فلأول مرة يضع أحد المطارنة الكبار كنيسته في موقف الدفاع .. وما كان أغناها عنه لولا أن رأت الكنيسة بثاقب رؤيتها وتسامحها أن الطعن أصاب عقيدة سماوية.
نزلت كلمات البابا شنودة الثالث علي صدور المصريين كافة، مسلمين وأقباطاً، نزول الثلج و البرد، فوق نيران تتناسل وتتحفز، شأن الفتنة، الباحثة عن طعام تلتهمه بحجم وطن، وضحايا بحجم أمة!
هبطت كلمات «القديس» الصالح علي رأس الفتنة و«الفتان» فأخمدتهما وهي بعد في طور بلوغ شهوة التدمير!
نزلت كلمات المواطن المصري الصميم المحب لوطنه، العاشق لشعبه، مسلمين ومسيحيين، شنودة الثالث، علي أفئدة المصريين نزول بحار المحبة تغمر حقول الحقد والمقت والكراهية، فغسلتها وطهرتها وأثلجت الصدور الضائقة بانفعالاتها، وأطفأت نيران التعصب لدي المجانين والحمقي ومفلوتي اللسان، هنا وهناك.
لم يتكبر رأس الكنيسة المصرية علي واجب الاعتذار.. لأن الرجل أكبر من الخطأ، ولأن الثمن الفادح الناجم عن الخطأ بالمعتقد الديني أكبر من كل الأشخاص .. كان البابا شنودة أكبر وأكثر ادراكاً للجرم المقترف، خاصة أنه صادر عن الرجل الثاني في الكنيسة، والحق أن الكل يعرف مدي تصلب الأنبا بيشوي وقسوته حتي علي الأقباط، وهجومه الضاري علي طوائف فيهم، ولكن لم يذهب خيال أحد قط إلي انزلاقه لما نسب إليه حول القرآن الكريم وصلب المسيح وتكفير الأقباط ومراجعة الكتاب الإلهي.
فلأول مرة يضع أحد المطارنة الكبار كنيسته في موقف الدفاع .. وما كان أغناها عنه لولا أن رأت الكنيسة بثاقب رؤيتها وتسامحها أن الطعن أصاب عقيدة سماوية.
قال البابا شنودة: إننا نحن الضيوف علي إخواننا المسلمين لأنهم الأغلبية.. رداً علي كلمات الأنبا بيشوي من أن المسلمين ضيوف علي الأقباط في مصر.
وأقول ويقول كل المسلمين وكل الأقباط وكل المصريين: كلنا ضيوف علي أرض الله.. وعلي هذه الدنيا.. وكلنا زائلون وسوف تبقي هذه الأرض المحروسة مصر العظيمة ملكاً لأبنائنا وأحفادنا وأولادهم وأحفادهم إلي يوم الدين.
نحن لا نملك مصر.. بل مصر تملكنا جميعاً.. نحن - كلنا - دافعنا عن هذه الأرض وسندافع عنها، والذين سقطت فوقهم القنابل والصواريخ في حروبها القديمة.. وحتي حرب أكتوبر، لم تميز أسلحة القتل بين المسلم والمسيحي!
إسرائيل.. لم تكن تقتل مسلمين في حرب أكتوبر أو حرب الاستنزاف.. ولم تكن تقتل مسيحيين في حرب 1956 كانت تستهدف وتقتل مصريين!
< < <
هل سنعيد ونزيد ثانية في أننا اشقاء وأصدقاء وجيران وشركاء في وطن واحد؟!
هل مازلنا نلوك هذه البديهيات؟!
إن النار الصغيرة تكبر وتنمو بفعل التضخيم الغبي علي المواقع الأليكترونية.. والصحف «المتشيعة لترويج الفتنة».. «انظر جريدة المسعور»
وأظن أنه آن الأوان، وقبل احتراق الجميع، لمراجعة قانونية تجاه مواقع وصحف تقتات علي لحم الوطن: دينه وعرضه وشرفه. مواقع تحفل بالأخبار الطائفية وتركز عليها وتفتح باب التعليقات للحمقي والمتعصبين وتؤجج نيران الكراهية في الصدور.
