بينما يتوجه اليوم نحو 41 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب لاختيار 508 نواب من بينهم 64 مقعدًا لكوتة المرأة احتشدت في اللحظات الأخيرة قبل الاقتراع مشاهد سخونة لافتة تليق بما شهدته فترة الدعاية الانتخابية من أحداث ووقائع وصلت إلي حد الترويج لتأجيل العملية الانتخابية وهو ما نفاه أمس الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف، مؤكدًا في تصريحات صحفية إجراء الانتخابات اليوم في جميع محافظات مصر وفي مختلف الدوائر في المواعيد المعلن عنها.
وشدد الشريف علي أنه لا صحة لما يردده البعض من شائعات في هذا الشأن تستهدف إثارة البلبلة، مضيفًا: إن علي المواطنين دورًا كبيرًا في ممارسة حقهم الدستوري والإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات لتتحقق إرادة الناخبين في اختيار ممثليهم بمجلس الشعب المقبل.
واستعدت وزارة الداخلية بخطة أمنية لتأمين يوم الاقتراع والفرز في جميع مقار اللجان البالغ عددها 44500 لجنة علي مستوي مديريات الأمن في 29 محافظة تحتوي علي 89 ألف صندوق بواقع صندوقين في كل لجنة فرعية.
وأكد مصدر أمني أن دور الشرطة سيقتصر علي تأمين اللجان من الداخل ولا يمتد إلي داخل حرم اللجان الانتخابية، موضحا أن جميع أجهزة وزارة الداخلية ستشارك في تأمين العملية الانتخابية وفي مقدمتها قطاع الأمن العام وقطاع الأمن المركزي وقطاع قوات الأمن حيث تم تعزيز العديد من مراكز وأقسام الشرطة بضباط وأفراد ومجندين من القطاعات الثلاثة لحراسة مقار اللجان العامة وتأمين مقار اللجان الفرعية ثم ينتقلون بعد ذلك وعقب الانتهاء من نقل صناديق الاقتراع إلي مقار الفرز في الأندية والمدارس والكليات وغيرها من مواقع الفرز.
وشدد المصدر علي مواجهة الوزارة لأي محاولة للخروج علي الشرعية والقانون بمنتهي القوة والحزم.
وقبيل إجراء الانتخابات التي يشارك فيها 4686 مرشحًا بينهم 1188 يمثلون 19 حزبًا شرعيا، أحالت اللجنة العليا للانتخابات إلي النيابة العامة ما يقرب من ألف جنحة ضد تجاوزات أنصار مرشحي جماعة «المحظورة».
وكشفت مصادر باللجنة أنه تمت إحالة مذكرات بتوزيع مرشحي «المحظورة» لبوسترات ومواد دعائية تحمل شعار «الإسلام هو الحل» بالمخالفة لنصوص قانون مباشرة الحقوق السياسية وقرار اللجنة العليا للانتخابات بمنع الشعارات الدينية في دعاية المرشحين.
ويأتي إجراء اللجنة في وقت تراجعت فيه حظوظ مرشحي الجماعة في غالبية الدوائر خاصة بعد تصريحات لمرشحها في دائرة الرمل بالإسكندرية «صبحي صالح» التي قال فيها «لو رشحنا كلب ميت هيكسب» وهو ما ووجه باستنكار عنيف من أهالي دائرته التي شهدت توزيع منشورات تدعو إلي عدم انتخاب مرشحي «المحظورة» بعد إهانتهم للمواطنين.
وبخلاف واقعة «الرمل» سجل التواجد الإخواني تراجعًا حادًا في الدوائر في ضوء بروز مرشحين للحزب الوطني، خاصة بعد إقرار الحزب الترشيح المزدوج في بعض الدوائر، فضلا عن مرشحين من أحزاب المعارضة الشرعية.
وفي حين استمر الاشتباك القانوني المتعلق بتغيير صفات بعض المرشحين من فئات إلي عمال وفلاحين أو العكس حتي ساعات متأخرة من يوم أمس، وينتظر أن يكون قد انتهي تمامًا وقت طباعة الجريدة أضاءت أحزاب المعارضة الرئيسية «أنوار التأهب القصوي» استعدادا لساعة الحسم في ضوء زيادة عدد مرشحيها خاصة بالنسبة لحزب الوفد «168 مرشحًا» والتجمع «66 مرشحًا» والناصري «31 مرشحًا» ومعها أحزاب مثل السلام الاجتماعي «38 مرشحًا» والجيل «27 مرشحًا» والأحرار «22 مرشحًا» والغد «20 مرشحًا».
وفي حزب الأغلبية الذي يخوض الانتخابات بـ 763 مرشحًا ارتفعت درجة الاستعداد إلي الحدود الأعلي لرغبة الحزب في حسم غالبية المقاعد دون الاضطرار إلي انتظار جولة الإعادة المقررة الأحد المقبل «5 ديسمبر».
ولم تتوقف تجاوزات الدعاية الانتخابية حتي اليوم الأخير المخصص لها إذ كشف تقرير حقوقي صدر أمس عن استخدام مرشح لجماعة الإخوان في محافظة بني سويف للأطفال كدروع بشرية في جولاته بالدائرة، فضلا عن وقوع بعض حالات الاشتباك بين أنصار مرشحين في دوائر مختلفة.
ومع التأكيد علي رفض الرقابة الدولية علي الانتخابات والتي اعتبرها رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار السيد عبدالعزيز عمر عودة لنظام الاستعمار في صورة جديدة، تلقي المجلس القومي لحقوق الإنسان نحو 7 آلاف طلب تصريح للمراقبة من جمعيات حقوقية ومدنية مصرية.
وبخلاف الانتخابات علي المقاعد العامة ستتجه أنظار المراقبين ووسائل الإعلام الدولية إلي الانتخابات علي مقاعد الكوتة التي يخوض المنافسة فيها 16 حزبًا سياسيا أبرزها الوطني بـ 69 مرشحة» والوفد بـ «23 مرشحة» للفوز بـ64 مقعدًا مخصصة للسيدات في 32 دائرة.
من ناحيته قال المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني والمرشح علي مقعد الفئات بدائرة منوف والسادات وسرس الليان إن الانتخابات ستكون مختلفة بين مستقبل الوطن وجماعة الماضي حيث ستكون بين نقيضين لا يلتقيان أبداً: فهو اختيار بين التنظيم الوسطي «الوطني» وجماعة المحظورة التي تزيف الوقائع وتنسب الإنجازات لنفسها.
أضاف عز خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقد بقرية منشية سلطان التابعة لمركز منوف أمس الأول، الإخوان لا يهمهم من يحكم مصر حيث قال مرشدهم السابق «فليكن ماليزي أو أي جنسية مش مهم أن يكون مصري ما دام رئيساً لمجلس الإرشاد العالمي».
وأشار إلي أن الجماعة أطلقت علي الحزب الوطني بأنه ضعيف إعلامياً نظراً لعدم وجود خطة لإطلاق الشائعات علي منافسيه كما يفعل نواب المحظورة فنحن لا نلتقي في أي ملمح من برامجهم وأفكارهم فنحن نملك مستقبلاً مشرفاً وهم يمتلكون مستقبلاً مظلماً.
وأوضح عز أن المحظورة تسعي إلي حقن اليأس والكآبة بين الشباب وتسلك منهج الصياح والرفض والانسحاب وتغيير الجلد ويدعون أنهم أهل الدين وهم أصحاب رفع الحذاء داخل الجلسات.