السجن، بزعم انه يشتم الرئيس!فكيف حدث ذلك؟
    محمد راضى مسعود
    محمد راضى مسعود
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 7032
    نقاط : 15679
    السٌّمعَة : 118
    تاريخ التسجيل : 26/06/2009
    العمل/الترفيه : محامى بالنقض

    من مذكرات مرتضى منصور فى السجن Empty رد: من مذكرات مرتضى منصور فى السجن

    مُساهمة من طرف محمد راضى مسعود الإثنين يوليو 13, 2009 1:34 pm

    حلقة جديدة من مذكراته التي تبدأ مع أول ليلة داخل سجن مزرعة طرة.. كيف كان شعور مرتضي وهو يغادر الامانات في طريقه الي زنزانته في الرابعة فجرا!؟ وماذا فعل مع أولي لحظات الأسر ومن قابله في الزنزانة؟
    يروي مرتضي منصور في هذه الحلقة أيضا شعوره الغاضب نحو فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وفضيلة مفتي الديار المصرية اللذين لم يحركا ساكنا حينما عوقب مرتضي بسبب دعائه 'حسبي الله ونعم الوكيل'.. يروي أيضا قصة لقائه مع المزورين الثلاثة زملاء أيمن نور الذين فوجيء بهم مرتضي في الزنزانة المجاورة في سجن طرة الذي لم يكن مخصصا للمحبوسين احتياطيا. وهذه هي الحلقة الجديدة كما سطرها مرتضي بخط يده:
    ليالي السجن طويلة مظلمة باردة بلا حياة مثل القبور تماما فالمسجون نصفه حي ونصفه ميت فهو الميت الحي أو الحي الميت فهو يري الاصدقاء والاقرباء والذين كانوا يدعون أنهم احياء علي طبيعتهم من يتغير ومن يتبدل ومن يتحول ويري الجاحد وناكر الجميل ويري المخلص الوفي ولكن الفارق بينه وبين الميت أنه يتألم ويفرح ويبكي ويشفق علي البشر ولديه فرص للعتاب لمن خدع فيهم وللامتنان والشكر لمن صانوا العهد وحافظوا علي الصداقة وحملوا الجميل في أيام المحن. ولا توجد محنة أكثر شدة من الاسر وفقدان الحرية.. وخاصة عندما يكون الأسير ليس أسير أسوار السجون فقط ولكن أسير للظلم والقهر والتلفيق.
    منذ دخولي الي سجن ليمان طرة وهو سجن مشدد لا يدخله إلا من صدرت ضده أحكام بالسجن المشدد أو المؤبد.
    وأنا وبأوامر من النائب العام ولأول مرة في التاريخ يتم حبس مواطن حبسا احتياطيا في سجن الليمان ولم يكن أمامي إلا طريقين الاول: هو أن استسلم لتفكير لن يؤدي بي إلا إلي المرض أو الجنون.. فماذا فعلت وما هي جريمتي؟.. ولماذا كل هذا الظلم والانتقام؟.. وممن؟ ممن كنت أتوهم أنهم الحماة!! الحماة لي ولكل مواطن من كل تعسف وظلم وجور.
    ماذا يفعلون بواحد من أبنائهم تربي في محراب العدالة وعرف معني تقديس القاضي ومنصة القضاء.. فالقاضي لم يكن يوما يقوم بدور الجلاد.. القاضي هو القاضي صاحب رسالة مقدسة يمثل الله سبحانه وتعالي في الأرض.. ويحمل في يديه ميزان حساس.. يحاول ويجتهد بألا يختل الميزان بين يديه.. قد يخطيء.. ولكن ليس عن عمد.. ولكن عندما يكون الانتقام والظلم هو كفتي الميزان فلا أمان.. فالعدل أساس الملك ولم يجعل الله سبحانه وتعالي الخير أو المحبة أو التقوي أو اية فضيلة أخري أساس الملك.. العدل كما قال سبحانه وتعالي أساس الملك فاذا اختل العدل انهار الملك.. ولذلك فان من علامات يوم القيامة هو الجور أو الظلم الفاحش.. وكأننا نري الآن علامات هذا اليوم العظيم.. فالجور أو الظلم الفاحش المعلن بلا خجل أو حياء أراه الآن في غياهب ليالي السجن المظلمة الموحشة.
    كان هذا هو الطريق الأول..
    أما الطريق الثاني الذي هداني الله سبحانه وتعالي الي التفكير فيه أن أنسي هؤلاء الطغاة.. الملفقون المرتعدون.. واعتبر أن ما حدث لي من تلفيق وظلم هو امتحان أو ابتلاء من الله سبحانه وتعالي وعليه أن أصبر علي هذا الابتلاء وأن أثبت وأن لا يهتز ايماني بالله سبحانه وتعالي.. وأن احاول أن اعيش أو اتعايش في هذا الجو المظلم الكئيب حتي يفك الله أسري.
    وأنا لن أكون أفضل عند الله من سيدنا يوسف الذي ابتلاه الله بالأسر فصبر وثبت علي الرغم مما تعرض له من ظلم فاحش بعد أن اتهمته امرأة العزيز ظلما بأنه حاول أن يعتدي عليها وبكت بدموع التماسيح حتي تقنع زوجها وحاشيته وأسرتها بانها المجني عليها وأنها حاولت مقاومة سيدنا يوسف فتمزق قميصه إلي ان ظهرت أية براءته.. يوسف المبتلي بريء.. فقميصه ممزق من الخلف وهو ما يؤكد أنها هي التي كانت تحاول جذبه.. أثار فراره منها ومن معصية الله بعد أن همت به وهم بها ولكن الله سبحانه وتعالي حماه.. ومع ذلك ومع ظهور أية براءته أسر سيدنا يوسف سنوات طويلة في السجن ظلما ليكون شاهدا علي ابتلاء الاسر ظلما.. وعلي العبد الصبر علي هذا الابتلاء فاذا لم يكن لنا في نبينا محمد عليه السلام وباقي الرسل والانبياء أسوة حسنة وقدوة.. فمن يكون القدوة والأسوة!

