الموساد في مصر للتجسس عن ان هدف اسرائيل من زرع هذه الشبكة هو قطع
العلاقات بين مصر وسوريا .. أما ثاني ملحوظة ان الشاب المصري هو الذي طلب
من الموساد تجنيده للعمل ضد مصر وهو ما تكرر مع أكثر من جاسوس مصري مؤخرا
فيما يعرف بالهروب من مصر الى احضان الموساد ..
قالت تحقيقات النيابة إن المتهم المصري ويدعى طارق عبد الرازق حسين حسن
يملك شركة استيراد وتصدير كان قد سافر للصين عام 2006 للبحث عن فرصة عمل من
تلقاء نفسه، وقام بإرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى جهاز المخابرات
الإسرائيلية يعرض عليهم مساعدتهم والعمل كجاسوس وأرسل فيه بياناته.
وفي أغسطس عام 2007 استقبل المتهم المصري اتصال من المتهم الثالث
الإسرائيلي جوزيف ديمور والذي يعمل بالمخابرات الإسرائيلية، حيث اتفقوا على
اللقاء في السفارة الإسرائيلية بالهند وأعطى له 1500 دولار وسأله لماذا
تريد أن تعمل مع الموساد.
وأفادت تحريات المخابرات المصرية أن المتهم طارق سافر إلى تايلاند في مارس
2007 بدعوة من نفس المتهم جوزيف، وتردد عدة مرات على السفارة الإسرائيلية
في تايلاند وقابل المتهم الثاني "ايدي موشي" وهو من درب طارق على أساليب
جمع المعلومات بطرق سرية وإنشاء عناوين بريد إلكتروني على الإنترنت وكلفه
بالسفر إلى دول كمبوديا ونيبال لاستكمال التدريبات وأعطاه جهاز حاسب آلي
محمول مجهز ببرنامج مشفر لاستخدامه في التخابر والتراسل السري خاصة انه من
الصعب اكتشافه والتعامل معه دون معرفة الخطوات الخاصة باستخدامه.
كما أعطاه حقيبة يد تحتوي على جيوب سرية لإخفاء المستندات ونقود وميكروفون
معالج كيميائيا وجهاز تليفون محمول يحمل شريحة لشركة من هونج كونج وإعطاءه 5
آلاف دولار أمريكي لإنشاء شركة استيراد وتصدير مقرها الصين.
ووكله المتهم الإسرائيلي بإنشاء بريد إليكتروني على موقع في هونج كونج باسم
حركي "خالد الشريف" بصفته مديرا لتلك الشركة سعيا للبحث عن أشخاص من سوريا
يعملون في تصدير الحلويات والزيوت لانتقاء من يصلح منهم لتجنيده للعمل في
المخابرات الإسرائيلية.
وسافر المتهم إلى سوريا باسم حركي هو "طاهر حسن" وأعد تقرير حول هذه
الزيارة وسألوه بشكل تفصيلي عن الإجراءات الأمنية داخل مطار دمشق، حيث أعطى
هذه المعلومات لشخص يدعى "أبو فادي" خلال لقاءاته مع صديق له بسوريا يعمل
بإحدى الأماكن الهامة.
كما أشارت التحقيقات إلى أن المتهم سافر لسوريا عدة مرات والتقى بالشخص
السوري وحصل منه على معلومات سرية وتولى المهمة طارق، حيث قام بحفظ وتشفير
هذه المعلومات وإرسالها للمتهم الثاني و المخابرات الإسرائيلية.
كما اعطى المتهم المصري الشخص السوري 20 الف دولار مقابل هذه المعلومات
وسلمه شريحة محمول تعمل على شبكة هونج كونج للتواصل بين الشخص السوري وأبو
فادي.
كما أشارت التحريات إلى أن المتهم الثاني كلف المتهم الأول بوضع إعلانات
جاذبة عبر شبكة المعلومات الدولية عن وظائف شاغرة، عن مهندسين يعملون في
شركات الاتصالات بمصر ولبنان وسوريا، والمتهم الأول يشرف عليهم، ويؤهلهم
للعمل في الموساد الإسرائيلي.
وقال المتهم الأول في التحقيقات، انه حصل على دبلوم سنة 1991 وسنة 1992
سافر الصين والتحق بمعهد تدريب الكونغو فو، وسنة 94 عاد لمصر وعمل مدرب
كونغو فو بأحد الأندية، ثم ضاقت ظروفه المادية فسافر للصين مرة اخرى عام
2007، وتعذر حصوله على وظيفة ، فأرسل رسالة لموقع الموساد يخبرهم بأنه مصري
ومقيم بالصين ويرغب في العمل معهم.
