أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي أن الأزهر هو المعبر عن حكم الإسلام و ضمير المسلمين و هو ليس سلطة سياسية و إنما حامل رسالة و مكانة معنوية و من ثم فالإعتبارات التي تحكم الأزهر ليست هي الإعتبارات التي تمليها الإلتزامات الدولية علي المسئولين السياسيين مشيراً إلي أن الأزهر لا يستطيع إلا أن يعبر عن ضمير الجماهير المسلمين.
جاء ذلك خلال الحوار الذي صرح لوسائل الإعلام المصري و حول موقف الأزهر من القضية الفلسطينية أنكر فضيلة الإمام الأكبر ما يقوم به العدوان الغاشم و الإحتلال الآثم الذي دنس المقدسات الإسلامية.
واصفاً معاناة الشعب الفلسطيني بالصامدين و المجاهدين مؤكداً بأنه لن يصافح مسئولاًُ إسرائيلياً مادامت الحقوق الشرعية للفلسطينيين مسلوبة.
و حول موافقته لزيارة العراق
أوضح أنه لو ذهب إلي العراق سوف يزور النجف معللاً بأن الزهر واجبه أن يعمل علي وحدة الأمة الإسلامية و كذلك تجميع المسلمين علي رؤية واحدة مع إختلافهم في الفروع و الإجتهادات.
و أبدي شيخ الأزهر إستعداده لزيارة أي مكان في العالم يجمع فيه بين المسلمين بإختلاف طوائفهم.
كما أوضح شيخ الأزهر أن هدفنا في الداخل هو الوحدة الوطنية و في الخارج الوحدة العربية و الإسلامية؛ فالقرآن الكريم و السنة النبوية أرسوا قواعد السلام العالمي و إننا كمسلمين نحرص علي بقاء المسيحيين في الشرق لأن بقائهم و إزدهارهم تعبيراً عن ثراء حضارة الشرق روحياً و معنوياً و ثقافياً و دليل علي أن الإسلام دين التسامح و التعايش و قبول الأخر.
و أشار الإمام الأكبر إلي أنه لا يوجد خلاف بين السنة و الشيعة تجرح من الإسلام إنما هي عملية إستغلال السياسة لهذه الخلافات كما حدث بين المذاهب الفقهية الأربعة و هذه الخلافات هدفها الأول و الأخير هو ضرب وحدة الأمة الإسلامية و العربية.
و حول أهمية دراسة التراث أكد د/ الطيب علي أن دراسة التراث يضمن الوسطية و تقبل الآخر و الذي لا يدرس التراث يضيق عقله عن تقبل الآخر و دراسة التراث تجعل الطالب يتمتع بتنوع الآراء و النظريات و الأفكار و هذه خاصية التراث الإسلامي كما يقولون أن " إختلافهم رحمة " فنري الفقهاء قد إختلفوا و النحويين و جميع العلماء القدامى و المعاصرين إختلفوا و إن دل ذلك فإنما يدل علي أن التراث متنوع و يقبل الرأي الآخر.
مضيفاً إلي أن الأزهر دائماً و أبداً يدعو لحوار الأديان و الحضارات و الثقافات لأنه يقبل الرأي و الرأي الآخر.