التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية مفاجأة جديدة، حيث أدلي المتهم
باعترافات جديدة أمام المستشار طاهر الخولي المحامي العام للنيابة بإشراف
المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف المحامي العام الأول أهمها أن إسرائيل
وراء قطع «كابلات»، «سيموي 3»، و«سيموي 4» فلاج البحرية والخاصة بشبكة
الإنترنت التي تربط أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط وكان أولها في منتصف عام
2008 وآخرها منذ أسبوعين، وذلك بهدف التأثير علي الاتصالات ومعرفة
المعلومات من خلال الإنترنت.
أفكار مسمومة
وأكد
المتهم طارق أن إسرائيل تقوم ببث ووضع بيانات ومعلومات خاطئة علي شبكة
الإنترنت خاصة بالتشكيك في المعلومات الدينية والعقائدية والأثرية علي مدي
الأيام السابقة حتي يتم تدمير عقول الشباب وكل ما هو موروث وجديد لدي
المواطنين وخاصة مصر والدول العربية.
وكشفت عصمت طلعت عقل المحامية
التي حضرت مع طارق تحقيقات النيابة أنه مولع بالقراءة ولديه معلومات كثيرة
حيث كان المستشار طاهر يعطيه الجرائد والمجلات يوميا ليتصفحها وحينما يقرأ
بعض الأخبار يأتي في اليوم التالي ويؤكد أن إسرائيل وراءها ومنها قتل
محمود المبحوح ورفيق الحريري وبعض الانفجارات في بعض البلدان العربية
والأوروبية وعرضت عليه النيابة أوراقًا لكتابة ملاحظات جديدة في القضية أو
اعترافات ولكنه قال كتبت واعترفت بكل شيء.
تجنيد الطلبة
وحسب
المحامية فإن المتهم اعترف بأن الموساد طلب منه تجنيد الطلبة العرب في
الصين لأن إجراءات دخولهم التجنيد صعبة لقوة الأمن فطلبوا منه إنشاء موقع
عن طلب موظفين لشركته وتقدم له العديد من الطلبة العرب المقيمين في الصين
وخاصة «جامعة بكين»، بالإضافة إلي أن يذكر في طلبه علي موقع الإنترنت حاجة
شركته الوهمية لموظفين حدد هويتهم من الشيعة بلبنان لقربهم من حزب الله
والعلويين في سوريا لأنهم من الحزب الحاكم والعاملين في مجال الاتصالات
بمصر بهدف اختراق الاتصالات هناك والتجسس علي المسئولين المصريين.
سبل الاتصال
كما
اعترف المتهم بأن الموساد قد سلمه 4 شرائح تليفون أولاها شريحة صينية
للتعامل والاتصال داخل الصين والثانية سورية لمقابلة الجاسوس السوري
والاتصال به والثالثة شريحة خاصة للاتصال بضابط الموساد والرابعة خط دولي،
وذلك حتي يستطيع الهروب والتخفي من أي مراقبة سواء له أو لاتصالاته.
وقالت المحامية إن طارق عبدالرازق أدلي في التحقيقات بأوصاف ضباط وعملاء «الموساد» الذين تعاملوا معه.
ضباط الموساد
وأوضح
المتهم أن ضباط الموساد وثقوا فيه جدًا واتضح أن إيدي موشيه يهودي من أصل
لبناني يتحدث العربية بلكنة لبنانية وهو الذي قام بتدريبه علي كيفية إنشاء
علاقات والتعامل مع من سيتم تجنيدهم، وأيضا تدريبه علي الأجهزة المستخدمة
في التجسس، والضابط الثاني جوزيف ديمور ويعمل رئيسا لمكتب آسيا وهو يهودي
فرنسي يتحدث اللغة العربية بلكنة فرنسية، والضابط الثالث أبوفادي يهودي
فرنسي وهو أكثر من يتحدث اللغة العربية بطريقة صحيحة.