وأضاف المتهم في التحقيقات انه تلقى اتصالا من المتهم الثالث جوزيف ديمور
والتقيا في دولة تايلاند وتعذر دخوله تايلاند لعدم وجود تأشيرة وتوجه الى
نيبال وامضي بها 15 يوم ثم جاءه اتصال من جوزيف ليخبره انهم سيلتقيان في
الهند بالسفارة الإسرائيلية هناك.
المتهم الإسرائيلي سأله عن سيرته الذاتية وشغله ومؤهلاته العلمية ، وأعطى
له 1500 دولار وسهل له السفر إلى تايلاند ليتلقى بعض التدريبات.
وأوضح المتهم طارق عبد الرازق في التحقيقات أنه في شهر سبتمبر عام 2007
توجه إلى الهند وتلقى من جوزيف رسالة بحضوره إلى مقر السفارة الإسرائيلية
بها، حيث التقيا وأخذ منه جوزيف سيرته الذاتية ومؤهلاته العلمية والوظائف
التي شغلها في مصر، وسلمه مبلغ 1800 دولار مقابل نفقات سفره وإقامته وأفهمه
أن إلحاقه بالعمل في جهاز الموساد يستلزم سفره إلى دولة تايلاند لإخضاعه
إلى بعض الاختبارات.
وذكر طارق أنه في شهر يناير عام 2008 توجه إلى تايلاند وتلقى من جوزيف
رسالة تحتوي على رقم هاتفه، فبادر بالاتصال به واتفقا على الالتقاء
بالسفارة الإسرائيلية في تايلاند حيث أفهمه انه يستلزم خضوعه للفحص بواسطة
جهاز كشف الكذب، وانه خلال مدة إقامته تردد عدة مرات على السفارة
الإسرائيلية بتايلاند حيث التقى بجوزيف وناقش معه سيرته الذاتية على النحو
السابق وسلمه 1400 دولار مقابل نفقات سفره وإقامته، ثم اصطحبه شخص أخر وهو
الخبير المختص بجهاز كشف الكذب بالموساد، حيث خضع للفحص بواسطة هذا الجهاز
ووجهت إليه خلال الفحص عدة أسئلة توخى في الإجابة عليها الصدق والدقة،
وأفهمه جوزيف باجتيازه الاختبار وسلمه ألف دولار مكافأة له، واصطحبه إلى
إحدى المطاعم وقدمه للمتهم الثاني إيدي موشيه، وأفهمه انه هو الذي سيتولى
تدريبه.
واعترف طارق انه التقى عدة مرات مع إيدي موشيه والذي دربه على كيفية إجراء
حوار مع أشخاص بعينها والتواصل معهم، وأمده بموقع بريد الكتروني للتراسل
معه من خلاله على أن يقتصر استخدامه فيما يجري بينهما من مراسلات، موضحا
أنه نفاذا لتعليمات إيدي موشيه عاد إلى الصين وأنشأ شركة استيراد وتصدير
لتكون ساترا لنشاطه مع جهاز الموساد الإسرائيلي، والتي تكلفت 5 آلاف دولار
تسلم قيمتها من المتهم إيدي موشيه بجوالة بنكية حيث أبلغه موشيه أنه سيعطيه
راتبا شهريا قدره 800 دولار أمريكي مقابل تعاونه مع الموساد بخلاف
المكافآت ومصاريف إقامته وانتقالاته.
وقال المتهم طارق عبد الرازق في التحقيقات إنه توجه إلى تايلاند بدعوة من
إيدي موشيه في غضون شهر مايو 2008 حيث التقى به وأمده بموقع الكتروني
والرقم السري الخاص به، وأبلغه أن الموساد الإسرائيلي تولى إنشاء هذا
الموقع على شبكة الانترنت كغطاء تحت مسمى شركة (اتش.أر) ويحتوي على وظائف
شاغرة في جميع التخصصات والتسويق للشركات التي تعمل في مجال تجارة زيت
الزيتون والحلويات بسوريا، وكلفه بفحص المتقدمين لشغل تلك الوظائف وانه
سيناط به (أي طارق) مسئولية الإشراف عليه وإعداد تقارير عن الظروف
الاجتماعية للمتقدمين ومؤهلاتهم العلمية لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع
المخابرات الإسرائيلية.
