الي مساء أمس، وبعد ثلاثة أيام من إغلاق باب الترشيحات لانتخابات 2010، ظل الحزب الوطني المدافع عن أغلبيته متصدرا الساحة السياسية، متقدما علي بقية الأحزاب.. إذ بعد أن تأخر لأسباب تنظيمية مفهومة في تقديم أوراق مرشحيه للحظة الأخيرة، وبعد أن أثار جدلا لمدة 48 ساعة يتعلق بطريقته في اللجوء إلي الترشيح المتعدد علي 60% من المقاعد، كان أن انتقل بالأمس إلي مضمون المعركة، كاشفا عن برنامجه الانتخابي للخمس سنوات المقبلة، متضمنا 75 التزاما.. خاطبت مصالح كل فئات المجتمع.
الرئيس مبارك، رئيس الدولة، بصفته رئيس حزب الأغلبية، ذهب بالأمس إلي مركز المؤتمرات، باعتباره مستأجرا من قبل الحزب وليس مقرا حكوميا التزاما بضوابط اللجنة العليا للانتخابات، حيث ألقي خطابا وصف فيه الانتخابات الحالية بأنها «بالغة الأهمية»، مقدرا المنافسة بأنها «محتدمة وشرسة»، متعهدا بتحسين جودة الحياة وبرنامج طموح.. لم يكشف عن مضمونه قبل أن قدم للناخب كشف حساب أظهر سجل إنجاز الحزب في الخمس سنوات الماضية.
مبارك استهل خطابه بالإشادة بعملية «مؤسسية غير مسبوقة» لاختيار مرشحي الحزب، وبادر إلي تحية الذين لم يتم اختيارهم، ولم يحالفهم التوفيق للترشيح، بأن قال لهم إن «باب الحزب مفتوح»، وأمامكم «الفرصة في الانتخابات المقبلة»، مؤكدا المعايير الموضوعية في الاختيار.. وفي ذات الوقت فإنه وجه كلمة إلي المرشحين معتبرا أن اختيارهم يضع علي عاتقهم «مسئولية كبري».
الرئيس في مواقع مختلفة من الخطاب، اهتم بأن يؤكد أن نتيجة الانتخابات سوف تحددها إرادة الناخب، وأردف فيما بعد: «إنني أتطلع لانتخابات حرة نزيهة، تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات، ومراقبة المجتمع المدني المصري».
وفيما بدا «كشف حساب من رئيس حزب الأغلبية أمام الناخب»، تحدث الرئيس عن سجل مشرف من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، مؤكدا أهمية الإصلاحات الدستورية التي قادها الحزب، وقال: «نؤكد علي دولة مدنية لا يختلط فيها الدين بالسياسة، يتعزز فيها دور البرلمان، وتقوم علي ثقافة الوسطية، وتتسع فيها دائرة المشاركة، ويتفعل فيها دور المرأة».
وبينما دلف الرئيس إلي التحديات التي تواجه المنطقة وأهمية حفظ الاستقرار في مصر، فإنه قدم برنامج الحزب واصفا إياه بأنه طموح، مشيرا إلي أولوية محاربة الفساد، ومؤكدا السعي لتحسين جودة الحياة، وأقر الرئيس أنه لم تزل هناك فئات من المجتمع تواجه صعاباً.. يتعهد الحزب بأن يعينها علي المواجهة، من خلال عمل يسانده السجل المشرف للإنجاز.
صفوت الشريف الأمين العام، الذي تقدم نحو 300 من قيادات الحزب، أعضاء الأمانة العامة، المكتب السياسي، أمناء المحافظات، رؤساء اللجان المتخصصة في المجلس الأعلي للسياسات، أعضاء هيئات مكاتب الأمانات المركزية، أمناء التنظيم في المحافظات، ركز في كلمته قبل خطاب الرئيس علي أن الحزب اختار موضوعيا 770 مرشحا من كل طبقات وفئات الشعب ومختلف عوائله وقبائله ونجوعه ومدنه.
وقال الأمين العام: سوف نخوض الانتخابات علي قلب رجل واحد، بحزب متماسك وقوي، وطبقا لخطة مدروسة وخريطة سياسية تقدر حجم قوة الحزب وقوة الآخرين.
الجلسة الثانية في يوم أمس، شهدت بدورها الكشف عن مضمون برنامج الحزب، خلال جلسة قادها أمين السياسات جمال مبارك، وساهم فيها أعضاء الأمانة العامة يوسف بطرس غالي وأحمد المغربي ومحمد كمال، وبدا في عرض البرنامج أنه يخاطب كل الطبقات بالتركيز علي الشباب، والطبقة المتوسطة، والفقراء.. غير أنه كذلك انصب كما يظهر شعاره بأن يخاطب إحساس الناخب بشأن الغد.. ومن ثم كان الشعار هو «علشان تطمن علي مستقبل ولادك».
الحزب، اتساقا مع هذا، وضع صورا لخمسة أطفال مبتسمين، تحت شعاره، وهي رسالة سياسية لا تركز فقط علي معني الاطمئنان للغد معه، وإنما تظهر أنه ينوي محاولة نيل الأغلبية لفترات متتالية، ومن ثم فإن البرنامج الذي عرضه جمال مبارك تضمن مجموعة هائلة من الالتزامات.. في صدارتها التعهد بالوصول إلي معدل نمو 7%، ما يعني تخفيض نسبة البطالة إلي 3%، وتوفير فرص عمل عالية الإنتاجية والدخل من أجل تحسين مستوي المعيشة، وتعهد بمضاعفة أجور العاملين في الدولة، ومضاعفة دخل الفلاح، ومضاعفة الصادرات إلي 200 مليار جنيه، ومضاعفة الاستثمارات في الصناعة، ورفع عدد السائحين إلي 22 مليون سائح بدلاً من 14 مليوناً حاليا.
وتعهد الوطني علي لسان جمال مبارك بإخراج مليون ونصف المليون أسرة من تحت خط الفقر، وقال أحمد المغربي إن هذا يعني إخراج 6 ملايين فرد إلي منطقة التمكين من مواجهة متاعب الحياة، وتعهد الحزب بمد 2000 كيلو متر من الطرق بين القري، والتركيز علي مشروعات الاستثمار في 29 عاصمة محافظة، ودعم القطاع الخاص في توفير المساكن، والتعهد بتوفير 50 ألف فدان للمساكن في المدن الجديدة، وزيادة طاقة الكهرباء 60% وطاقة المطارات 40%.
وكشف وزير المالية عن ان برنامج الحزب بلغت تكلفته 2 تريليون جنيه بمعدل 400 مليار جنيه سنوياً.
واهتم الحزب بالتركيز علي الخدمات التي تستهدف الشباب، ومنها كما قال محمد كمال: 800 مركز شباب جديد، وتطوير 4000 مركز شباب حالي، وتأسيس 400 ملعب مفتوح، وتوفير 300 مليون جنيه لمشروع إعداد الأبطال المصريين، وتعديل قانون الرياضة.