ماالذي سيحدث في مصر بعد السابعة مساء الأحد .؟
أفراح وليالي ملاح .. احتفالا بفوز من رشحهم الحزب الوطني لانتخابات مجلس الشعب القادمة ...
لن تتوقف زخات الرصاص في القرى والنجوع .. ومفيش مانع في بعض دوائر المدن .. لن تتوقف الزغاريد .. لن ينام المرشحون لـ"الجنة" البرلمانية ليلتهم .. تهاني بالتليفون وتهاني بالتلغراف وبكل الوسائل ..
سوف يتجمع الأنصار من كل حدب وصوب ..فالترشيح يساوي 50% من المعركة الانتخابية .
لكن على الطرف الآخر ستقام ليال عزاء لكل من لم يحالفه الحظ في رضاء الحزب الوطني عنه وترشيحه .. سوف يرتفع دعاء المستبعدون واللي ماخدوش البركة على الحزب الوطني .. وعلى أحمد عز وصفوت الشريف ..وعلى كل من شارك في اسبعادهم ..
عدد المرشحين المستبعدين 7 في كل دائرة هكذا قال أحمد عز ..لدينا 8 مرشحين بكل دائرة وسوف نختار واحد فقط !!
فائز واحد ضد 7 محبطين .. مكسورين .. مهزومين ..يشعرون ان الحزب تخلى عنهم وربما أهانهم وربما تآمر ضدهم وربما ترصدهم وربما غدر بهم !!
كل هذه العواطف تصب في نهر الغضب من الحزب الوطني .. ومن الغضب يبدأ التصرف .. ومؤكد ان هناك من سيلعب ضد مرشحي الحزب طوال المعركة الانتخابية ..
وهناك من سينضم سرا الى الاخوان أو الوفد أو التجمع .. وهناك من سيسخر كل قواه ضد الحزب الذي باعه ..
إنها الحرب الأهلية ولاقواعد للحرب الأهلية .. كل شيء مباح !!
رصدت المعركة قبل اندلاعها في السطور التالية :
المنظر الأول:
حالة من الترقب تسود أروقة الحزب الوطني ومنها أمانتا الجيزة وأكتوبر انتظاراً لترشيحات الحزب خاصة بعد ترشيح 62 مرشحاً علي 5 دوائر انتخابية بالجيزة و19 مرشحة علي قوائم الكوتة علاوة علي ترشيح 120 مرشحاً بأكتوبر يتنافسون علي 7 دوائر انتخابية و13 مرشحة علي قوائم كوتة أكتوبر.
العديد من الشائعات اطلقها بعض المتقدمين ومرشحي الأحزاب المعارضة بفوزهم في الانتخابات المقبلة خاصة من المرشحين الجدد نتيجة غياب النواب عن الدوائر الانتخابية علاوة علي عدم تقديم أية طلبات إحاطة بالمجلس بعد ما أسموهم بالنواب والصامتين.
في الوقت ذاته حصل المتنافسون قبل بدء الترشيحات علي إجازات من الدوائر الانتخابية استعداداً لقرارات الحزب المرتقبة 7 نوفمبر الجاري مع الالتزام بالوقوف ومساندة مرشحي الحزب الوطني.
وفي دائرة قسم الجيزة الصراع علي مقعد الفئات محسوم للنائب الحالي محمد أبو العينين بصورة ما لكن هناك منافسة قوية علي مقعد العمال بعد ترشيح 8 من الوطني ووجود تعهد بينهنم علي اسقاط مرشح المحظورة عزب مصطفي وقد اشتعلت بعد إعلان حزب الوفد عن ترشيح جمال أبوهميلة علي مقعد العمال وإعلان فتحي عبد العاطي ترشيحه مستقلاً علي مقعد العمال ولم يجرؤ أحد إعلانه الترشيح علي مقعد الفئات نتيجة قوة محمد أبو العينين وعلي حد تعبير بعض أهالي الدائرة أن من يترشح أمام أبو العينين كمن يقف أمام القطار.
