أمس, حدد الرئيس حسني مبارك زعيم الحزب ثمانية تكليفات للحزب الوطني
وحكومته وهيئته البرلمانية لبدء تنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب من
اليوم.
وطالب الرئيس مبارك الحكومة بأن تبدأ علي الفور في وضع البرنامج التنفيذي
للنهوض بهذه التكليفات, وتنفيذ تعهدات البرنامج في عامه الأول, وفق
إطار زمني محدد, وتوقيتات واضحة, مؤكدا أنه سوف يتابعها أولا بأول,
ويحاسب علي الالتزام بها, وتشمل التكليفات المضي في سياسات الإصلاح
الاقتصادي وبرامجه, والعمل علي الارتفاع بمتوسط معدلات النمو إلي8%
خلال السنوات الخمس المقبلة ووضع قضية الاستثمار والتشغيل علي رأس
أولوياتنا, بما لذلك من مردود إيجابي علي دخول المواطنين, وإتاحة فرص
العمل, وفتح أبواب الرزق للشباب, والارتقاء بأداء الجهاز الإداري
للدولة, والتصدي لجرائم إساءة استخدام السلطة, والتعدي علي المال
العام, مع مواصلة سياسات تحسين الأجور, والسيطرة علي الأسعار, وخفض
معدلات التضخم, والنهوض بأوضاع الفلاح المصري, والعمل علي زيادة دخله
وإنتاجيته, بالمزيد من تطوير سياسات الزراعة والري, والمزيد من الأخذ
بأساليب حديثة للتصنيع الزراعي, والمزيد من الجهود لمضاعفة الصادرات
الزراعية.
كما تشمل التوسع في المناطق والاستثمارات الصناعية, لإرساء قاعدة جديدة
للصناعة علي مستوي المحافظات, تتيح فرصا جديدة للاستثمارات الوطنية
والأجنبية, وتفتح مجالات جديدة للعمل, ومواصلة تطوير منظومة التعليم,
والتوسع في إتاحة فرص التعليم المتطور بمختلف مستوياته وتخصصاته, بما
يحقق نقلة نوعية في التعليم وجودته.
وتشمل التكليفات أيضا: تحقيق معدلات أعلي في تنفيذ برنامج الاستهداف
الجغرافي للفقر, والعمل علي مضاعفة عدد الأسر المستفيدة من مساعدات
الضمان الاجتماعي للمرة الثانية, وتوفير معاش لمن لا معاش له, مع إضافة
الملايين من الأسر المصرية للتأمين الصحي, وتحسين مستوي ما يقدم
للمواطنين من خدمات, وطرح حلول غير تقليدية ومبتكرة, للمشكلات المزمنة
التي تواجه المواطنين في حياتهم اليومية, والمضي في تطوير الإطار
التشريعي والتنفيذي للتوسع في اللامركزية, بما يعزز نطاق المشاركة
والرقابة الشعبية للمحليات, وبما يحقق الاستخدام الأمثل للموارد, ويلبي
احتياجات المواطنين وأولوياتهم.
وأوضح الرئيس مبارك أن الأولويات الثلاث الرئيسية للمرحلة المقبلة, هي
المزيد من الاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل, والمزيد من توسيع قاعدة
العدل الاجتماعي بين أبناء الوطن ومحافظاته, والمزيد من تدعيم المشاركة
الشعبية بالتوسع في اللامركزية علي مستوي المحليات.
وقال الرئيس مبارك: إننا في الحزب الوطني ننأي بأنفسنا عن احتكار العمل
الوطني والحزبي, ونتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة, ونشجع علي
ذلك ونسعي إليه, ونواصل العمل في خدمة الوطن والمواطنين, ونجتهد من أجل
العطاء لمصر والمصريين, ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا إلي
الأمام.
وأوضح الرئيس مبارك أن العمل الحزبي والوطني مسئولية وعطاء, مؤكدا أن
ماحققه الحزب الوطني من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبري داخل البرلمان و
خارجه خلال المرحلة المقبلة.
