الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيلتقيان قريبا في مصر للبحث في عملية
السلام.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان اللقاء سيعقد في السادس من يناير في شرم الشيخ.
من جهتها، قالت الاذاعة الاسرائيلية ان اللقاء "مقرر مبدئيا الاسبوع
المقبل". وأفادت الاذاعة بان "اجتماع نتنياهو ومبارك سيتناول تطورات عملية
السلام وتهديدات حركة حماس بتصعيد الاوضاع في المنطقة بالاضافة الى الملف
النووي الايراني".
واوضحت ان مصر كانت قد وافقت على عقد هذه الاجتماع الاسبوع الجاري الا ان
نتنياهو طلب تأجيله بسبب المداولات الجارية في الكنيست حول مشروع قانون
ميزانية الدولة.
وأشارت الاذاعة الى ان مستشار الامن القومي الاسرائيلي عوزري اراد سيسبق
نتنياهو إلي مصر حيث يصل إلي القاهرة بعد غد "الثلاثاء" تمهيدا لزيارة
نتنياهو، وسيجتمع اراد برئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
في الوقت نفسه كشفت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن مخاوف في تل أبيب من
خطوات مصرية انتقامية بعد الكشف عن شبكات التجسس في مصر ولبنان وسوريا،
والرد على التحركات الإسرائيلية المشبوهة في جنوب السودان ودول منابع
النيل، ما قد يسبب إضراراً بالمصالح الإسرائيلية في المنطقة والعالم،
بالتزامن مع بدء موقع ويكيليكس نشر وثائق متعلقة بأعمال إسرائيل العدوانية.
وقال موقع "تيك ديبكا" المتخصص في شؤون الأمن والاستخبارات الاسرائيلي إن
الكشف المصري الأخير لشبكات التجسس جاء كرد فعل انتقامي على الاجتماع السري
في تل أبيب في 16 من الشهر الحالي بين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور
ليبرمان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس “الدوما” الروسي الموفد الخاص
للسودان ميخائيل مارغيلوف وبين مندوبين من حكومة جنوب السودان (التي قال
الموقع إن لها مكتب رعاية مصالح غير رسمي في تل أبيب للتنسيق السياسي
والعسكري والاستخباراتي)، بمبادرة من ليبرمان .
وأضاف الموقع أن هذا الاجتماع دفع الرئيس مبارك إلى إعطاء الضوء الأخضر
لرئيس المخابرات عمر سليمان بالكشف عن الشبكات الإسرائيلية في مصر والشبكات
المرتبطة بها في لبنان وسوريا. ونقل عن مصادر قال إنها استخباراتية
إسرائيلية أن هذا الكشف مجرد مرحلة أولى من سلسلة رد فعل انتقامية على
النشاط الإسرائيلي المشبوه في جنوب السودان، وتوقعت المصادر اتجاه القاهرة
إلى التصعيد .
وتأتي الخطوة المصرية بعدما اعتبرت القاهرة هذا اللقاء بمثابة نجاح
إسرائيلي في الحصول على دعم الروس لحكومة جنوب السودان في ما يتعلق
بالانفصال وملفات النفط .
وخلصت تقارير استخباراتية مصرية إلى أن الروس بدأوا تزويد حكومة جنوب
السودان بالسلاح، خاصة المروحيات القتالية، وأن الإسرائيليين والروس يقومون
بالتنسيق في عمليات إرسال السلاح لرئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت،
واعتبرت القاهرة تحركات الإسرائيليين استغلالاً لجمود الموقف الأمريكي
لصالح تعزيز الوجود الروسي ليصب كل ذلك في مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي
في المنطقة .
وأكدت المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية أن خبر لقاء تل أبيب الذي من
المفترض أنه كان عالي السرية، نشر على موقع (إزروس) “الإسرائيلي” الناطق
بالروسية والمقرب من ليبرمان، ما دفع القاهرة بعد 4 أيام من اللقاء إلى
إعلان اعتقال الجاسوس طارق عبد الرازق حسن .
وأضافت المصادر أن خطورة ما يحدث في جنوب السودان استراتيجياً وعسكرياً
بالنسبة لمصر، تساوي الخطورة التي تنظر من خلالها “إسرائيل” لما يحدث من
"حماس" أو حزب الله في جنوب لبنان .
وأشارت المصادر إلى أن ما يزيد مخاوف القاهرة إزاء حصتها المائية تحركات
رئيس وزراء إثيوبيا مليس زيناوي الذي جند 6 دول من حوض النيل للمطالبة
بإعادة توزيع حصص النهر.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن القاهرة وجدت بشكل غير مسبوق، إسرائيل في
قلب التحركات الإفريقية في ملفات النفط والمياه، التي تمس الأمن القومي
المصري، وأنها تقوم بدور أقوى من الدور المصري في قلب العواصم الإفريقية