كتب كل من رولا خلف وأندرو انغلاند مقالاً نشرته صحيفة فايننشال تايمز، قالا فيه ان رجال الأعمال من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلما اجتمعوا في مؤتمرات وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام سؤال قديم-جديد: لماذا يحلو لهذه المنطقة أن تعيق تنافسيتها بيدها، وما الذي يستطيعون هم، بوصفهم ممثلين للقطاع الخاص، فعله في هذا الشأن؟ الأجوبة تناقش عاماً تلو العام وقائمة المتطلبات تزداد طولاً وتعقيداًَ، متضمنة كل شيء من احداث تغيير جذري في نظم التعليم وخلق فرص أكبر للنساء الى توفير وصول أسهل الى التمويل. لكن في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد الأسبوع الفائت في مراكش بالمغرب قدم التنفيذيون من شركة محرك البحث غوغل رؤية جديدة. فبينما عراقيل كثيرة أمام مزاولة الأعمال تظل قائمة، على حد قولهم، الا أن رجال الأعمال الشباب لا يجلسون بعد في انتظار الحلول. مشاكل الوصول الى التمويل والقيود المفروضة على النساء غير موجودة في العالم الافتراضي. ويورد الكاتبان عن سمير البهي، مدير الشؤون الحكومية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في غوغل، قوله: «ان الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم تقفز على قطار الانترنت لاستخدامه للتغلب على الحواجز التقليدية في العالم الواقعي».
نمو هائل
وأشار البهي، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، الى النمو الهائل في مستخدمي الانترنت في المنطقة الى حوالي 65 مليونا. والأرقام مذهلة في المملكة العربية السعودية المحافظة، حيث 40 في المائة من السكان يصلون الى الانترنت. كما يميل الناس في هذه المنطقة أيضاً الى قضاء وقت أطول على الشبكة أكثر من نظرائهم في أسواق أخرى. ويقول الكاتبان ان الدافع من وراء هذا النمو المهول في استخدام الانترنت يعود في جانب منه الى أسباب سياسية. الرقابة الصارمة والقيود الرسمية على وسائل الاعلام قد دفعت بالكثيرين الى تنظيم الاحتجاجات من خلال مواقع التفاعل الاجتماعي وشجعت تكاثر المدونات. لكن رجال الأعمال، هم الآخرون، يستفيدون الآن من هذه الموجة. «هذا يعني أنك اذا كنت تريد الوصول الى جمهور فما عليك الا أن تضع اعلاناتك على الشبكة»، على حد قول البهي. ويدرك المعلنون فعالية الوصول الى الشباب من خلال الشبكة، مما يعطي مستخدميها طريقاً لتحويل أفكارهم الى مشروعات مربحة.
الإعلانات على الإنترنت
ويذكر الكاتبان أن الاعلانات على الانترنت لا تشكل أكثر من %3 من الـ7 مليارات دولار حجم سوق الاعلانات في المنطقة، لكنه كان يحقق نمواً بحوالي 50 في المائة سنوياً، بحسب تقديرات غوغل. لكن النمو في استخدام الانترنت لا يمكنه أن يغني عن الحاجة لادخال تغييرات جوهرية لتحسين بيئة الأعمال في المنطقة وجسر الفجوة بين معايير التعليم ومتطلبات سوق العمل. ويقول الكاتبان ان بعض الحكومات في المنطقة ترى الفوائد من أعمال الانترنت والبعض منها، مثل مصر، تشجع التوسع في الوصول الى الانترنت. وفي الوقت نفسه هناك حكومات منزعجة على سلطتها السياسية وتنصب الجدران النارية ضد مواقع عديدة وتحظرها لدواع سياسية.