قررت منظمة الصحه العالميه ايفاد فريق للتحقيق في انتشار مرض الطاعون في ليبيا بالقرب من الحدود المصرية.
وقال وزير الصحة المصري حاتم الجبلي ان المنظمة قد قامت بإرسال وفد لتقصي الحقائق بالمنطقة المنكوبة، وسوف توافى القاهرة بتقرير مفصل خلال ساعات.
وافادت اخر التقارير الواردة من ليبيا بوفاة شخص واصابة عدد آخر بمرض الطاعون في مدينة طبرق الواقعة شرق البلاد.
وقال وزير الصحة الليبي محمد حجازي ان ثلاث عشرة حالة رصدت في قرية تقع على بعد 30 كيلو مترا من مدينة طبرق فيما غادر 11 مصابا المستشفى بالفعل بعد تلقيهم العلاج.
واكد حجازي ان السلطات الليبية تسيطر على الوضع، مشيراً الى ان ليبيا تقوم بحملة واسعة لتنظيف وتطهير المكان.
وفي سياق متصل اعلنت السلطات المصرية اتخاذ اجراءات صارمة على الحدود مع ليبيا للحيلولة دون وصول المرض إلى اراضيها.
وأكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة مجدداً عدم تسجيل أي حالات لمرض الطاعون على الحدود الغربية مع ليبيا.
وقال "إن كافة الجهات على الحدود الغربية تعمل بجدية تامة لمكافحة المرض".
واضاف الجبلي "لقد قمنا بزيارة منفذ السلوم للتأكد من جدية الإجراءات التي تتخذ ولم نرصد أي شيء غير طبيعي حتي الآن علي الحدود الغربية".
وتابع وزير الصحة "ان كافة الجهات علي الحدود تعمل بالتنسيق مع ليبيا ولا تسمح بأي نوع من التسرب رغم الضغوط التي يتعرض لها القائمون بالإشراف علي المعبر حيث يعبر من الحدود ما يقارب من 3000 إلى 4000 شخص يومياً".
وقال إنه تم عمل مقاومة للفئران والبراغيث حول منفذ السلوم ولم يثبت وجود فئران نافقة وأن نسبة كثافتها بالسلوم لا تتعدي 8% وهي لا تمثل خطورة.
وقال إن مصر خالية تماماً من مرض الطاعون ولا خوف علي الاطلاق من وصول المرض حيث تمت السيطرة علي الموقف واتخاذ الإجراءات الكاملة لمنع دخوله واعتقد انا قصة الطاعون انتهت نهائيا.
وقام الوزير بزيارة سريعة لمنطقة سيدي براني على الحدود الغربية لمصر لتفقد الاجراءات التي تم اتخاذها لمنع دخول مرض الطاعون بعد انتشاره بإحدى القرى الليبية القريبة من الحدود.
كما قام الجبلي خلال الجولة بتفقد أعمال الحجر الصحي بالمنفذ والمعزل الصحي بالمبنى القديم وتابع بنفسه عمليات الرش والتطهير للسيارات القادمة من ليبيا لضمان عدم انتقال المرض ، وكذلك عمليات الكشف الصحي والفحوصات على القادمين من ليبيا.
وقال إن هناك تنسيقا تاما وتبادل معلومات بين الجانبين المصري والليبي حول مرض الطاعون الذي أصاب منطقة الطرشا بطبرق، كما ان هناك شفافية كاملة في المعلومات حول المرض.
وكان مصدر طبي ليبي قد اعلن الثلاثاء ان مصريا مشتبها في اصابته بالمرض غادر الاراضي الليبية متوجها الى مصر دون ان يخضع للاختبارات لمعرفة ما اذا كان اصيب بالمرض.
واضاف ان المسؤولين المصريين يلمون بهذه التطورات.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان هناك ما بين الف وثلاثة الاف حالة اصابة بالطاعون في العالم كل عام كلها تقريبا في افريقيا.
وأشار الجبلي إلى أنه تم إرسال لجنة من الطب الوقائي بالوزارة للمنفذ تشمل 25 طبيبا فى مختلف التخصصات للمساعدة فى إجراء عمليات الفحوصات الطبية للقادمين عبر منفذ السلوم البري بالإضافة إلى اللجنة الموجودة بالفعل بالمنفذ من قبل مديرية الصحة بمطروح لرصد مرض أنفلوانزا الخنازير ، وتم دعم المنفذ بجهازين للمسح الحراري وجار دعمه بجهاز آخر.
وكان الوزير قد استقل طائرة خاصة برفقة بعض مساعديه توجهت من مطار القاهرة الى سيدي براني في ليبيا.
وارسلت وزارة الصحة فريقا طبيا لدعم مديرية الصحة بمحافظة مرسى مطروح لمقاومة الفئران والقوارض بالمناطق القريبة والمتواجدة على الحدود في اطار منع دخول وباء الطاعون الى مصر.
وكان مسؤولو الصحة بالمنفذ قد رفضوا السماح لدخول حالة اشتباه بمرض انفلونزا الخنازير لشاب ليبي يدعى ونيس التاجي 28 عاما ، حيث تم عرضه على الحجر الصحي بالمنفذ وتبين ارتفاع حرارته إلى 38 درجة ، وتم اتخاذ إجراءات العزل له.
تضارب الأنباء حول أسباب ظهور الطاعون
وقالت تقارير صحفية ان حالة الغموض المسيطرة على الموقف في ليبيا في أعقاب الإعلان عن ظهور مرض الطاعون جنوب مدينة طبرق لا زالت مستمرة.
وتضاربت الأنباء حول أسباب المرض وانتشاره حيث أكدت مصادر ليبية أن المرض عاد للظهور بسبب حدوث تسرب للبكتيريا المسببة للمرض من بقايا مخزون أسلحة بيولوجية في معسكر حربي بالقرب من قرية الطرشة المنكوبة بالطاعون جنوب طبرق.
كما أكدت المصادر ظهور الأعراض علي العديد من الجنود في المعسكر منذ عدة أسابيع، ووفاة بعضهم وسط حالة تعتيم وتكتيم من السلطات الليبية.
وكشفت مصادر ليبية أخري عن ظهور الوباء منذ أكثر من شهرين وإصابة عدد من المواطنين في منطقة بطرونة جنوب طبرق بالمرض، ولم يتم تشخيصه واعتبره الأطباء مرضا غامضا.
كما كشفت عن وفاة بعض المصابين، واستمرار ظهور حالات الإصابة والوفيات لأسباب مجهولة وآخرها إصابة 3 أفراد من أسرة واحدة توفي أحدهم فور وصوله للمستشفي في منطقة الطرشة القريبة من منطقة بطرونة.
وأعربت المصادر عن اعتقادها ان حالة التعتيم وراء تفشي الوباء.
كما أعربت عن اعتقادها ان السلطات الليبية مازالت تتكتم علي الاسباب الحقيقية لانتشار الوباء بزعم ان سبب ظهوره يرجع الي انتشار القوارض والحشرات خاصة البراغيث.