من طرف اليوم 10/10/2010 ويقول علماء الفلك إنه لا يتكرر إلا كل عشرة قرون.. وبالتالي فهو يوم عزيز.. وغريب.. ويثير الانتباه. ويدعو للتأمل..!
لكن طبعا.. الحياة قصيرة.. ويستحيل أن تستمر كل هذه المدة الطويلة.. وإن بقي الانسان كإنسان يجد. ويجتهد. ويحاول.. لينجح أحيانا. ويفشل أحيانا أخري..!
***
المنجمون دائما يتحينون المناسبات.. ليتحدثوا عن تنبؤاتهم. وتوقعاتهم.. وفي معظم الأحيان.. يكذبون.. أو يفشلون..!
مثلا.. منهم من ادعي.. أن العالم سوف يشهد اليوم ما يشبه “حالة حرب” بين البشر.. بينما زعم آخرون أن الناس جميعا سوف يرفلون في ثياب من السعادة التي لم يسبق لها مثيل..!!
فريق ثالث.. قال “مريدوه” ان الساعة آتية لا ريب فيها.. قبل أن تحل ألف عام جديدة..!
لكن كلها ولاشك خرافات ومزاعم.. في نفس الوقت.. ليس هناك ما يمنع من “التخيل” أو ادعاء المعرفة طالما اننا جميعا نوقن بأنه فوق كل ذي علم.. عليم..!
***
علي الجانب المقابل.. لا يصح أن تمر مثل تلك المناسبة “النادرة جدا.. جدا” دون أن نتعرف علي أحاسيس.. ومشاعر.. وأمنيات.. وهموم الناس في مصر:
* ابراهيم حسين فؤاد: أتمني.. أن أسافر للخارج.. أعمل في أي دولة عربية .. حتي أكون نفسي..!!
* نشوي السيد: أن يرزقني الله بابن الحلال الذي يصحبني معه إلي أمريكا.. حتي نحصل أنا وهو وابننا الذي مازال في علم الغيب علي الجنسية..!
* محسن عبدالله: أرجو.. أن تنخفض أسعار الطعام والشراب.. وأن تزيد المرتبات.. فالحياة أصبحت قاسية للغاية.. وليس معقولا.. أن ننتظر ولا سنة واحدة.. لتنصلح الأمور..!
* برهان منير: كل همي.. وأنا في خريف العمر.. أن أحصل علي مقبرة.. يواري في ثراها جسدي..!
***
هذه عينة.. من مواطني مصر.. أحلامهم.. وأمنياتهم.. متواضعة.. عكس نظرائهم في أي مكان بالدنيا.. ولعل ذلك يرجع إلي اننا قوم نرضي بالقليل.. كل واحد فينا.. يدعو الله دوما بأن يرزقه الستر ويمتعه بالصحة..!
***
أما إذا سألتني شخصيا عن أمنياتي في يوم 10/10/..2010 فإني أوجزها لك فيما يلي:
حقا.. أريد وحدة وطنية حقيقية.. وليست بالكلمات والعبارات الرنانة.. فهذا الوطن لا يحتمل تداعيات أي خلافات أو صراعات بين أبنائه وبعضهم البعض..!
لذا.. فليكف.. المزايدون.. والمتاجرون.. بالشعارات والمصالح في آن واحد.. وليعلموا ان أي هزة تتعرض لها مصر.. فسوف يدفع ثمنها الجميع بلا استثناء.. مسلمين.. وأقباطا.. أثرياء.. وفقراء.. مؤيدين.. ومعارضين..!
ثم.. ثم.. دعوني اطرح سؤالا محددا:
* أين.. ولماذا اختفت معاني الوفاء.. والإيثار.. والمحبة المتبادلة..؟!
لقد كنا في وقت قريب.. نتسابق لكي ننسب الفضل لصاحبه.. ولا يجد أي منا حرجا في الاعتراف بمن اسبغ عليه بعد الله سبحانه وتعالي نعمة من النعم.. أو يسر له أمرا من الأمور..!
لذا.. كم.. كم.. أتطلع.. إلي العودة إلي هذه الحقبات “التاريخية”.. التي طالما بدت خلالها عاداتنا الأصيلة.. وخصالنا الطيبة.. وتراثنا الذي يجب أن “نظل نتباهي به أمام العالمين”!
***
علي أي حال.. وأنا أبحث بالأمس في مواقع “النت”.. عن صدي يوم 10/10/2010 اكتشفت موقعا بعنوان “.350org” يحث سكان الكرة الأرضية علي أن يفعلوا شيئا لحل مشاكل المناخ. والبيئة.. كما ينظم استفتاء حول ما يتوقعه المرء خلال هذا اليوم.. هل ستهبط عليه مثلا.. ثروة من السماء.. أو سيأتي إليه المساء.. وهو واقف في طابور العيش.. ينتظر “لقمة”..؟!
بديهي.. لسنا في حاجة لكي نزداد ايمانا فوق ايمان بأن الغيب لا يعلمه سوي الله سبحانه وتعالي.
