بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فمن المعلوم أن الله خلقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، نطيعه صلى الله علي وسلم فيما أمر ونصدقه فيما أخبر ونجتنب مانهى عنه ومازجر وأن لا يعبد ربنا تعالى إلا بما أمر نطيعه فيما أمر ونعض على ماقال عضا أم تخافون أن تنكسر قواطعكم أو أنيابكم التي بُرِدَتْ لأكل الأعراض ونهش الجيف لا للعض على السنة ومن يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشيد من بعدي عضوا عليها بالنواجذ السنة هي التي تعض لا يعض فلان ولافلان فلنا فالأعمى الضرير لمثلاَ فلما قُرِّبة إليه الطعام تركه من عماه وعضى يدى مطعمه يدى صاحبه ولاكن لاتعمى الأبصار ولكن تعمى المُدَغ التي فالصدور أم التي فالقبور فالقلوب قد قبِّرت وصارت الأجسام الجِسام لحودا لها إنما هي تلك المدغة الشفَّافة العاكسة، الكاشفة، الفاضحة، المنجية ،الموبقة وذالكم الرَّان القاتم شديد السَّواد وتلك المعركة الدائرة في صدرك وتلك الحيرة وذالك الإضطراب إنما هو نتاج تخلينا عن الكتاب والسنة
فيا أيها المسكين القلق وياأيها المريض العاجز وياأيها المبتلى الشاكي لاتشكوا بل إبكي على حالك فما أصابك من سيئة فمن نفسك تلك النفس التي لاترضى ولاتخضع روِّدها ياأخي واحكم لجامها المنفلت وعلم أنك إما قائد لها وإما مقاد فلماذا هذا العناد وهذه الحماسة ولماذا هذا التدابر ألله هو أم للعصبيات والشطحات الهوءآتية فيا عباد الهوى عودوا إلى الله وإجتمعوا على كلمة سواء فماأكثر من ظل بسببكم فطغيانكم ظاهر لفظا وكتابة عودوا إلى الله وتدارسوا كتابه وسنة نبيه لماذا هذه الحماسة المنتقدى التي تسرع خطواتكم وتجر بألجمتكم إلى أين إلى الفرقة والتباغض والنزاع والتسالخ يكفي مافالأمة من وهن لاتزيدوا الطين بلة "فإن تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً" فهلا رجعنا أوتراجعنا "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً" فالحبل هاهنا بمعنى الجماعة كما أورد ذالك ابن مسعود رضي الله عنه،و عن قتادة في معنى قوله تعالى:{ولا تفرقوا} أنه قال: " إن الله عز وجل، قد كره لكم الفُرقة، وقدم إليكم فيها، وحذركموها، ونهاكم عنها، ورضي لكم السمع والطاعة، والألفة والجماعة، فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله "
فيا أهل السنة يا أرحم الناس بالناس لاتكونوا كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً الكل يفرح والكل يهتف والكل يزمر والكل يطبل ويحمي ويتحامى معى أبناء جلدته تحتى شعار عريض شعار العصبية المنتنة " إن الله يرضى لكم ثلاثاُ: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاّه الله أمركم " وقول الإمام النووي في قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تفرقوا)؛ فهو أمرٌ بلزوم جماعة المسلمين، وتآلف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام " إنتهى كلامه رحمه الله .
فيا ماشيا على الدرب إحذر فالذئاب بك دائرة ولعثرتك وإعتزالك منتظرة فلا تكن لهم طعاما إنما طعامهم الغنم القاسية فالله الله على الجماعة وعلى رأي شيخ الإسلام رحمه الله " والبدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدع والفرقة " فالسنة تجمعنا من الفرقة تخلصنا فالصفوف توحد والكلمة تتحد وليس كما هو حالنا فالكل يخطأ والكل يزل أوى ظان نفسك أنك معصوم لاكن عد إلى الله تب إلى الله، فالله أفرح من توبتك من ذاك الذي ضل سبيله فنام فستيقظة فإذا برحله قد رجع إليه فلماذا العناد وأنتم لماذا الغلاظة والقسوة تأسو بارك الله فيكم بنبيكم الرحمة الحكيم الحليم فالكل يخطأ صبرا فكلكم ضال إلا من هديته فستهدوه يهدكم ماهكذا ينبغي أن يكون المنتسب قسوة وتهور وتعامي ولاكن إجتمعوا على كلمة سواء إجتمعوا وعوا واستفيقوا قبل أن تختم الأعمار وتغلَّق القبور وأنتم يوم إذن على ربكم لواقفون
فبادر أخي الحبيب بالإصلاح فماهكذا يكون النصح وماهكذا تكون المعاملة والعمل
فاللهم وحد كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهدي علمائها وعوامها إلى الطريق فاللهم من أراد بهذا الدين سوء فجعله في نحره ورحم موتانا وأعزة الإسلام والمسلمين وشف أمي ورحم والدي أنت مولى هذا والقادر عليه
وصلي اللهم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والله أعلى وأعلم