وقال الرئيس: لقد وضعنا صعيد مصر في قلب أولوياتنا, وأقمنا مناطق
صناعية ومشروعات كبري للمرافق والخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز
غيرت وجه الحياة في صعيد مصر, ووضعته علي مشارف انطلاقة تنموية واقتصادية
غير مسبوقة.
وقد شهد اليوم الأول من أعمال المؤتمر السنوي السابع للحزب الوطني,
مناقشات ومواجهات حامية بين النواب وأعضاء اللجان ووزراء الحكومة, علا في
بعضها صراخ الأعضاء, الأمر الذي استدعي التدخل من صفوت الشريف الأمين
العام مطالبا الأعضاء بالبعد عن التشنج والحديث بهدوء.
وكان صفوت الشريف قد أكد وقوف الرئيس حسني مبارك دائما إلي جانب الفلاح
الذي هو في قلب مصر, مشيرا إلي قرار الرئيس بإسقاط500 مليون جنيه من
ديون الفلاح المصري ووقوفه بجانبه في مسألة تسعير المحاصيل الزراعية,
وأعلن اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية أنه تم إصدار أكثر
من110 آلاف تصريح للبناء في الريف, وأقر المحجوب بزيادة المبالغ
المخصصة لرسوم تراخيص البناء, مؤكدا أنه طالب المحافظين بضرورة تخفيضها
بما يناسب المواطنين في هذه القري.
وأكد الدكتور زكريا عزمي الأمين المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية أن المؤتمر سيمنح أولوية لقضايا الشباب في مناقشاته.
وأكد السيد جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب وأمين السياسات أن مؤتمر
الحزب سيوجه رسالة واضحة إلي شعب مصر تؤكد نجاح السياسات الحزبية في
التغيير للأفضل وفي مواقع عديدة علي أرض الوطن.
وفيما يلي نص الكلمة:
الإخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب الوطني الديمقراطي..
الضيوف الأعزاء..
السيدات والسادة..
أرحب بكم جميعا.. ويسعدني أن أتحدث إليكم في مستهل مؤتمرنا السنوي
السابع. أعرب لكم عن تهنئتي بالأداء المتميز للحزب ومرشحيه.. في
الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب.. وأتطلع معكم لمؤتمر ناجح.. ومناقشات
مفيدة لقضايا الوطن والمواطنين.. تعزز عطاء الحزب من أجل مصر وشعبها..
تعطي عملنا الحزبي والوطني دفعة جديدة إلي الأمام.. وتؤكد دور الحزب
الوطني الديمقراطي.. كحزب للأغلبية.
نلتقي معا اليوم.. بالعديد من أعضاء الحزب وكوادره وقياداته.. وممثلي
الوحدات الحزبية والهيئة البرلمانية.. جاءوا من كل المحافظات.. تجمعنا
معا مسيرة العمل الوطني والحزبي.. والاجتهاد في خدمة الوطن.
إنني أعبر لهم.. ولكم جميعا.. عن مشاعر الاعتزاز والتقدير. أشد علي
أيدي رموز الحزب وأعضائه ممن تواصل عطاؤهم عبر السنوات الماضية.. وأتوجه
بالتحية لشباب الحزب وشاباته.. طليعة تطويره.. ومصدر قوته وحيويته
المتجددة.
نلتقي اليوم.. بعد انتخابات حاسمة لمجلس الشعب. استعد لها الحزب منذ
عام2005, بتطوير متواصل علي المستوي التنظيمي, وجهود جادة لتنفيذ
برنامجه خلال السنوات الخمس الماضية, وبرنامج طموح للسنوات الخمس
المقبلة.
إنني أتوجه بالإشادة لما كشفت عنه هذه الانتخابات.. من مستوي رفيع
للالتزام الحزبي.. وأتوجه بالتحية لقيادات الحزب وكوادره.. لمن تم
ترشيحهم ولمن لم يرشحهم الحزب.. وأتوجه بالتهنئة لمن فاز من مرشحي
الحزب.. مع تمنياتي بنتائج أفضل في المستقبل.. لمن لم يحالفهم
التوفيق.
