من طرف احتضنت مكتبة الإسكندرية لليوم الثاني على التوالي هجومًا شرسًا على الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في مصر، ومنحت المكتبة الفرصة لكتَّاب وموسيقيين مصريين وعرب بأن يكيلوا السباب للأزهر ويتهموه بأنه يقف ضد التنوير والإبداع، هذا كان خلاصة اليوم الثاني لمؤتمر آليات الرقابة وحرية التعبير الذي بدأت فعالياته أمس بالمكتبة.
ففي ندوته قال الموسيقي السوري مارسيل خليفة إن الإبداع لا بد أن يصاحبه تطاول على الموروث في العقائد والأعراف، وإن المبدع لا بد أن يتحرَّر من العباءة الدينية، وأن ينسى شخصيته المتدينة وعقيدته عند الكتابة، معتبرًا أن الرقابة على الكتب لا تتعدَّى كونها أحد محاكم التفتيش التي عُرفت في التاريخ الحديث.
وواصل خليفة تطاوله على علماء الذين يرفضون أعماله، ووصفهم بأنهم موظفون خائفون من المحاسبة، وأنهم فقهاء ظلام وعقول مخيبة، وقال: "أنا أرى أن رجل الدين المعتدل أو المتطرف، وجهان لعملة واحدة".
فيما طالب الكاتب المصري حلمي سالم بإلغاء المادة الثانية من الدستور، والمتعلقة بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، معتبرًا أنها سمحت للأزهر ورجال التدين بالتدخل في الأدب وإرجاعه إلى الوراء، ومحاولة كبت الأدباء، واصفًا علماء الدين بأنهم عبارة عن كهنة لا يعرفون شيئًا إلا التعبد والتنسُّك، ولا يعرفون عن الحضارة والتقدم شيئًا.
بينما وصف الكاتب السوري حيدر حيدر مؤلف رواية (وليمة لأعشاب البحر) الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية؛ بأنهما يعودان بالأدب والإبداع إلى عهود الظلام، وأنهما السبب وراء التثقيف الديني للمجتمع الذي جعلهم يرفضون الأدب التنويري، واعتبروا أنفسهم حماة الفكر والأدب والثقافة التي تنحدر بسبب فعل علماء الدين.
وشنَّ حيدر حيدر هجومًا عنيفًا على مجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد سليم العوا الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين؛ لهجومه على روايته في ندوة عامة وندوات تليفزيونية، ووصفها بالجنسية.
كما هاجم الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنهم السبب في إحداث ثورة شعبية على هذه الرواية، مطالبًا بضرورة عمل توعية سياسية وحملة سياسية مجتمعية لمواجهة ما أسماه هيمنة الأزهر على الثقافة في مصر.