إنتهى منقول
وبعد
فمن المعلوم أن الله خلقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، نطيعه صلى الله علي وسلم فيما أمر ونصدقه فيما أخبر ونجتنب مانهى عنه ومازجر وأن لا يعبد ربنا تعالى إلا بما أمر نطيعه فيما أمر ونعض على ماقال عضا أم تخافون أن تنكسر قواطعكم أو أنيابكم التي بُرِدَتْ لأكل الأعراض ونهش الجيف لا للعض على السنة ومن يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشيد من بعدي عضوا عليها بالنواجذ السنة هي التي تعض لا يعض فلان ولافلان فلنا فالأعمى الضرير لمثلاَ فلما قُرِّبة إليه الطعام تركه من عماه وعضى يدى مطعمه يدى صاحبه ولاكن لاتعمى الأبصار ولكن تعمى المُدَغ التي فالصدور أم التي فالقبور فالقلوب قد قبِّرت وصارت الأجسام الجِسام لحودا لها إنما هي تلك المدغة الشفَّافة العاكسة، الكاشفة، الفاضحة، المنجية ،الموبقة وذالكم الرَّان القاتم شديد السَّواد وتلك المعركة الدائرة في صدرك وتلك الحيرة وذالك الإضطراب إنما هو نتاج تخلينا عن الكتاب والسنة
فيا أيها المسكين القلق وياأيها المريض العاجز وياأيها المبتلى الشاكي لاتشكوا بل إبكي على حالك فما أصابك من سيئة فمن نفسك تلك النفس التي لاترضى ولاتخضع روِّدها ياأخي واحكم لجامها المنفلت وعلم أنك إما قائد لها وإما مقاد فلماذا هذا العناد وهذه الحماسة ولماذا هذا التدابر ألله هو أم للعصبيات والشطحات الهوءآتية فيا عباد الهوى عودوا إلى الله وإجتمعوا على كلمة سواء فماأكثر من ظل بسببكم فطغيانكم ظاهر لفظا وكتابة عودوا إلى الله وتدارسوا كتابه وسنة نبيه لماذا هذه الحماسة المنتقدى التي تسرع خطواتكم وتجر بألجمتكم إلى أين إلى الفرقة والتباغض والنزاع والتسالخ يكفي مافالأمة من وهن لاتزيدوا الطين بلة "فإن تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً" فهلا رجعنا أوتراجعنا "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً" فالحبل هاهنا بمعنى الجماعة كما أورد ذالك ابن مسعود رضي الله عنه،و عن قتادة في معنى قوله تعالى:{ولا تفرقوا} أنه قال: " إن الله عز وجل، قد كره لكم الفُرقة، وقدم إليكم فيها، وحذركموها، ونهاكم عنها، ورضي لكم السمع والطاعة، والألفة والجماعة، فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله "
فيا أهل السنة يا أرحم الناس بالناس لاتكونوا كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً الكل يفرح والكل يهتف والكل يزمر والكل يطبل ويحمي ويتحامى معى أبناء جلدته تحتى شعار عريض شعار العصبية المنتنة " إن الله يرضى لكم ثلاثاُ: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاّه الله أمركم " وقول الإمام النووي في قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تفرقوا)؛ فهو أمرٌ بلزوم جماعة المسلمين، وتآلف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام " إنتهى كلامه رحمه الله .
فيا ماشيا على الدرب إحذر فالذئاب بك دائرة ولعثرتك وإعتزالك منتظرة فلا تكن لهم طعاما إنما طعامهم الغنم القاسية فالله الله على الجماعة وعلى رأي شيخ الإسلام رحمه الله " والبدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدع والفرقة " فالسنة تجمعنا من الفرقة تخلصنا فالصفوف توحد والكلمة تتحد وليس كما هو حالنا فالكل يخطأ والكل يزل أوى ظان نفسك أنك معصوم لاكن عد إلى الله تب إلى الله، فالله أفرح من توبتك من ذاك الذي ضل سبيله فنام فستيقظة فإذا برحله قد رجع إليه فلماذا العناد وأنتم لماذا الغلاظة والقسوة تأسو بارك الله فيكم بنبيكم الرحمة الحكيم الحليم فالكل يخطأ صبرا فكلكم ضال إلا من هديته فستهدوه يهدكم ماهكذا ينبغي أن يكون المنتسب قسوة وتهور وتعامي ولاكن إجتمعوا على كلمة سواء إجتمعوا وعوا واستفيقوا قبل أن تختم الأعمار وتغلَّق القبور وأنتم يوم إذن على ربكم لواقفون
فبادر أخي الحبيب بالإصلاح فماهكذا يكون النصح وماهكذا تكون المعاملة والعمل
فاللهم وحد كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهدي علمائها وعوامها إلى الطريق فاللهم من أراد بهذا الدين سوء فجعله في نحره ورحم موتانا وأعزة الإسلام والمسلمين وشف أمي ورحم والدي أنت مولى هذا والقادر عليه
وصلي اللهم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والله أعلى وأعلم
إنتهى منقول