لقد جاءت نتائج الانتخابات.. لتثبت من جديد.. أن العمل الحزبي يظل رهنا
بالتواصل مع الشارع المصري.. بمشاكله وهمومه وآماله.. وبقدر ما تحققه
الأحزاب من تطوير وإصلاح.. في هياكلها وبنائها المؤسسي وكوادرها..
وفيما تطرحه من فكر ورؤي وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
لقد أثبت الحزب دائما انفتاحه علي كل فكر جديد.. يعي واقع المجتمع
المصري.. وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين, خضنا بهذا الفكر الجديد
الانتخابات التشريعية عام..2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب.. وخضنا به
الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ببرنامج طموح.. يبني علي ما حققناه
حتي الآن.. يعي شواغل وهموم وأولويات المواطنين.. ويحتضن آمالهم
وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل.
خضنا انتخابات مجلس الشعب.. مدركين ـ كعهدنا ـ أن العمل الحزبي
والوطني.. مسئولية وعطاء. نعلم تماما أن ما حققه الحزب من أغلبية
كبيرة.. تقابله مسئولية كبري داخل البرلمان وخارجه.. خلال المرحلة
المقبلة. نمضي بتجربتنا الديمقراطية خطوات للأمام.. نؤمن بأن
الديمقراطية ثقافة نسعي لنشرها.. وممارسة تتدعم قواعدها وسلوكياتها..
عاما بعد عام.
وأقول مخلصا.. إننا في الحزب الوطني.. ننأي بأنفسنا عن احتكار العمل
الوطني والحزبي. نتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة.. ونشجع علي
ذلك ونسعي إليه.. نواصل العمل في خدمة الوطن والمواطنين.. نجتهد من أجل
العطاء لمصر والمصريين.. ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا إلي
الأمام.
الإخوة والأخوات..
لقد بدأنا مع مطلع هذا العقد برنامجا شاملا للإصلاح.. وفق رؤية
إستراتيجية واضحة ومحددة.. وضعنا الأسس اللازمة لبناء دولة مدنية
حديثة.. بإصلاح سياسي طور بنيتنا الدستورية والتشريعية.. كانت
التعديلات الدستورية نقطة تحول جوهرية.. في مسيرة الديمقراطية علي أرض
مصر.
تعديلات هي الأكبر والأشمل في تاريخنا المعاصر, أرست مفهوم المواطنة
كأساس للحقوق والواجبات.. في مجتمع مدني حديث.. يحقق المساواة بين كل
المصريين.. بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو أي اعتبار آخر.
تعديلات دستورية.. فتحت الباب ـ ولأول مرة في تاريخنا ـ لكي ينتخب
المصريون رئيسهم بالاقتراع الحر المباشر.. حققت المزيد من التوازن بين
السلطتين التشريعية والتنفيذية.. وأفسحت المجال للأحزاب السياسية
للمشاركة في عملية التحول الديمقراطي.. ولتصبح محورها ومحركها.
إصلاح دستوري.. أتاح آفاقا جديدة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية..
لتحتل مكانتها في العمل السياسي.. ولتتوج المكتسبات التي حققتها المرأة
المصرية عبر مسيرتها.. كما عزز هذا الإصلاح مفهوم اللامركزية..
واستقلال القضاء.
وفضلا عما حققناه من إصلاح سياسي.. فقد قام برنامجنا للاصلاح الاقتصادي
علي تحول مهم وجذري.. لإعادة صياغة دور الدولة من كونها المحرك الأوحد
للنشاط الاقتصادي.. والمصدر الرئيسي للتشغيل.. إلي دور جديد ومتطور..
يضع الأطر المنظمة للنشاط الاقتصادي.. يفسح المجال للقطاع الخاص..
يتابع ويراقب أداء الاقتصاد.. ويعني بتصحيح مساره.
إتبعنا منهجا حديثا ومتطورا للإصلاح الاقتصادي.. عزز البنية الأساسية
والتشريعية الجاذبة للاستثمار.. أفسح المجال للقطاع الخاص المصري والعربي
والأجنبي.. ووضع ضوابط واضحة للمنافسة.. إصلاح.. عالج التشوهات
الهيكلية في اقتصادنا.. بمنظومة متكاملة من السياسات والتشريعات في
النظام الضريبي والنظام المصرفي.. مهدت لتحقيق معدلات غير مسبوقة من
النمو الاقتصادي.. فاقت في متوسطها ما تحقق في ثلاثة عقود.