وانتقد المجلس المحلي بجنوب الجيزة برئاسة إبراهيم صابر قيام نائب المحظورة بسرقة إنجازات الحزب الوطني ونسبتها إلي شخصه دون وجود ملموس بالدائرة، لافتاً إلي دعم وزارة التنمية المحلية بمبلغ 4 ملايين جنيه للارتقاء بالخدمات الرئيسية للمواطنين وفي إطار استعدادات الحزب الوطني لانتخابات الشعب المقبلة علاوة علي ميزانية حي جنوب الجيزة بمبلغ 8 ملايين جنيه لرصف الطرق وتجميل الحدائق وتوفير بعض الأجهزة لمستشفي أم المصريين.
مجزرة عز وكوتة المرأة :
أعلن أمين التنظيم أحمد عز أن عدد مرشحى الوطنى فى جميع الدوائر بلغ 3700 مرشحا «أى بمتوسط 8 متنافسين على المقعد الواحد»، وبالنسبة للكوتة فقد بلغ عدد المتنافسات على مقاعدها 1000 سيدة أى بمتوسط أكثر من 15 للمقعد الواحد.
وأضاف عز، الذى كان يتحدث فى اجتماع للأمانة العامة أمس الأول، أن استطلاعات الرأى التى أجراها الوطنى حول مرشحيه الراغبين فى خوض انتخابات الشعب «شملت مليون مواطن»، ووافق أعضاء الأمانة العامة خلال الاجتماع على الحساب الختامى للحزب وعلى الموازنة التقديرية عن السنوات الثلاث الماضية.
الحرب بدأت قبل الأحد:
أعلن صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، أن هيئة مكتب الحزب انتهت من تسمية 64 سيدة لترشيحهن على مقاعد الكوتة، وأنها ستستكمل، الأحد، اختيار 444 مرشحاً نهائياً في 222 دائرة، سيتم عرض أسمائهم على الرئيس مبارك.
وأشار الشريف في مؤتمر صحفي عقده السبت، عقب اجتماع هيئة المكتب، إلى أن الخريطة الانتخابية تتغير كل ساعة.
وقال أمين عام الحزب إن حالات الانشقاق وصلت إلى 18 مرشحاً تقدموا بأوراقهم كمستقلين ولم ينتظروا نتائج ترشيحات الحزب .
استبعاد 40% من النواب الحاليين:
قال مصدر بالحزب الوطنى ان اختيارات الحزب الوطنى لمرشحيه فى انتخابات مجلس الشعب القادمة تستبعد ما بين 35 و40% من النواب الحاليين. وأرجع المصدر هذا إلى «نتائج استطلاعات الرأى حول السمعة»، بالإضافة إلى ما اعتبره «تورط بعض النواب فى قضايا فساد أو فضائح خلال المجلس الماضي.
شنبات الوطنى
في مقال يجسد ويشرح الوضع في الوطني قال الكاتب الصحفي محمد أمين في مقاله بالوفد :
يحـــكى أنه كان يوجد ملك أعــرج، ويرى بعين واحدة.. وفى أحد الأيام دعا هذا الملك فنانيـن ليرسموا له صورة شخصية، بشرط ألا تظهر عيوبه فى هذه الصورة.. رفض كل الفنانين رسم هذه الصورة بالطبع.. وكان السؤال: كيف سيرسمون الملك بعينين، وهو لا يملك سوى عين واحدة؟.. وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج؟.. ولكن.. وسط هذا الرفض الجماعى، قبل أحد الفنانين رسم الصورة!
المفاجأة أن الفنان صاحب المغامرة، رسم صورة جميلة، وفى غايــة الروعة.. كيف؟.. تصور الملك واقفاً وممسكاً ببندقيــــة الصيد.. وهو فى هذه الحالة بالطبع، كان يغمض إحدى عينيه.. ويحنى قدمـــه العرجاء.. وهكذا رسم صورة الملك بلا عيــوب.. وبكل بساطـة فى الوقت نفسه.. المفاجأة الكبرى أن هذا الفنان، كان صحفياً من صحف الحكومة.. يهتم فقط بنصف الكوب الممتلئ.. ولو شوه الحقيقة!