    لأول مرة!
    صممت علي أن اخرج من هذه التجربة وأنا أشد قوة وصلابة بأمر الله وتناسيت أو حاولت أن اتناسي بانني كيف ازج في هذا الليمان وأنا من أشهر وأكبر المحامين في الوطن العربي.. كيف وأنا رئيس المحكمة السابق والقاضي الذي إستقال من علي منصة القضاء احتجاجا علي إهانة القضاة في أحد الافلام الرخيصة.. كيف وأنا رئيسا لأكبر نادي من أندية مصر وأفريقيا والعالم.. كيف وأنا كنت عضوا في البرلمان المصري وعضوا بالهيئة البرلمانية الدولية.. ما الذي يحدث وهل من الممكن أن توجد هذه النوعية من البشر الظلمة الطغاة..؟ وما هي جريمتي؟ فهي كما ادعوا بالكذب بأنني قلت لنوفل 'حسبي الله ونعم الوكيل'.. لقد اعتبرها الاستاذ القاضي إهانة وسب.. فهل آيات الله قام سيادته بتجريمها حتي يحبس مرتضي منصور فكيف تتحول آية كريمة في سورة عظيمة في القران الكريم بدعاء أمر الله أنبياؤه بترديده عند الشدائذ إلي إهانة في عرف المصريين كما قال القاضي في حكمه.. ألم يأمر الله سبحانه وتعالي سيدنا ابراهيم وسيدنا محمد بأن يرددا هذه الآية الكريمة عندما اشتد بهم الكرب وأحاطهم الكفار الظلمة لإيذائهم الذي كان يصل إلي حد قتلهم.. ومن الذي يحاسب هذا القاضي الذي بدل آيات الله وحور معانيها من دعاء إلي سباب كما قال؟ ولماذا لم يتحرك فضيلة المفتي وشيخ الأزهر لكي يقولا له كف.. أنت تنتقم من مرتضي منصور فهذا شأنك.. أنت تجامل فهذا شأنك وحسابك عند الله عسير عسير.. فالله الذي حرم الظلم علي نفسه حرمه علي عباده وأمر البشر بألا يتظالموا.. الله سبحانه وتعالي الذي أقسم بعزته وجلاله بأن ينصرن المظلوم ولو بعد حين. فحسابه عند الله شديد..

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:48 pm