اجتزنا أزمة اقتصادية طاحنة واجهها العالم.. زعزعت اقتصادات العديد من
الدول المتقدمة.. وحافظنا علي مكانتنا كقوة اقتصادية ناشئة.. باقتصاد
عززت قدرته خطوات الإصلاح.. يقوم علي أسس راسخة تكفل له النمو
المتواصل.
شهد النمو في قطاع الصناعة معدلات متزايدة.. خلال السنوات الخمس
الماضية.. وتضاعفت صادراتنا بمختلف مصادرها البترولية وغير البترولية.
شهدت قطاعات السياحة والتجارة الخارجية طفرة كبيرة.. وفتحنا المجال
لانشطة صناعية وتجارية جديدة.. تخدم احتياجات مجتمعاتنا المحلية.. لفرص
العمل والنمو الاقتصادي ورفع مستوي المعيشة.
لقد خضنا هذه التحولات الاقتصادية الكبري.. وعيوننا علي غير القادرين من
أبناء الشعب واخترنا البديل الصعب.. عندما اتبعنا منهجا متأنيا للإصلاح
يحفظ التوازن بين فئات المجتمع حتي لا يدفع غير القادرين الفاتورة الباهظة
للتحول الاقتصادي فكانت تحولاتنا الاقتصادية مدفوعة ومدعومة علي الدوام..
بسياسات موازية لتحقيق العدالة الاجتماعية ورعاية الفئات المحرومة والأكثر
احتياجا.
كان البعد الاجتماعي ـ وسيظل ـ المحور الأساسي المحرك لجميع سياساتنا
الاقتصادية. وضعنا سياسات واضحة لتحقيق العدالة الاجتماعية, ولتوسيع
شبكة الضمان الاجتماعي اتبعنا سياسات محددة لاستهداف الفقر.. تقوم علي
تمكين غير القادرين والأخذ بأيديهم للخروج من دائرته ومعاناته.
نجحنا في مضاعفة الأجور والمعاشات ومضاعفة المستفيدين من شبكة الضمان
الاجتماعي وكان هدفنا دائما ـ وسيظل ـ تحسين أحوال المعيشة للفئات محدودة
الدخل.. لتصل إليهم ثمار التحول الاقتصادي والنمو والتنمية.
وضعنا صعيد مصر في قلب أولوياتنا.. وأقمنا مناطق صناعية ومشروعات
كبري.. للمرافق والخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز.. غيرت وجه
الحياة في صعيد مصر.. ووضعته علي مشارف انطلاقة تنموية واقتصادية غير
مسبوقة.
كان الفلاح المصري ـ وسوف يظل ـ في قلب خطط الإصلاح والنمو والتنمية..
بسياسات داعمة ومساندة للمزارعين.. تضمن لهم الحصول علي عائد مجز من
المحاصيل الاساسية.. بالإضافة إلي حسم المشكلات المتراكمة والمتعلقة
بمديونيات المزارعين.
كان شاغلنا الشاغل ـ وسيظل ـ هو تحسين نوعية الحياة.. ورفع مستوي معيشة
الإنسان المصري.. وتطوير ما يقدم له من خدمات التعليم.. والرعاية
الصحية.. والاسكان والمرافق.. وغيرها, وقد حققنا الكثير في إتاحة
وتطوير هذه الخدمات خلال المرحلة الماضية.. وحققنا طفرة غير مسبوقة..
بمشروعات مترامية لشبكات مياه الشرب والصرف الصحي.. كما واجهنا الزيادة
السكانية ببرامج طموحة للتوسع العمراني.. وقري الظهير الصحراوي.
ذلك بعض ما حققناه لأبناء الشعب.. خلال المرحلة الماضية.. وذلك ما
نعتزم مواصلته والبناء عليه خلال المرحلة المقبلة.. نتعهد ونلتزم به حزبا
وحكومة.. ونمضي في الوفاء به بعزم لا يلين.
