«المشهد الأول».. كانت تقف فوق سطح منزلهم الصغير فى إحدى قرى محافظة ٦ أكتوبر.. عندما شاهدت سيارة فارهة تدخل إلى حارتهم ويجرى وراءها أطفال الشارع.. توقفت السيارة أمام منزلها المكون من غرفتين، تعيش فيه أسرة مكونة من ٩ أشخاص.. نزلت منها سيدة كبيرة فى السن تبدو من ملابسها ثرية.. وإلى جوارها رجل عمره يتخطى الـ«٤٥» عاما وبصحبتهما شخص آخر يبدو غير مهندم، ودخلوا إلى المنزل البسيط.
أسرعت الفتاة صاحبة الـ«١٣» عاما إلى أسفل. شاهدت والديها يرحبون بهم. وجلسوا معا فى إحدى الغرفتين، بينما انتظرت الفتاة خارج المنزل.. دقائق وفوجئت بوالدتها تمسك بيدها وتدخلها إلى الغرفة الأخرى، وطلبت منها أن تبدل ملابسها وترتدى ملابس أكثر نظافة، لتقدم الشاى إلى الضيوف.
حملت الفتاة الصغيرة «صينية» الشاى، ودخلت الغرفة، عيناها تتفحصان الضيوف. لم تهتم بالجملة التى قالها الرجل غير المهندم «تعالى يا عروسة.. المفروض تقدمى شربات بدل من الشاى». ضحكت الفتاة وخرجت مسرعة من الغرفة دون أن تعرف ما الذى يدور فيها.
«المشهد الثانى» انتهى اللقاء بعد ساعة تقريبا، وغادر الضيوف المنزل، وعاد الأب بعد توديع الضيوف مصحوبا بضحكة كبيرة، ويخرج من ملابسه «رزمة فلوس»، أخذ يعد فيها وإلى جواره الأم تنظر إليه.
ساعات قليلة مرت.. وبعدها اقتربت الأم من ابنتها الصغيرة، وروت لها تفاصيل ما دار فى الجلسة. «الضيوف من السعودية حضروا لطلب يدك للزواج».. بتلك الجملة بدأت الأم فى إقناع الابنة،
وأضافت: «الراجل هيعيّشك فى شقة كبيرة ومعاه فلوس كتير.. هيعوضك عن سنوات عمرك اللى عدت وهيدفع لنا ٢٠ ألف جنيه».. صمتت الصغيرة قليلا.. وسألت عن العريس.. فردت الأم بأنه ابن تلك السيدة الثرية، والذى كان يجلس إلى جوارها.. فانتفضت الابنة قائلة: «بس ده أكبر منى بكتير». فردت الأم: «مش مهم السن.. المهم الفلوس.. يافرحتى تتجوزى شاب صغير ويعيشك فى الفقر». لم ترد الصغيرة، واكتفت بنظرة يأس.. وكأنها تجيب والدتها: «عيشة الفقر أحسن من أن أبيع نفسى».
«المشهد الثالث».. مرت الأحداث مسرعة، ولم تجرؤ الفتاة على معارضة والديها، وانتقلت الصغيرة لشقة الزوجية فى الحى الهادئ الجميل بوسط القاهرة، وعاشت معهما والدة العريس. بعد ٥ أشهر تقريبا من الزواج لم تتحمل الصغيرة معاملة الزوج وأمه. ترددت كثيرا على منزل والديها فى القرية البسيطة، تشتكى لهما أحيانا وتبكى أحيانا، ويعيدها الأب إلى منزل الزوج مرة ثانية وثالثة ورابعة.
إلى أن جاءت لحظة التوتر، وهددت الابنة بالانتحار إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وتدخل والد الفتاة وطلب زيادة المبلغ المتفق عليه، إلا أن الثرى السعودى رفض واعتبر طلب الأب ابتزازاً. شاهدت الابنة والدها يكرس جهوده للحصول على مبلغ أكبر. صرخات الابنة أزعجت جيرانها فى الحى الهادئ، وعرفوا قصتها. أبلغوا رجال المباحث الذين حضروا إلى المكان، وألقوا القبض على الزوج السعودى ووالديها والرجل الوسيط فى تلك الزيجة بتهمة تزويج فتاة قاصر بالمخالفة للشريعة الإسلامية والقانون.
«المشهد الرابع».. أمام النيابة العامة روت الفتاة تلك التفاصيل المثيرة، وسألتها النيابة عن سنها فردت: «١٣ عاما»، فقررت النيابة حبس الزوج ووالديها وإيداع الفتاة القاصر إحدى دور رعاية الأطفال، وأخلت سبيل الأم السعودية على ذمة التحقيقات بكفالة مالية قدرها ٥ آلاف جنيه، وقرر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود منعها من السفر، واستطلعت النيابة رأى فضيلة مفتى الجمهورية فى مصر،
وجاءها الرد: «الرجل الذى يزوج ابنته القاصر لثرى عربى هو فاسق»، وجهت النيابة لهم تهمة استغلال الأطفال وتزويج فتاة قاصر لثرى عربى. المثير أن تلك القضية كشفت أن الرجل غير المهندم وهو الوسيط فى تلك الزيجة سبق أن توسط لتزويج فتيات قاصرات فى مصر لأثرياء عرب، وأرشد عنهم، وكشفت التحقيقات أن جميع تلك الزيجات تم بعقود عرفية غير موثقة.
