ثورة المعلومات حولت العالم إلي قرية صغيرة ، وشبكة الإنترنت غيرت مفاهيم كل الأشياء في فترة وجيزة من عمر الزمن، وجاءت الثورة المعلوماتية لتكسر كل الحواجز والسدود وترفع شعار اللاممنوع والحرية المعلوماتية، فوجد فيها المثقفون ضالتهم الفكرية المنشودة وسارع كل منهم لإنشاء موقع خاص به يبث من خلاله كل أعماله وأفكاره التي كانت تلقي الرقابة والحذف، وعاش فيها الشباب أحلي أوقاتهم مع الممنوع المرغوب، ووجدها البعض الآخر ملاذاً للهروب به من عالم الملل والكآبة إلي عالم النشوة والإمتاع، تلك الشبكة العنكبوتية اسم علي مسمي، فهي مثل العنكبوت ينسج خيوطه علي فريسته، ففرضت هي نفسها علي العالم أجمع بسياسيه ومفكريه وعلمائه وشواذه وشبابه، حتي أصبحت شيئا أساسياً وضرورة من ضروريات الحياة تلك هي شبكة الإنترنت.
وقد حظيت المواقع الخاصة بالشعر والشعراء علي الأقبال من قبل زوار الشبكة، لما تبثه من قصائد وأشعار ظلت لسنوات طي الكتمان خوفاً من بطش الرقابة والسلطة، ومن أهمها الموقع الخاص بالشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي ، والشعراء القدامي أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين، الذي قام بإنشائه الشاعر بهاء جاهين تخليداً لذكري والده، والموقع الذي حظي بأكبر عنصر جذب كان موقع الشاعر المشاكس الراحل نجيب سرور، والذي أنشأه الصحفي شهدي سرور، ليبث من خلاله أشعار والده الممنوعة ، وفي ذروة هذا السباق يتوارد إلي الأذهان عدد من الاسئلة تمخضت عن ذلك التغيير الجذري ، الذي أحدثته تلك الشبكة العملاقة في الحياة بشكل عام، هل ستستطيع القضاء تدريجياً علي الكلمة المكتوبة؟ وهل الحرية عبرها حرية مطلقة لايمكن أن تمتد إليها الأجهزة الرقابية، وتعرض أصحابها للمساءلة القانونية؟.
يجيب الروائي خيري شلبي عن السؤال الأول ويؤكد أن الإنترنت لايمكن بحال من الأحوال أن يقضي علي الكتاب الورقي، لأن من تعود علي القراءة بالشكل التقليدي لايستطيع أن يمارس طقوسه في القراءة أمام الإنترنت، ولن تستطيع تلك الشبكة توفير المتعة الخاصة للقارئ في استعادة كل ما يقرأه، والاستمتاع به طالما أنه سيظل بلا حراك أمام الكمبيوتر، الذي يحد من حرية الحركة، لذا سيظل الكتاب الورقي له جاذبيته الخاصة ولن يأخذ الكمبيوتر مكانه بأي شكل من الأشكال، ويشير شلبي إلي نقطة أخري، وهي الفرق بين الرواية والشعر، ويؤكد أن النشر علي الإنترنت يمكن أن يحقق نجاحاً إذا كان ما يبث خلاله شعراً أو قصة قصيرة ، أما الرواية فمن الصعوبة نشرها علي الانترنت لأنها لن تجد من يستطيع معايشتها عبر الانترنت.
ويتفق الروائي عبدالوهاب الأسواني مع الرأي السابق ويؤكد أن الانترنت لن يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام الكلمة المطبوعة لسبب رئيسي وهو أن الغالبية العظمي من مستخدمي الشبكة هم من الباحثين الذين يستخدمون الشبكة في البحث عن معلومات أو أخبار تهمهم، وليس الباحثين عن الأدب والثقافة فهم ليسوا مبدعين ولن يستطيعوا أن يقضوا أوقاتاً في قراءة رواية أو قصة عبر الشبكة، لهذا السبب سيظل الكتاب هو المتعة الحقيقية لقارئ الأدب والشعر، وعن مدي الحرية التي من الممكن أن يحظي بها الناشر علي الانترنت يروي شهدي سرور الموقف الغريب الذي تعرض له بسبب الموقع الذي أنشأه لوالده لينشر خلاله أشعاره التي ظلت سنوات طويلة ممنوعة، حيث تم القبض عليه ووجهت إليه تهمة نشر مواد تسيءإلي البلاد بسبب قصيدة والده الشهيرة التي كتبها سرور بعد نكسة 1967، والذي كان يرصد من خلالها أشد حالات حسرته وثورته علي الفساد، ويؤكد شهدي علي الصعوبة البالغة التي تواجهها أجهزة الرقابة لإثبات تلك التهم، والعثور علي أدلة الأدانة من ناحية الملكية المستندية لهذا الموقع، فمن المعروف أن غالبية تلك المواقع تكون مسجلة بالولايات المتحدة الأمريكية، ولايوجد سند قانوني يتم بناء المساءلة عليه.
