الخارجية، قال الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية، إن الوزارة أشرفت حتى
الآن على عودة أكثر من 260 ألف مصرى من ليبيا بكافة الطرق البرية والجوية
والبحرية، منذ اندلاع الأزمة فى ليبيا وحتى الآن، مشيرا إلى أن هناك مشكلة
تواجه المصريين المتواجدين فى مدينة مصراتة الليبية التى ترفض السلطات
الليبية السماح بدخول السفن إليها، رغم المطالبات المصرية المتكررة لهم
للسماح بإدخال السفن لنقل المصريين المقيمين هناك.
وأشار العربى، فى مؤتمر صحفى، إلى أنه عرض على أهالى المصريين المقيمين فى
ليبيا والذين بدأوا فى التظاهر والتجمع أمام مبنى وزارة الخارجية لتحديد
وفد منهم للقائه، لكن طلبه قوبل بالرفض من الأهالى، موضحا أن السفير محمد
عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية قام بالالتقاء بهم
والاستماع لمطالبهم وشرح لهم ما تقوم به الوزارة والحكومة المصرية، لافتا
إلى أنه أراد أن يوضح للمتجمعين أمام الوزارة أن الخارجية ومؤسساتها فى
الخارج تحت خدمة المواطن المصرى، وأن ثقافة التعامل مع الجمهور من كافة
مؤسسات الدولة اعترف أنها كانت تتم بشكل معيب، ولذلك أصدرت توجيهات لكافة
القنصليات المصرية فى الخارج لإعادة النظر فى كيفية التعامل مع الجمهور،
موضحا أنه شاهد على أمثلة كثيرة تشير إلى أن الدخول إلى السفارة المصرية
كانت تشبه الدخول لقسم الشرطة، وهو ما أرجو أن يتغير مستقبلا.
وقال العربى "تحدثنا مع تركيا ودول عربية أخرى مثل قطر والدول الأجنبية
التى شاركت فى التحالف الدولى الذى يقصف بعض المواقع الليبية، لضمان حماية
المدنيين للمساعدة فى إخراج المصريين المقيمين بمصراتة" متسائلا "ما الشىء
الآخر الذى يمكن أن نقوم بها للمساعدة فى إخراج المصريين من ليبيا؟".
وأشار العربى إلى أن المشكلة التى تواجهه المصريون فى مصراتة أن أعدادهم
غير معروفة، كما أن السفن لا تستطيع الوصول للميناء، وبالتالى الحل الوحيد
أمامهم هو الاتجاه عن طريق البر إلى الحدود التونسية الليبية حتى نستطيع
نقلهم إلى مصر.
وحول موقف مصر مما يحدث من ليبيا الآن، قال العربى إن مصر وافقت على قرار
جامعة الدول العربية الخاص بليبيا لحماية المدنيين، ونحن لا نتدخل فى
المسائل العسكرية أبدا، واليوم كنت مدعوا لحضور مؤتمر فى لندن عن ليبيا
رفضت الحضور فيه، لأن موقف مصر بالنسبة لما يحدث فى ليبيا الآن هو حماية
المدنيين.
وحول إن كانت مصر قد طلبت من دول التحالف التى تطبق قرار الحظر الجوى على
ليبيا إنقاذ المصريين المتواجدين فى ليبيا، قال العربى إننا مستمرون فى
الاتصال بهذه الدول، وليست فقط الاتصال مع الدول التى تقوم بالقصف، وإنما
مع دول أخرى مثل تركيا.
وكشف العربى عن تعرض القنصلية المصرية فى بنغازى لقصف، وقال إن قنصل مصر فى
بنغازى وصل إلى مصر وسلم للوزارة تقريرا عما حدث، ثم عاد مرة أخرى لبنغازى
لمواصلة عمله.
وحول إن كانت هناك توجيهات جديدة من الوزارة لسفير مصر فى ليبيا السفير
محمد النقلى خاصة فى ظل حالة الاحتقان من جانب المصريين تجاهه بسبب طريقة
تعامله مع الأزمة، قال العربى بغض النظر عن أفراد أو أشخاص، أرجو أن تأخذوا
فى الاعتبار أن السفارة المصرية فى ليبيا بها عدد محدود من الدبلوماسيين
والإداريين، يواجهون كميات كبيرة من الطلبات، كما أن السفير فى طرابلس برغم
تعرض حياته للخطر لا يزال باقيا فى طرابلس، مما اضطرنا إلى إرسال عدد آخر
من العاملين فى وزارة الخارجية ممن أبدوا رغبتهم فى الذهاب إلى ليبيا تطوعا
دون مقابل مادى للمساعدة فى إعادة المصريين هناك"، واصفا هذا التصرف من
جانب العاملين فى الوزارة سواء دبلوماسيين أو إداريين بأنه يعبر عن أن مصر
دخلت مرحلة وروحا جديدة وشعورا بالانتماء من جميع المصريين، وقال إن أعضاء
وزارة الخارجية سافروا لليبيا بدون بدل سفر وقد يكون هناك تقصير من جانب
السفارة، لكن ما أراه أمامى من خلال الأوراق التى تصلنى أن السفارة فى
طرابلس والقنصلية العامة فى بنغازى يحاولان أداء عملهما قدر استطاعتهما".
وردا على سؤال حول ما قامت به الخارجية بشأن المصرى المقبوض عليه فى سوريا
بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، قال العربى إنه أجرى اتصالات مع المسئولين
السوريين فى هذا الشأن، مع الأخذ فى الاعتبار أن المواطن المصرى يحمل
الجنسية الأمريكية بجانب جنسيته المصرية.
وحول ما نشر من وجود حالات فساد إدارى فى وزارة الخارجية فى الفترة
السابقة، قال إن هناك متابعة وتغييرا فى التركيبة الداخلية وتغييرات
ستسمعون عنها خلال أيام.