دفعت البلبلة التي يشهدها الصف الإخواني حول المشاركة في الانتخابات، قيادات التنظيم إلي توزيع منشور علي العناصر بعنوان "تساؤلات علي طريق الانتخابات" حصلت روزاليوسف علي نسخة منه، يتضمن ردودا لقيادات الجماعة التاريخيين علي ما أثاره فريق المنشقين عن التنظيم الداعين الي المقاطعة، بالقول "ان الإخوان سيستفيدون علي أسوأ الفروض بانتهاز هذه الفرصة لنشر الدعوة في هذا المحيط الذي يعترك فيه الفكر، وما كان لدعوة الحق الكريم أن يخفت صوتها في وقت تعلو فيه كل الأصوات ويختلط فيه الحابل بالنابل ولا قيام للباطل إلا في غفلة الحق، كما سيتفيدون أن يفهم الناس أن دعوتهم لا تقف عند حدود الوعظ والخطابة، ولكنها تحاول أن تشق طريقها إلي المنابر والمجتمعات الرسمية".
وردا علي ما ذكره القيادي السكندري خالد داود في حواره لروزاليوسف من ان الانتخابات أكسبت الجماعة عداوة جميع فئات المجتمع، قال المنشور الإخواني "نحن أحرص ما نكون علي أن تظفر الدعوة بهذا الموضع من القلوب، وستكون المعركة الانتخابية الإخوانية معركة مثالية في البعد عن المثالب الشخصية أو إثارة الأحقاد ، فإذا فهم الناس هذا المعني وبادلونا إياه فسندخل أصدقاء ونخرج أصدقاء، وإذا لم يفهموه ولم يقدروه فهم الملومون، وليست الدعوة ولا أصحاب الدعوة بمكلفين بأن يتجنبوا طرائق نجاحها خشية الناس والله أحق أن نخشاه.
اللافت أن المنشور الإخواني تضمن تعليقا لمرشد الجماعة السابق مصطفي مشهور يقول فيه " كما أننا لا نقر أن من حق مجلس الشعب أن يقرر قوانين تخالف الأصول الشرعية أو أن يشرع بجانب تشريع الله ولا يعني أيضاً دخولنا مجلس الشعب موافقتنا علي كل مواد الدستور وعلي كل القوانين القائمة، ولكننا نرفض كل مادة في الدستور تخالف شرع الله ولا نقر أي قانون مخالف لشريعة الله، ونسعي لإلغاء كل هذه المواد والقوانين المخالفة لتحل الشريعة كاملة محلها.
في الوقت الذي أوصي فيه محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المحظورة ـ عبر رسالته الأسبوعية ـ عناصر الجماعة، بأن "يستمدوا العون من الله، والدعاء في السحَر، وقيام الليل"؛ استعداداً للانتخابات المقبلة، كانت التعليمات الداخلية تطالب عناصر الجماعة بتنفيذ تحركات تناقض تماما الصورة الإيمانية التي يرسمها المرشد أمام الإعلام، حيث كلفت لجنة الانتخابات بالجماعة برئاسة محمود حسين الأمين العام ومحمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد، أعضاء لجنة الإعلام بإعداد تقرير يتضمن أسوأ الإحصائيات التي تضمنتها تقارير مصرية أو دولية حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر، بحيث تمثل كشف حساب يعتمد عليه مرشحو الجماعة في الدعاية لأنفسهم، وتشويه صورة منافسيهم من الحزب الوطني.
وفيما نشر في الموقع الرسمي للجماعة عبر الانترنت فتوي تحرم شراء الأصوات أو دفع رشاوي انتخابية، فإن مصادر متطابقة داخل الجماعة أكدت تقديم المرشحين الإخوان ما يمكن تسميته بـ"الرشاوي الانتخابية" من خلال ادخار عناصر الجماعة في كل أمانة شعبة مبالغ مالية من المخصصة لأموال الزكاة وللصدقات منذ أول العام، وتوضع في صندوق خاص حتي يحين موعد الانتخابات، فيكون قد تجمع مبلغ معقول يتم توزيعه كصدقات أو في صورة أقمشة أو أطعمة علي الفقراء باسم مرشحي الجماعة.
وفي سياق عملية التشويه الممنهج لصورة الدولة، قالت المصادر، ان الشاعر أمين الديب القريب من الجماعة قام بتأليف مجموعة من القصائد الزجل بعناوين "من أجلك أنت" و"يا مجالس فاقدة الشرعية" وسجلها في شريط كاسيت باعه للجماعة ويجري توزيعه علي المرشحين بحيث يسلم للناخبين خلال الجولات الانتخابية يدا بيد، وفي الوقت نفسه قامت عناصر من الجماعة بعمل مونتاج للدعاية الإخوانية علي مسرحيات أو أعمال فنية يعتمد عليها.
مصدر بالجماعة أكد اعتماد عناصر"المحظورة" في جميع الانتخابات السابقة والمقبلة علي نشر الشائعات كتكتيك انتخابي مناسب للمجتمع ذي المستوي التعليمي المنخفض كإشاعة خبر عن انسحاب أحد المرشحين أو اعتقاله والمبالغة في تصوير ذلك وما أحدثته في نفوس بعض الناخبين، أو أن الحكومة لن تسمح بنجاح أحد من مرشحي الجماعة، مهما كانت شعبيته، أو أن مرشح الحزب الوطني بعد نجاحه قد أثني علي مرشح الإخوان وقال إنه عضو المجلس الحقيقي، أو أن أحد الضباط دعا عليه أحد مرشحي الإخوان فأصيب بمرض خطير.