وأعتقد أن المجلس الأعلي للصحافة وعلي رأسه السيد صفوت الشريف سيواجه هذا الطوفان الطائفي.. لأن الأهداف باتت واضحة واللغة التحريضية فاحت رائحتها.. والتركيز علي قصص وروايات وحكايات دينية علي الجانبين بات أسلوباً لا تخطئه عين كاتب أو قارئ.. أو إعلامي سياسي.. قدير بدرجة صفوت الشريف.
إن الهموم التي تواجهنا اليوم، في الحياة، أكبر وأهم من الرجوع إلي ثوابت العقائد بالتشكيك أو اللجج!
إن القرف اليومي الذي يطاردنا في الشارع والمواصلات والبيوت يحتاج إلي الجهد والصبر ووضع الحلول أكثر مما تحتاجه الكتب المقدسة من تصفح يشكك فيها!
الدين خط أحمر عميق جداً.. كما قال البابا شنودة مؤازرا بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: «الأديان خط أحمر».
لن يستفيد أحد قط من التشكيك في عقيدة الآخر.. المسيحية أنزلها الله.. واليهودية أنزلها الله.. والإسلام أنزله الله!
تعددت الديانات إلي ثلاث.. ولها رب واحد أحد لا شريك له.. أفنشوه ديانات الله وقد أمرنا باحترامها وتوقيرها؟!
أظن أيضاً أن الأنبا بيشوي بكل قوته قد أحس بعواقب ما نطق به، ونرجو له أن يتحسب بعد ذلك، فقد تراجع الرجل وأكد احترامه وحبه وتوقيره ودفاعه عن الدين الإسلامي.
ويا أخي بيشوي.. نحن لا ندافع عن ديانات بعضنا بعضاً فحسب.. بل ندافع عن وجودنا.. عن وطننا.. عن مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا.
تحية تقدير للبابا شنودة علي شجاعته وسماحته.. وقولة الحق التي نطق بها.
وتحية للأزهر الشريف وإمامه الأكبر د.الطيب الذي أحسن استقبال اعتذار البابا وتقديره لموقفه الوطني داعيا كل المصريين إلي تفويت الفرصة علي دعاة الفتنة والارتفاع فوق كل ما يثير سوء الفهم.
وأرجو كذلك من المفكرين المسلمين مثل الكاتب الكبير د. سليم العوا أن نتحسب لما نقول ولا نلقي التهم جزافاً.. لأن منها ما يعني أن الدولة غفلانة ونعسانة بينما الكنائس بيوت الله.. تمتلئ بالسلاح!
قول لا يصدر عن عالم.. إنما يصدر عن عوام.. ونربأ بالدكتور العوا عن الموقع الأخير لما نحمل له من توقير ومكانة!
< < <
ويا أخوة هذا الوطن.. يا شركاء المصير.. جميعاً مسلمين ومسيحيين.. ليست المشكلة الآن فيما نزل به الله من كتب مقدسة.. فتلك رسخت واستقرت بالقلوب والأفئدة.. ويوم القيامة سيحكم الله وحده فيما عملنا في هذه الحياة، اتفق مع جوهر الأديان، أو اختلف، أقول: ليست المشكلة هنا.. بل المشكلة هي: هل نحن سعداء في هذا الوطن أم تعساء؟!
ليست المشكلة: أنا مسلم علي حق.. وأنت مسيحي علي باطل أو العكس.
لكن المشكلة زكي بدر والجبلي ومدينتي وكيلو السكر وعلاء فهمي.. وصندوق الانتخابات.. وتعطل المترو وزهرة التي تزوجت خمسة.. والإعلام التجاري الرخيص.. والبانجو والشباب!!
عشرات الآلاف من المشاكل أمرنا الله بمواجهتها ووضع الحلول لها.. ولم يأمرنا بمواجهة كتبه السماوية والتشكيك فيها!
الطماطم بتسعة جنيهات وحزمة البقدونس بـ 3 جنيه.. ونخوض في السماء بجهل وحماقة؟!
أين العقل؟!