الإخوة والأخوات..
إن الأولويات الثلاثة الرئيسية للمرحلة المقبلة.. هي المزيد من الاستثمار
والنمو وإتاحة فرص العمل.. والمزيد من توسيع قاعدة العدل الاجتماعي بين
أبناء الوطن ومحافظاته.. والمزيد من تدعيم المشاركة الشعبية بالتوسع في
اللامركزية علي مستوي المحليات.
أعلم أنه لا تزال أمامنا تحديات وصعاب.. لكن الحزب يدرك تماما المسئولية
الكبيرة التي تقع علي عاتقه.. للمضي في سياسات الإصلاح.. كما يتحمل مع
الحكومة وأعضاء هيئته البرلمانية.. مسئولية تنفيذ البرنامج الذي طرحه
للسنوات الخمس المقبلة.. بخطوات ملموسة وتوقيتات واضحة ومحددة.. تنعكس
علي حياة المواطنين.. ويشعرون بآثارها ونتائجها وثمارها.
وتحقيقا لذلك, فإنني أحدد مهام وتكليفات واضحة للحزب وحكومته, وهيئته
البرلمانية, لتنفيذ ما تعهد به الحزب في برنامجه للانتخابات الأخيرة
لمجلس الشعب, تكليفات أوجز أهم محاورها فيما يلي:
أولا: المضي في سياسات الإصلاح الاقتصادي وبرامجه, والعمل علي الارتفاع
بمتوسط معدلات النمو إلي(8%) خلال السنوات الخمس المقبلة, ووضع قضية
الاستثمار والتشغيل علي رأس أولوياتنا, بما لذلك من مردود إيجابي علي
دخول المواطنين, وإتاحة فرص العمل, وفتح أبواب الرزق للشباب.
ثانيا: الارتقاء بأداء الجهاز الإداري للدولة, والتصدي لجرائم إساءة
استخدام السلطة, والتعدي علي المال العام, مع مواصلة سياسات تحسين
الأجور, والسيطرة علي الأسعار, وخفض معدلات التضخم.
ثالثا: النهوض بأوضاع الفلاح المصري, والعمل علي زيادة دخله
وإنتاجيته, بالمزيد من تطوير سياسات الزراعة والري, والمزيد من الأخذ
بأساليب حديثة للتصنيع الزراعي, والمزيد من الجهود لمضاعفة الصادرات
الزراعية.
رابعا: التوسع في المناطق والاستثمارات الصناعية, لإرساء قاعدة جديدة
للصناعة علي مستوي المحافظات, تتيح فرصا جديدة للاستثمارات الوطنية
والأجنبية, وتفتح مجالات جديدة للعمل.
خامسا: مواصلة تطوير منظومة التعليم, والتوسع في إتاحة فرص التعليم
المتطور بمختلف مستوياته وتخصصاته بما يحقق نقلة نوعية في التعليم
وجودته, كما أشدد علي إيلاء الاهتمام الواجب بالتعليم الفني, وتطبيق
النظام الجديد للثانوية العامة, بما يخفف من أعباء الأسرة المصرية,
ويسهم في تطوير التعليم الجامعي وقبل الجامعي.
سادسا: تحقيق معدلات أعلي, في تنفيذ برنامج الاستهداف الجغرافي
للفقر, والعمل علي مضاعفة عدد الأسر المستفيدة من مساعدات الضمان
الاجتماعي, للمرة الثانية, وتوفير معاش لمن لا معاش له, هذا, مع
إضافة الملايين من الأسر المصرية للتأمين الصحي, من خلال الاستمرار في
تطوير النظام الحالي, وبدء العمل بنظام التأمين الصحي الجديد.
سابعا: تحسين مستوي ما يقدم للمواطنين من خدمات, وطرح حلول غير تقليدية
ومبتكرة, للمشكلات المزمنة التي تواجه المواطنين في حياتهم اليومية.
ثامنا: المضي في تطوير الإطار التشريعي والتنفيذي للتوسع في
اللامركزية, بما يعزز نطاق المشاركة والرقابة الشعبية للمحليات, وبما
يحقق الاستخدام الأمثل للموارد, ويلبي احتياجات المواطنين وأولوياتهم.