تلقي المعلومات
وأكد
المتهم إنه كان يعلم من تم تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلي بعد تقدم
الشباب للحصول علي فرص عمل من خلال مسح البيانات «C.V» علي الموقع الخاص به
وهو «إتش - آر» وأكد أنه لم يفكر في الإضرار بمصر ولكن تبين كذبه، حيث
أنشأ موقعًا يطلب فيه موظفين من مصر للعمل لدي شركته وخاصة في مجال
الاتصالات وتقدم له أكثر من 2000 شاب، وعكس ما ذكر من أنهم 8 فقط وأن الطلب
غير واضح التفاصيل بعدما استخرجت له النيابة نسخًا من علي الموقع.
الخطأ الذي أوقع المتهم
وقالت
محامية المتهم أن هناك خطأ قد أوقع بالمتهم طارق في يد المخابرات المصرية
وظلوا يراقبونه لمدة 8 شهور وهو كثرة الطلبات التي نشرها علي موقع الإنترنت
يطلب فيها موظفين لدي شركته وحدد فيها الجنسيات والمواصفات، وخاصة لبنان
وسوريا ومصر وأيضا تعدد سفرياته من الصين إلي كمبوديا ولاوس ونيبال
وتايلاند وسوريا ولبنان.
مواصفات المتهم
وردًا
علي سؤال من «روزاليوسف» قالت محامية المتهم إن «طارق» طوله حوالي 180 سم
نحيف وأصلع قمحي اللون وعيناه عسليتا اللون واسعتان وكان يحضر جلسات
التحقيق التي تبدأ من الساعة التاسعة صباحًا وسط حراسة أمنية مشددة حتي
الساعة الخامسة مساء يتخللها بعض الاستراحات «للأكل و الشرب والصلاة»
مرتديا «بدلة كاملة» رمادية اللون وقميصًا رماديا «مقلم بخطوط بيضاء»
وعندما كان يدخل التحقيق يقوم بخلع الكرافتة والجاكيت حتي يستطيع الإجابة
بحرية.
محاميته في النيابة
وأوضحت
المحامية أنه تم انتدابها من قبل نقابة المحامين للدفاع عن المتهم وحضور
جلسات التحقيق بعدما أرسلت نيابة أمن الدولة للنقابة تطلب محاميا لحضور
جلسات التحقيق مع المتهم طبقا للقانون.
وأوضحت أنها لن تحدد طرق
الدفاع عنه إلا بعد الاطلاع علي ملف القضية كاملا من الأحراز واعترافاته،
وأشارت إلي أنها لم تقدم أي طلب حتي الآن لزيارته في السجن خوفًا من
تعاطفها معه أو إصدار حكم عليه قبل الاطلاع علي ملف القضية.
تنحي محامي شقيقه
من
جانب آخر أعلن ضياء الجارحي المحامي أن شقيق المتهم طارق عبدالرازق طلب
منه عدم الاستمرار في القضية ولم يعلن المحامي عن أسباب ذلك والدوافع التي
أدت إلي طلب العدول عن توكيله للدفاع عن أخيه.
ورجح الجارحي أن «محمد» شقيق المتهم يتعرض لظروف نفسية سيئة وضغوط جعلته فاقدًا للتوازن وغير مدرك لما يفعله وفاقد الثقة فيمن حوله.
ومن
المقرر تحديد جلسة لمحاكمة المتهم أمام جنايات أمن الدولة العليا طوارئ
خلال الساعات المقبلة.. بعدما أعلن المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود
النائب العام قرار اتهام المتهمين طارق عبدالرازق وإيدي موشيه وجوزيف ديمور
بالتخابر لصالح إسرائيل والسعي للإضرار بالأمن القومي المصري ومحاولة قطع
علاقات مصر السياسية مع سوريا ولبنان.
وفي السياق نفي مصدر أمني
بمصلحة السجون ماتردد حول إصابة المتهم بحالة هياج وإنهيار عصبي ونقله
للمستشفي وأن المتهم مازال في السجن.