فلننصرف إلي دنيانا بثوابت أدياننا.. يرحمنا الله من وحش الغلاء ومن قرارات بعض السادة الوزراء التي تشكك الواحد في سلامة عقله!!
نزلت كلمات البابا شنودة الثالث علي صدور المصريين كافة، مسلمين وأقباطاً، نزول الثلج و البرد، فوق نيران تتناسل وتتحفز، شأن الفتنة، الباحثة عن طعام تلتهمه بحجم وطن، وضحايا بحجم أمة!
هبطت كلمات «القديس» الصالح علي رأس الفتنة و«الفتان» فأخمدتهما وهي بعد في طور بلوغ شهوة التدمير!
نزلت كلمات المواطن المصري الصميم المحب لوطنه، العاشق لشعبه، مسلمين ومسيحيين، شنودة الثالث، علي أفئدة المصريين نزول بحار المحبة تغمر حقول الحقد والمقت والكراهية، فغسلتها وطهرتها وأثلجت الصدور الضائقة بانفعالاتها، وأطفأت نيران التعصب لدي المجانين والحمقي ومفلوتي اللسان، هنا وهناك.
لم يتكبر رأس الكنيسة المصرية علي واجب الاعتذار.. لأن الرجل أكبر من الخطأ، ولأن الثمن الفادح الناجم عن الخطأ بالمعتقد الديني أكبر من كل الأشخاص .. كان البابا شنودة أكبر وأكثر ادراكاً للجرم المقترف، خاصة أنه صادر عن الرجل الثاني في الكنيسة، والحق أن الكل يعرف مدي تصلب الأنبا بيشوي وقسوته حتي علي الأقباط، وهجومه الضاري علي طوائف فيهم، ولكن لم يذهب خيال أحد قط إلي انزلاقه لما نسب إليه حول القرآن الكريم وصلب المسيح وتكفير الأقباط ومراجعة الكتاب الإلهي.
فلأول مرة يضع أحد المطارنة الكبار كنيسته في موقف الدفاع .. وما كان أغناها عنه لولا أن رأت الكنيسة بثاقب رؤيتها وتسامحها أن الطعن أصاب عقيدة سماوية.
قال البابا شنودة: إننا نحن الضيوف علي إخواننا المسلمين لأنهم الأغلبية.. رداً علي كلمات الأنبا بيشوي من أن المسلمين ضيوف علي الأقباط في مصر.
وأقول ويقول كل المسلمين وكل الأقباط وكل المصريين: كلنا ضيوف علي أرض الله.. وعلي هذه الدنيا.. وكلنا زائلون وسوف تبقي هذه الأرض المحروسة مصر العظيمة ملكاً لأبنائنا وأحفادنا وأولادهم وأحفادهم إلي يوم الدين.
نحن لا نملك مصر.. بل مصر تملكنا جميعاً.. نحن - كلنا - دافعنا عن هذه الأرض وسندافع عنها، والذين سقطت فوقهم القنابل والصواريخ في حروبها القديمة.. وحتي حرب أكتوبر، لم تميز أسلحة القتل بين المسلم والمسيحي!
إسرائيل.. لم تكن تقتل مسلمين في حرب أكتوبر أو حرب الاستنزاف.. ولم تكن تقتل مسيحيين في حرب 1956 كانت تستهدف وتقتل مصريين!
< < <
هل سنعيد ونزيد ثانية في أننا اشقاء وأصدقاء وجيران وشركاء في وطن واحد؟!
هل مازلنا نلوك هذه البديهيات؟!
إن النار الصغيرة تكبر وتنمو بفعل التضخيم الغبي علي المواقع الأليكترونية.. والصحف «المتشيعة لترويج الفتنة».. «انظر جريدة المسعور»
وأظن أنه آن الأوان، وقبل احتراق الجميع، لمراجعة قانونية تجاه مواقع وصحف تقتات علي لحم الوطن: دينه وعرضه وشرفه. مواقع تحفل بالأخبار الطائفية وتركز عليها وتفتح باب التعليقات للحمقي والمتعصبين وتؤجج نيران الكراهية في الصدور.