تلك هي تكليفاتي للحزب.. وحكومته.. وهيئته البرلمانية.. وتلك هي
رسالتي لكم خلال هذا المؤتمر السنوي, إن العمل لتنفيذ برنامج الحزب لابد
أن يبدأ من اليوم, وأن ينطلق من هذا المؤتمر, إنني أطالب الحكومة بأن
تبدأ علي الفور في وضع البرنامج التنفيذي للنهوض بهذه التكليفات.. وتنفيذ
تعهدات البرنامج في عامه الأول, وفق إطار زمني محدد, وتوقيتات
واضحة, سوف أتابعها أولا بأول, وأحاسب علي الالتزام بها.
الإخوة والأخوات..
إن شيئا لا ينجح أكثر من النجاح ذاته, ولقد حقق الحزب من النجاح خلال
السنوات الماضية ما يلهمنا خلال المرحلة المقبلة, وأقول لكم جميعا, إن
تحرككم لابد أن يظل في الشارع المصري, ومع الناس, اعملوا من أجلهم,
اشرحوا لهم برنامج الحزب وتوقيتات تنفيذه, قولوا لمن لم تصلهم بعد ثمار
النمو والتنمية, إنها في الطريق إليهم.. انشروا الأمل وتصدوا
للمشككين, فبالأمل والعزيمة تبني الشعوب مجتمعاتها, وتصنع الأمم
مستقبلها.
سوف نمضي في تنفيذ البرنامج الجديد للحزب, بذات العزم والتصميم الذي
بذلناه خلال المرحلة الماضية, واضعين نصب أعيننا مصالح الوطن
والمواطنين, وبعيدا عن أي مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة.
لا شئ يعلو لدينا علي أمن مصر القومي, عيوننا ساهرة علي كل من يتربص
بنا, ونعلم أن السلام لا يعني الركون للتراخي أو الاسترخاء, نواصل
التحرك من أجل قضايا منطقتنا وأمتنا, نبذل أقصي الجهد من أجل القضية
الفلسطينية, والسلام العادل والشامل, نعمل من أجل استقرار لبنان
والعراق ومنطقة الخليج, ونولي اهتماما فائقا للحفاظا علي أمن واستقرار
السودان, بشماله وجنوبه, وفي دارفور.
إن العالم إذ يحتفل بأعياد الميلاد والعام الجديد, وإذ يتأهب أقباط مصر
للاحتفال بعيد الميلاد المجيد, فإننا نتطلع لأن يعم السلام الشرق
الأوسط, ولأن يحمل معه الأمن والطمأنينة والخير, لسائر دوله وشعوبه,
فلقد طالت معاناة هذه المنطقة المضطربة عقودا طويلة, وآن لها أن تنعم
بالسلام والأمن والاستقرار, وأن تحقق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار.
إن هذا المؤتمر السنوي السابع, هو تجديد لوعد والتزام, وعد لأبناء
الشعب بانطلاقة جديدة, والتزام بتعهد الحزب بتحقيقها, انطلاقة نحلم بها
ونسعي إليها, تستكمل أركان مجتمع مصري حديث ومتطور, يدفع بجميع فئات
شعبه إلي الأمام, ويعزز الأمل والثقة بالمستقبل في قلوب أبنائه, مجتمع
يرسخ دعائم الدولة المدنية, لا يخلط الدين بالسياسة, ويعزز قيم
المواطنة والمشاركة بين مسلميه وأقباطه, مجتمع متماسك, يحفظ وحدته
الوطنية, ويقطع الطريق علي قوي الإرهاب والتطرف, مجتمع لمصريين أحرار
يعلمون طريقهم للمستقبل ويسعون من أجله, ويقوي به اقتصادهم ويرتفع مستوي
معيشتهم, عاما بعد عام.
سيظل الإنسان المصري هو الغاية والهدف, وستظل مصر وطنا عزيزا, نعيش فيه
ويعيش فينا.. نبذل من أجله كل جهد وعطاء.. لتظل راياته مرفوعة خفاقة
علي الدوام.
تمنياتي لكم بمؤتمر ناجح..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..