من طرف في ظل الهجمات التي يتعرض لها الإسلام قديما وحديثا ونحن على يقين انها لن تضره وفي ظل الاعتداءات على العرب والمسلمين في الأعوام ما بين 2001 و 2009 وفي ظل ما سمعنا من الاخبار عن عزم قس و مجموعة أفراد تابعين للطائفة الخمسينية البروتستانتية بحرق المصاحف الشريفة في الولايات المتحدة الامريكية انتقاما من اعتداءات سبتمبر قبل 9 أعوام فإن نقابه المحامين تستنكر أشد الاستنكار وتدين تلك الافعال وتطالب – المجتمع الدولي ورجال الدين الاسلامي والمسيحي – بالسعي قدما لوقف تلك الافعال المشينة الاستفزازية التي من شانها ان تشعل العداء بين أصحاب الديانتين – الإسلام والمسيحية - والتي لسنا بالحاجة إليها لان الاوضاع من حولنا تكفي.
قد استمعنا للنبأ باستغراب واستهجان : فما علاقة القرآن بالحادي عشر من سبتمبر ؟! إن القرآن يقول( وقولوا للناس حسناً ) ويقول ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) صدق الله العظيم . فلا يمكن ربطه بفعل إجرامي تدميري .
إننا إذْ نستنكرعمل هذا القس الجاهل فإننا نستنكر فهمه وتصوره للإسلام والقرآن وكان عليه أن يناقش علماء المسلمين الموجودين في كل بقاع الأرض بما فيها أمريكا .
إن هذا العمل الجبان يمثل طعنة أخرى للعلاقات الإنسانية التي يجب أن تكون مبنية على التعارف والحوار لكن هذا العمل الجبان الاستفزازي لايؤثر على العلاقات الإسلامية المسيحية في العالم حيث وقف المسيحيون مستنكرين بشدة هذا العمل سواء كانوا مسؤولين أو كنائس شرقية أو غربية لكننا نطالب الإدارة الأمريكية بمنع هذه الجريمة قبل وقوعها وأدانته.
أما أنتم أيها المسلمون فاعلموا أن هذا العمل الخسيس لايضر الإسلام بل سيزيد الناس إقبالاً على قراءة القرآن والأطلاع علي تعاليمه وستكون فرصة لكم لتبيانه فلن يضرنا هذا الأمر بل سيزيدنا رفعه بإسلامنا وستكون العاقبة للمتقين وأهل القرآن .
ان التسامح والأنضباط والصبر علي الشدائد في الدين الحنيف تشير الي ان الدفاع عن الحدث لن يكون الا بعدم مبادله الاساءه بل بالحسني والاعراض عن الجاهلين .
كما نطالب أفراد تلك المجموعة وعلى رأسهم ذلك القس الذي لم يفهم إطلاقا ولم يستوعب تعاليم الإنجيل المتسامحة مع الاخرين وخاصة مع من يخالفونه بتفهم الإسلام وقرائته وخاصة القرأن الكريم الذي يريدون حرقه على الرغم من ان جميع المسلمين يؤمنون برسالة المسيح المتسامحة ويؤمنون به كأحد أعظم الانبياء إلا أن روح العداء التي يخلقها بعض المتطرفون لا يستطيعون الوقوف ومشاهدة أواصر الترابط تعم العالم وتذيب أشكال الخلاف بين الديانات .
إننا وبكل فخر نؤمن – والادلة كثيرة والجميع يعرفها – أن المسلمين لم يكونوا يوما من الايام معتدين على أمن بلد أو حريته وإنما ما حدث في سبتمبر من اعتداءات على اقتصاد هذا البلد وتفجير لبرجيه وزعزعة لامنه المزعوم لم يحصل بسبب المسلمين إطلاقا ولا علاقة للمسلمين به. لقد اثبت المسلمون والنصارى الكاثوليك والارثوذكس والمعتدلون من البروتستانت أن الحوار الديني أفضل طريق لدرء الفتن وقبرها وإماتتها لذلك نشد على ايديهم في الدعوة إلى مؤتمرات الأديان لكي يستطيع الجميع التعريف بدياناتهم في ظل التعنت الديني والتأزمات التي يشهدها متبعوا الديانات .
إن هذه المناسبة مهمة جدا لكي ينشط الدعاة والمصلحون لكي يعرفوا العالم بمبادئ الإسلام وينشروا رسالة السلام التي جاء بها الإسلام وسبقتها المسيحية في ذلك حتى يعيش الجميع وينعموا بحرية الحياة وحرية الدين وحرية المعتقد وحرية العبادة
وفي الختام نتقدم لجموع المحامين والشعب المصري والعربي والأسلامي والعالم بأسمى ايات التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر ونتمنى ان يكون هذا العيد عيد خير على الجميع وأن يكون العيد القادم عيد السلام في جميع الدول وعيد احترام الأخرين وعيد الصفح والعفو بحق الاخرين .
بقلم / حمدي خليفه
نقيب المحامين
رئيس اتحاد المحامين العرب