وعلي جانب آخر يري الشاعر المشاكس أحمد فؤاد نجم أن أهم ميزة يوفرها النشر علي الانترنت هي حرية التعبير و الفكر التي ظلت محصورة سنوات طوال لاعتبارات ومصالح مختلفة، وفي رأيه أنه آن الأوان لأن نمنح القارئ الحرية فيما يختاره ويقرأه وينشره، وللحكم بنفسه بعيدا عن أي نوع من الوصاية الفكرية التي يمارسها الآخرون عليه، ليكون الاختيار له وأن يمنح حرية النقد ولايكون أحد فوق المساءلة، أما الروائية سلوي بكر فترفض أي قيد علي حرية الإبداع وتري أن أي قيود تفرض علي الأفكار تساعد علي انتشارها كما تري أن المحاولات التي تقوم بها أجهزة الرقابة في متابعة مواقع الإبداع هي محاولات فاشلة، لأنه من الصعوبة المتابعة في ظل هذا الزخم الهائل من المواقع، وعلي جانب آخر كثير من المبدعين الشبان يرون أن تلك الشبكة هي طوق النجاة لهم ولمبدعين دمرتهم الشللية والمصالح، للتعبير والوجود والوصول للجمهور، دون التحكم سواء من ناشرين أو أصحاب المصالح، فأصبحت هي الأمل لكل كاتب أو مبدع يبحث عن مكان له تحت مظلة الإبداع، ولو كانت هذه الشبكة موجودة منذ سنوات مضت، لتغيرت أشياء كثيرة ولظهرت أسماء مبدعين حقيقيين لم يجدوا من يسمعهم أو يؤمن بهم فماتوا كمدا. يؤكد خبير الانترنت حسام عز الدين أن إمكانية الرقابة علي الانترنت مشكلة معقدة جداً لأنه من الصعب إثبات ملكية شخص بعينه لأي موقع للإنترنت، لأن المتبع عالميا لهذه الشبكة أن المواقع تمنحها شركات معدودة وغالبا ما تكون أمريكية، وتعطي الترخيص لعدد من الشركات الوسيطة، والتي تمنح بدورها المواقع للأشخاص، كما أن تلك التعاملات تكون مباشرة عن طريق الانترنت، فلاتوجد مستندات تثبت تلك التعاملات لتكون سنداً للمساءلة في حالة نشرها كما في الوسائل العادية كالصحف وغيرها، لذا فإن القاعدة الأساسية لمستخدمي الانترنت هي الحرية والحرية التامة دون خوف أو قيود تكبلها، وحتي الآن لايوجد في مصر أو العالم العربي بصفة خاصة قوانين خاصة بالنشر علي الانترنت، لهذا فمن الصعب الحصول علي أدلة الإثبات التي تدين المتهم أيا كانت جريمته، وفي النهاية يتأكد لنا أن عصر القيود وتكبيل الحريات قد انتهي ولابد من مجاراة العصر وترك الحرية لمستخدمي الشبكة في اختيار ما يريدونه دون وصاية علي العقل، ومنح الفرصة للتقدير والفهم واتخاذ القرار دون أي تأثير أو تشويه.
وقد حظيت المواقع الخاصة بالشعر والشعراء علي الأقبال من قبل زوار الشبكة، لما تبثه من قصائد وأشعار ظلت لسنوات طي الكتمان خوفاً من بطش الرقابة والسلطة، ومن أهمها الموقع الخاص بالشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي ، والشعراء القدامي أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين، الذي قام بإنشائه الشاعر بهاء جاهين تخليداً لذكري والده، والموقع الذي حظي بأكبر عنصر جذب كان موقع الشاعر المشاكس الراحل نجيب سرور، والذي أنشأه الصحفي شهدي سرور، ليبث من خلاله أشعار والده الممنوعة ، وفي ذروة هذا السباق يتوارد إلي الأذهان عدد من الاسئلة تمخضت عن ذلك التغيير الجذري ، الذي أحدثته تلك الشبكة العملاقة في الحياة بشكل عام، هل ستستطيع القضاء تدريجياً علي الكلمة المكتوبة؟ وهل الحرية عبرها حرية مطلقة لايمكن أن تمتد إليها الأجهزة الرقابية، وتعرض أصحابها للمساءلة القانونية؟.
يجيب الروائي خيري شلبي عن السؤال الأول ويؤكد أن الإنترنت لايمكن بحال من الأحوال أن يقضي علي الكتاب الورقي، لأن من تعود علي القراءة بالشكل التقليدي لايستطيع أن يمارس طقوسه في القراءة أمام الإنترنت، ولن تستطيع تلك الشبكة توفير المتعة الخاصة للقارئ في استعادة كل ما يقرأه، والاستمتاع به طالما أنه سيظل بلا حراك أمام الكمبيوتر، الذي يحد من حرية الحركة، لذا سيظل الكتاب الورقي له جاذبيته الخاصة ولن يأخذ الكمبيوتر مكانه بأي شكل من الأشكال، ويشير شلبي إلي نقطة أخري، وهي الفرق بين الرواية والشعر، ويؤكد أن النشر علي الإنترنت يمكن أن يحقق نجاحاً إذا كان ما يبث خلاله شعراً أو قصة قصيرة ، أما الرواية فمن الصعوبة نشرها علي الانترنت لأنها لن تجد من يستطيع معايشتها عبر الانترنت.