واعترف طارق انه نفاذا لما كلف به، فقد كان يطالع هذا الموقع الالكتروني
ويتولى إعداد تقارير عن المتقدمين من دولة سوريا لشغل تلك الوظائف ويقدمها
إلى المتهم الثاني إيدي موشيه، الذي انتقى بدوره منها عددا من الأشخاص
المتقدمين وأصحاب الشركات، وكلفه بالسفر إلى سوريا لمقابلتهم منتحلا اسما
حركيا (طاهر حسن) وإعداد تقارير عنهم وعن التواجد الأمني في الشارع السوري،
وعن معلومات أخرى متعددة.
وأوضح طارق في اعترافاته انه نفاذا لما كلف به أيضا فقد سافر إلى سوريا
والتقى بعدد من الأشخاص وأصحاب الشركات، وأعد تقريرا بنتائج زيارته متضمنا
الأشخاص الذين التقى بهم، والتواجد الأمني في الشارع السوري، حيث قدم تلك
المعلومات لإيدي موشيه وتقاضي 2500 دولار مكافأة له.
وأضاف في أقواله انه في أغسطس 2008 توجه إلى تايلاند بدعوة من إيدي موشيه،
حيث التقى به وقدمه لضابط الموساد الإسرائيلي "أبو فادي" حيث كلفاه بالسفر
مجددا إلى سوريا ومقابلة أحد عملاء الموساد هناك، وأمده إيدي موشيه برقم
هاتفه، وسلمه 2500 دولار أمريكي أخرى كي يقوم بدوره بتسليمها إلى السوري،
و500 دولار أخرى لشراء هدايا له وألف دولار إضافية مثلت مصاريف إقامته.
واعترف المتهم طارق عبد الرازق انه سافر بالفعل إلى سوريا والتقى بالشخص
السوري حيث سلمه الهدايا والأموال المحددة، ثم عاد إلى تايلاند وأعد تقريرا
بنتائج زيارته متضمنا الأشخاص الذين التقى معهم، والتواجد الأمني في
الشارع السوري، وسلمه لإيدي موشيه الذي أعطاه 3100 دولار أمريكي، كراتب
شهرين ومكافأة له نظير إتمامه تلك المهمة.
وأضاف أنه في فبراير 2009 توجه إلى دولة لاوس بدعوة من إيدي موشيه حيث سلمه
جهاز حاسب آلي محمول (لاب توب) يعتمد برنامجا سريا مشفرا حديثا، يتولى حفظ
المعلومات دون إمكانية الكشف عنها من قبل الأجهزة الأمنية، كما سلمه وحدة
تخزين خارجية متنقلة (فلاش ميموري) والمستخدمة عليها، وقام بتدريبه على
استخدام شفرتها وسلمه حقيبة جهاز حاسب آلي بها جيوب سرية كي يستخدمها في
حفظ المعلومات والتراسل.
وأشار المتهم الأول طارق إلى انه في مارس الماضي توجه إلى دولة (مكاو)
بتكليف من إيدي موشيه والذي كلفه بالبحث عن أشخاص تعمل في مجال شركات
الاتصالات بمصر،سعيا إلى تجنيدهم لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية، فأبدى
موافقته وقاموا بإنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية باسم شركة هوشتك،
ومقرها مقاطعة هونج كونج كغطاء وساتر لجهاز الموساد الإسرائيلي للإعلان عن
وظائف شاغرة في مجال الاتصالات في مصر، على أن يناط بطارق مسئولية الإشراف
عليه واستقبال نماذج البيانات والمعلومات وإعداد تقارير لراغبي العمل في
هذا المجال عن ظروفهم الاجتماعية ومؤهلاتهم العلمية سعيا إلى تجنيدهم للعمل
لحساب المخابرات الإسرائيلية.
واعترف المتهم الأول طارق عبد الرازق أنه قام بإعداد عدة تقارير عن أشخاص
تقدموا لشغل تلك الوظائف في مجال الاتصالات من مصر، وقدمها لـ إيدي موشيه،
مشيرا إلى انه تحصل من الأخير والمتهم جوزيف على مبلغ 37 ألف دولار أمريكي
نظير تعاونه مع جهاز الموساد.
وقالت النيابة العامة إنها ضبطت بحوزة طارق عبد الرازق جهاز حاسب آلي محمول
وفلاش ميموري والتي سبق وأن تسلمها من جهاز المخابرات الإسرائيلية
بالإضافة إلى وسيلة إخفاء وهي عبارة عن حقيبة يد لحاسب آلي محمول تحتوي على
جيوب سرية بغرض استخدامها في نقل الاسطوانات المدمجة والأموال، كما تم ضبط
3 أجهزة تليفون محمول والمستخدمة من قبل طارق في اتصالاته