فى أولى جلسات محاكمة المتهمين أمام محكمة الجنايات فى القاهرة كان هذا المشهد: الأب والأم والزوج الثرى فى قفص الاتهام، والابنة الضحية تجلس بين الحضور فى قاعة المحكمة. أحضرها القاضى للاستماع إلى شهادتها. نظرت الفتاة إلى والديها فى القفص، واقتربت منهما بدموع تحدثت إليهما، وقالت: «لو كان الأمر بيدى لتنازلت عن القضية من أجل حريتكما.. على الرغم من بيعكما لى لرجل أعمال ثرى من أجل الفلوس».
أسرعت الفتاة صاحبة الـ«١٣» عاما إلى أسفل. شاهدت والديها يرحبون بهم. وجلسوا معا فى إحدى الغرفتين، بينما انتظرت الفتاة خارج المنزل.. دقائق وفوجئت بوالدتها تمسك بيدها وتدخلها إلى الغرفة الأخرى، وطلبت منها أن تبدل ملابسها وترتدى ملابس أكثر نظافة، لتقدم الشاى إلى الضيوف.
حملت الفتاة الصغيرة «صينية» الشاى، ودخلت الغرفة، عيناها تتفحصان الضيوف. لم تهتم بالجملة التى قالها الرجل غير المهندم «تعالى يا عروسة.. المفروض تقدمى شربات بدل من الشاى». ضحكت الفتاة وخرجت مسرعة من الغرفة دون أن تعرف ما الذى يدور فيها.
«المشهد الثانى» انتهى اللقاء بعد ساعة تقريبا، وغادر الضيوف المنزل، وعاد الأب بعد توديع الضيوف مصحوبا بضحكة كبيرة، ويخرج من ملابسه «رزمة فلوس»، أخذ يعد فيها وإلى جواره الأم تنظر إليه.
ساعات قليلة مرت.. وبعدها اقتربت الأم من ابنتها الصغيرة، وروت لها تفاصيل ما دار فى الجلسة. «الضيوف من السعودية حضروا لطلب يدك للزواج».. بتلك الجملة بدأت الأم فى إقناع الابنة،
وأضافت: «الراجل هيعيّشك فى شقة كبيرة ومعاه فلوس كتير.. هيعوضك عن سنوات عمرك اللى عدت وهيدفع لنا ٢٠ ألف جنيه».. صمتت الصغيرة قليلا.. وسألت عن العريس.. فردت الأم بأنه ابن تلك السيدة الثرية، والذى كان يجلس إلى جوارها.. فانتفضت الابنة قائلة: «بس ده أكبر منى بكتير». فردت الأم: «مش مهم السن.. المهم الفلوس.. يافرحتى تتجوزى شاب صغير ويعيشك فى الفقر». لم ترد الصغيرة، واكتفت بنظرة يأس.. وكأنها تجيب والدتها: «عيشة الفقر أحسن من أن أبيع نفسى».
«المشهد الثالث».. مرت الأحداث مسرعة، ولم تجرؤ الفتاة على معارضة والديها، وانتقلت الصغيرة لشقة الزوجية فى الحى الهادئ الجميل بوسط القاهرة، وعاشت معهما والدة العريس. بعد ٥ أشهر تقريبا من الزواج لم تتحمل الصغيرة معاملة الزوج وأمه. ترددت كثيرا على منزل والديها فى القرية البسيطة، تشتكى لهما أحيانا وتبكى أحيانا، ويعيدها الأب إلى منزل الزوج مرة ثانية وثالثة ورابعة.
إلى أن جاءت لحظة التوتر، وهددت الابنة بالانتحار إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وتدخل والد الفتاة وطلب زيادة المبلغ المتفق عليه، إلا أن الثرى السعودى رفض واعتبر طلب الأب ابتزازاً. شاهدت الابنة والدها يكرس جهوده للحصول على مبلغ أكبر. صرخات الابنة أزعجت جيرانها فى الحى الهادئ، وعرفوا قصتها. أبلغوا رجال المباحث الذين حضروا إلى المكان، وألقوا القبض على الزوج السعودى ووالديها والرجل الوسيط فى تلك الزيجة بتهمة تزويج فتاة قاصر بالمخالفة للشريعة الإسلامية والقانون.
«المشهد الرابع».. أمام النيابة العامة روت الفتاة تلك التفاصيل المثيرة، وسألتها النيابة عن سنها فردت: «١٣ عاما»، فقررت النيابة حبس الزوج ووالديها وإيداع الفتاة القاصر إحدى دور رعاية الأطفال، وأخلت سبيل الأم السعودية على ذمة التحقيقات بكفالة مالية قدرها ٥ آلاف جنيه، وقرر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود منعها من السفر، واستطلعت النيابة رأى فضيلة مفتى الجمهورية فى مصر،
وجاءها الرد: «الرجل الذى يزوج ابنته القاصر لثرى عربى هو فاسق»، وجهت النيابة لهم تهمة استغلال الأطفال وتزويج فتاة قاصر لثرى عربى. المثير أن تلك القضية كشفت أن الرجل غير المهندم وهو الوسيط فى تلك الزيجة سبق أن توسط لتزويج فتيات قاصرات فى مصر لأثرياء عرب، وأرشد عنهم، وكشفت التحقيقات أن جميع تلك الزيجات تم بعقود عرفية غير موثقة.
فى أولى جلسات محاكمة المتهمين أمام محكمة الجنايات فى القاهرة كان هذا المشهد: الأب والأم والزوج الثرى فى قفص الاتهام، والابنة الضحية تجلس بين الحضور فى قاعة المحكمة. أحضرها القاضى للاستماع إلى شهادتها. نظرت الفتاة إلى والديها فى القفص، واقتربت منهما بدموع تحدثت إليهما، وقالت: «لو كان الأمر بيدى لتنازلت عن القضية من أجل حريتكما.. على الرغم من بيعكما لى لرجل أعمال ثرى من أجل الفلوس».