وأعتقد أن المجلس الأعلي للصحافة وعلي رأسه السيد صفوت الشريف سيواجه هذا الطوفان الطائفي.. لأن الأهداف باتت واضحة واللغة التحريضية فاحت رائحتها.. والتركيز علي قصص وروايات وحكايات دينية علي الجانبين بات أسلوباً لا تخطئه عين كاتب أو قارئ.. أو إعلامي سياسي.. قدير بدرجة صفوت الشريف.
إن الهموم التي تواجهنا اليوم، في الحياة، أكبر وأهم من الرجوع إلي ثوابت العقائد بالتشكيك أو اللجج!
إن القرف اليومي الذي يطاردنا في الشارع والمواصلات والبيوت يحتاج إلي الجهد والصبر ووضع الحلول أكثر مما تحتاجه الكتب المقدسة من تصفح يشكك فيها!
الدين خط أحمر عميق جداً.. كما قال البابا شنودة مؤازرا بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: «الأديان خط أحمر».
لن يستفيد أحد قط من التشكيك في عقيدة الآخر.. المسيحية أنزلها الله.. واليهودية أنزلها الله.. والإسلام أنزله الله!
تعددت الديانات إلي ثلاث.. ولها رب واحد أحد لا شريك له.. أفنشوه ديانات الله وقد أمرنا باحترامها وتوقيرها؟!
أظن أيضاً أن الأنبا بيشوي بكل قوته قد أحس بعواقب ما نطق به، ونرجو له أن يتحسب بعد ذلك، فقد تراجع الرجل وأكد احترامه وحبه وتوقيره ودفاعه عن الدين الإسلامي.
ويا أخي بيشوي.. نحن لا ندافع عن ديانات بعضنا بعضاً فحسب.. بل ندافع عن وجودنا.. عن وطننا.. عن مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا.
تحية تقدير للبابا شنودة علي شجاعته وسماحته.. وقولة الحق التي نطق بها.
وتحية للأزهر الشريف وإمامه الأكبر د.الطيب الذي أحسن استقبال اعتذار البابا وتقديره لموقفه الوطني داعيا كل المصريين إلي تفويت الفرصة علي دعاة الفتنة والارتفاع فوق كل ما يثير سوء الفهم.
وأرجو كذلك من المفكرين المسلمين مثل الكاتب الكبير د. سليم العوا أن نتحسب لما نقول ولا نلقي التهم جزافاً.. لأن منها ما يعني أن الدولة غفلانة ونعسانة بينما الكنائس بيوت الله.. تمتلئ بالسلاح!
قول لا يصدر عن عالم.. إنما يصدر عن عوام.. ونربأ بالدكتور العوا عن الموقع الأخير لما نحمل له من توقير ومكانة!
< < <
ويا أخوة هذا الوطن.. يا شركاء المصير.. جميعاً مسلمين ومسيحيين.. ليست المشكلة الآن فيما نزل به الله من كتب مقدسة.. فتلك رسخت واستقرت بالقلوب والأفئدة.. ويوم القيامة سيحكم الله وحده فيما عملنا في هذه الحياة، اتفق مع جوهر الأديان، أو اختلف، أقول: ليست المشكلة هنا.. بل المشكلة هي: هل نحن سعداء في هذا الوطن أم تعساء؟!
ليست المشكلة: أنا مسلم علي حق.. وأنت مسيحي علي باطل أو العكس.
لكن المشكلة زكي بدر والجبلي ومدينتي وكيلو السكر وعلاء فهمي.. وصندوق الانتخابات.. وتعطل المترو وزهرة التي تزوجت خمسة.. والإعلام التجاري الرخيص.. والبانجو والشباب!!
عشرات الآلاف من المشاكل أمرنا الله بمواجهتها ووضع الحلول لها.. ولم يأمرنا بمواجهة كتبه السماوية والتشكيك فيها!
الطماطم بتسعة جنيهات وحزمة البقدونس بـ 3 جنيه.. ونخوض في السماء بجهل وحماقة؟!
أين العقل؟!
فلننصرف إلي دنيانا بثوابت أدياننا.. يرحمنا الله من وحش الغلاء ومن قرارات بعض السادة الوزراء التي تشكك الواحد في سلامة عقله!!