ويتفق الروائي عبدالوهاب الأسواني مع الرأي السابق ويؤكد أن الانترنت لن يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام الكلمة المطبوعة لسبب رئيسي وهو أن الغالبية العظمي من مستخدمي الشبكة هم من الباحثين الذين يستخدمون الشبكة في البحث عن معلومات أو أخبار تهمهم، وليس الباحثين عن الأدب والثقافة فهم ليسوا مبدعين ولن يستطيعوا أن يقضوا أوقاتاً في قراءة رواية أو قصة عبر الشبكة، لهذا السبب سيظل الكتاب هو المتعة الحقيقية لقارئ الأدب والشعر، وعن مدي الحرية التي من الممكن أن يحظي بها الناشر علي الانترنت يروي شهدي سرور الموقف الغريب الذي تعرض له بسبب الموقع الذي أنشأه لوالده لينشر خلاله أشعاره التي ظلت سنوات طويلة ممنوعة، حيث تم القبض عليه ووجهت إليه تهمة نشر مواد تسيءإلي البلاد بسبب قصيدة والده الشهيرة التي كتبها سرور بعد نكسة 1967، والذي كان يرصد من خلالها أشد حالات حسرته وثورته علي الفساد، ويؤكد شهدي علي الصعوبة البالغة التي تواجهها أجهزة الرقابة لإثبات تلك التهم، والعثور علي أدلة الأدانة من ناحية الملكية المستندية لهذا الموقع، فمن المعروف أن غالبية تلك المواقع تكون مسجلة بالولايات المتحدة الأمريكية، ولايوجد سند قانوني يتم بناء المساءلة عليه.
وعلي جانب آخر يري الشاعر المشاكس أحمد فؤاد نجم أن أهم ميزة يوفرها النشر علي الانترنت هي حرية التعبير و الفكر التي ظلت محصورة سنوات طوال لاعتبارات ومصالح مختلفة، وفي رأيه أنه آن الأوان لأن نمنح القارئ الحرية فيما يختاره ويقرأه وينشره، وللحكم بنفسه بعيدا عن أي نوع من الوصاية الفكرية التي يمارسها الآخرون عليه، ليكون الاختيار له وأن يمنح حرية النقد ولايكون أحد فوق المساءلة، أما الروائية سلوي بكر فترفض أي قيد علي حرية الإبداع وتري أن أي قيود تفرض علي الأفكار تساعد علي انتشارها كما تري أن المحاولات التي تقوم بها أجهزة الرقابة في متابعة مواقع الإبداع هي محاولات فاشلة، لأنه من الصعوبة المتابعة في ظل هذا الزخم الهائل من المواقع، وعلي جانب آخر كثير من المبدعين الشبان يرون أن تلك الشبكة هي طوق النجاة لهم ولمبدعين دمرتهم الشللية والمصالح، للتعبير والوجود والوصول للجمهور، دون التحكم سواء من ناشرين أو أصحاب المصالح، فأصبحت هي الأمل لكل كاتب أو مبدع يبحث عن مكان له تحت مظلة الإبداع، ولو كانت هذه الشبكة موجودة منذ سنوات مضت، لتغيرت أشياء كثيرة ولظهرت أسماء مبدعين حقيقيين لم يجدوا من يسمعهم أو يؤمن بهم فماتوا كمدا. يؤكد خبير الانترنت حسام عز الدين أن إمكانية الرقابة علي الانترنت مشكلة معقدة جداً لأنه من الصعب إثبات ملكية شخص بعينه لأي موقع للإنترنت، لأن المتبع عالميا لهذه الشبكة أن المواقع تمنحها شركات معدودة وغالبا ما تكون أمريكية، وتعطي الترخيص لعدد من الشركات الوسيطة، والتي تمنح بدورها المواقع للأشخاص، كما أن تلك التعاملات تكون مباشرة عن طريق الانترنت، فلاتوجد مستندات تثبت تلك التعاملات لتكون سنداً للمساءلة في حالة نشرها كما في الوسائل العادية كالصحف وغيرها، لذا فإن القاعدة الأساسية لمستخدمي الانترنت هي الحرية والحرية التامة دون خوف أو قيود تكبلها، وحتي الآن لايوجد في مصر أو العالم العربي بصفة خاصة قوانين خاصة بالنشر علي الانترنت، لهذا فمن الصعب الحصول علي أدلة الإثبات التي تدين المتهم أيا كانت جريمته، وفي النهاية يتأكد لنا أن عصر القيود وتكبيل الحريات قد انتهي ولابد من مجاراة العصر وترك الحرية لمستخدمي الشبكة في اختيار ما يريدونه دون وصاية علي العقل، ومنح الفرصة للتقدير والفهم واتخاذ القرار دون أي تأثير أو تشويه.