الأصل أن الصحافة لا تجمل شيئاً مشوهاً، ولا تشوه الحقيقة.. إنما تسعى لتجويد حياة البشر.. وبالتالى فحين نتحدث عن المشهد العام الآن.. قد نقول إننا نعيش جواً غريباً، كأنه لا توجد انتخابات من الأصل.. كأن الانتخابات سرية، وكأنها حالة زواج عرفى.. لا شرعى ولا تشريعى.. فالشوارع خالية والدنيا صامتة، ولا توجد مؤشرات على وجود انتخابات.. ربما هناك دليل على التعيين!
فهل تخوض مصر انتخابات سرية، على طريقة الزواج العرفى؟.. علّق صديق من الحزب الوطنى على ما حدث قائلاً: إنها جريمة.. فقد أخذوا التوكيلات ورهنوا الرجال، وجعلوا مصائر شنبات الوطنى فى يد واحد أو جماعة محدودة.. لأنهم انتظروا التعيين.. والتعيين شىء والانتخاب شىء آخر.. وهذه قصة لها دلالة كبيرة، فقد عينت أستراليا أول امرأة، رئيسة للحكومة، وهى جوليا جيلارد، ولكنها أصرت على إجراء الانتخابات!
تصوروا قيمة أن تكون منتخباً، وتصوروا قيمة أن تشيع ثقافة الانتخاب.. رئيسة الوزراء تشعر بالفخر، إنها أول امرأة تدخل التاريخ فى أستراليا، بعد أن أصبحت رئيسة للوزراء.. ولكن لا يكتمل فخرها، ولا يكتمل فرحها، لأنها ليست منتخبة.. ومن هنا أعلنت منذ اللحظة الأولى أنها ستدعو للانتخابات، ليمارس الشعب حقه الأساسى، فى اختيار رئيس الوزراء.. فأين نحن من هؤلاء؟!
فالمحامية الرائعة، جوليا جيلارد كانت تتولى مهام نائب رئيس الوزراء, منذ عام ٢٠٠٧.. الطريف أن رئيسة الوزراء الجديدة، قالت «إنه شرف كبير لى».. لكنها قالت «لم أنتخب من الشعب الأسترالى»، مما يعنى لو أنها كانت منتخبة لكان أفضل بالطبع.. وأكدت أنها ستطلب « فى الأشهر المقبلة من الحاكم العام الدعوة لإجراء انتخابات، حتى يتمكن الأستراليون من ممارسة حقهم الأساسى، واختيار رئيس وزرائهم»!
لا يوجد صحفى أسترالى من دعاة نصف الكوب الملآن.. ولا يوجد فنان أسترالى يجمل الصورة، ويرسم ملامح عصر جديد للمعينين.. ولا يوجد شاعر أسترالى يكتب القصائد فى جوليا جيلارد.. الأصل هو الانتخابات، والاستثناء هو التعيين.. فى مصر الأصل هو التعيين، لأننا نمر بمنعطف خطير.. وعندنا بالمناسبة صحفيون يكتبون عن المرحلة الحرجة، والمنعطف الخطير منذ نصف قرن!
نحن نعيش انتخابات سرية فعلاً.. ونعيش حالة لم يسبق لها مثيل.. فلا يستطيع مرشح أن يقدم نفسه، ولا يعرف إن كان مرشحاً من عدمه، حتى آخر يوم فى تقديم طلبات الترشح.. وهناك علامات استفهام بلا حدود أكثر من الإجابات المتاحة.. ومع ذلك سيظهر من يرسم الملك بعينين وهو أعور، ويرسمه سليماً معافى، وهو أعرج.. لا يخفى عوره ولا عرجه على أحد.. حتى الملك نفسه ...